تنفيذ اتفاق الإمارات التاريخي.. أولوية لضمان المرونة المناخية والتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
يمثل مؤتمر الأطراف COP29 فرصة عالمية جديدة للبناء على الإنجازات التاريخية لمؤتمر COP28 الذي استضافته دولة الإمارات، من خلال اتخاذ خطوات فعالة في مواجهة تغير المناخ، وداعمة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الوقت نفسه.
وفي العام الماضي، أثبتت الإمارات للعالم إمكانية رفع سقف الطموح بعد الوفاء بالتعهدات السابقة، وغيرت السردية التي تنظر إلى العمل المناخي بوصفه عبئاً، إلى ذهنية إيجابية تستفيد منه كفرصة للنمو الاقتصادي الشامل والازدهار المشترك.
وتضافرت جهود الأطراف في COP28 للتوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي، الذي قدم استجابة طموحة وشاملة لأول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، ووضع خريطة طريق واضحة ومستندة إلى الحقائق العلمية للعمل المناخي المطلوب حتى عام 2030، كما تضمن إشارة غير مسبوقة إلى تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى التزامات عالمية تاريخية بزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، والحد من إزالة الغابات بحلول الموعد نفسه.
ويدعو "اتفاق الإمارات" إلى الالتزام بضرورة خفض الانبعاثات عالمياً بعد ذروتها المتوقعة في عام 2025، على أن تتماشى جهود الأطراف لتحقيق هذا الهدف مع ظروفهم الوطنية المختلفة، كما يدعو جميع الدول إلى تقديم مساهمات وطنية طموحة تشمل كافة جوانب الاقتصاد، وجميع أنواع الغازات الدفيئة، وتدعم تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، قبل الموعد النهائي المقرر في فبراير "شباط" القادم؛ ويشدد الاتفاق على الحاجة الماسّة إلى اعتماد زيادة كبيرة في تمويل التكيّف، ويدعو الدول إلى تقديم خطط التكيّف الوطنية بحلول عام 2025 وتنفيذها بحلول عام 2030.
وتحتاج الاستجابة لتداعيات تغير المناخ إلى "التكيف" السريع مع تداعيات تغير المناخ، لذا، أطلق COP28 "إطار عمل الإمارات للمرونة المناخية العالمية"، لتحفيز العمل المناخي من خلال دعم جهود "التكيف" و"التخفيف" بالقدر نفسه، مما يساعد الحكومات والمعنيين من غير الأطراف على تعزيز جهود التكيف، ويحدد سبل تحقيق ذلك من خلال أهداف أساسية لرفاه البشرية والتنمية المستدامة تتعلق بالطبيعة والغذاء والصحة والمياه والبنية التحتية.
ومنذ البداية، كان واضحاً أن COP28 سيكون مختلفاً، واستطاع تغيير السردية العالمية بشأن العمل المناخي، وشهد اليوم الأول للمؤتمر نجاح رئاسة COP28 في التوصل إلى قرار تاريخي بالاتفاق على تفعيل وبدء تمويل "صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار" لدعم الدول النامية الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ.
وتم اختيار الفلبين كدولة مستضيفة لمجلس إدارة الصندوق، في حين تولى البنك الدولي أعمال الاستضافة والأمانة العامة المؤقتة ومهمة القيِّم على الصندوق. وعملت الأطراف خلال COP28 بروح التعاون والعمل الجماعي، فقدّمت 23 دولة تعهدات لتمويل الصندوق من بينها دولة الإمارات التي تعهدت بتقديم 100 مليون دولار، ليصل المبلغ الإجمالي لتعهدات وترتيبات تمويله حالياً إلى 853 مليون دولار.
ونجح COP28 أيضاً في تقديم "برنامج عمل التخفيف"، الذي سلّط الضوء على الفرص المتاحة والعقبات التي تواجه الوفاء بمستهدفات التنفيذ ورفع سقف الطموح. كما أطلقت رئاسة المؤتمر "برنامج عمل الانتقال العادل"، الممتد لخمس سنوات بهدف دعم تحقيق أهداف العمل المناخي عبر كافة ركائز اتفاق باريس بشكل منصف، وتأكيد التزام رئاسة المؤتمر باحتواء الجميع.
وللحفاظ على زخم نجاحات COP28، وتحفيز الإجراءات العملية والملموسة المطلوبة لتنفيذ مخرجاته، وتوحيد الجهود وضمان استمرارية العمل بين الرئاسة الحالية والرئاسات المستقبلية لمؤتمر الأطراف، أقر "اتفاق الإمارات" التاريخي إنشاء شراكة فريدة غير مسبوقة تحت مسمى "ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف" تجمع بين رئاسة COP28 ورئاسَتي COP29 الذي تستضيفه جمهورية أذربيجان وCOP30 الذي تستضيفه جمهورية البرازيل الاتحادية، العام القادم، بهدف تعزيز التعاون الدولي وتحفيز الطموح المناخي. وتركّز "الترويكا" بشكل أساسي على رفع سقف الطموح في الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، والتي تعكس الخطط المناخية الشاملة لكل دولة بحلول 2035.
هدف جماعي وانطلاقاً من أهمية دور التمويل في جهود تنفيذ العمل المناخي المطلوب، ركّزت بنود "اتفاق الإمارات" على بناء الزخم اللازم لتعزيز وتطوير هيكل مؤسسات التمويل المناخي العالمي، من أجل دعم مفاوضات COP29 الذي ستسعى رئاسته إلى التوصل لتوافق عالمي على هدف جماعي جديد للتمويل المناخي.
ومع اقتراب موعد انطلاق فعاليات COP29، تستمر وتتزايد جهود دولة الإمارات لدعوة كافة الأطراف إلى البناء على الزخم الذي تحقق خلال COP28، وتدشين مرحلة جديدة تركز على التنفيذ، واتباع وتنفيذ خطة عمل مشتركة لتحقيق تقدم جذري في هذا العقد الحاسم بالنسبة إلى العمل المناخي لحماية حاضر ومستقبل البشرية وكوكب الأرض.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق الإمارات تغير المناخ العمل المناخي الإمارات اتفاق الإمارات كوب 28 التغير المناخي اتفاق الإمارات العمل المناخی دولة الإمارات تغیر المناخ التوصل إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
نيجيريا: الجيش يعلن مقتل 60 مسلحاً في هجمات عدة
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أعلن الجيش في نيجيريا مقتل أكثر من 60 مسلحاً في هجمات جوية وبرية بالقرب من الحدود مع النيجر والكاميرون، مؤكداً مقتل قائد بجماعة «بوكو حرام» في عملية منفصلة على ضفاف بحيرة تشاد.
وأوضح الجيش في بيان أنه نفذ في وقت مبكر من صباح أمس الأول، هجومين منفصلين على معسكرات تابعة لجماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا، ما أسفر عن مقتل عشرات المسلحين.
وشدد محللون وخبراء على أهمية التركيز على المشروعات التنموية، باعتبارها إحدى أبرز الوسائل السلمية في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه في القارة الأفريقية، حيث تسهم في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوب القارة، مما يمنحها القدرة على مقاومة الفكر المتطرف.
وأكد هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا يتطلب اتباع نهج شامل ومتكامل يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كافة، إضافة إلى بناء القدرات المحلية، لضمان استمرارية التنمية وفعاليتها في التعامل مع التحديات المتزايدة، وعلى رأسها انتشار الجماعات الإرهابية في دول القارة.
واعتبر المحلل السياسي التشادي، أبو بكر حسن، أن التنمية المستدامة تُعد من أقوى الوسائل السلمية في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه في القارة الأفريقية، لا سيما أنها تعاني معدلات فقر مرتفعة، مما يستوجب البحث عن حلول واقعية وملائمة لخصوصية حالتها.
في السياق، قال الباحث الصومالي، حسن شيخ علي، إن تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا يتطلب اتباع نهج شامل ومتكامل يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كافة، إلى جانب أهمية التخطيط الاستراتيجي، والمشاركة المجتمعية الواسعة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وبناء القدرات المحلية، لضمان استمرارية التنمية وفعاليتها في التعامل مع التحديات المتزايدة، ويأتي على رأسها انتشار التنظيمات الإرهابية.
وأضاف شيخ علي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التفاوت في الأوزان السياسية والاقتصادية بين الدول الأفريقية يُعد من أبرز التحديات التي تقف في وجه اعتماد استراتيجيات تنموية موحدة.