موقع 24:
2025-06-03@18:19:19 GMT

مؤشرات وصعوبات تنذر بتلافي الخيار العسكري في النيجر

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

مؤشرات وصعوبات تنذر بتلافي الخيار العسكري في النيجر

تشهد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" حالة من الانقسام تجاه التعامل مع الانقلاب العسكري في النيجر، ولم تحسم موقفها حتى الآن بالتدخل العسكري لاستعادة ما أسمته بـ "الشرعية" وإعادة الرئيس المخلوع بازوم إلى السلطة مجدداً.

حجاج: إيكواس تريد استنفاد كل السبل الدبلوماسية والسياسية

احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس غير مؤكدة

وتساءل مراقبون حول تفضيل مجموعة "إيكواس" التدخل العسكري في النيجر، على الرغم من أنه كان من المفترض منح مساحة للعمل الدبلوماسي والحوار مع قادة المجلس العسكري في نيامي، خاصة وأن الجماعة لم تلجأ إلى خيار التدخل العسكري لاستعادة الحكم الدستوري، في الحالات المشابهة التي حدثت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة في مالي وبوركينافاسو وغينيا.

استنفاد الحلول الدبلوماسية

في تصريحات لـ 24 يقول الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية السابق السفير أحمد حجاج: مجموعة إيكواس تريد أن تستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتغيير الأوضاع فيما يخص الانقلاب العسكري في النيجر، وخاصة بعد إعلان قادة الانقلاب محاكمة الرئيس النيجري محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمة واحتجازه ومنع الاتصالات عنه.

وأوضح حجاج أن "مجموعة إيكواس لها مصالح حيوية مع عدد من الدول المجاورة للنيجر مثل نيجيريا وليبيا والجزائر، وكل هذه الدول تهتم بإعادة الشرعية الدستورية إلى ما كانت عليه وإعادة الرئيس محمد بازوم لرئاسة الدولة مجدداً، وهو ما يجعل مجموعة إيكواس مترددة في اتخاذ قرار التدخل العسكري"، مشيراً إلى أن "هناك رغبات من دول العالم أيضاً لإعادة الشرعية في النيجر لحرصها على هذا الموضوع، وخشية لانتقال فكرة الانقلابات في الدول المجاورة".

كما أشار السفير حجاج إلى أن "دول إيكواس طلبت من قوات التدخل السريع التابعة لها والتابعة للاتحاد الإفريقي، أن تكون مستعدة للتدخل في أي وقت، والاتحاد الإفريقي يبحث الأمر بالتنسيق مع مجلس السلم والأمن الإفريقي لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات أخرى".

وكان لـ"إيكواس" تجارب كثيرة في التدخل العسكري في دول الجماعة، من أشهرها التدخل في ليبيريا وسيراليون وغينيا بيساو خلال التسعينيات، وكذلك التدخل في العقدين الأخيرين في ساحل العاج وتوغو وغامبيا وغينيا ومالي.

In an exclusive interview with DW, Niger's new prime minister, Lamine Zeine, has signaled a readiness for talks with regional bloc ECOWAS. He warned Niger will not be forced down a political path.https://t.co/zf2tgHO7Z1

— The African Heralds (@AfricanHeralds) August 15, 2023  التشدد مع انقلاب النيجر

في اتصال مع 24 قالت الدكتورة أميرة محمد عبد الحليم خبيرة الشئون الأفريقية - مركز الأهرام للدراسات السياسية: "قادة إيكواس كانوا أكثر تشدداً مع الانقلاب في النيجر، حيث نظر هؤلاء القادة إلى أن عدم التحرك السريع في مواجهة هذا الانقلاب، يضر بمبادئ العمل الجماعي الإفريقي، ويؤثر على قدرة إيكواس وهيبتها في استعادة الاستقرار في الساحل والغرب الإفريقي.

وأضافت عبد الحليم "مع اتجاه إيكواس للتدخل العسكري في النيجر، تتجه الأنظار للتفكير في إمكانية دعم القوات الأجنبية المتواجدة على أراضي النيجر لهذا التدخل، حيث يتواجد ما يقرب من 1500 جندي فرنسي، كما تمتلك الولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين ويتواجد 1100 جندي أمريكي على أراضي البلاد، هذا بالإضافة إلى قوات ألمانية ضمن بعثة للاتحاد الأوروبي، كما تمتلك إيطاليا قاعدة عسكرية في البلاد".

وأشارت في مقالها إلى أن "احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس التي يحتمل تدخلها لا تزال غير مؤكدة، فقد عبر بعض المسؤولين الأمريكيين عن استعداد بلادهم لسحب الجنود الأمريكيين من النيجر، في حالة تدخل قوات فاغنر بصورة كبيرة لدعم المجلس العسكري في النيجر، حيث رحب قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بالانقلاب في النيجر".

وقالت: "على الرغم من عدم التأكد من مشاركة قوات أجنبية قوات "إيكواس" في تدخلها في النيجر، إلا أن الرفض الغربي للانقلاب العسكري في النيجر، والذي تتزعمه فرنسا، يعطي زخماً كبيراً للتدخل العسكري من قبل إيكواس، ما يسمح بمطالبة الجماعة بمزيد من الدعم المالي والتسليحي من الدول الغربية، هذا بالإضافة إلى إمكانية تقديم القوات الأجنبية لمعلومات استخباراتية لقوات إيكواس، وربما تشارك في عمليات التخطيط للتدخل".

Richard Medhurst..
Russia Warns ECOWAS Against Niger Invasionhttps://t.co/VlrxxxIl1P

— Pieter Moorer (@PieterMoorer) August 15, 2023

ولا يخلو تاريخ إيكواس من التدخلات العسكرية لاستعادة الاستقرار، فمنذ نشأتها في عام 1975 تدخلت في العديد من الصراعات في غرب إفريقيا، وكانت من المنظمات الإقليمية الفرعية الرائدة في هذا المجال.

وعلى الرغم من أن هذه المجموعة نشأت لتحقيق أهداف اقتصادية، إلا أن التطورات السياسية والأمنية التي عصفت بالاستقرار في العديد من دولها دفعتها نحو تبنى اتجاهات سياسية وأمنية، ولعبت أدواراً حيوية خلال عقد التسعينيات وبداية الألفية لاستعادة الاستقرار، وفي يناير (كانون الثاني) 1999 وقعت الدول الأعضاء في المنظمة على بروتوكول خاص للأمن الجماعي، أطلق عليه "آلية منع الصراع وإدارته وحله وحفظ السلم والأمن".

وشكلت الجماعة في يونيو (حزيران) 2004 قوة عسكرية قوامها 6500 جندي، من بينها وحدة للتدخل السريع في حالة نشوب أي صراع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر النيجر إيكواس العسکری فی النیجر القوات الأجنبیة التدخل العسکری إلى أن

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي

بعد أكثر من ثلاث سنوات من التجميد، يبدو أن السودان بات على مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي، مدفوعًا بجملة من التحولات السياسية والدبلوماسية التي بدأت تثمر مواقف أكثر تفهمًا من قبل المجتمع القاري تجاه الأزمة السودانية. هذه العودة لا تنفصل عن سياقات إقليمية ودولية، كما أنها تعكس صراعًا محتدمًا بين مساعي تثبيت الدولة الوطنية و محاولات الالتفاف عليها. في هذا المقال نستعرض مؤشرات هذه العودة المحتملة، والسياقات التي تجعلها ضرورة لتسريع الانتقال.

خلال الأشهر الأخيرة بات السودان على وشك العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من تعليق عضويته إثر إجراءات 25 أكتوبر 2021. وتُقرأ هذه العودة المحتملة في سياق انعكاس لتحولات داخل المشهد السياسي السوداني، وتفاعل مختلف المؤشرات والمعطيات الإقليمية والدولية المحيطة.

في 19 مايو 2025، أقدم الرئيس البرهان على تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة وُصفت في عدد من التصريحات الدولية بأنها إشارة إيجابية نحو استعادة المسار الدستوري. فقد رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، بهذا التعيين واعتبره خطوة نحو حكومة قد تسهم في تهيئة البيئة السياسية للانتقال المدني الشامل، وفقًا لما ورد في بيان رسمي صادر عن المفوضية نُشر عبر وسائل إعلام دولية، منها وكالة “رويترز”.

وقد جاء هذا التطور في سياق دبلوماسي حافل بالتحركات السودانية الهادفة إلى إعادة بناء جسور الثقة مع الاتحاد الإفريقي، وهو ما برز بوضوح الأسبوع الماضي من خلال المشاركة الرسمية للسودان في فعالية “يوم إفريقيا” بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد ضمّت المشاركة جناحًا ثقافيًا سودانيًا لافتًا، وكانت الأولى منذ قرار التجميد في أكتوبر 2021، وحظيت باهتمام واضح من قيادات إفريقية، أبرزهم رئيس مفوضية الاتحاد ووزير الخارجية الإثيوبي، كما أكدت تغطيات إعلامية لشبكة “BBC Africa”.

كذلك تبنّت قمة إحياء السلم والأمن لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة، والتي انعقدت في مدينة عنتيبي الأوغندية مؤخرًا، بندًا خاصًا تحت عنوان “التضامن مع السودان” في بيانها الختامي. وجاء في البيان دعم لخارطة طريق الحكومة السودانية، وتأكيد على سيادة السودان ورفض الحلول المفروضة من الخارج، وهي صيغة تحمل إدانة مبطنة لأي تدخلات إقليمية مباشرة، خاصة تلك التي تمارسها بعض الدول في دعم الميليشيا .

وقد نقلت وسائل إعلام رسمية، مثل “الشرق”، تصريحات من الوفد السوداني المشارك برئاسة مالك عقار، اتهم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وطالبها بوقف الدعم الذي تقدّمه.

لكن التحول الأبرز في العلاقة مع المنظمة تمثل في زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودان في أكتوبر 2024 ، برئاسة السفير محمد جاد، سفير مصر لدى الاتحاد. وقد اعتُبرت هذه الزيارة، وفق مراقبين، أبرز محطة في مسار تطبيع العلاقات بين السودان والمنظمة القارية. وتأتي أهمية هذه الزيارة من كونها الأولى منذ اندلاع الحرب، وكونها أيضًا مثّلت اعترافًا ضمنيًا من الاتحاد بضرورة مراجعة مواقفه السابقة تجاه السودان، خاصة بعد أن عبّر الرئيس البرهان عن موقف حازم من توصيف الاتحاد لما جرى في أكتوبر 2021، معتبرًا أن السودان يواجه استعمارًا بالوكالة عبر ميليشيا متمردة مدعومة إقليميًا.

وفي هذا اللقاء، أشار البرهان إلى أن جزءً من البلاد “يقبع تحت احتلال ميليشيا متمردة مدعومة بمرتزقة أجانب”، وهو توصيف وجد طريقه إلى النقاشات الداخلية للمجلس، بحسب تسريبات صحيفة Jeune Afrique في تغطيتها بتاريخ 26 مايو 2025.

وأشار السفير محمد جاد حينها، في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام دولية، من بينها قناة “الحدث”، إلى أن الوفد لمس خلال زيارته تفاهُمًا واسعًا لضرورة استعادة السودان لعضويته، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لدعم جهود السلام وفتح قنوات التعاون، مؤكدًا أن الزيارة تؤسس لـ”خارطة طريق جديدة” لعودة السودان إلى المنظومة الإفريقية.

وتتزامن هذه التحولات مع استمرار انتهاكات جسيمة ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، بحسب ما أكدته منظمات حقوقية ودولية، أبرزها “هيومن رايتس ووتش”، التي وثّقت في تقارير حديثة ارتكاب هذه القوات جرائم حرب في ولايات دارفور وكردفان. وآخر الإدانات صدرت أمس من الخارجية الأمريكية، نتيجة قصف الميليشيا منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في دارفور، كما سبق أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، وسبع من شركاته التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها.

هذا، وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن استعادة السودان لمقعده في الاتحاد الإفريقي ستكون تتويجًا لتحول سياسي ودبلوماسي كبير، ونجاحًا حقيقيًا للاتحاد الإفريقي في مغادرة موقع “المراقب السلبي” والتحول إلى شريك حقيقي في استعادة الأمن والسلام في السودان. عليه، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة العلاقة بين السودان والاتحاد الإفريقي. وحال تحقق ذلك، ستكون الخرطوم قد قطعت شوطًا مهمًا نحو استعادة موقعها كدولة محورية في القارة الإفريقية.
إبراهيم شقلاوي

الأحد 1 يونيو 2025م. Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مع دخول الصيف.. روائح التكييف الكريهة تنذر بهذه المشكلة
  • رواتب الكورد في العراق.. حرب اقتصادية تنذر بـانهيار النظام السياسي
  • سانشو وتشيلسي.. هذا الخيار مرفوض!
  • بسبب الإرهاب والعلاقات مع فرنسا.. النيجر وبنين تتبادلان الاتهامات
  • يورانيوم النيجر يشعل التوتر بين فرنسا وروسيا
  • شبانة: بيراميدز استحق اللقب الإفريقي عن جدارة.. والزمالك في خطر
  • مؤامرة ساحقة تهدد وجود إفريقيا: رئيس النيجر يفجّر قنبلة اتهامات ضد فرنسا!
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي
  • الجيش الروسي يسيطر على بلدة جديدة في سومي
  • 5 علامات تنذر بتدهور صحة الكبد.. لا تغفلها