الطموحات السعودية في نيوم تتقلص.. وتوجه إلى دعم المشروعات الرياضية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تتجه السعودية إلى تقليص بعض طموحاتها في مشروع "نيوم" العملاق بسبب ارتفاع التكاليف، معطية الأولوية لاستكمال العناصر الأساسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية خلال العقد المقبل، وسط المساعي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2034.
وجاء ذلك بعد إعلان "نيوم" يوم الثلاثاء الماضي تعيين أيمن المديفر رئيسا تنفيذيا مُكلَّفا للشركة خلفا لنظمي النصر الذي لم تكشف عن سبب رحيله، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
وخلال السنوات الماضية رصد ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان مئات المليارات من الدولارات لمشروعات تنمية، بينها مشروع نيوم، من خلال صندوق الاستثمارات العامة وهو السيادي للمملكة.
لكن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم، اضطرت إلى تقليص بعض الخطط الطموحة على مدى عام حتى الآن وسط استمرار انخفاض أسعار الخام وخفض الإنتاج في الإضرار بالاقتصاد الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز.
ويعتبر مشروع نيوم ركيزة أساسية لخطة ولي العهد "رؤية 2030"، التي تهدف إلى تنويع موارد اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط، إذ أعلن عنه في البداية عام 2017 بصفته مشروع تنمية عالي التقنية بمساحة 26500 كيلومتر مربع يشمل عدة مناطق، بما في ذلك مناطق صناعية ولوجستية.
ويتضمن المشروع إنشاء مدينة تحمل إسم "ذا لاين" بطول 170 كيلومتر بين جدارين من المرايا يصل ارتفاعهما إلى 500 متر.
وقال مستشار مُطَّلِع "عندما تم طرح المشروع لأول مرة كفكرة، كانت التكاليف 500 مليار دولار. ومع ذلك، فإن تكلفة ذا لاين وحده ستبلغ أكثر من تريليون دولار وهذا هو السبب في تقليصه".
لكن العمل في المشروع يركز الآن فقط على الانتهاء من جزء من الخط يمتد بطول 2.4 كيلومتر، بما في ذلك ملعب من المتوقع أن يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2034، وبعد ذلك سيتم تقييم الخطط المستقبلية، وفقا لأحد المصادر الثلاثة المُطَّلِعة بشكل مباشر على الأمر.
ويذكر أن مجلة "ذا نيشن" نشرت تقريرًا يسلط الضوء على آثار مشروع نيوم السعودي المدمرة على العمالة المهاجرة؛ حيث كشفت مصادر عن وفاة عدد كبير من العمال المهاجرين نتيجة ظروف العمل القاسية؛ مما يؤكد ضرورة اتخاذ موقف قوي ضد هذه الممارسات، ووجوب تحمل الشركات المعمارية الكبرى المشاركة في المشروع مسؤوليتها الأخلاقية تجاه هذه الانتهاكات.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن قناة "آي تي في" البريطانية أصدرت في أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر فيلمًا وثائقيًا بعنوان "كشف الغطاء عن المملكة"، يكشف عن معاناة العمال الوافدين في إطار رؤية السعودية 2030، وتحديدا في مشروع "نيوم" المعماري الضخم الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات.
ووفقًا لقناة "آي تي في"، لقي 21 ألف عامل مهاجر من الهند وبنغلاديش ونيبال حتفهم حتى الآن في الصحراء السعودية أثناء وضع أساسات هذا المشروع، بينما تقدر صحيفة "هندوستان تايمز" أن 100 ألف عامل آخر قد فُقدوا.
ورغم أن هذه الأرقام صادمة، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها حجم معاناة العمال في نيوم، فقبل أربع سنوات، نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا عن الترحيل القسري لـ 20,000 شخص من سكان منطقة تبوك، شمال ساحل البحر الأحمر، لإفساح المجال لتنفيذ المشروع.
يصور الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "آي تي في" المدينة على أنها جحيم حقيقي، ويكشف عن ظروف عمل تنتهك بشكل لا لبس فيه المعايير الدولية، بما في ذلك العمل لمدة 16 ساعة في اليوم في حرارة شديدة تتخللها رحلات لمدة أربع ساعات داخل وخارج الموقع.
وعندما تم التواصل مع ممثلي شركة نيوم، أخبروا صانعي الفيلم أنهم يطلبون من جميع المقاولين الامتثال لمدونة قواعد السلوك الخاصة بالشركة، استنادًا إلى قوانين السعودية وسياسات منظمة العمل الدولية، وأنهم يخضعون لعمليات تفتيش متكررة تتعلق بظروف معيشة وعمل العمال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي السعودية نيوم الرياضية محمد بن سلمان ذا لاين السعودية الرياض محمد بن سلمان نيوم ذا لاين المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نجوى الشريقية تُحوّل شغفها بالورد إلى مشروع يحتضن المبدعين
كانت بداية فكرة مشروع "السدن روز" لرائدة الأعمال نجوى بنت سالم بن محسن الشريقية كهواية من المنزل في عام 2016، مشروعها عبارة عن مساحة إبداعية متخصصة في تنسيق الورد، وتغليف الهدايا وتنظيم الحفلات واستقبالات المواليد إضافة إلى توفير خدمة تأجير رفوف بأسعار رمزية لا تتجاوز 5 ريالات عمانية لدعم المشروعات المنزلية بحيث يتمكن أصحاب المنتجات المميزة من عرضها داخل متجرها المتخصص للهدايا والورد حيث إن فكرة المشروع تخلق مساحة تعاونية لإيجاد منصة تحتضن المبدعين لعرض أعمالهم حتى يحصل العمل على كل شي جاهز تحت سقف واحد ويختار هديته بكل سهولة.
تقول نجوى الشريقية: بعد ثلاث سنوات من العمل في المشروع من المنزل كبرة فكرة المشروع وأسست متجرها الخاص. يقدم متجر الشريقية عدة خدمات تتضمن تغليف الهدايا، وتنسيق الورد، وتأجير طاولات لاستقبال المواليد، وتأجير أرفف لعرض المنتجات، وهدايا جاهزة للتسليم الفوري، وبيع أجود أنواع الشوكلاته.
في حديثها عن التحديات أوضحت رائدة الأعمال نجوى الشريقية أن أولى العقبات التي واجهتها تمثّلت في صعوبة الحصول على الورد بالجملة، حيث رفضت المخازن التعامل مع المشروعات المنزلية واشترطت وجود محل تجاري فعلي. واصفة الوضع بقولها: "كان الوضع مُحبط، لكن صاحب متجر ورد في نزوى، كان واعيًا بحجم التحدي الذي نواجهه كمشروعات ناشئة، وقرر مساعدتي في شراء الورد بأسعار الجملة مثل بقية المحلات". هذه الخطوة اعتبرتها الشريقية بمثابة نقطة تحوّل ساعدتها في تخطي أولى العثرات نحو النجاح.
لكن التحديات لم تتوقف عند ذلك، فالورد منتج حساس ويتطلب ظروف تخزين دقيقة، وهو ما لم يكن متوفرًا في البداية. ولتجاوز هذا العائق، اتبعت نجوى نظام الطلب حسب الحاجة، رغم ما يعنيه ذلك من تكرار المشاوير والتكاليف الإضافية. قائلة: "أحيانًا كانت تكلفة التوصيل أعلى من الطلب نفسه" لكن كان هدفها تقديم خدمة بأعلى جودة، وكسب رضى الزبائن.
ومع التوسع في المشروع، واجهت الشريقية تحديًا جديدًا في تأخر تنفيذ المشروع من قبل الشركة المتعاقدة معها، الأمر الذي أربك خططها اليومية والمالية، خاصة أن المشروع ممول، ومع ذلك، تعاملت مع الأزمة بهدوء وثقة.
أما أحد أبرز التحديات فكان مرتبطًا بالتمويل، حيث واجهت صعوبة في صرف التمويل من البنك بسبب الإجراءات التي لم تكن مناسبة لوضع مشروعها ككيان قيد التأسيس. لكن هذا التحدي تحوّل إلى فرصة، إذ تم تنظيم جلسة حوارية موسعة ضمت ممثلين من البنك المركزي، هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبنك التنمية. "كان لقاءً صريحًا ومثمرًا"، تقول نجوى: "وفتح لنا أبواب التفاهم والحلول الواقعية"
حصلت نجوى على تمويل من بنك التنمية وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كانت عائلتها الدعم الأول في تأسيس مشروعها ثم الأصحاب والعملاء. شاركت الشريقية في ورش متخصصة في مجال تنسيق الورد إضافة إلى عدد من البرامج التدريبية مشيرة إلى أهمية المشاركة في الورش والبرامج التدريبية حيث تساعدها في تكوين علاقات وفرص جديدة، وكسب ثقة أكبر بنفسها وعملها.
الخطط المستقبلية
تطمح الشريقية في المستقبل إلى التوسع محليا وافتتاح فرع جديد وزيادة وجودها على المنصات الإلكترونية للوصول لشريحة أكبر من العملاء. وتوفير ورد بالجملة يشمل المشروعات المنزلية.
تعتمد الشريقية بشكل كبير على التسويق الإلكتروني عبر الإنستجرام وسناب شات والوتس اب بالإضافة إلى التعاون مع المؤثرين.