شنجهاي.. أظهرت بيانات جديدة تجمع بين الملاحظات والذكاء الاصطناعي أن المدن في آسيا والولايات المتحدة تنتج أكبر قدر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تغذي تغير المناخ، وتعد شنجهاي الأكثر تلويثا.

إنتاج أكثر من مليار طن متري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري

ووفق لوكالة الأنباء الأمريكية اسوشتيد برس، تنتج سبع ولايات أو مقاطعات أكثر من مليار طن متري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كلها في الصين، باستثناء تكساس، التي تحتل المرتبة السادسة، وفقًا لبيانات جديدة من منظمة شارك في تأسيسها نائب الرئيس الأمريكي السابق "آل جور" وتم إصدارها اليوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر، في محادثات الأمم المتحدة للمناخ في باكو، أذربيجان .


وتحاول الدول المشاركة في المحادثات تحديد أهداف جديدة لخفض مثل هذه الانبعاثات، ومعرفة المبلغ الذي ستدفعه الدول الغنية لمساعدة العالم في هذه المهمة.
وباستخدام الأقمار الصناعية والرصد الأرضي، مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لملء الفجوات، سعى مشروع Climate Trace إلى تحديد كمية ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري، والميثان، وأكسيد النيتروز، فضلاً عن الملوثات الجوية التقليدية الأخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لأول مرة في أكثر من 9000 منطقة حضرية.

ارتفاع تلوث الأرض بثاني أكسيد الكربون والميثان بنسبة 0.7% إلى 61.2

وارتفع إجمالي تلوث الأرض بثاني أكسيد الكربون والميثان بنسبة 0.7% إلى 61.2 مليار طن متري مع ارتفاع الميثان قصير العمر ولكن القوي بنسبة 0.2%. 
وقال جافين ماكورميك، المؤسس المشارك لشركة كلايمت تريس، إن هذه الأرقام أعلى من مجموعات البيانات الأخرى:"لأننا نتمتع بتغطية شاملة وقد لاحظنا المزيد من الانبعاثات في قطاعات أكثر مما هو متاح عادة".
كما تنتج العديد من المدن الكبرى انبعاثات أكثر بكثير من بعض الدول، فلقد تصدرت شنجهاي قائمة المدن التي تنتج 256 مليون طن من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وتجاوزت تلك التي تنتجها كولومبيا أو النرويج. 
ولو كانت طوكيو دولة لكانت من بين الأربعين الأولى من حيث الانبعاثات، في حين كانت مدينة نيويورك التي تنتج 160 مليون طن، وهيوستن التي تنتج 150 مليون طن، من بين الخمسين الأولى من حيث الانبعاثات على مستوى البلاد. أما سيول في كوريا الجنوبية، فقد احتلت المرتبة الخامسة بين المدن التي تنتج 142 مليون طن.
وقال جور: "إن أحد المواقع في حوض بيرميان في تكساس هو بلا شك أسوأ موقع ملوث في العالم أجمع، وربما لم يكن من المفترض أن أتفاجأ بهذا، ولكنني أفكر في مدى قذارة بعض هذه المواقع في روسيا والصين وما إلى ذلك، ولكن حوض بيرميان يضعها جميعاً في الظل".
وشهدت الصين والهند وإيران وإندونيسيا وروسيا أكبر الزيادات في الانبعاثات من عام 2022 إلى عام 2023، في حين شهدت فنزويلا واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أكبر انخفاضات في التلوث.
كما بحثت مجموعة البيانات، التي يديرها علماء ومحللون من مجموعات مختلفة، في الملوثات التقليدية مثل أول أكسيد الكربون والمركبات العضوية المتطايرة والأمونيا وثاني أكسيد الكبريت والمواد الكيميائية الأخرى المرتبطة بالهواء القذر.
وقال جور إن حرق الوقود الأحفوري يطلق كلا النوعين من التلوث، وإن هذا يمثل التهديد الصحي الأكبر الذي تواجهه البشرية.
محادثات المناخ تصطدم بمصالح الوقود الأحفوري
وانتقد جور استضافة محادثات المناخ، المعروفة باسم مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، من قبل أذربيجان، الدولة النفطية وموقع أول آبار النفط في العالم، والإمارات العربية المتحدة في العام الماضي.
وقال جور "من المؤسف أن صناعة الوقود الأحفوري والدول النفطية استولت على السيطرة على عملية مؤتمر الأطراف إلى درجة غير صحية". 
وأضاف "في العام المقبل في البرازيل، سنرى تغييراً في هذا النمط، ولكن كما تعلمون، ليس من الجيد للمجتمع الدولي أن يمنح الصناعة الملوثة رقم 1 في العالم هذا القدر الكبير من السيطرة على العملية برمتها".
لقد دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى بذل المزيد من الجهود في مجال تغير المناخ، وسعى إلى إبطاء وتيرة إزالة الغابات منذ عودته إلى منصبه لولاية ثالثة، ولكن البرازيل أنتجت العام الماضي نفطاً أكثر من أذربيجان والإمارات العربية المتحدة، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

تغير المناخ..الدفاع عن اتفاق باريس 

وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة تحالف الدول الجزرية الصغيرة، قال رئيسه سيدريك شوستر إن كتلة التفاوض تشعر بالحاجة إلى تذكير الجميع بأهمية المحادثات.
وقال شوستر في إشارة إلى اتفاق المناخ الذي تم التوصل إليه في عام 2015 للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت): "نحن هنا للدفاع عن اتفاق باريس".
وأضاف: "نحن قلقون من أن البلدان تنسى أن حماية الفئات الأكثر ضعفاً في العالم تشكل جوهر هذا الإطار".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شنجهاي الذكاء الاصطناعي تغير المناخ اسوشتيد برس الدول النفطية النفط أکسید الکربون تغیر المناخ أکثر من

إقرأ أيضاً:

جدل أخلاقي يلاحق تقنية تنتج أطفالا خارقين وحسب الطلب

تثير تقنية حديثة لتحسين النسل طورتها شركة أوركيد هيلث في وادي السيليكون جدلا واسعا في الأوساط الطبية والاخلاقية، بسبب المخاطر الجينية، والأخطاء التي من الممكن أن تقع في قواعد البيانات الجينية.

وكان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك استعان في التقنية لإنجاب أربعة أطفال من شيفون زيليس، المديرة التنفيذية في شركة نيورالينك.

ففي خريف عام 2021، أنجبت زيليس توأما من ماسك بواسطة التلقيح الاصطناعي، قبل أن تلد منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025، ليرتفع عدد أبناء ماسك المعروفين إلى 14. ووفق تقارير اعلامية، ولد واحد على الاقل من هؤلاء الاطفال بعد الخضوع لعملية فحص جيني دقيق اعتمدت على تقنية تعرف بـ درجة الخطر متعددة الجينات، وهي إحدى خدمات شركة اوركيد التي تتيح اختيار الاجنة وفق احتمالات اصابتهم بأمراض مزمنة في المستقبل.

وتعمل هذه التقنية من خلال تحليل الحمض النووي الكامل للجنين باستخدام عدد محدود من خلاياه، وتقدر عبر خوارزميات خاصة مدى خطر الاصابة بأمراض معقدة مثل السكري والسرطان والفصام والزهايمر.

ويدمج هذا التحليل مع تقييم احصائي يسمى تقييم المخاطر الجينية المتعددة، وهو ما يتيح تقديم بيانات مبكرة عن صحة الطفل المحتملة قبل انغراس الجنين في الرحم.

وتعد أوركيد هيلث من الشركات الرائدة في هذا المجال، وقد اسستها الشابة الأمريكية من أصل باكستاني نور صديقي. وقالت إن هدفها هو القضاء على الامراض الوراثية لدى الاجيال المقبلة، من خلال ما تسميه الرؤية الطموحة المبنية على الخوارزميات وتحليل الجينوم الكامل.



وتقدم خدمات اوركيد حاليا في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي داخل الولايات المتحدة.

وبرغم الطموحات الكبيرة التي ترافق هذه التقنية، إلا أن عدد من العلماء يطرحون شكوك جدية بشأن دقتها، مشيرين إلى أن تحليل الجينوم الكامل انطلاقا من خمس خلايا فقط قد يؤدي إلى أخطاء في النتائج بسبب الحاجة إلى تكبير المادة الوراثية.

كما ينتقد استخدام تقييم المخاطر الجينية باعتباره غير ناضج سريريا، خاصة لدى الاجنة من أصول غير أوروبية، نظرا إلى تحيز قواعد البيانات الجينية الحالية.

وترى جهات طبية أن اختلاف الخوارزميات بين الشركات قد يؤدي إلى نتائج متضاربة في غياب معيار علمي موحد، وهو ما يطرح تساؤلات حول موثوقية هذه الفحوصات.

وفي الجانب الاجتماعي، يرى البعض أن هذه الممارسات تعيد إحياء منطق تحسين النسل الذي كان يستخدم تاريخيا للتحكم بالتكاثر البشري، لكن هذه المرة بصورة طوعية وفردية، وتحت شعار حرية الاختيار.

ويخشى مراقبون من أن اقتصار الوصول إلى هذه الخدمات على الاثرياء قد يعمق الفجوات الطبقية، ويؤدي إلى شعور بالتفوق الجيني لدى فئات دون غيرها.

وتنفي شركة أوركيد هذه المخاوف، وتؤكد أن التلقيح الاصطناعي نفسه كان قد واجه انتقادات مماثلة عند ظهوره في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يصبح تقنية مقبولة على نطاق واسع.

وتحظى الشركة بدعم عدد من الشخصيات النافذة في وادي السيليكون واليمين الأمريكي، بينهم إيلون ماسك، ونائب الرئيس الاميركي جي دي فانس، والمستثمر المحافظ بيتر ثيل، الذين يرون أن تراجع معدلات المواليد يهدد مستقبل الدول الصناعية، وأن على الناس إنجاب مزيد من الاطفال لمواجهة هذا الانحدار.

مقالات مشابهة

  • أخبار السيارات| أرخص سيارة كهربائية في العالم .. تحديث جيلي EX5 بمدى أكبر وأسعار أقل
  • الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد
  • صاحبة أكبر شفاه في العالم.. أندريا إيفانوفا تكشف عن صورها قبل التجميل
  • إدارة ترامب تمهد لنسف الأساس القانوني لمكافحة تغير المناخ
  • إدارة ترامب توقف أكثر من نصف التمويل الفيدرالي المخصص للوقاية من العنف المسلح
  • جدل أخلاقي يلاحق تقنية تنتج أطفالا خارقين وحسب الطلب
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة
  • معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة المصرية
  • أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للإجاص في العالم.. الجزائر الأولى عربيا
  • الأمم المتحدة تدعو أستراليا إلى اتخاذ إجراءات أكثر طموحًا بشأن المناخ