اعتقال مجرمى الحرب: انتصار للإنسانية
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
بلا شك أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، الماضى مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق، يوآف غالانت، هو انتصار للإنسانية عما افترفوه من جرائم حرب فى غزة.
دلالات إيجابية كبيرة على هذا التحرك من الجنائية الدولية، أولها اعتراف وإدانة دولية للجرائم التى ارتكبها النتن ياهو وغالانت وزير دفاعه، والتزام الدول الـ124 الأطراف فى المحكمة الجنائية الدولية، بالامتثال لقرار المحكمة والقبض على المجرمين، وهو التزام لا يقبل المواربة مهما حاولت بعض العواصم الأوروبية التملص فى تنفيذ هذا القرار، الذى سيفقدها مصداقية حكومتها أمام الرأى العام العالمى، وأمام شعوبها، واتهامها بعدم تنفيذ أحكام المحكمة فى حين أنها تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
عزيزى القارئ لك أن تتصور أن هذه هى أول ادانة رسمية للكيان الصهيونى لجرائمه فى غزة بعد أن شدت امريكا الفيشة عن مجلس الأمن وحولته إلى خيال مآتة، ومكلمة يتنفس فيها المجتمع الدولى فى اجتماعات تشبه حوارات الطرشان وأصبح لا حول له ولا قوة مستخدمة ذلك التصويت العنصرى والديكتاتورى المعروف بالفيتو.
لقد كشفت المذكرة الجنائية عن تحركات من تحت الطرابيزة بين إدارة البيت الأبيض القديمة والجديدة التى سيتم تنصيب فيها ترامب فى يناير المقبل، ويثير التساؤل لما فى هذا التوقيت سمحت إدارة بايدن بخروج هذه المذكرة بعد أن عطلتها واشنطن لشهور هل لتكون أول مفاجأة فى وجه ترامب الذى سيكون فى حرج مع الحليف القوى تل أبيب.
من زاوية أخرى فإن مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت ستمكن الدول من الملاحقة القضائية لهم عبر المحاكم المحلية، ما يفرض عزلة على الكيان الصهيونى وتضييقاً فى نطاق التحرك الدبلوماسي.
اسوأ نهاية لتاريخ ومشوار نتنياهو السياسى وكأن لعنات أطفال غزة ما زالت تصب غضبها عليه، وإحراج لواشنطن التى تغنت كثيراً بقرار الجنائية الدولية ضد بوتين على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وضد البشير وغيرهم، ووصفتها بأنه حصن العدالة، والآن تنتقد وتناصر المجرمين.
بوجهة نظرى القانونية، سواء نفذت مذكرة الاعتقال أم لا، امتثلت الدول الأعضاء فى المحكمة بقراراتها أو حدث غير ذلك، فإن الادانة شهادة وصك يوصم نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمى حرب، مما يقلل من التعاطف العنصرى من بعض دول العالم مع الكيان الصهيونى، ويعطى لمن فى وجهه عيناً تبصر أن يدرك أن هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب من قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ثبتت بموجب تحقيقات قضائية دولية وتم إقامة الدليل عليها قبل أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال وتوقيف مجرمى الحرب ومرتكبى تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطينى واللبنانى والسورى واليمنى والإيرانى، هل يكون ذلك القرار بداية نهاية عصر نتنياهو ورفاقه المجرمين أم ستستمر يد البطش والعدوان والإبادة الجماعيّة للمدنيين العزل مستمرة.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق عبدالعزيز كلمة حق المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوآف غالانت الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
اعتقال حاخامات يهود خلال احتجاجات في واشنطن ونيويورك للمطالبة بإنهاء حصار غزة
احتجزت السلطات الأميركية عشرات الحاخامات اليهود أثناء احتجاجات نظموها في واشنطن ونيويورك للمطالبة بإنهاء الحصار على قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية. اعلان
اعتقلت السلطات الأميركية عشرات الحاخامات اليهود المنتمين إلى التيار اليساري في كل من واشنطن ونيويورك، خلال مشاركتهم في احتجاجات نظّموها للمطالبة بتقديم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض عليه.
اعتصام داخل مكتب زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخفي العاصمة واشنطن، نظّم الحاخامات اعتصامًا داخل مكتب السيناتور الجمهوري جون ثيون، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، حيث اقتحمت مجموعة مؤلفة من 27 حاخامًا، تابعين لمنظمة "اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة"، المكتب في الساعة 11:10 صباحًا، رافعين لافتات كُتب عليها: "الحاخامات يقولون: احموا الحياة!" و"الحاخامات يقولون: أوقفوا الحصار".
وخلال الاعتصام، صرّحت إحدى المشاركات بأنهم يطالبون المسؤولين المنتخبين باتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المجاعة التي تطال المدنيين في غزة، بمن فيهم الفلسطينيون والرهائن الإسرائيليون. كما قرأ اثنان من الحاخامات مقطعًا من "مراثي إرميا" المرتبط بحصار أورشليم القديمة، وترجما العبارة: "الأطفال الصغار يستجدون الخبز، ولا أحد يعطيهم كسرة". واختتموا الإنشاد بترتيل المزمور الثالث والعشرين، الذي يُستخدم عادة في الجنازات اليهودية، قبل أن تتدخل شرطة الكابيتول وتقوم باعتقالهم.
الحاخامة أليسا وايز، المديرة المؤسسة لمنظمة "الحاخامات من أجل وقف إطلاق النار"، أكدت في بيان أن ما يحدث "يتعلق بالحياة والموت"، مضيفة أن مسؤوليتهم الروحية كيهود وحاخامات تفرض عليهم حماية كل الأرواح. وقالت: "كل حياة مقدسة، لكن الأرواح الفلسطينية لا يُنظر إليها كذلك، وهذه وصمة عار على ضميرنا الإنساني الجماعي".
اعتقالات في نيويوركوفي اليوم السابق، كانت السلطات قد اعتقلت ثمانية حاخامات في نيويورك خلال احتجاج نُظم أمام القنصلية الإسرائيلية بمشاركة منظمتي "T’ruah" و"New York Jewish Agenda"، حيث دعا المتظاهرون إلى زيادة المساعدات إلى غزة، ووقف الحرب، وإعادة جميع الرهائن. وقد احتُجز الحاخامات في سجن بمنطقة مانهاتن لأكثر من ساعتين قبل الإفراج عنهم.
الحاخام إيفان تريلور، الذي شارك في احتجاج نيويورك، كتب عبر حسابه على إنستغرام: "أنا بخير، وسأواصل التحدث والعمل من أجل إنهاء المجاعة في غزة، وإعادة الرهائن، وإنهاء الحرب، وتحقيق العدالة والسلام الحقيقي لكل الناس في إسرائيل وفلسطين".
Related "ميلانيا تأثرت".. ترامب عن نقل سكان غزة ومراكز توزيع الطعام وعن المهلة المعطاة لبوتينالديمقراطيون يضغطون على إدارة ترامب لبذل جهود "واسعة النطاق" لمعالجة أزمة الجوع في غزة"غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل".. دعوة صريحة من سموتريتش لإعادة احتلال القطاع امتداد للاحتجاجات اليهودية خلال الحرب على غزةوتعيد هذه التحركات إلى الأذهان الاحتجاجات التي نظمها حاخامات ويهود أميركيون خلال العام الأول من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي طالبت حينها بوقف إطلاق النار. وكان عدد من الحاخامات المعتقلين من بين المشاركين في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الموجة من الاحتجاجات في ظل تصاعد الدعوات داخل الأوساط اليهودية الأميركية لإنهاء الحرب وإغاثة المدنيين في غزة، حيث وقّع خلال الشهرين الماضيين أكثر من 23,500 يهودي أميركي – بينهم أكثر من 750 حاخامًا وأكثر من 100 كنيس ومنظمة دينية – على بيان بعنوان "اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة".
كما وقّع أكثر من ألف حاخام حول العالم خلال هذا الأسبوع على رسالة مفتوحة تطالب الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن استخدام "المجاعة كسلاح في الحرب" – وهو اتهام ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
تدهور الوضع الانساني في غزةفي سياق متصل، تتسارع المؤشرات الإنسانية في قطاع غزة نحو التدهور الحاد، مع تسجيل حالات وفاة نتيجة سوء التغذية، وقد حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "خطر وشيك" يتهدد نحو 40 ألف رضيع فلسطيني نتيجة استمرار منع إدخال حليب الأطفال. واعتبر أن المأساة لم تعد مرتبطة فقط بمحدودية المساعدات، بل بسياسة ممنهجة تعتمدها إسرائيل لتجويع المدنيين، وسط صمت دولي مطبق.
من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن جميع سكان قطاع غزة يعانون من الجوع، معتبرة أن الأطفال هم الفئة "الأكثر تضررًا" بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد. وقالت المنظمة إن الوضع الغذائي المتدهور يشكّل تهديدًا وجوديًا للأطفال في القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة