من منكم من لم يستمع أو يسمع عن حفلة لندن التي كان بطلها المطرب العملاق صاحب الحنجرة الذهبية والأداء المتميز ( ابو الامين ) الذي بهر الشعب السوداني وشعوب دول الجوار باناشيده الوطنية واغانيه العاطفية وبموسيقاه المنتقاة خاصة وهو من المشهود لهم بالكفاءة في عزف العود وان من يصاحبونه في الأوركسترا عليهم الاجتهاد والتماشي مع جو الأغنية أو الانشودة بدرجة عالية من الذوبان في اللحن الجميل حتي تكتمل الصورة وتصل الي الاذن المرهفة وعليها طابع ( ابن ودمدني ) الذي أبدع الي جانب الغناء العاطفي والأناشيد الوطنية حاز أيضا علي أداء المدائح وقد تجلي ذلك في سكب كل روحه وإذابة كل وجدانه في ابحاره الصوفي المعتق وهو يحلق بالعاشقين والحيران والمريدين بقصيدة أهداها لشيخه ( ودمدني ) كاجمل هدية تحمل معني التوقير والاحترام والمحبة وقد قال أهل التصوف :
( الماعندو محبة ماعندو الحبة ) !!.

.
دعونا نعود في زمن كان ارق من النسيم وأجواء معطرة بالفل والرياحين والمسك والعنبر ويومها حط ( الأستاذ الدكتور ود الامين ) رحاله في لندن تصحبه باقة من العازفين الخبراء في إرضاء الاذواق ، يشكلون فريقا متجانسا مع ( الكابتن ) الذي يلعب بالعود كما يلعب ( بيليه ) بالمستديرة علي البساط الأخضر !!..
وبدأت ( الحفلة ) التي تقاطر عليها السودانيون وضيوفهم من شتي أنحاء لندن بل من شتي أنحاء بريطانيا ، ولا تسل عن ذاك اليوم و ( عويناتك ) و ( حروف اسمك ) و ( الجريدة ) مع بقية العقد الفريد مما أنتجته قرايح الشعراء المشهورين اكتمل الشريط الذي يحمل اسم ( شريط لندن ) ووصل هذا الشريط الي البلاد قبل أن يصل صاحبه وقد لاقي قمة الترحيب ومن يومها والي اليوم ظل هذا الشريط ( اللقطة ) يمثل نقطة مضيئة غاية في الإبهار لغناء متفرد عبر به صاحبه البحار ليسعد ويمد المغتربين بلندن بالدفيء في تلك الربوع التي تموت من البرد حيتانها !!..
أحد الخواجات من الذين حضروا الحفل الرهيب علق قائلا والحسرة تملأ عليه أقطار نفسه :
( يا أهل السودان أن لكم مطرب عالمي بمعني الكلمة وكنت أتوقع أن يلزم الحضور أماكنهم ولا يكثرون من الحركة والصراخ ورفع الايادى وفرقعة الاصابع ( يقصد التبشير بلغة السودانيين ) لأن هذا المطرب يستحق أن نسمع له وأن ندع للآخرين فرصة السماع له فهو فنان ( استماع ) وليس فنان هجيج ورقيص وفوضى وتشنج ، يا أهل السودان هذه الحفلة لولا افسادكم لها بهذه الشوشرة من غير داع والحماس الزائد كان يمكن أن تدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية في بهجة أغانيها والروح التي تمت بها والفرح الذي جعل الحضور من العقلاء يحلق بهم عاليا في دنيا الطرب الاصيل ...
طيب اذا كان اهلنا في بلادنا وفي كل مكان لا اقول كلهم ولكن الغالبية منهم حتي ولو هم في قمة الفرح يفسدون هذا الفرح بجينات الفوضي التي يحملونها في اعماقهم ...
فكيف إذن نريد لهم أن يتحلوا بالانضباط وحسن الاستماع في ليالينا السياسية وهذه اليالي ونحن مشهورين بها أننا فيها لا نستمع ولا نسمح للاخرين بالإستماع ومعظمنا يحضر للندوة أو الحوار أو الليلة السياسية وفي نيته المسبقة أن يفرض رأيه وان يسب ويلعن ويخرج عن النص ويكون سعيد لو أن ( الحفلة فرتقت ) ونحن من زمان مشهورين بذلك منذ زمن ( الرتاين ) حيث اشتهر البعض منا باطفاء هذه الرتاين ليعكنن علي الناس ويسلبهم فرحتهم لا لشيء إلا فقط ليشبع رغبة مريضة ساكنة ( جواه ) عجز أمهر أطباء العالم في استئصالها !!..
( هاردلك د.حمدوك انت ورهطك حتي إذا أساء لك البعض فلاتحزن وسامح فالمسامح كريم وانت أدري بالجينات السودانية التي تميل إلي الفوضى كنوع من المزاج ولكنهم علي أية حال شعب طيب !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مهرجان جرش حلقة مهمة في الترويج السياحي للاردن .. اعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب والاجانب جدولوا زيارتهم مع برنامج المهرجان

كتب – محمود علي الدباس – لا يمكن ان ننادي بتشجيع السياحة للاردن ودعوة العالم لزيارته اذا لم نمتلك برنامجا متكاملا يثري تجربة الزائر للمملكة.

في كل دول العالم التي تمتلك ارثا تاريخيا من المناطق الاثرية والمواقع الطبيعية والمدن الخلابة ، لا يمكن ان تعتمد اعتمادا كليا عليها في تنشيط الحركة السياحية اذا لم يتم وضع برنامج سياحي متكامل يوفر عدد من الفعاليات السياحية والثقافية والترفيهية لاطالة مدة اقامة السائح من خلالها.

وكما هي تجربة الاردنيين عند السفر للخارج في رحلات سياحية فهم يحرصون على الاطلاع على برنامج الرحلة وما تتضمنه من فعاليات يومية وفقرات فنية وترفيهية وعلى اساس ذلك يتم اختيار وجهة رحلتهم.

اذا ما يقدمه مهرجان جرش من وجبة ثقافية وترفيهية يدخل في صميم خطط الترويج السياحي للاردن ، ويدعم تجربة السائح في عيش العديد من الفعاليات والتي يوفرها مهرجان جرش بعراقته وشهرته العالمية بوجود ثلة من المثقفين والشعراء والمطربين والفنانين المسرحيين ومنح مساحة كبيرة للفنان التشكيلي من الاردن والدول العربية ، اضافة الى اجنحة عديدة جديرة بالزيارة مثل جناح السفارات الذي يوفر لمرتاديه مزيجا ثقافيا وحضاريا مصغرا عن الدول المشاركة فيه.

الى جانب الدور الثقافي والفني الذي يوفره مهرجان جرش ، يبرز الدور التنموي والبعد الاقتصادي في جناح المشاريع الانتاجية الصغيرة والتي تفتح نافذة بيع مباشر لاصحاب هذه المشاريع من ابناء المجتمع المحلي في محافظة جرش وحولها بما يوفره من فرص عمل للشباب والشابات خلال فترة المهرجان.

لا يمكن ان نحصر مهرجان جرش في مساحة ضيقة من الحفلات الغنائية على اهميتها ، والتي تعد عامل جذب للجمهور الاردني والعربي من خلال الاسماء البارزة والتي تحظى بجمهور يتبعها في كل حفلاتها ، الا انها جزء من المشهد الذي يوفره المهرجان لمرتاديه ، وليست كل المشهد.

ولا يمكن اغفال النشاط الاقتصادي الكبير الذي تحقق باقامة المهرجان على مجمل القطاعات الاقتصادية ، وفي تحريك القطاع السياحي كالمنشآت الفندقية ورفع معدلات اشغالها وزيارة المواقع السياحية الاخرى والنقل السياحي والسيارات السياحية والمطاعم ومحلات بيع التجزئة وحركة الطائرات ومحلات بيع التحف والمطرزات.

لهذا كله نجح جرش في ترجمة دوره الوطني والثقافي وترسيخ هوية ثقافية اردنية واستضافة فرق عربية وعالمية على مسارحه ، وحطي بتغطية اعلامية محلية وعربية وعالمية واسعة ، سلطت الضوء على الاردن وامكانياته السياحية والثقافية ، كواحة امن واجواء مثالية كوجهة سياحية مفضلة للاشقاء العرب من دول الخليج وباقي الدول العربية.

ليشكل مهرجان جرش حلقة مهمة من حلقات وجهود الترويج السياحي للاردن ، وجدول الكثير من المغتربين والسياح العرب والأجانب ، زيارتهم للاردن وفقا للبرنامج الزمني وتوقيت اقامة المهرجان.

لقد برز الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة العليا للمهرجان ومواظبة وزير الثقافة مصطفى الرواشدة على التواجد في اروقة المهرجان وحضور الفعاليات الثقافية والندوات الشعرية والفكرية ، الى جانب البصمات الواضحة لادارته التنفيذية ممثلة بالمدير التنفيذي للمهرجان ايمن سماوي الذي اثبت مجددا قدرته على رسم لوحة متناسقة الالوان عكست القيمة والكفاءة التي يمتلكها في انتاج فعل ثقافي متنوع بهذه الحرفية ، حظي بإعجاب كل الضيوف والمشاركين في مختلف الفعاليات.

وقد كان بارزا ما بذله العاملون في الادارة التنفيذية من جهود في توفير متطلبات نجاح وسائل الاعلام في انتاج تغطية اعلامية مثالية لاجندة المهرجان وتغطية كافة فعالياته وتسليط الضوء على مختلف الانشطة ، وهو الامر الذي نجح فيه بجدارة خالد غنيم ، الذي بنى جسور من الصداقة مع الجميع واستطاع ان يدير حلقات الاتصال والمساعدة في انتاج تغطيات اعلامية مميزة ، عكست اجواء المهرجان والنجاحات التي حققها.

مقالات مشابهة

  • مهرجان جرش حلقة مهمة في الترويج السياحي للاردن .. اعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب والاجانب جدولوا زيارتهم مع برنامج المهرجان
  • كندة علوش للراحل لطفي لبيب: وداعا صاحب الموهبه العظيمه والأدوار التي لا تنسي
  • وزير الخارجية يستقبل نظيره البريطاني ويرحب بإعلان لندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • رد الجميل.. طلاب من إندونيسيا يزورون معلمهم الأزهري في سوهاج
  • قبل حفل العلمين.. الكينج محمد منير يستعد لطرح «أنا الذي»
  • استقرار الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا
  • أنا الذي.. طرح برومو أغنية الكينج محمد منير
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ما الذي اختفى فجأة في إسطنبول؟
  • القناة الاولى السعودية ايام جيل الطيبين