أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مواصلة دولة قطر نهجها الثابت في تحسين أوضاع العمال دائما بتضافر جهود جميع أصحاب المصلحة، لاسيما في مجال الحماية من الإجهاد الحراري المرتبط بالعمل، ومعالجة أي فجوات تمنع توفير الحماية الفعلية والتامة من مخاطر الإجهاد الحراري، خاصة مع ازدياد حدة تغير المناخ وما ينتج عنه من احتباس حراري.


وشدد سعادة الدكتور محمد بن سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، خلال فعالية توعوية نظمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالمدينة الآسيوية لتعريف العمال بمخاطر وآثار الإجهاد الحراري على الصحة النفسية والبدنية، بالتعاون مع وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية، وهيئة الأشغال العامة وشركة الديار القطرية، وبحضور القائمة بأعمال سفارة جمهورية غانا وقنصل شؤون العمال بالسفارة النيبالية، وممثل للسفارة الأمريكية ورئيس جمعية رجال الأعمال النيباليين، ورئيس اتحاد الجاليات الإفريقية، على أن أوضاع العمل في قطر ستمضي دائما للأفضل بتضافر جهود جميع الجهات، منوها بالحرص على تطبيق القرار الوزاري رقم (17) لسنة 2021 بشأن الاحتياطات اللازمة لحماية العمال من الإجهاد الحراري، والتصدي لأي أفعال تخالف القانون والوقاية من حدوثها مسبقا.
وأوضح أن هذه الحملة التوعوية، التي تقوم بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الفترة من 1 أغسطس إلى 1 سبتمبر للوقاية من مخاطر الإجهاد الحراري، تأتي في إطار المزيد من التعزيز للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث احترام الحق في العمل وضمان الصحة والسلامة المهنية أحد أسس العمل اللائق التي نص عليها العهد.
من جهته، نوه السيد جمال الشيبة ممثل وزارة العمل، بالتعاون بين الوزارة واللجنة في جميع الفعاليات التي تهدف لوقاية العمال وتثقيفهم بكل ما يتعلق بالسلامة والصحة المهنية، مشددا على ما توليه الدولة من اهتمام كبير بقضايا السلامة والصحة المهنية، وذلك من خلال وضعها سياسيات واستراتيجيات وخطط شاملة للتقليل من الحوادث والإصابات والأمراض المرتبطة بالعمل، واستنادا إلى قانون العمل القطري الذي نص على ضرورة الالتزام بتطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية داخل أماكن العمل وسكن العمل.
وقال "لقد أعطى قانون العمل صلاحيات واسعة لمفتشي العمل للقيام بمراقبة تنفيذ هذه الاشتراطات من خلال التفتيش الدوري والمفاجئ وحملات التوعية والنصح والإرشاد"، موضحا أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من حوادث العمل والأمراض والوفيات، وذلك بالاشتراك والتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى وهيئات ومؤسسات القطاع العام والخاص.
وذكر الشيبة أنه يجري حاليا تنفيذ خطة متكاملة وشاملة خلال صيف هذا العام تهدف إلى ضمان الالتزام بتطبيق القرار الوزاري رقم 17 لسنة 2021 بشأن الاشتراطات الواجب اتخاذها لحماية العمال من مخاطر الإجهاد الحراري وذلك عن طريق عدد من الإجراءات، تبدأ بالتوعية والنصح والإرشاد، ومرورا بالزيارات والجولات التفتيشية لمواقع العمل للتأكد من التزام الشركات بوقف العمل خلال ساعات الحظر حيث نص القانون على أن تحدد ساعات العمل، للأعمال التي تؤدى تحت الشمس أو في أماكن العمل المكشوفة وفي غير أماكن العمل المظللة والمزودة بالتهوية، خلال المدة من (1) يونيو وحتى (15) سبتمبر من كل عام.
وفي ذات السياق، أشاد السيد ماكس تونون مدير مكتب منظمة العمل الدولية في قطر، بجهود اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وتنظيمها لحملة الوقاية من مخاطر الإجهاد الحراري، مؤكدا على أهمية الفعالية لرفع مستوى الوعي بقضية الإجهاد الحراري، ومبينا أن الإجهاد الحراري يعد مشكلة رئيسية تتعلق بالسلامة والصحة في قطر ومنطقة الخليج وبشكل متزايد في جميع أنحاء العالم.
وأكد المسؤول الدولي أن دولة قطر قامت بسن تشريعات هامة للغاية لمعالجة الإجهاد الحراري في عام 2021، الأمر الذي كان له بالفعل أثر إيجابي للغاية على صحة العمال، قائلا "ما تعلمناه اليوم من مختلف الشركات والمؤسسات هو أن هناك حلولا وإجراءات عالية الكفاءة يمكن اتخاذها لحماية العمال من مخاطر الأمراض المرتبطة بالحرارة، وبعض هذه الحلول منخفضة التكلفة، مثل تزويد العمال بالماء البارد لضمان الترطيب، وتوفير مناطق استراحة مظللة وجيدة التهوية، وهي حلول سهلة يمكن أن تقطع شوطا طويلا في حماية العمال".
وبدوره، قدم الدكتور سوريا نارايانان مدير شؤون المشاريع بهيئة /الأشغال/ العامة، عرضا قدم خلاله شرحا عن دور /أشغال/ في رقابة الشركات التي تتعامل معها من حيث تطبيق اشتراطات السلامة المهنية والوقاية من الإجهاد الحراري في مواقع العمل المكشوفة، مثل ضمان توفير العيادات المتنقلة ووسائل ترحيل العمال المكيفة.
إلى ذلك، استعرض السيد سالم راشد الكواري مدير الصحة والبيئة والسلامة بشركة /الديار/ القطرية، تجربة /الديار/ في حماية العمال من مخاطر الإجهاد الحراري، فيما قدمت الأستاذة هلا العلي الخبيرة القانونية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، محاضرة، حول القوانين والقرارات التي أصدرتها دولة قطر لوقاية العمال من مخاطر الجهاد الحراري في أماكن العمل المكشوفة خلال فترة الصيف، كما قدم الأستاذ سانتوش مسؤول مكتب الجالية الهندية بمقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، عرضا قدم فيه أهم الموجهات للعمال لتفادي مخاطر العمل في الأماكن المكشوفة في أوقات الصيف وفي فترة الرطوبة العالية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان اللجنة الوطنیة لحقوق الإنسان أماکن العمل

إقرأ أيضاً:

في أجواء لاهبة.. وزارة الصحة السعودية تتدخل لإنقاذ حجاج من «الإجهاد الحراري»

أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تسجيل خمس حالات إصابة بإجهاد حراري بين الحجاج أثناء تأديتهم لمناسك الحج، وذلك نتيجة الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة التي تشهدها المشاعر المقدسة هذه الأيام. وأكدت الوزارة أن جميع المصابين تلقوا الرعاية الطبية اللازمة، وأن حالاتهم الآن مستقرة وتحت المتابعة الطبية.

وفي بيان رسمي، شددت الوزارة على أن الفرق الصحية والطواقم الميدانية المنتشرة في جميع مواقع المشاعر المقدسة تعمل على مدار الساعة، وهي على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي طارئ صحي، ضمن خطة صحية متكاملة تهدف إلى حماية صحة ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم خلال أداء الشعائر.

وأضافت الوزارة أن فرق الإسعاف والعيادات المتنقلة المجهزة قامت بالتعامل الفوري مع الحالات الخمس، مستخدمة بروتوكولات علاجية متقدمة للتبريد السريع، مع توفير التغذية والماء والمتابعة الطبية اللازمة حتى استقرار الحالة الصحية للمصابين.

وتندرج هذه الجهود ضمن حملة وطنية توعوية شاملة أطلقتها وزارة الصحة هذا العام، موجهة للحجاج بعدة لغات، للوقاية من أمراض الصيف ومخاطر ضربات الشمس والإجهاد الحراري، التي تشكل تهديدًا متزايدًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وتتضمن الحملة الإرشاد إلى: شرب كميات كافية من الماء بانتظام، استخدام المظلات الواقية من الشمس والمشي في الأماكن المظللة، تجنب التعرض المباشر للشمس في أوقات الذروة، طلب المساعدة الطبية فور الشعور بالتعب أو الدوخة أو الجفاف.

كما تم تعزيز فرق التوعية الصحية في الميدان، وتوزيع مواد توعوية مطبوعة ورقمية، ونشر فرق تطوعية للتوجيه والوقاية في مناطق التجمع الكثيفة.

هذا وتؤكد المملكة العربية السعودية عبر جميع قطاعاتها المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة، على التزامها الكامل بتوفير رعاية صحية شاملة وآمنة لضيوف الرحمن، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يضمن لهم أداء مناسكهم بسلام وأمان وطمأنينة.

وشهد موسم حج عام 1445هـ (2024م) ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، إذ تجاوزت درجات الحرارة في المشاعر المقدسة—منى وعرفات ومزدلفة—سبعاً وأربعين درجة مئوية في بعض الأيام، وسُجِّل أكثر من ألفين وسبعمئة حالة إجهاد حراري بين الحجاج من مختلف الجنسيات، وتركزت الخطورة على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

ورغم هذه الأرقام لم تُسجَّل وفيات مباشرة ناجمة عن الحرارة، ويُعزى ذلك إلى جاهزية النظام الصحي السعودي الذي فعّل خطط استجابة مبكرة شملت توسيع المستشفيات الميدانية ونقاط التبريد وتوزيع المظلات والمياه المبردة ونشر الرذاذ المائي في مواقع التجمع، إلى جانب حملات توعوية متعددة اللغات قبل وأثناء الموسم، ما مكّن من احتواء الحالات بسرعة وحافظ على تصنيف الموسم ناجحاً صحياً مقارنة بالأعوام السابقة.

مقالات مشابهة

  • الغارديان: استياء من استعداد بريطانيا لتوقيع اتفاقية تجارية مع دول الخليج
  • في أجواء لاهبة.. وزارة الصحة السعودية تتدخل لإنقاذ حجاج من «الإجهاد الحراري»
  • يوم فني كبير .. القومي لحقوق الإنسان يكرم المهندس وصبحي ونجوم دراما رمضان
  • «حقوق الإنسان» تشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي» بالدوحة
  • الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تشارك بمؤتمر دولي في الدوحة
  • “كدانة” تنفذ مشروع تخفيف أثر الإجهاد الحراري في منطقة جبل الرحمة لسلامة الحجاج
  • "كدانة" تنفذ مشروع تخفيف أثر الإجهاد الحراري في منطقة جبل الرحمة
  • وحدة حقوق الإنسان بالقليوبية تنظم زيارة للمنطقة الإستثمارية ببنها لدعم الصناعة المحلية
  • الحج 2025.. نصائح للوقاية من الإجهاد الحراري يوم عرفة
  • تقرير يوثق 4269 انتهاكا لحقوق الإنسان في مالي خلال شهر