طارق الزمر لـعربي21: التغيير في مصر بات قريبا.. وسقوط السيسي بدأ من داخل النظام
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
قال الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري، ورئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور طارق الزمر، إن "التغيير في مصر بات أقرب مما نظن، خاصة إذا استثمرت القوى الوطنية اللحظة الراهنة، ونجحت في تقديم مشروع جامع، يُزاوج بين الشجاعة السياسية والحكمة الاستراتيجية، وأرسلت رسائل مطمئنة للأطراف المعنية بالداخل والخارج".
وأكد الزمر، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "النظام يواجه مأزقا وجوديا حقيقيا. الاقتصاد كان، ولا يزال، نقطة الضعف القاتلة؛ فتدهور قيمة الجنيه، وانهيار الخدمات، وجنون الأسعار، كلها مؤشرات على قرب الانفجار. لكن ما يُسرّع السقوط ليس الاقتصاد فقط، بل تآكل الحاضنة الشعبية، وتنامي السخط بين النخب، وانكشاف النظام أمام العالم".
ورأى أن "هناك تحوّلا واضحا في مواقف بعض العواصم الإقليمية والدولية تجاه نظام السيسي؛ فدول الخليج، التي كانت تعتبره حائط صدّ ضد الإسلاميين، بدأت تشعر بأن استقراره مُكلف وغير مضمون. أوروبا، من جهتها، باتت أكثر قلقًا من موجات الهجرة غير الشرعية التي قد تتفجر مع أي انهيار. أما أمريكا، فقد خفّضت خطابها الداعم، وباتت تراعي صورتها أمام الرأي العام".
واستدرك الزمر قائلا: "هذا التبدل لا يعني أن الغرب أو الإقليم سيتخلّون عن النظام فورًا، لكنه يعني أنهم يُعدّون البدائل بهدوء، ويتعاملون مع النظام بوصفه عبئا مرشحا للسقوط. وهذه لحظة مهمة يجب ألا تُهدرها المعارضة، لصالح تغيير سلمي آمن، يضمن ألا تسقط الدولة، وأن يكون التغيير هذه المرة لصالح شعبنا، الذي انتظر طويلا، ولم يجنِ حتى الآن سوى الفقر والقمع".
وبسؤاله عن موعد سقوط نظام السيسي وفق تقديراته، أجاب الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري: "هذا مرهون بعامل مفاجئ، أو لحظة انكسار داخل مؤسسات الدولة، أو حراك مفاجئ من الشعب. لكن المؤكد أن السقوط بدأ من داخل النظام، وأن الشرعية التي بناها بالقوة تتآكل بصمت".
وفيما يلي نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف تقيّم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بعد 12 عاما من حكم السيسي؟
ما تعيشه مصر اليوم هو حصاد مرّ لسياسات فاشلة استمرت على مدى أكثر من عقد. سياسيا، تم تجريف الحياة السياسية بالكامل، وقُضي على كل أشكال التعددية والتداول السلمي للسلطة، فيما تم إحكام القبضة الأمنية على الدولة والمجتمع.
لم يعد هناك برلمان حقيقي، ولا أحزاب مستقلة، ولا إعلام حر، بل كل شيء بات يدور في فلك السلطة المطلقة.
اقتصاديا، وصلت مصر إلى مرحلة خطيرة من الانكشاف المالي، بعد أن اعتمد النظام على الديون الخارجية والمشاريع غير الإنتاجية، ما أدى إلى تضخم الدين العام وتآكل قيمة العملة.
أما اجتماعيا، فقد ارتفعت نسب الفقر والبطالة إلى معدلات تنذر بالخطر، وانهارت الطبقة الوسطى التي طالما كانت صمام الأمان في المجتمع.
نحن أمام دولة تعاني من أزمات متداخلة، وفقدت قدرتها على الإصلاح من داخلها.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه النظام المصري داخليا في ظل حالة الاحتقان المجتمعي؟
التحديات التي يواجهها النظام المصري لم تعد مقتصرة على فشل سياسي أو اقتصادي، بل أصبحت وجودية. أولها، فقدان الشرعية الشعبية؛ فالنظام لم يعد يتمتع بأي غطاء جماهيري حقيقي، سوى الأجهزة الأمنية والدعائية.
ثانيا، الانهيار الاقتصادي بات ملموسا، مع أزمة ديون غير مسبوقة، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، وغياب الأفق لتحسين الوضع.
ثالثا، تصاعد الغضب الصامت لدى قطاعات واسعة من المجتمع، وخاصة الشباب والطبقات المهمشة، وهو غضب غير مؤطر لكنه قابل للانفجار في أي لحظة.
والتحدي الأكبر هو أن النظام يستمر في تجاهل هذه المؤشرات، ويعتمد على القمع وحده كوسيلة للاستمرار، مما يزيد احتمالات الانفجار المجتمعي غير المنضبط.
كيف تقارنون حوادث الوفاة الأخيرة داخل أقسام الشرطة مع حادثة خالد سعيد التي سبقت ثورة يناير؟
المؤشرات تتشابه بشكل مرعب، بل إن الوضع الآن أسوأ في بعض الجوانب. في حالة خالد سعيد، كانت هناك شرارة فجّرت الغضب، لكن اليوم هناك العديد من "خالد سعيد" يتكررون في صمت، وسط غياب الإعلام الحر والقضاء المستقل. أن يموت ستة مواطنين في أسبوع واحد داخل مقرات الاحتجاز، بعضها تحت التعذيب أو الإهمال الطبي؛ فهذا يشي بانهيار منظومة العدالة تماما.
القمع بات أكثر انتشارا، والثقة بين المواطن والشرطة في أدنى مستوياتها. وإذا كانت واقعة خالد سعيد فجّرت ثورة، فإن تراكم هذه الوقائع اليوم قد يفجّر ما هو أوسع وأعمق، خصوصا مع غياب أي إصلاح حقيقي أو مساءلة لمنتهكي حقوق الإنسان.
كيف تنظرون إلى انتخابات مجلس الشيوخ الحالية في ظل الجدل حولها؟
لا يمكن الحديث عن "انتخابات" حقيقية في ظل غياب الحرية السياسية. ما يحدث في انتخابات الشيوخ أقرب إلى تمثيلية مكررة، حيث يجرى اختيار معظم المرشحين مسبقا، ويتم إقصاء الأصوات المستقلة والمعارضة، في ظل قانون انتخابات مفصل على مقاس النظام. حتى الناخبون أنفسهم باتوا يدركون عبثية المشهد، ولهذا فإن نسب المشاركة تكون متدنية. النظام يستخدم الانتخابات لخلق واجهة ديمقراطية زائفة يقدّمها للخارج، لكنها لا تعني شيئا للمواطن المصري، الذي يدرك أن صوته لم يعد له وزن، وأن نتائج أي اقتراع تحددها الأجهزة الأمنية سلفا وليس الصناديق.
هل ترى أن الغضب المكتوم في صدور المصريين يمكن أن يتحول إلى حراك شعبي قريب؟
الغضب المكتوم موجود بالفعل، ويتسع يوما بعد يوم. الناس أصبحت تدرك أن السلطة غير قابلة للإصلاح، وأن الضغوط الاقتصادية والحياتية بلغت حدا لا يُحتمل. ومع ذلك، لا يمكن توقع انفجار الحراك بشكل آلي، لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل: وجود قيادة موثوقة، خطاب جامع، قنوات تعبير، وظرف إقليمي مواتٍ.
لكن لا شك أن مصر اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة مفصلية، وأخطر ما يمكن أن يواجهها هو أن ينفجر هذا الغضب بشكل عشوائي فهو يُهدّد الدولة والمجتمع وهو ما لا نرجوه لبلادنا. لذلك، فإن واجب القوى الوطنية اليوم هو تأطير هذا الغضب، وتحويله إلى حراك منضبط يسعى إلى تغيير حقيقي ومستدام أو إصلاح يليق بمكانة مصر.
لماذا فشلت المعارضة المصرية حتى الآن في تقديم مشروع يلتف حوله الشعب؟
المعارضة المصرية تعاني من ثلاث مشكلات رئيسية: الانقسام، غياب الرؤية، وفقدان الثقة بينها وبين الشارع. كثير من القوى المعارضة لا تزال أسيرة خطاب ما قبل 2013، ولم تطور أدواتها ولا رؤيتها بما يتناسب مع الواقع المتغير. هناك أيضا إشكالية عدم وضوح الهدف النهائي: هل الهدف هو إسقاط النظام بأي ثمن، أم بناء مشروع وطني جامع؟، الشارع يريد بديلا يثق فيه، لا مجرد معارضة تكتفي بالنقد.
المطلوب اليوم هو إعادة بناء الثقة مع الناس، وتقديم برنامج حقيقي للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يلامس همومهم ويُشعرهم أن التغيير ممكن وليس مجرد حلم.
هل تتحمل المعارضة في الخارج مسؤولية غياب التأثير داخل مصر؟
نعم، المعارضة في الخارج تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، خاصة وأنها لم تستثمر هامش الحرية الذي تتمتع به لبناء مشروع سياسي جامع أو تشكيل قيادة بديلة. كثير منها انشغل بالصراعات الداخلية، أو بمناكفات إعلامية لا طائل منها.
كما أن المسافة النفسية والثقافية بين المعارضة في الخارج والناس في الداخل ازدادت، بسبب غياب التواصل الحقيقي، وعدم وضوح أولويات الفعل السياسي. مع ذلك، لا يمكن تحميلها كامل المسؤولية، لأن الظروف الأمنية داخل مصر لا تسمح بعمل معارض مؤثر. المطلوب هو تعزيز التشبيك بين الداخل والخارج، وبناء جبهة إنقاذ وطنية قادرة على صياغة خطاب يتجاوز المظلومية إلى بناء المشروع.
هل ترى أن حل حزب البناء والتنمية أنهى مشروعكم السياسي؟
لا أعتقد ذلك، بل على العكس. الحزب قد يُحل ككيان قانوني بقرار سلطوي، لكن الأفكار والمشروع الذي تبنّاه لا يمكن حله. نحن طرحنا نموذجا فريدا للإسلام السياسي المعتدل، القائم على المراجعة الدائمة والنقد الذاتي، والتفاعل مع المجتمع، والعمل تحت مظلة القانون. هذا النموذج لا يزال حيّا، وربما يكون أكثر حضورا في ظل غياب بدائل عقلانية.
تجربتنا أثبتت أن الإسلاميين قادرون على التكيف والانخراط في العمل المدني، وأظن أن المستقبل سيعيد الاعتبار لمثل هذه التجارب التي جمعت بين الجذرية الفكرية والمبدئية الأخلاقية والواقعية السياسية.
ما أثر المراجعات التي قمتم بها؟ وهل ثمة توافق داخل التيار الإسلامي بشأنها؟
المراجعات التي أطلقناها لم تكن فقط مراجعة فكرية، بل كانت مشروعا متكاملا لإعادة تعريف العلاقة بين الحركة والدولة، وبين الجهاد والعمل المدني. هذه المراجعات أسّست لفقه جديد للحركة الإسلامية في السياق الوطني، وقد كان لها بطبيعة الحال بعض الخصوم ومَن حاولوا تشويهها، لكن بعد مرور ما يقرب من ثلاثة عقود، بات كثيرون يرون فيها اجتهادا رائدا. صحيح أن التوافق داخل التيار الإسلامي بشأنها ليس شاملا، لكنه يتسع، خاصة مع فشل خيارات أخرى لم تفكر حتى في مجرد المراجعة. كثير من الشباب باتوا أكثر اقتناعا بجدوى المراجعة والعمل السياسي، وبأن الإسلام يجب ألا يُختزل في الصدام أو الشعارات.
ما مستقبل الحركات الإسلامية في مصر؟ وهل يمكن أن تعود إلى المشهد بعد سنوات من الاستئصال الكامل؟
أعتقد أن الحركات الإسلامية في مصر تمتلك قدرة ذاتية على التجدّد، وأن ما مرت به من استئصال ليس نهاية لمسيرتها، بل فرصة عميقة لإعادة النظر في الذات والمشروع.
لقد أثبتت الحركات الإسلامية دائما قدرتها على الصمود، رغم ما واجهته من تنكيل وسجن وتشويه إعلامي. المستقبل لن يكون لمَن يحمل الراية فقط، بل لمَن يُجدّد المشروع، ويستوعب المستجدات، ويكون أقدر على مواجهة التحديات والعقبات الجديدة، ويستوعب دروس السياسة والاجتماع، ويتعلم كيف يكون الإسلام رافعة لبناء الدولة لا أداة صراع عليها. العودة ممكنة، بل متوقعة، لكن بشرط واحد: أن تكون عودة بفكر متجدّد، وشراكة واسعة، ورؤية وطنية عابرة للتنظيمات والحزبيات.
كيف انعكست عملية “طوفان الأقصى” والعدوان على غزة على الوضع الداخلي في مصر؟
"طوفان الأقصى" لم يكن حدثا عسكريا فقط، بل كان زلزالا أخلاقيا أعاد ضبط بوصلات الوعي في المنطقة. في الداخل المصري، أعاد الحدث إحياء القضية الفلسطينية في وجدان الناس، وكسر حالة الجمود السياسي المفروضة، وأظهر الهوّة العميقة بين النظام والشعب.
الكثير من المصريين شعروا أن موقف نظامهم لا يمثلهم، بل يُحرجهم. تكررت المقارنات بين مواقف الشعوب الحرة في العالم، وبين حالة الانكفاء الرسمية في مصر.
كما لفتت المعركة الأنظار إلى تدهور موقع مصر الإقليمي وتراجع دورها التاريخي. ولذلك، يمكن القول إن طوفان الأقصى فتح شقوقا جديدة في جدار الصمت المصري، لا أظن أن تمر مرور الكرام.
ما موقفكم من سياسة النظام المصري تجاه غزة؟ وهل تعبر عن المزاج الشعبي؟
موقف النظام المصري تجاه غزة مُخزٍ، وهو موقف لا يُعبّر بأي حال من الأحوال عن المزاج الشعبي المصري، الذي كان ولا يزال داعما لفلسطين ومقاومتها، ودائم التعاطف مع غزة. المصريون يتعاطفون مع غزة بشكل كبير لأسباب دينية وقومية، كما أنهم يرون في معركتها مع الاحتلال امتدادا لمعركتهم مع الاستبداد والهيمنة.
النظام تعامل مع غزة من منطلق أمني بحت، خائفا من أي انتقال للروح الثورية إلى الداخل، ولذلك مارس دورا وظيفيا لا يليق بمكانة مصر ولا بتاريخها. لو تُرك للشعب المصري أن يُعبّر، لرأينا موقفا أكثر شرفا ووضوحا، ولرفع رأس الأمة كلها عاليا.
هل تعتقد أن تداعيات القضية الفلسطينية يمكن أن تُحيي الحراك السياسي في مصر؟
نعم، وبكل قوة. فالقضية الفلسطينية لطالما كانت مُحفّزا للحراك الشعبي والسياسي في مصر، سواء في انتفاضة الأقصى عام 2000، أو في مظاهرات 2003 ضد احتلال العراق، أو حتى خلال العدوانات المتكررة على غزة، بل كانت غزة وفلسطين حاضرة بقوة في ميادين مصر عام 2011 التي كشفت عن الجينات الحقيقة للشعب المصري.
الفلسطينيون بجهادهم لا يحركون الوجدان المصري فقط، بل يوقظون فكرة الكرامة والمقاومة. كلما اشتعلت المعركة هناك، تذكّر الناس هنا كل الدماء المصرية التي اريقت في هذا الاتجاه، وكيف أن الاستبداد في الداخل أصبح مرتبطا بالاحتلال في الخارج بشكل وثيق.
ولذلك، فإن فشل النظام في التعبير عن نبض الشارع تجاه فلسطين، قد يكون أحد المفاتيح لإعادة إحياء روح الغضب السياسي، شرط أن يُترجم هذا الوعي إلى فعل منظّم.
ما أبعاد تغير المواقف الإقليمية والدولية من دعم السيسي؟
هناك تحوّل واضح، وإن كان بطيئا، في مواقف بعض العواصم الإقليمية والدولية تجاه نظام السيسي؛ فدول الخليج، التي كانت تعتبره حائط صدّ ضد الإسلاميين، بدأت تشعر بأن استقراره مُكلف وغير مضمون. أوروبا، من جهتها، باتت أكثر قلقا من موجات الهجرة غير الشرعية التي قد تتفجر مع أي انهيار.
أما أمريكا، فقد خفّضت خطابها الداعم، وباتت تراعي صورتها أمام الرأي العام. هذا التبدل لا يعني أن الغرب أو الإقليم سيتخلون عن النظام فورا، لكنه يعني أنهم يُعدّون البدائل بهدوء، ويتعاملون مع النظام بوصفه عبئا مرشحا للسقوط. وهذه لحظة مهمة يجب ألا تُهدرها المعارضة، لصالح تغيير سلمي أمن، يضمن ألا تسقط الدولة، وأن يكون التغيير هذه المرة لصالح شعبنا، الذي انتظر طويلا ولم يجن حتى الآن سوى الفقر والقمع.
بالتالي إلى أي مدى اقترب نظام السيسي من السقوط؟ وهل الاقتصاد هو كلمة السر؟
النظام يواجه مأزقا وجوديا حقيقيا. الاقتصاد كان ولا يزال نقطة الضعف القاتلة؛ فبعد أن أوهم الناس بالاستقرار مقابل التنمية، وجدنا أنفسنا أمام دولة مديونة، مفلسة، وعاجزة عن توفير الأساسيات. تدهور قيمة الجنيه، وانهيار الخدمات، وجنون الأسعار، كلها مؤشرات على قرب الانفجار. لكن ما يُسرّع السقوط ليس الاقتصاد فقط، بل تآكل الحاضنة الشعبية، وتنامي السخط بين النخب، وانكشاف النظام أمام العالم. متى يسقط؟، هذا مرهون بعامل مفاجئ، أو لحظة انكسار داخل مؤسسات الدولة، أو حراك مفاجئ من الشعب. لكن المؤكد أن السقوط بدأ من داخل النظام، وأن الشرعية التي بناها بالقوة تتآكل بصمت.
إذا اختفى السيسي غدا.. مَن سيكون البديل برأيكم؟ المعارضة المنقسمة أم الدولة العميقة؟
سؤال البديل هو السؤال الأخطر والأكثر إلحاحا. في حال اختفاء السيسي فجأة، المرجّح أن تتحرك الدولة العميقة للحفاظ على النظام دون رمزه. لكن هذا لا يعني أن المعارضة خارج اللعبة، بل يعني أنها أمام فرصة تاريخية لإثبات النضج والاستعداد. صحيح أنه لا توجد حتى الآن قيادة موحدة أو مشروع وطني جاهز، وهذه ثغرة خطيرة. لكن يجب على المعارضة أن تتجاوز خلافاتها، وتطرح بديلا مدنيا توافقيا لا يُقصي أحدا، ويمنح الناس الأمل. لا أحد يريد تكرار تجربة الفوضى أو الانقلابات المتتالية. المطلوب هو بديل يُقنع الداخل ويطمئن الخارج ويُمهّد لانتقال سلمي حقيقي.
ما السيناريوهات الأقرب لمستقبل مصر؟ وهل ترى التغيير أقرب أم أبعد؟
السيناريوهات المحتملة لمستقبل مصر متعددة، لكنها تدور بين ثلاثة مسارات رئيسية:
1- الانهيار غير المنضبط: بسبب الأزمة الاقتصادية وغضب الشارع، دون قيادة بديلة، وهو أخطر السيناريوهات.
2- الانتقال الخشن من داخل الدولة: أي إزاحة السيسي من قبل مؤسسات النظام للحفاظ على بقائه، مع تعديل شكلي للمشهد.
3- التغيير المنظم بقيادة وطنية: عبر حراك شعبي مؤطر، يفرض إصلاحا جذريا أو يفتح باب انتقال حقيقي.
أرى أن التغيير بات أقرب مما نظن، خاصة إذا استثمرت القوى الوطنية اللحظة الراهنة، ونجحت في تقديم مشروع جامع، يزاوج بين الشجاعة السياسية والحكمة الاستراتيجية، وأرسلت رسائل مطمئنة للأطراف المعنية بالداخل والخارج، تلك الأطراف التي يعنيها استقرار مصر، والذي أصبح يستلزم انتقال آمن للسلطة، فالنظام لم يعد يمتلك رواية مقنعة، ولا دعما شعبيا، ولا أدوات صمود طويلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات المصري طارق الزمر السيسي مصر السيسي طارق الزمر الاقتصاد المصري طوفان الاقصي المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المصری الشرعیة التی نظام السیسی فی الخارج خالد سعید حتى الآن لا یمکن یعنی أن من داخل لا یزال یمکن أن فی مصر لم یعد
إقرأ أيضاً:
حكمة الرئيس السيسي كلمة السر.. أحزاب تشيد بالدور المصري لإنهاء حرب غزة
تيسير مطر: دخول المساعدات إلى غزة وعودة النازحين إنجاز إنساني لم يكن ليتحقق سوى بحكمة وشجاعة الرئيس السيسيحزب السادات: مصر تثبت من جديد أنها ضمير الأمة العربية.. ودخول المساعدات إلى غزة وعودة النازحين انتصار للإنسانية تحقق بحكمة وشجاعة الرئيس السيسيالجيل: دخول المساعدات إلى غزة وعودة النازحين ثمرة لجهود مصر والرئيس السيسي الداعمة للقضية الفلسطينيةالمؤتمر: دخول المساعدات وعودة النازحين إنجاز إنساني تحقق بحكمة وشجاعة الرئيس السيسي
أكدت ألأحزاب المصرية أن مصر أثبتت مجددا أنها ضمير الأمة العربية.. ودخول المساعدات إلى غزة وعودة النازحين انتصار للإنسانية تحقق بحكمة وشجاعة الرئيس السيسي
وأكد النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل والأمين العام لـ تحالف الأحزاب المصرية، أن بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم يمثل انتصاراً للإنسانية ورسالة جديدة تؤكد أن مصر كانت وستظل قلب العروبة النابض، تسعى دوماً لحماية الإنسان وصون كرامته، وتعمل من أجل استقرار المنطقة بأسرها.
وأوضح "مطر" أن هذا المشهد الإنساني العظيم لم يكن ليتحقق لولا الجهود الدؤوبة والتحركات الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يتوقف يوماً عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها، في وقتٍ كان فيه العالم يشهد صمتاً دولياً غير مبرر تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف رئيس حزب إرادة جيل أن الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، حيث أثبتت القيادة السياسية المصرية أنها صوت العقل والضمير الإنساني في مواجهة آلة الحرب والدمار، مشيداً بالإدارة المتوازنة التي يتبعها الرئيس السيسي في التنسيق مع الأطراف الدولية لضمان تدفق المساعدات بصورة آمنة ومنظمة.
وشدد "مطر" على أن ما يقوم به الرئيس السيسي اليوم ليس مجرد موقف سياسي، بل هو موقف إنساني وأخلاقي يعكس مكانة مصر الرائدة في دعم قضايا الأمة العربية، مؤكداً أن العالم كله يشهد أن القاهرة كانت ولا تزال بوابة الأمل للفلسطينيين.
واختتم النائب تيسير مطر تصريحاته قائلاً إن الشعب المصري يفخر بقيادته الحكيمة ويعتز بالدور البطولي الذي تقوم به دولته في نصرة الأشقاء ودعم الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن كل مصري اليوم يشعر بالفخر حين يرى علم بلاده يرفرف في سماء الإنسانية، ويحمل للعالم كله رسالة سلام وعدل باسم مصر والرئيس السيسي.
وأكد النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم يمثلان لحظة فارقة في ضمير الإنسانية، وإنجازاً جديداً يسطر بحروف من نور في سجل المواقف الوطنية والإنسانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يكتفِ بالكلمات، بل جعل من الأفعال ترجمة حقيقية لضمير الأمة ومكانة مصر التاريخية.
وقال "السادات" إن ما تشهده المنطقة اليوم يؤكد أن مصر ما زالت قلب العروبة النابض، تتحرك بدافع من إنسانيتها وعروبتها، لا لمصلحة ضيقة ولا لحساب سياسي، وإنما لحماية الإنسان وصون كرامته فوق أي اعتبار، مشدداً على أن هذا الإنجاز الإنساني لم يكن ليتحقق لولا الحكمة والشجاعة والقيادة الواعية التي يتمتع بها الرئيس السيسي، الذي حمل على عاتقه منذ اليوم الأول مسؤولية وقف نزيف الدم وإنقاذ الأبرياء.
وأضاف رئيس حزب السادات الديمقراطي أن التحرك المصري في ملف غزة لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لدورٍ تاريخي رسخته الدولة المصرية منذ عقود، انطلاقاً من إيمانٍ عميق بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية حدود، بل قضية وجود وهوية وإنسان. وأثبتت مصر من جديد أنها صوت العقل والضمير في زمنٍ غاب فيه المنطق الإنساني وتراجعت فيه القيم أمام صخب السلاح.
وأوضح "السادات" أن إدارة الرئيس السيسي للأزمة جاءت متوازنة وحكيمة، جمعت بين الصلابة في الموقف والمرونة في التحرك، من خلال اتصالات دولية مكثفة وضغوط دبلوماسية مؤثرة أعادت القضية إلى مسارها الإنساني الصحيح، وفرضت على العالم احترام إرادة مصر وموقفها الأخلاقي الراسخ.
وأكد أن دخول المساعدات وعودة النازحين لم يكن مجرد إجراء إنساني، بل هو انتصار للضمير الإنساني بقيادة مصرية خالصة، ورسالة واضحة بأن القاهرة لا تتخلى عن أشقائها مهما كانت التحديات، مشيراً إلى أن ما تقوم به مصر اليوم يعبّر عن معدنها الأصيل ودورها الذي لا يمكن لأي قوة أن تنتقص منه.
واختتم النائب عفت السادات تصريحاته قائلاً: "يفخر كل مصري بما تفعله قيادته اليوم.. فالرئيس السيسي لا يتحرك من خلف المكاتب، بل من قلب الميدان الإنساني، حاملاً راية مصر ومبادئها. لقد أثبتت مصر من جديد أنها بوابة الأمل للفلسطينيين، وصوت الحق في وجه آلة الحرب والدمار، وأنها ستظل دائماً وأبداً رمزاً للعروبة والإنسانية والسلام."
كما رحّب أحمد محسن قاسم، أمين التنظيم بحزب الجيل الديمقراطي، ببدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم، مؤكدًا أن هذا المشهد الإنساني لم يكن ليتحقق لولا الجهود المصرية المتواصلة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال قاسم ـ في تصريحات صحفية اليوم ـ إن مصر كانت منذ اليوم الأول للحرب على غزة في قلب المشهد، تتحرك بدافع إنساني وقومي وأخلاقي، ولم تتوقف عن الدعوة لوقف إطلاق النار وتأمين ممرات آمنة لإدخال المساعدات وعودة المواطنين إلى منازلهم.
وأشار إلى أن الدور المصري كان ولا يزال صمام أمان للقضية الفلسطينية، وأن نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار ودخول المساعدات يعكس حجم الثقة الدولية في القيادة المصرية، وقدرتها على إدارة الملفات الإقليمية الحساسة بحكمة ومسؤولية.
وشدد أمين تنظيم حزب الجيل على أن مواقف مصر الثابتة والداعمة للحقوق الفلسطينية هي التي أعادت الأمل من جديد في إمكانية تحقيق انفراجة إنسانية وسياسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى البناء على ما تحقق بجهود القاهرة لضمان استمرار تدفق المساعدات وحماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية.
أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعودة النازحين إلى ديارهم يمثلان انتصارا جديدا للإنسانية، مشيرا إلى أن مشهد رفرفة علم مصر في سماء القطاع لحظة فخر واعتزاز لكل مصري، ودليل حي على الدور التاريخي الذي تضطلع به مصر في نصرة القضايا العادلة و أن ما تحقق هو رسالة قوية للعالم بأن مصر كانت وستظل رمزا للإنسانية وضمير الأمة العربية الحي، تتحرك دائما بدافع المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، وبقيادة حكيمة تؤمن بأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإغاثة الملهوف ودعم الحق..
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن هذا الإنجاز الإنساني لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحكيمة والشجاعة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحرك بثبات ومسؤولية في كل الاتجاهات، سياسيا وإنسانيا، لتأمين وصول المساعدات، وتهيئة الظروف لعودة المدنيين، وحماية الأبرياء من ويلات العدوان لافتا إلى أن الرئيس السيسي لم يكتف بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، بل جعل من مصر محورا فعليا للسلام ونافذة للأمل، عبر جهود متواصلة في التنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية.
وشدد نائب رئيس حزب المؤتمر على أن هذا الموقف الإنساني يعيد التأكيد على دور مصر التاريخي كدولة مسؤولة، لا تبحث عن مصالح ضيقة، وإنما تتحرك بدافع من ضميرها الوطني والعربي، مستندة إلى رؤية قيادتها التي جعلت من السلام هدفاً ومن كرامة الإنسان أولوية موضحا أن الشعب المصري كله يشعر اليوم بالفخر وهو يرى علم بلاده يقود مشهد النور وسط ظلام الحرب و أن مصر بقيادة الرئيس السيسي أثبتت أنها لا تترك ساحة المعاناة دون أن تكون فيها الأمل، ولا تترك شعباً عربياً في محنته دون أن تمتد إليه بيد العون والرحمة.