طرف الحرب الأول التوأم السيامي : أتحدث . [1]
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
بقلم / عمر الحويج
ما كل هذا الاستهتار بحياة البشر ، ما هذه الإستهانة بوعي البشر ، وعقل البشر ، صمام أمان البشر ، وماذا عن هذا الغباء الفاحش والعناد الغادر وموت الضمير ، المتمكن فيكم ، كتمكينكم لذواتكم الفانية ، الذي جبلتم عليه ، وتدثرتم به تحت عباءة ظلاميتكم ، ذلك الغباء والعناد وموت الضمير ، الذي تخدعون به أنفسكم قبل أن تخدعوا به البشر ، ومن خلفه وبه وله ، تستبيحون دماء هؤلاء البشر .
إذا قلناها (كحجوة أم ضبيبينة ، أوكما فزورة - دخلت نملة وأكلت حبة وخرجت- تلك الغلوطيات ، التي تدار بها الرؤوس حتى السليم ومعافى ، التي ابتدعها عقلكم الظلامي وصورها خيالكم كأنها هبة خصاكم بها الله دون العالمين ، تفعلون بها ما ترغبون ، فأنتم "التوأم السيامي الأول ، الذي تنَّكر للتوأم السيامي الثاني ، وتَّنكر التوأم السيامي الثاني ، على التوأم السياسي الأول ، ثم تَّنكر الأول والثاني كلٌ على نفسه وعلى ذاته ، بعدما أشعلاها دوامة حرب لا أبقت ولم تذر ، وبعدها يعودان معاً ، إلى رحمهما المشترك تصالحاً ، كأن لا وجود لحرب طحنت بشر وخلعت شجر ودفنت حجر ) ، فأعلنوها بالصوت الأنثوي الهامس ، إذا جنجوا للسلم فأجنح له . هكذا إنطبعت مسيرتهم ، في ذهن وذاكرة المشاهد والمشهد السياسي السوداني .
فقد إستبانت سكة الخطر في جرائم التوأم الأول ، منذ إنقلابهم الخدعة صباح جمعة ، جعلوعها غير مباركة ، كان تاريخها متشحاً بالسواد في 30 يونيو 1989 ، وقبلها كان مولدها ، بداية إطلالة شيخهم المشؤومة ، في عام 1964 . وبالرغم ، قد تجوز عليه الرحمة إن كنا منصفين ، رغم فشل إحسانه تربية نفسه وحيرانه ، إلا أن نار تربيته ، لذاته وذواتهم ، قد ولدت برماد شر ، أعقبه سيول دم ، وأنهر ضياع ، وشهد بنفسه على نفسه ، تبخيس حُسن نيته من سؤ فعلته التربوية ، المنافية لكل القيم والأخلاق التي راكمها البشر وحملتها الإنسانية ، نبراساً ينير لها طريق الحياة السوية، وعجز عن حملها جبال الخيال وسط جوقة حيران غفلته الشخصية ، فقد حق الترحم عليه ، لحسن تعنيفه وزجره لهم تحت بصرهم وسمعهم ، وهم بنظرة البلاهة لا زالوا يتامرون بل يتلذذون ، فقد فش غبينته في ساحة فضاءات جزيرة خيانتهم له ولشعبهم ، فأنبرى بكشف فضائحهم سياسياً وأخلاقياً ومالياَ و نهباً بنكياً ، مما جعل منها للثورة شعار "سلمية سلمية ضد الحرامية" ، وعراهم "قدام الله وخلقه" ، عرباً وعجماً ، ولم يرعووا وظلوا في غيهم سادرين . حتى انتهى حال البلاد والعباد بهم ، إلى هذا الموت الجماعي ومجاني ، وشمول خرابهم بأسلحة دمارهم الشامل ، وهم لحقدهم يرددون الله أكبر ، الله أكبر ، علينا وعلى أعدائنا يارب ، وهم مخادعون حتى مع ربهم ، في هذا الدعاء ، فقد تواروا هم وأسرهم ، خلف منافيهم ومباهجهم المترفة ، وتركوا لشعبهم ما ارادوه من شر دعائهم الكذوب ، ونفذ في بلدهم المسالم أهله ، بدعاء الهلاك الذي تنادوا به ، ولم يكن بفعل دعاء وإنما بفعل يدهم ، فالله لا يستجيب لدعاء المارقين ، فإن القتل والتنكيل والتشريد والنزوح ، دونهم الذي حدث ، بفعلهم وليس بدعائهم عليّ وعلى أعدائي ، فهم في نعيمهم يرفلون ويقهقهون . وما تركه خلفه من أثار دعائهم الكذوب ، ما يشيب له الولدان ، وما لم تشهد مثله البشرية ، إلا سنوات الحرب العالمية الثانية ، وإن وصل مجرمي تلك الحرب من خراب النازيين ، وتسببهم في قتل الملايين من البشر في جميع أرجاء المعمورة ، وإذا قمنا بمقاربة في تتناسب عددي لموت السكان في تلك الحرب النازية ، بموتى حرب التوأم السياسي في السودان ، نجدها تعادل طردياً عدد السكان ، في حالتي جريمة الموت المجاني بيد النازيين الأصل ، وتلك الأعداد المتساوية لجريمة رصفائهم من النازيين الجدد . وإن قدم النازيون الأصل إلى قاضيهم والقضاء العدل ، ونالوا عقابهم ، جراء جريمتهم ، فهاهم النازيون الجدد ، سعداء بإفلاتهم إلى حين من العقاب ، التي تفادوها بكل ما في جعبتهم من حيل ومؤامرات وامكانيات مادية ، نهبوها من قوت شعبهم ومن أمنه وسلامه ، وغذوا بها حربهم اللعينة .
الآن وكل الدلائل تشير ، أن الأوان قد حان رضوخ الطرفين للإستسلام ، ورفع الراية البيضاء لنيل القصاص رداً بالقانون على جرائمهم الشنعاء ، بعد أن أغلقت أمامهم ابواب النجاة ، التي فتحوا باب حربهم اللعينة ، عساها تكون مدخلهم وكرتهم الأخير ، لإستعادة دوران عجلة سلطتهم ، لمواصلة تنكيلهم بشعب السودان ، وهم يطيلون في أمدها لإستمرارها عساها ليوم الدين يتمنون ، إن استطاع تآمرهم المخزون في جراب تحائلهم ، المفتوحة شهيته لتوصيلهم لكراسي السلطة ، هذا حالهم حتى القريب وهم يتآمرون ويحيلون وبتذاكون ، لكن الآن خلصت "الحدوته" فقد بان علي سلوكهم رهق التآمر ، وارتدت عليهم ، مظاهر الشقاق الشرسة ، التي نصبوها لغيرهم ، والمفاصلات التي خبزوها وعجنوها واعتادوا عليها سنوات تسلطهم ، وعادت عليهم بالساحق والماحق ، وهذه المرة ، تفرقوا ايدي سبأ ، وأعظمها كبراً وفجوراً ماعكسته مرارات تابعيهم ، وخاصة انصرافيهم الذي سل لسانه الزفر على قيادة مقاومته التي يتباهى بأنه ربها وصانعها ، فقام مهدداً قائدها الذي صنعه ، بأنه سوف يزيله ويرسله لي الله ، ويؤسس بديله مقاومة جديدة ، ويستغنى عن خدماته هو ومقاومته ، وكان هذا إنعكاساً لما يدور في اروقتهم هذه الأيام من الزلزال الضخم ، الذي إجتاح معقلهم اللاوطني . حزبهم الذي به يتفاخرون ، فانفجرت علي رؤوسهم قذائف براميلهم المتفجرة ،إنشقاقاً معلوماً ودانات تنافرهم وتشاحنهم ، وتوزعهم إلى ثلاث كتل قابلة للتزايد والتوالد التي لحقوها بمليشيا جديدة ، يقولون لإنقاذ أهل الجزيرة ، وكان الله في عونهم أهلنا في الجزيرة المخضرة أبداً ، وهكذا يتسع الشقاق ، الكل ينازع الكل في أيهم يصل أولاً ، إلى أرض الميعاد ، أرض الإنقاذ القديمة ، حيت السلطة والمال والجاه المفقود ، وينقذ سفينته الغارقة ، وهم يسابقون المسافة التي تقلصت إلى المدى الصفري ، بين النقطتين ، ضغوط شعبهم من جهة الذي تآذى من حربهم المجرمة ، ومن جهة اخرى عصا المجتمع الدولي وقراراته فشدد قبضته على رقابهم ، وآن عليه أوان قطافها ، ونحن براء من دمهم ، فليأخذوهم أخذ قوي مقتدر ، ونحن ما علينا تبعات طموحاتهم حتى حماقاتهم يتحملونا وحدهم .
إضافة ملحقة خارج السياق :
ولكن يا للأسى فقد سمعت اللحظة الفيتو الروسي لاستمرار الحرب ) ويالهول انتكاسة روسيا عن الحق ، وقد قلت من قبل عن ضرورة وحدة قوى الثورة ، فماحك جلدك يا وطن غير ظفرك
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هل روبوتات الذكاء الاصطناعي أفضل منك؟ اكتشف ما لا تستطيع الروبوتات فعله
أصبحت الروبوتات عند كثيرين العدو الأول للبشر لدرجة أن بعضهم اعتبرها عدوا وجوديا "لا يهدد وظائفنا وحسب بل يهدد حياتنا"، ولأن الإنسان عدو ما يجهل تبقى فكرة روبوتات الذكاء الاصطناعي غامضة ومخيفة والجميع الآن يترقب بحذر إلى أي حد ستصل هذه الآلات التي صنعها الإنسان.
ومن جهة أخرى، يقول كاريم لاخاني أستاذ في كلية هارفارد للأعمال "إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر لكن البشر الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل أولئك الذين لا يستخدمونه"، ولأننا في عصر الذكاء الاصطناعي الآن فإن ما يحدث من تسريح عمال نتيجة التطور هو شيء متوقع، لأنه لو عدنا إلى الوراء قليلا سنلاحظ أن هذه ليست المرة الأولى التي تحل فيها الآلات محل البشر.
الآلات تحل محل البشر منذ عقودالروبوتات ليست شيئا جديدا فهي تُستخدم منذ زمن بعيد في تصنيع السيارات والقطع الإلكترونية وغيرها إذ إنها مفيدة في الوظائف الفائقة الدقة التي تصعب على الإنسان، ومن الجدير بالذكر أن الآلات بدأت بتغيير شكل الوظائف منذ القرن العشرين، فعلى سبيل المثال عندما انتشرت الجرارات التي تعمل بالوقود في بدايات القرن الماضي استطاع المزارعون تحسين إنتاجهم واستخدام وقتهم بشكل أكثر كفاءة، وهذا أدى إلى انخفاض كبير في عدد العاملين بالزراعة من حوالي 40% من قوة العمل في عام 1900 إلى أقل من 2% بعد عام 2000.
إعلانوبشكل مشابه، انخفضت نسبة العاملين في قطاع التصنيع من أكثر من 25% في خمسينيات القرن الماضي إلى أقل من 10% اليوم، ويرجع السبب الأساسي في هذا الانخفاض إلى الأتمتة، فقد وجدت دراسة من جامعة بول ستيت أن 87% من الوظائف التي فقدها قطاع التصنيع بين عامي 2000 و2010 كانت بسبب الأتمتة، بينما 13% فقط كانت بسبب العولمة والتجارة.
وبالمقابل، أسهمت الأتمتة في زيادة الإنتاج، فمنذ عام 1990 زاد إنتاج المصانع في أميركا بنسبة 72% تقريبا، في حين انخفض عدد العمال بنسبة 30%، وفي الفترة نفسها زادت إنتاجية العامل الواحد بنسبة 140% مما جعل تكلفة التصنيع أقل والمنتجات الأميركية أكثر تنافسية.
ورغم هذا التقدم فإن نسبة قليلة فقط من المهام في المصانع مؤتمتة بالكامل حتى الآن، ففي عام 2015 كانت الروبوتات تنفذ 10% فقط من أعمال المصانع على مستوى العالم، لكن من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 25% بحلول عام 2025 بسبب انخفاض تكلفة الروبوتات وسهولة برمجتها.
كل أسبوع تقريبا نسمع عن تقارير أو كتب أو آراء تُحذّر من فقدان الوظائف بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لكن من المهم أن نتذكر أن الروبوتات لا تستطيع القيام بشيء لم نعلّمها إياه، وهذا يعني أن التكنولوجيا لا تستطيع أن تحل محل الإنسان تماما.
ويبقى السؤال: هل فعلا "صعود الروبوتات" سيقضي على وظائف البشر في المستقبل؟ يمكننا إيجاد الإجابة عند الاقتصادي ديفيد أوتور من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" (MIT) في ورقته البحثية التي صدرت عام 2015 بعنوان "لماذا لا تزال هناك العديد من الوظائف؟"، حيث أشار إلى أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"مفارقة بولاني" التي تقول إننا نحن البشر نعرف أشياء لا نستطيع شرحها بالكلام، وهذه المعرفة الضمنية يصعب على التكنولوجيا تقليدها.
إعلانوقد لاحظ الفيلسوف مايكل بولاني في القرن العشرين أنه لا ينبغي الافتراض أن التكنولوجيا يُمكنها محاكاة وظيفة المعرفة البشرية نفسها، فحتى لو كانت الحواسيب تعرف كل شيء عن السيارة فهذا لا يعني بالضرورة أنها تستطيع قيادتها كما نفعل نحن، ويمكن تصنيف أعمال البشر إلى 10 فئات وهي بالترتيب:
الفئة الأولى: وهي الأكثر بساطة تتمثل في استخدام الجسم لتحريك الأشياء المادية مثل عامل في مستودع يحمل صناديق على الشاحنات. الفئة الثانية: استخدام اليدين والعينين لصناعة منتجات مثل عامل في مصنع يصنع ساعات يدويا أو يُركّب قطعا إلكترونية صغيرة. الفئة الثالثة: تشغيل الآلات بطريقة يدوية –العمل كروبوت بشري – مثل عامل يضع المنتجات داخل آلة التغليف بشكل يدوي لتغليفها آليا. الفئة الرابعة: تشغيل الآلات وتوجيهها، مثل مُشغّل آلة في مصنع يستخدم لوحة تحكم لتحديد سرعة أو اتجاه تشغيل الماكينة. الفئة الخامسة: أداء مهام إدارية مثل المحاسبة. الفئة السادسة: تسهيل الاتصال وتبادل المعلومات مثل موظفي خدمة العملاء. الفئة السابعة: البرمجة حيث يكتب الإنسان البرمجيات ويترجم المهام إلى أكواد برمجية. الفئة الثامنة: تقديم اتصال بشري مباشر مثل الطبيب الذي يحتاج للتواصل مع المريض ومعاينته لتشخيص مرضه بدقة وتقديم المعالجة المناسبة. الفئة التاسعة: الإدارة والإشراف مثل مدير تنفيذي في شركة حيث يكون مسؤولا عن الفئات السابقة. الفئة العاشرة: التفكير النقدي وحل المشكلات حيث يفكر الإنسان بشكل نقدي في المشاكل المعقدة ثم يبتكر اختراعات أو حلولا جديدة لها.وعلى مدار 6 آلاف سنة الماضية، بدأت الأعمال التي تعتمد على استخدام الجسم لنقل الأشياء (الفئة الأولى) تنتقل تدريجيا من البشر إلى الحيوانات ثم لاحقا إلى الآلات، وخلال 300 سنة الأخيرة أصبحت المهام التي تعتمد على استخدام اليدين والعينين لصنع الأشياء (الفئة الثانية) أيضا من اختصاص الآلات.
إعلانوبينما كانت الآلات تتطور، زاد الاعتماد على البشر في المهام من الفئة الثالثة إلى السادسة، وهي المهام التي تُكمّل عمل الآلات وتدعمه، ونتيجة لذلك أصبحت هذه الوظائف أكثر انتشارا وارتفعت الأجور بشكل كبير.
لا تزال الروبوتات رغم تطورها تفتقر إلى الكثير، ومن الأشياء المهمة التي يستحيل أن تكون عليها الروبوتات هي الإنسانية التي من دونها لم يكن هناك أي تقدير للبشر، فهي آلات مسيّرة بما تعلمته كما أنها تفتقد للمشاعر مما يجعلها مؤذية في كثير من المواقف، وسنذكر أهم الأشياء التي لا يمكن للروبوتات فعله ومن ثم فلن تحل محل الإنسان فيه.
الابتكارالروبوتات بارعة في أداء المهام الروتينية، ولكن البشر وحدهم من يستطيعون التفكير خارج الصندوق، فمثلا في المستقبل قد تتمكن الروبوتات من تصميم مخطط منزل عادي أو مبنى سكني، ولكن ابتكار مفهوم جديد للحياة السكنية سيظل بحاجة إلى رؤية ومهارة مهندس معماري، وحتى الآن لم يُخترع بعد الحاسوب القادر على ابتكار حاسوب آخر، فالإبداع سيظل ميزة بشرية لا غنى عنها.
في المستشفى.. إيصال الأخبار السيئة بطريقة إنسانيةتخيل أنك أجريت تصويرا بالرنين المغناطيسي وتنتظر التشخيص، هل تفضل أن يخبرك روبوت بالنتيجة؟ بالتأكيد سيخبرك الخبر السيئ بصراحة من دون مراعاة مشاعرك، ولكن وجود طبيب بشري يعرف كيف يتحدث بوضوح وبأسلوب متعاطف يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في تجربة المريض، فهل نرغب فعلا بأن يتجول الروبوت في المستشفى ليجري العمليات ويعطي المرضى تشخيصهم؟ في المواقف الصعبة لا شيء يمكن أن يعوض العنصر الإنساني.
رعاية الأطفالأهم شيء يحتاجه طفلك هو الحنان، ومن المثير للاهتمام أن هذه المشاعر بالتحديد لا تولد مع الإنسان بل تأتي بعد أن يُرزق بالأولاد والتي تُعرف بمشاعر الأبوة أو الأمومة، والروبوتات عديمة المشاعر فمن الخطر جدا أن تكون مسؤولة عن تربية الأطفال أو توجيههم لأن ذلك سيخلق جيلا منطويا يفتقر إلى الإبداع والشخصية المستقلة.
إعلانيقول نويل شاركي أستاذ الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة شيفيلد "إن الروبوتات أدوات فعالة لتعليم الأطفال العلوم والهندسة، لكنها لا تُغني عن القائمين على رعايتهم". وأضاف أن تربية الأطفال لا تعتمد فقط على تعليمهم، بل على فهم مشاعرهم والتعامل مع أحاسيسهم، وهو أمر لا تستطيع الروبوتات القيام به.
أحيانا يكون العمل في خدمة العملاء أشبه بعمل طبيب نفسي، فعندما يتواصل معك العميل بسبب مشكلة فقد لا تكون المشكلة الحقيقية في المنتج أو الخدمة نفسها، بل في ظروف الحياة التي يمر بها. في بعض الأحيان كل ما يحتاجه العميل هو بعض الاهتمام والإنصات وعندما تمنحه ذلك، فأنت تبني علاقة وثيقة معه.
ولا يقتصر الأمر دائما على البيع، على سبيل المثال استغرقت أطول مكالمة في شركة "زابوس" (Zappos) مع أحد عملائها أكثر من 10 ساعات، إذ تدرك الشركة أن دور مركز الاتصال ليس فقط بيع الأحذية، بل أيضا بناء تواصل إنساني حقيقي مع العملاء.
الكوميدياالكوميديا الحقيقية تنبع من المشاعر الإنسانية العميقة مثل الألم والإحراج والتجارب الصعبة في الحياة، وهي أمور لا يمكن تقليدها أو اختلاقها بسهولة، فالإنسان يكتسب حس الفكاهة من خلال ما يمر به من مواقف مؤلمة أو محرجة أو معقدة، ويحوّلها إلى قصص مضحكة تلامس مشاعر الآخرين، ولهذا السبب تظل العروض الكوميدية التي يقدمها البشر زاخرة بالروح والحياة.
وتُعد التعابير الوجهية عنصرا أساسيا في الكوميديا إذ يمتلك الإنسان 43 عضلة في وجهه لإعطاء تعابير الفرح والغضب والحزن وغيرها وهو ما يُعد تجسيده مستحيلا في روبوت آلي، كما أن هذه الآلات تفتقر إلى التجربة الإنسانية، ومن ثم لا يمكنها خلق أو فهم الكوميديا بنفس العمق أو الحس العفوي، فهي لا تشعر بالخجل ولا تعرف الإحباط ولا تمر بمواقف محرجة تجعل الجمهور يتعاطف معها أو يضحك بعفوية.
إعلانهل جربت أن تطلب من "شات جي بي تي" أن يخبرك بنكتة مضحكة؟ لو قمت بتجربة ذلك فسوف تتأكد أن الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات فاشلة في الكوميديا.
بناء الثقةبناء الثقة بين شخصين لا يمكن أن يكون بالطريقة نفسها مع الروبوتات، فالثقة تُبنى من خلال تعامل مستمر وجيد بين الطرفين. الإنسان يملك مبادئ وأخلاقا تؤثر على سلوكه أما الروبوت يتصرف فقط بحسب برمجته، وهناك تفاصيل دقيقة في العلاقات البشرية مثل النوايا والمشاعر والحدس لا يمكن للروبوت أن يفهمها أو يكررها، ولهذا من الصعب أن نثق به كما نثق بشخص آخر، وهناك مقولة تقول "لا يُمكنك الوثوق بشيء لا تستطيع النظر إليه في عينيه"، حيث إن العيون كثيرا ما تكشف حقيقة الشخص الآخر.
اتخاذ القرارات الحاسمةصحيح أن الآلات قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة تفوق البشر، لكن القرار النهائي حول ما يجب فعله بهذه البيانات يجب أن يتخذه الإنسان.
والسبب هو أن الإنسان لا ينظر فقط إلى الأرقام بل يأخذ في اعتباره تأثير القرار على الناس، مثل الروح المعنوية ومصلحة الفريق والمجتمع ككل، وغالبا ما تكون هذه القرارات معقدة، وحتى لو أظهرت البيانات أن خيارا معينا هو الأفضل، على الإنسان أن يفكر في العواقب الأخرى التي قد لا تظهر في الأرقام مثل تأثيره على الموظفين أو صورة الشركة.