البوابة نيوز:
2025-06-25@10:47:22 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "القوم القوم"

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هذه المرة لن نسقط أفكارًا من واقعنا البائس على إحدى شخصيات فيلم "عنتر بن شداد" الذي تناولناه وناقشناه في المقالات السابقة، اليوم نلتقط الجماهير الغفيرة العريضة، المجاميع الكثيرة الذين يُعرفون بالكومبارس، ولكن ما هي أهمية الكومبارس الذين لا نعرف حتى أسمائهم؟ هؤلاء الكومبارس هم "القوم"، أبطال حياتنا رغمًا عنا؛ هم الذين نعمل  حسابهم، وقد لا نأخذ أنفسنا إلا برضاهم وبركتهم، ونتحصن بأجمعهم ونتباهى بكثرتهم "القوم" في الفيلم وفي الحياة أعداء لأهم وأعظم وأجمل ما في الحياة.

أولًا، هم أعداء الحب يظهر ذلك في المشاهد الأولى من الفيلم حيث تغني عبلة "الفنانة كوكا" لعنتر "الفنان فريد شوقي" كلمات خطيرة تقول فيها: "سر جعلته بيني وبينك، قدام أهلي وناسي أهينك، أما يا روحي وضياء عيوني، قلبي وعقلي ملك إيديك" ولعلها أول أغنية تعبر عن مبدأ التقية  وإظهار عكس الباطن هكذا يقبل القوم الإهانة العلنية لكنهم لا يقبلون الحب وانظر حولك جيدًا تجد أن السب والشتائم مقبولة في المواصلات والشوارع وعلى صفحات السوشيال ميديا وهناك قوم عملهم هو حماية الكراهية والبغض في الله للمختلف دينيًا ومذهبيًا. هذه الكراهية المقدسة مصونة ومكرمة ومحروسة لكن الحب مرفوض ومذموم، وتهمة قد تبدأ بالتنازل  واللاطائفية وقد تنتهي بالفعل الفاضح.

العدو الثاني "للقوم" في فيلم "عنتر" هو الحقيقة يخاف "شداد"، الذي يعرف جيدًا أن "عنتر" ابنه، أن يعلن هذه الحقيقة حتى لا يحتقره قومه وتهتز مكانته القوم ضد الحقيقة؛ يكرهون الحقيقة كراهيتهم للحب وهكذا تجد عبارات مثل "أن قول الحق لم يجعل لي أصدقاء" و"سوق الأكاذيب هو المتجر الأكثر ربحًا" تعبر بصدق عن ما نحياه فالقوم يحمون بالأكاذيب أفكارهم وأصنامهم وزعماءهم وشيوخهم وبطاركتهم وتاريخهم المزيف وعندما تعرض عليهم قليلًا من نور الحقائق، يقوم "القوم" عليك ويأكلونك "حيًا" صارخين: "كيف تهين آلهتنا؟" تقدم وقائع ينكرونها، وثائق يكذبونها، معارف يجحدونها وفي سبيل الحصول على رضا القوم تعمل على تجهيلهم وتسمي جهلهم "بساطة" ومع الأيام تغذي هذا الجهل بإخفاء الحقائق حتى يتوحش جهلهم ويصبح قائدك، فتُعجز عن مواجهتهم خوفًا من أنيابهم إنها أمر وأقسى وأفسد لعبة يلهو بها ومعها القوم وإذا أردت أن تجرب، اطرح على الناصريين والشعراويين والشنوديين سؤالًا حول سلبيات رموزهم.

ولتكتمل الثلاثية المرعبة للقوم، فإن عدوهم الثالث هو "الحرية" ففي الفيلم، ما الذي يضير القوم أن يصبح عنتر حرًا؟ الكل يريد الحرية على مقاسه الخاص، والقوم هم الذين يضعون مقاييس حرية فكرك وتعبيرك، بل وحتى صفحتك وبوستاتك وتدويناتك؛ يريدون أن تعبر فيها عن عقولهم وأفكارهم هم، يريدون حريتهم لا حريتك. يريدونك خانعًا خاضعًا لهم، رافضًا للحب مثلهم، كارهًا للحقائق فالقوم لم يكتفوا بالأديان، بل وضعوا فوقها أكوامًا من "العرف والتقاليد" التي صارت أديانًا فوق الأديان، ومواريث من القيود التي تكبل حياتنا، القوم في الفيلم حاضرون، كثيرون، قد لا تراهم، فهم لا يسرقون الكاميرا لكنهم يحركون كل الأحداث، ولا يفوز عنتر بحب عبلة إلا بالانتصار عليهم ومواجهتهم بقوة الحقيقة وانتزاع الحرية.

إفيه قبل الوداع:أيتها الجماهير العريضة، أيتها الجماهير العريضةعلى جنب يا أسطى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكومبارس القوم

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: الذين سوف يُقتلون قريباً من هم؟

الذين سوف يُقتلون قريباً من هم؟

آخر الليل
إسحق أحمد فضل الله
الأحد/١٠/يناير/٢٠٢١
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنذ أوائل أيام الإنقاذ سلسلة الموت الطبيعي جداً … تنطلق
طائرة أبو قصيصة أول من صنع السلام
طائرة قرنق بعد أن وصل إلى السلام
طائرة المجلد نصف قادة الرتب العليا
طائرة الزبير بعد أن نجح في صناعة الثقة تمهيداً للحوار
طائرة … طائرة … طائرة …
ومرحلة أخرى للمدنيين … والموت بطريقة طبيعية جداً
ونسي … وعبد الوهاب عثمان و مدير الصافات وأحمد الإمام. و … و …
ومدير الصافات الذي يجعل السودان يصنع طائرة متقدِّمة جداً يموت موتاً طبيعياً جداً في حادث حركة مع أن الطريق كان خالياً
وأحمد عثمان مكي العبقري الذي كان يُرشَّح لخلافة الترابي يموت موتاً طبيعياً في حادث حركة وكل أوراقه تختفي
وعبد الوهاب عثمان عبقري الإقتصاد الذي كان إستخراج البترول جزءاً من عبقريته يموت فجأة موتاً طبيعياً (عثمان من فرائده أنه كان في جلسة محادثات مع وفد صندوق النقد والجلسة تطول والرجل يرفض أن يُسلِّم للوفد بمطالب الصندوق التي دمَّرت كل بلد وافق عليها عثمان يطيل الأجتماع لأنه يعرف ما سوف يقع
وما ينتظره يقع
والوفد الألماني يتحول أعضاؤه إلى بعضهم ويتحدَّثون بالألمانية ويقولون نعرض عليه كذا وكذا …
وعندما ينتهي حديثهم ويتَّجِهون إليه ليُقدِّموا عرضهم الرجل الشايقي المشلخ يقول لهم بصوت خفيض
_ _ أنا أقبل بالعرض الثاني …
نظروا إليه في ذهول ثم إنفجروا في ضحك عنيف
عثمان كان يقول جملته الأخيرة باللغة الألمانية التي يجيدها تماماً
وشخصيات مميزة جداً ومثقفة جداً كانت هي من يقود من تحت الأرض
ومنها ( أ …. س ) المليونير الذي لما كان الحصار يخنق البلد كان هو من يأتي للبلد بكل ما يجعل الجنيه يبقى ثابتاً
والعالم يدق رأسه بالحيط يسأل …. كيف تظل الإنقاذ على سيقانها رغم كل الضربات
والرجل يموت فجأة موتاً طبيعياً
ومن الشخصيات كان هناك الكنزي
والكنزي الذي كان هو الصلة بين الدولة والعالم يموت فجأة في مكتبه بصورة طبيعية بمسدس يجعل ضربات القلب تنخفض ثم تتوقف
…………..
والأسابيع الماضية حتى العامة يلاحظون أن الكورونا لا تقتل إلا الشخصيات القيادية المثقفة الإسلامية
وأيام سقوط الطائرات كانت سلسلة السقوط تصلح لأمرين إثنين
تصلح لإبعاد القادة الذين يستطيعون الوقوف في وجه مخطط غسل السودان من كل الكفاءات
ويصلح لإتهام قادة الدولة المسلمة بأنهم يغتالون بعضهم
…………
وقبل أعوام ثلاثة نُحدِّث عن أن أمريكا التي تبحث عن بديل البشير تعرض رئاسة السودان على نافع وعلي عثمان وقوش … وكلهم يرفض
والأجواء لعلها هي التي تجعل قوش يعد نفسة للرئاسة
ويشرع في الإعداد بأسلوب جديد
الأسلوب الذي يبدأ بإبعاد كل من يمكن أن يقف في طريق قوش
والبشير يبعد قوش بعد حادثة هجوم خليل
( هل كان يعقل أن جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل بعرباته وغبارها الهائل يقطع آلاف الأميال في الصحراء حتى العاصمة دون أن تشعر به المخابرات ) ؟؟؟
والسؤال هذا كان يحول قوش من مدير لجهاز الأمن إلى (مستشار) أمني للبشير
وقوش من خلف سلسلة طويلة لا نريدها كان ينسج خيوطه حتى قحت
مراحل إذن … مراحل يركب بعضها بعضاً في طريق هدم السودان والإسلام
والمراحل ما فيها هو أن كل أحد يخدع غيره ويخدعه غيره
وزحام المخادعات نقص بعضه أمس
المشهد الأخير في المسرحية كان هو
القراي وجذب عيون الناس بعيداً عن الإتفاق مع إسرائيل …
والمسرحية فصلها القادم تحت قيادة الماسونية هو
× الإغتيالات …..
وسلسلة من الإغتيالات يقول كل شيء أنها سوف تقع
عندها ما يكتمل هو
كل الشخصيات التي يمكن أن تقف ضد مشروع الهدم …… يجري التخلص منها … ثم ؟
ثم الشيوعي يجد الشاهد الأعظم على أن كل أجهزة المخابرات التي تعمل الآن ( جيش وشرطة وأمن) كلها أجهزة عاجزة فاشلة
عندها الأجهزة هذه يجري حلّها و إستبدالها بجهاز أمن شيوعي يضع البلد بكاملها في كف الحزب الشيوعي
ثم مرحلة بعدها قادمة لا نستطيع الحديث عنها ..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الفارس الشهم 3» تقدم دعماً طبياً جديداً لغزة عبر منظمة الصحة العالمية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الذين سوف يُقتلون قريباً من هم؟
  • «الفارس الشهم 3» تواصل دعمها الإنساني في قطاع غزة
  • هل تم تدمير النووي الإيراني.. البيت الأبيض يكشف الحقيقة أخيرا
  • المحبة والزلّة
  • المرجانة تفوز بالمركز الثاني على مضمار تولوز الفرنسي
  • تأهل الفارس علي آل سعيد إلى نهائي كأس العالم للقدرة والتحمل
  • ضجيج الأقلام .. و صمت الحقيقة
  • د. نوارة أبو محمد تعبر عن تقديرها لاهتمام القيادة بالمرأة والارتقاء بدورها الوطني
  • ياسمينا العبد تعبر عن سعادتها بتكريمها من المركز الكاثوليكي