هل يتحالف أردوغان مع المعارضة؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – قال الكاتب الصحفي التركي إبراهيم كيراس، إن عقد انتخابات مبكرة لمنح الرئيس رجب طيب أردوغان فرصة الترشح من جديد، قرار أسهل من تغيير الدستور، مشيرًا إلى الأحزاب التي قد تدعم قرار عقد انتخابات مبكرة.
ويستوجب التعديل الدستوري الحصول على موافقة 400 نائبا برلمانيا، أو عقد استفتاء دستوري بموافقة 360 نائب.
وأوضح كيراس أن أردوغان لن يصبح بحاجة لحزب الحركة القومية في حال تحالفه مع حزب المعارضة الرئيسي، قائلا: “لابد من تهيئة أرضية التعاون مع حزب الشعب الجمهوري الذي يعاني حاليا من انقسامات داخلية، حتى ولو لم يكن الأمر سهلا، لكن من الممكن أن ينظر أردوغان إلى حالة الانقسام هذه على أنها فرصة”.
وجاء في مقال كيراس: “أعلن رئيس حزب الجيد، مساوات درويش أوغلو، أن الحزب لن يدعم أي تعديلات من شأنها تمكين أردوغان من إعادة الترشح. في السياسة الواقعية، أي شيء قد يتغير في أي وقت، لكن بهذه المرحلة من الخطأ انتظار الدعم من حزب الجيد، أما رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزجور أوزال، فكرر عدة مرات أنهم لن يسمحوا بعقد انتخابات مبكرة بعد تاريخ محدد. واحتمالية قبول أحزاب التحالف الحكام لهذا الأمر ليست قوية، لأن التوجه إلى صناديق الاقتراح قبل بلوغ المشاكل الاقتصادية على وجه الخصوص مستويات يمكن تحملها لا يمكن أن يكون خيارا يقبلونه، لكن لا يمكن تجاهل إمكانية التعاون مع حزب المعارضة الرئيس كليا على الرغم من الشروط المطروحة.
هناك أيضا حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، إن أضاف تحالف الجمهور 59 مقعدا لأصواته فقد يتمكن من الذهاب لانتخابات مبكرة في الموعد الذي يريده وقد يتمكن أردوغان من الترشح من جديد. التوقعات لما بعد وعد بهجلي بالإفراج عن عبد الله أوجلان كانت قادرة على طرح تعاون كهذا، لكن قد تواجهون صعوبة في طلب التصويت من المواطنين عندما تترشحون بدعم إمرالي وحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي، ويبدو أن جناح حزب العدالة والتنمية لم يفكر في هذا الأمر بعزل عمد البلديات.
بل ومؤخرا تم طرح عملية -عسكرية- في شمال سوريا لقطع الطريق على “دعايا تقول: كانوا سيفرجون عن أوجلان” التي من المحقق أنهم سيتعرضون لها، تناولنا حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب في هذا الوضع، لكن ماذا عن حزب الشعب الجمهوري؟ إن تعاون العدالة والتنمية مع حزب المعارضة الرئيسي فلن يصبح في حاجة لدعم حزب الحركة القومية، لابد من تهيئة أرضية التعاون مع حزب الشعب الجمهوري الذي يعاني حاليا من انقسامات داخلية حتى ولو لم يكن الأمر سهلا، لكن من الممكن أن أردوغان ينظر إلى حالة الانقسام هذه على أنها فرصة.. خلال المرحلة القادمة لا بعد من الانتظار والاستعداد لشتى المفاجآت”.
وكان أردوغان ألمح عقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلى أن تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لاستكمال المنطقة الآمنة بامتداد الحدود، والتي بدأتها عام 2019 عبر عملية “نبع السلام”، وقال أردوغان “بإذن الله سنكمل خلال المرحلة القادمة الحلقات الناقصة للمنطقة الآمنة، التي أقمناها على امتداد حدودنا”.
Tags: الانتخابات المبكرة في تركياتنظيم العمال الكردستانيحزب الحركة القوميةحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبحزب الشعب الجمهوريدولت بهجليرجب طيب أردوغانعبد الله أوجلانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الانتخابات المبكرة في تركيا تنظيم العمال الكردستاني حزب الحركة القومية حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب حزب الشعب الجمهوري دولت بهجلي رجب طيب أردوغان عبد الله أوجلان حزب الدیمقراطیة والمساواة حزب الشعب الجمهوری مع حزب
إقرأ أيضاً:
تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية تقريراً موسعاً، رصدت فيه تحولات لافتة داخل أوساط التيار الجمهوري المحافظ، لا سيما في قاعدة الرئيس دونالد ترامب المعروفة باسم "ماغا" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، والتي بدأت على نحو غير مسبوق، في توجيه انتقادات علنية للاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد الغضب من الحرب المستمرة على غزة وتداعياتها الإنسانية.
ورغم هذا التحول داخل التيار اليميني، يواصل ترامب وفق التقرير تبنّي موقف أكثر حذراً، يوازن فيه بين دعم الاحتلال الإسرائيلي كحليف استراتيجي تقليدي، والضغط المتزايد من قواعده السياسية المطالبة بمساءلتها عن "المجازر" في غزة، والتي وصفها عدد من حلفائه بأنها وصمة أخلاقية تضر بصورة الولايات المتحدة عالميًا.
ترامب: لا نريد مكافأة حماس
في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة إلى اسكتلندا، قال ترامب إنه لا يرى ضرورة للضغط حالياً على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، معتبراً أن ذلك "قد يبدو بمثابة مكافأة لحماس"، إلا أنه شدد على أن إدارته "لا تتجاهل المعاناة الإنسانية في غزة"، وأعلن عن خطة لتقديم مساعدات غذائية وإنشاء مراكز لتوزيعها داخل القطاع.
ورغم تمسك غالبية النواب الجمهوريين بالدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي، فإن نبرة الخطاب بدأت تتغير، ولو بخجل. فقد قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، إن "على أمريكا أن تبذل قصارى جهدها لمساعدة إسرائيل، ولكن هناك الكثير من الجهات المعرقلة في ملف المساعدات الغذائية لغزة".
أما السيناتور الجمهوري إريك شميت، فقد جدد دعمه غير المشروط لحق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه، مؤكداً أن "ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر هو هجوم إرهابي على دولة ذات سيادة، ويجب ألا ننسى ذلك".
"ماغا": من الدعم المطلق إلى الاتهام بالإبادة
غير أن أكثر المواقف اللافتة جاءت من داخل التيار اليميني نفسه. فقد وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، في تغريدة لها، ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية" لا تقل فظاعة عن هجمات حماس. كما وجّهت انتقادات لاذعة لزملائها في الحزب، واتهمت بعضهم بالانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.
ويبدو أن هذا التحول يعكس توجها عاما في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع حديث أجراه معهد "غالوب" أن 60% من الأمريكيين لا يوافقون على الأداء العسكري الإسرائيلي في غزة، رغم أن 71% من الجمهوريين لا يزالون يدعمونه، وهي نسبة لم تتغير كثيرًا منذ عهد ترامب.
"إسرائيل" عبء سياسي على ترامب
من جهتهما، صعّد كل من النائب الجمهوري السابق مات غيتز والمستشار السابق لترامب، ستيف بانون، من لهجتهما ضد الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من أن "الحرب على غزة قد تجرّ عواقب سياسية وخيمة على ترامب، في ظل تزايد مشاعر الغضب لدى الشباب والمحافظين غير التقليديين.
في سياق متصل، صعّدت دول أوروبية من ضغوطها على تل أبيب، حيث أعلنت بريطانيا أنها قد تنضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية في حال لم يوافق الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار بحلول أيلول/سبتمبر المقبل. كما هددت دول أوروبية أخرى بفرض عقوبات في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل النداءات الإنسانية.
لكن الحكومة الإسرائيلية واصلت تحميل حركة حماس مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة، نافية ارتكاب جرائم حرب أو إبادة، وهو ما أكده مجددًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مدعيًا أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع "كافٍ".
البيت الأبيض: ندعم "إسرائيل"
ورفض البيت الأبيض التعليق المباشر على موقف الإدارة من الأزمة، لكن مسؤولا رفيعا تحدث لمجلة "بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال إن "الهدف النهائي للرئيس ترامب هو إنهاء الحرب وإنقاذ الأطفال وإعادة الأسرى وجعل المنطقة أكثر ازدهارًا"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "البيت الأبيض لا يرى في أفعال إسرائيل ما يرقى إلى الإبادة الجماعية".
وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، وصفت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، اتهامات الإبادة بأنها "شائنة ولا أساس لها"، في حين كرر السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، نفس الخطاب على قناة فوكس نيوز، مؤكدًا أن "الوضع قد ينتهي بسرعة إذا قررت حماس أنها لا مستقبل لها".
يطرح التقرير في ختامه سؤالا محوريا٬ هل بدأ الحصن الجمهوري التقليدي في دعم إسرائيل يتصدع تحت وطأة المجازر في غزة؟ ورغم استمرار الدعم من المؤسسة الحزبية، إلا أن بوليتيكو ترى في التحولات الجارية داخل "ماغا" مؤشراً على بداية تغير كبير، ستكون له تداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى علاقة واشنطن بتل أبيب.