بعد الضربة الإسرائيلية على إيران.. هل يصل الصراع إلى حرب شاملة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
يقول محللون لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على إيران صباح السبت يمثل بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر منذ سنوات بين البلدين، لكن يبدو أنه حتى الآن على الأقل لم يصل إلى حد إثارة "حرب شاملة".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل علناً بإجراء عملية عسكرية داخل إيران، بعد سنوات من الحفاظ على الصمت الاستراتيجي حول اغتيالاتها وأعمال التخريب على الأراضي الإيرانية.
صراع مفتوح
وعلى الرغم من أنها كانت لحظة مهمة، إلا أن الهجوم لم ينتج عنه على الفور تهديداً إيرانياً بالرد، مما خفف المخاوف من أن اثنين من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط كانتا على وشك صراع لا يمكن السيطرة عليه.
وقالت إيلي غيرانمايه، الخبيرة الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهي مجموعة بحثية مقرها برلين: "لقد دخلت سنوات حرب الظل صراعاً مفتوحاً بالكامل، حتى وإن كان صراعاً مُداراً ومتداركاً، في الوقت الحالي". وأضافت: "يمكن لطهران أن تبتلع هذه الضربات ضد المنشآت العسكرية، من دون أن تنتقم بطريقة تدعو إلى مزيد من العمل الإسرائيلي".
وبعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة لتقليص نطاق هجومها، تجنبت إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووية حساسة ومنشآت لإنتاج النفط رداً على وابل كبير من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
ويوم السبت، ركزت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بدلاً من ذلك على ما يقرب من 20 منشأة عسكرية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
Iran and Israel have fought a shadow war for decades, but this year, their conflict has burst into the open. Israel’s military is now preparing for a military strike on Iran — a retaliation for Iran launching about 180 ballistic missiles at Israel. https://t.co/yjW0CxI30v
— The New York Times (@nytimes) October 23, 2024 التقليل من أهمية الهجوموقد سمح تركيز الضربات الإسرائيلية نسبياً للمؤسسات الإيرانية بالتظاهر بالحياة الطبيعية صباح يوم السبت. حيث أعادت هيئة الطيران فتح المجال الجوي الإيراني، وبثت وكالات الأنباء الحكومية صوراً ولقطات للحياة تعود إلى طبيعتها.
كل الدلائل، كما يقول المحللون، تدل على أن القيادة الإيرانية تحاول التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلي وتقليل التوقعات المحلية برد إيراني كبير.
وقال يوئيل جوزانسكي، الخبير الإسرائيلي في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهو فريق بحثي مقره تل أبيب: "هذه بداية مرحلة جديدة، مرحلة خطيرة، مع العديد من الحساسيات... لكن ما يُقال في إيران وما يتم تداوله الآن بأن الضربات لا تعني شيئاً".
ونتيجة لذلك، أضاف: "من الممكن أن يغلق الجانبان هذه الجولة على الأقل، ولن نرى رداً إيرانياً، أو إذا رأينا ذلك، فسيكون صغيراً في الحجم وضعيفاً في القوة".
Breaking News: Israel launched its long-awaited retaliatory strikes on Iran, the Israeli military said. Israel had vowed payback for Iran's Oct. 1 attack, during which the Islamic republic launched about 180 ballistic missiles at Israel. https://t.co/8rKqtJQYxO
— CBS News Miami (@CBSMiami) October 25, 2024ومع ذلك، حذر محللون من أنه حتى لو انحسر التصعيد الأخير، فقد دفع إيران وإسرائيل أكثر على طريق نحو صراع لا يمكن السيطرة عليه.
ضربة أكبرلسنوات، خاض البلدان حرباً سريةً قوض فيها كل جانب مصالح الآخر وقدم الدعم لخصوم الآخر، بينما نادراً ما يتحملون المسؤولية عن هجماتهم. وتحول هذا الصراع السري إلى مواجهة مفتوحة عندما اندلعت الحرب العام الماضي بين إسرائيل وحركة حماس، حليف إيران في قطاع غزة.
بعد أن أطلق الهجوم الذي قادته حماس في إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي العنان لحرب إسرائيل المدمرة في غزة، بدأ وكلاء إيران الآخرون في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله بلبنان، بضرب إسرائيل تضامناً مع حليفهم الفلسطيني. في المقابل، كثفت إسرائيل هجماتها على المصالح الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تبادلات مباشرة بين البلدين، أولا في أبريل (نيسان) والآن في أكتوبر (تشرين الأول).
ويخشى بعض المحللين من أن إسرائيل، على الرغم من تقييدها نسبياً للضربات يوم السبت، كانت تمهد الطريق لضربة أكبر بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني). وسيؤدي التصويت إلى انتقال للسلطة يتضاءل خلاله نفوذ واشنطن وتركيزها على الصراع بين إيران وإسرائيل.
Many people mocked Israel’s failed attack on Iran by making videos or memes. You can also make some contents and share them with us in the comments to this post. We will repost 2 of the best. pic.twitter.com/wYcaSMsggE
— Iran Military (@IRIran_Military) October 26, 2024ومن خلال إلحاق الضرر بالدفاعات الجوية الإيرانية ونظام الرادار، سهلت إسرائيل على طائراتها المقاتلة مهاجمة إيران في المستقبل، وهي خطوة قد تردع طهران عن الرد بقوة، أو تشجع إسرائيل على محاولة المزيد من الهجمات، أو كليهما.
وقالت غيرانمايه، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "سيتنفسون الصعداء في جميع أنحاء إيران والمنطقة لأن الولايات المتحدة تمكنت من كبح جماح نتانياهو في الوقت الحالي... لكن الخوف هو أن يكون هذا ضبطاً مؤقتاً إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية. إذ يمكن أن تكون مرحلة البطة العرجاء المقبلة لحظة نرى فيها تجدد الهجمات الإسرائيلية داخل إيران، كنافذة ذهبية متصورة لزيادة استنفاد القدرات الإيرانية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل السنوار
إقرأ أيضاً:
واكوا الجراب على العقاب
أكمل الإنجليز ما بدأه الأتراك في 1821 من تحديث للدولة المسماة السودان بحدودها التي استمرت حتى 2011 … وكان يمكن أن يكون اسمها غير السودان وتكون حدودها ليس تلك ولكن حدث ما حدث.. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى…
من سمات الدولة الحديثة غير حدودها المعترف بها دولياً وعاصمتها وعملتها وعلمها ونشيدها الوطني وحاجات تانية حامياني أن يكون فيها طبقة سياسية بشقيها حاكمة ومعارضة وهذا يعني بالضرورة وجود أجندة سياسية متعارضة وكلما تقاربت هذة الأجندة المتعارضة كلما كان هناك استقراراً سياسياً وكلما تباعدت يحدث العكس.
الطبقة الوطنية السياسية السودانية عند النشأة كان التعارض في أجندتها حول الاستقلال الكامل أم الاتحاد مع مصر.. فاستقل السودان ولكن رغم ذلك استمر الخلاف على أجندة جديدة لا تعدو أن تكون طق حنك…
ثم ظهرت الحركة الشيوعية فحاولت أن تفرض أجندة جديدة.. فرفعت شعار الصراع الطبقي… وبما أن الطبقات لم تتبلور بعد في السودان حاولوا طرح برامج توعوية أخرى كالحداثة والتقدمية والذي منه فأخدوا عرضتهم..
ثم ظهرت الحركة الإسلامية كحركة أممية أخرى مناهضة للشيوعية… فطرحوا شعار الدولة الإسلامية مقابل الدولة العلمانية… ومثلما فشل جند الصراع الطبقي فشل جند الصراع الديني ولكن ظلت الحركة تمارس السياسة بتكتيكات مختلفة قائمة على قوة التنظيم فأخدت عرضتها وكانت عرضة صقرية مازالت كتاحتها معكلبة..
ثم جاءت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق.. فطرحت صراع المركز والهامش ونجحت في تغيير حدود السودان.. ولكنها لم تنجح في إيجاد استقرار في البلدين.. مما يشي بأن النظرية لحقت بنظرية الصراع الطبقي والصراع الديني أي دخلت التلاجة هي الأخرى..
السياسيون الذين تحاشوا النظريات الثلاثة ظلوا يتخبطون في برامج سياسية.. قومية عربية.. قومية أفريقية وكلها دخلت التلاجة والآن في الساحة الأجندة السياسية المطروحة تترواح بين المدنية و الليبرالية الحديثة وهذة من الضعف بمكان وهناك الجهوية والمناطقية وتنحدر إلى العنصرية والقبلية وكل هذة مختلطة مع بقايا من الثلاثة المذكورة أعلاه
فنحن اليوم في السودان المتبقي نعيش راهنا سياسيا في غاية البؤس، كل الأجندة السياسية أصابها الاهتراء فأصبحت عجفاء. َ… ويا ميلة بختك يا أمة السودان.
السياسة مثل الطبيعة لا تعرف الفراغ فطالما الأجندة الداخلية أصابها البوار كان لابد من أن تزحف أجندة خارجية لتملأ هذا الفراغ ولعل هذا ما حدث إذ يدفع الشعب السوداني الفضل. ََ.. دمه وروحه وماله وعرضه نتيجة هذة الأجندة الخارجية … لقد أصبحنا عشباً تتعارك فوقه الأفيال… ويا ميلة بختك يا أمة السودان
ولكن ؟؟
د. عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب