تناول أستاذ العلوم السياسية "فيفيك إن. دي" النفوذ المتزايد لإيلون ماسك على السياسة الخارجية الأمريكية، في ضوء دوره القيادي المحتمل في وزارة الكفاءة الحكومية المقترحة، في ظل إدارة دونالد ترامب.

نهج ماسك المتمركز حول التكنولوجيا قد يبسّط بشكل مفرط العوامل الثقافية والسياسية




وقال فيفيك في مقاله بموقع موقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندية إن بوسع الابتكارات التكنولوجية لإيلون ماسك، خاصة شركة أبحاث وسفن الفضاء "سبيس إكس" SpaceX وخدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك"Starlink ، أن تشكل بشكل كبير الدبلوماسية الأمريكية والعلاقات الدولية.

رؤية ماسك

وأضاف الكاتب أن  تعيين ماسك في وزارة حكومية ركز على الكفاءة، ربما إلى جانب رجل الأعمال السياسي فيفيك راماسوامي، يمكن أن يضع نهجاً جديداً قائماً على التكنولوجيا للحوكمة والسياسة الخارجية الأمريكية. وتهدف الوزارة إلى القضاء على عدم الكفاءة في النظام الفيدرالي مع الاستفادة من التقنيات المتطورة لدعم المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
وأظهر مشروع ستارلينك التابع لماسك بالفعل إمكاناته كأداة للقوة الناعمة، حيث يوفر اتصالاً موثوقاً بالإنترنت في المناطق ذات البنية التحتية الضعيفة، مثل أوكرانيا التي مزقتها الحرب.

 

Good time to bring this gem back since Trump is Back on X

Elon Musk was/is the DoD’s Biggest contractor. Meaning…. The government paid no one more money than they did Elon Musk.

Elons purchase of Twitter was essentially from money acquired through military spending, all… pic.twitter.com/87A64QgAAO

— MJTruthUltra (@MJTruthUltra) August 12, 2024


وأشار الكاتب إلى أن هذه القدرة تضع ستارلينك كأصل محوري في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في إطار تعزيز الأهداف الاستراتيجية في مناطق مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث ما تزال هناك تحديات تواجه سبل الاتصال.
ومن خلال الترويج للحلول التكنولوجية في هذه المجالات، يمكن لماسك المساعدة في إعادة تشكيل استراتيجيات المشاركة الأمريكية، مع التركيز على الابتكار في مجال الدبلوماسية التقليدية القائمة على البنية التحتية.

الدور الدبلوماسي

وسلط الكاتب الضوء على الدور المتطور لماسك كشخصية عالمية، مشيراً إلى اجتماعه المزعوم، الذي نفته طهران، مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرفاني، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024.
ويقال إن هذا الاجتماع استكشف كيف يمكن لستارلينك معالجة قضايا الاتصال في المناطق المتضررة من العقوبات. من خلال التحايل على القنوات الدبلوماسية التقليدية، يمكن أن يقدم نهج ماسك القائم على التكنولوجيا حلولاً مبتكرة لتعزيز الاتصالات في مناطق مثل الشرق الأوسط، والحد من التوترات مع تجاوز فن الحكم التقليدي.

 

Our cover story this week is on Elon Musk. I contributed to the briefing, specifically looking at Mr Musk's space-related leverage over the Pentagon and intelligence community—considerable, but not necessarily as severe as sometimes assumed. https://t.co/jMV8OYrwSC pic.twitter.com/L1UmjwuizO

— Shashank Joshi (@shashj) November 21, 2024


ومع ذلك، تثير هذه الاستراتيجية مخاوف بشأن استعداد ماسك للتعامل مع الأنظمة المعادية، وهو ما يبتعد عن النهج الأمريكي التقليدي الذي يؤكد على العقوبات والدبلوماسية الحكومية.
وفي حين قد تتوافق تدخلات ماسك مع الأهداف الأمريكية الأوسع نطاقاً - تعزيز التحالفات وتعزيز التنمية - فإن طبيعتها غير التقليدية تتحدى المعايير الراسخة في السياسة الخارجية.


التداعيات على منطقة المحيطين الهندي والهادئ


وأوضح الكاتب أن تأثير ماسك على منطقة المحيطين الهندي والهادئ قد يشكل نقطة تحول لصالح أمريكا في مواجهة هيمنة بكين. وتتميز هذه المنطقة بالتنافسات الجيوسياسية الشديدة و"مبادرة الحزام والطريق الصينية".
وقال الكاتب إن تكنولوجيا ستارلينك يمكن أن تكون بمنزلة بديل استراتيجي لاستثمارات البنية التحتية الصينية، مما يوفر الوصول إلى الإنترنت للسكان المحرومين وتمكين التكامل الرقمي في جميع أنحاء المنطقة.
ويتضح الدور المزدوج الذي يلعبه ماسك كمبتكر تقني ودبلوماسي عالمي من خلال علاقته بالصين. ورغم الاستثمارات الكبيرة لشركة تيسلا في شنغهاي واتصالات ماسك مع المسؤولين الصينيين، فإن قدرته على التعامل مع التوترات بين الولايات المتحدة والصين تعكس عملية موازنة معقدة.
وفي حين يزعم المنتقدون أن نهجه يخاطر بالتكيف المفرط مع بكين، فإن خبرته في الحفاظ على العلاقات مع القوى المتنافسة قد تكون مفيدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يتعين على الولايات المتحدة موازنة المنافسة مع الصين والشراكات مع حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.


المخاطر والخلافات


ولفت الكاتب النظر إلى أن نفوذ ماسك المتزايد على السياسة الخارجية الأمريكية يأتي مع مخاطر كبيرة رغم الفوائد المحتملة؛ فتعامله مع القضايا الحساسة - مثل استجابته المثيرة للجدل لمعاداة السامية على X (تويتر سابقاً) أثناء زيارته لإسرائيل - يثير تساؤلات حول حكمه وقدرته على التنقل عبر ديناميكيات عالمية معقدة.
ويقول المنتقدون أن نهج ماسك المتمركز حول التكنولوجيا قد يبسّط بشكل مفرط العوامل الثقافية والسياسية والتاريخية الدقيقة المطلوبة للدبلوماسية الفعالة.
وأشار الكاتب إلى مخاطر إعطاء الأولوية للمصالح التجارية على الأهداف الاستراتيجية. فعلاقات ماسك مع الصين، رغم كونها مفيدة اقتصادياً، قد تقوض الجهود الأمريكية لمواجهة نفوذ بكين. وبالمثل، فإن تركيزه على الحلول التكنولوجية يخاطر بإهمال المشاركة الدبلوماسية الأوسع اللازمة لمعالجة التحديات الجيوسياسية في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ والشرق الأوسط.


الخلاصة


ورأى الكاتب أن قيادة ماسك في إدارة ترامب المحتملة قد تعيد تعريف السياسة الخارجية الأمريكية ولكن ليس من دون تحديات. وفي حين تقدم ابتكارات ماسك التكنولوجية إمكانيات مثيرة، فإن أساليبه غير التقليدية وتركيزه على الكفاءة قد يؤدي إلى تبسيط القضايا الجيوسياسية المعقدة بشكل مفرط.
وقال الكاتب إن شخصيته العامة غير المتوقعة وتركيزه على المصالح التجارية من الممكن أن يقوض الأهداف الأمريكية، خاصة في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ والشرق الأوسط، حيث تتطلب الفروق الثقافية والتاريخية مشاركة دبلوماسية حذرة.
ومع ذلك، فإن دور ماسك كدبلوماسي مدفوع بالتكنولوجيا يسلط الضوء على تحول محتمل في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع التحديات العالمية، مما يشير إلى مستقبل يتقارب فيه الإبداع والاستراتيجية، وفق الكاتب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب منطقة المحیطین الهندی والهادئ السیاسة الخارجیة الأمریکیة فی مناطق مثل

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد يختتم زيارته لمصر| تقدم في المراجعة الخامسة.. وخبير يؤكد انعكاسات إيجابية على الاقتصاد والاستثمار

غادرت بعثة صندوق النقد الدولي القاهرة بعد زيارة استمرت من 6 حتى 18 مايو الجاري، وسط إشادة واضحة بالتقدم الذي أحرزته الحكومة المصرية على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والمالية. الزيارة التي قادتها إيفانا فلادكوفا هولار، جاءت في إطار المراجعة الخامسة لاتفاق «تسهيل الصندوق الممدد» (EFF)، وأسفرت عن ما وصفه الصندوق بـ مناقشات مثمرة وتقدم ملحوظ في تنفيذ الالتزامات المتفق عليها.

وفي الوقت الذي تواجه فيه مصر تحديات اقتصادية متشابكة، بدا واضحًا من بيان الصندوق أن الاقتصاد المصري بدأ يستعيد توازنه، مع مؤشرات إيجابية في مستويات النمو والاستثمار، ما يعزز من تفاؤل المؤسسات المالية الدولية تجاه مستقبل البلاد الاقتصادي.

المراجعة الخامسة.. تقدم كبير وتوقعات متفائلة

أكدت البعثة أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، ما شجع على رفع توقعات النمو للسنة المالية 2024/2025 إلى 3.8%. ويعود هذا التعديل الإيجابي إلى الأداء الأقوى من المتوقع خلال النصف الأول من العام المالي الحالي.

كما أوضح البيان أن النقاشات ستستمر افتراضيًا لاستكمال الاتفاق بشأن بعض السياسات والإصلاحات المتبقية، في خطوة تمهد لاعتماد المراجعة الخامسة رسميًا، الأمر الذي سيعزز من فرص مصر في الحصول على تمويلات إضافية ضمن الاتفاق القائم.

ارتفاع في الاستثمارات الخاصة وتراجع دور الدولة

واحدة من النقاط المحورية التي أثنى عليها الصندوق هي الزيادة الكبيرة في حصة الاستثمارات الخاصة، والتي قفزت من 38.5% خلال النصف الأول من السنة المالية 2023/2024 إلى نحو 60% في نفس الفترة من السنة المالية التالية. هذه القفزة تؤكد بداية تحول ملموس نحو تقليص دور الدولة في الاقتصاد، وهو أحد الأهداف الأساسية التي يسعى الاتفاق مع الصندوق إلى تحقيقها.

كما شدد البيان على أهمية تسريع تنفيذ سياسة ملكية الدولة وبرنامج تخارج الأصول من القطاعات غير الاستراتيجية، ما من شأنه تمكين القطاع الخاص من لعب دور أكبر في تحفيز النمو وخلق فرص العمل.

تضخم متراجع وحساب جاري تحت الضغط

رغم ارتفاع معدل التضخم بشكل طفيف إلى 13.9% في أبريل، إلا أن الاتجاه العام لا يزال هبوطيًا، وفقًا لما جاء في تصريحات فلادكوفا هولار. وتعد هذه النقطة إيجابية في ظل سعي الحكومة إلى السيطرة على الأسعار والحفاظ على القوة الشرائية للمواطن.

في المقابل، لا يزال عجز الحساب الجاري يمثل تحديًا، مدفوعًا بزيادة الواردات وتراجع إنتاج الهيدروكربونات، إلى جانب التأثيرات السلبية للتوترات في قناة السويس. إلا أن الصندوق أشار إلى أن الأداء القوي في قطاعات السياحة، والتحويلات، والصادرات غير النفطية ساهم في التخفيف من وطأة هذا العجز.

ضبط الإنفاق العام وإصلاحات هيكلية واعدة

لفت الصندوق إلى أن السلطات المصرية اتبعت سياسة مالية أكثر حذرًا، خصوصًا في ما يتعلق بالرقابة على الإنفاق الاستثماري العام، والذي بقي ضمن السقف المحدد في الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024. وأثنى البيان على جهود الحكومة في تحديث وتبسيط إجراءات الضرائب والجمارك، والتي بدأت تعطي ثمارًا إيجابية من حيث الكفاءة وتعزيز ثقة المستثمرين.

كما رحب الصندوق بإعداد استراتيجية متوسطة الأجل لإدارة الدين العام، تهدف إلى تقليل تكلفة خدمة الدين وتعزيز الشفافية المالية، ما يشكل أحد أركان الاستقرار المالي طويل الأجل.

ثقة تتعزز وتوقعات إيجابية
علق الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، على البيان مؤكدًا أن هذا التقدم يعزز ثقة المستثمرين الأجانب والمؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري. وأشار إلى أن إحراز هذا النوع من التقدم في المراجعة يعزز فرص ضخ استثمارات أجنبية مباشرة، كما يدعم بشكل غير مباشر قطاعات حيوية مثل السياحة، والتحويلات من الخارج، والصادرات غير النفطية، وكلها عوامل تساهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي.

نمو مستدام وفرص عمل جديدة
وأكد معن أن تسريع الإصلاحات الهيكلية يفتح الباب أمام نمو اقتصادي مستدام قادر على خلق وظائف ذات جودة أعلى، ويمنح الاقتصاد المصري مرونة أكبر في مواجهة الصدمات الخارجية. وأشار إلى أن استكمال اتفاق التسهيل الممدد مع صندوق النقد من شأنه توفير تمويل إضافي يعزز الموازنة العامة، ويزيد من مصداقية السياسات الاقتصادية على الساحة الدولية.

انعكاسات مباشرة على الجنيه والتصنيف الائتماني
وتابع معن بأن هذا التقدم قد ينعكس إيجابيًا على التصنيف الائتماني لمصر، مما يخفض من تكلفة الاقتراض السيادي ويعطي دفعة قوية للمالية العامة للدولة. كما أن الإشارات الإيجابية من الصندوق من شأنها دعم استقرار الجنيه المصري، والحد من الضغوط التضخمية الناتجة عن تقلبات أسعار الصرف، ما يصب في صالح المواطن المصري في نهاية المطاف.

إشارات إيجابية تستحق البناء عليها
رغم التحديات القائمة، تحمل نتائج زيارة بعثة صندوق النقد الدولي إشارات واعدة تؤكد أن الاقتصاد المصري يسير على الطريق الصحيح نحو التعافي والنمو المستدام. ومع تزايد التزام الحكومة بتنفيذ الإصلاحات، فإن الأفق يبدو أكثر وضوحًا أمام المستثمرين، والآمال تتجدد في مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا وازدهارًا.

طباعة شارك الحكومة صندوق النقد القاهرة مصر

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد يختتم زيارته لمصر| تقدم في المراجعة الخامسة.. وخبير يؤكد انعكاسات إيجابية على الاقتصاد والاستثمار
  • مجلس الوزراء الأردني يوافق على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تدريب الكوادر الدبلوماسية بين وزارتي الخارجية في الأردن وسوريا
  • مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية ينظم لقاء على شرف أسقف أبراشية وسط الغرب الأمريكي
  • وزير الخارجية السعودي: تصرفات اسرائيل العنجهية لن تزيدنا إلا عزيمة لمضاعفة الجهود الدبلوماسية
  • الخارجية الأمريكية: رفع العلم الأمريكي لأول مرة منذ 2012 فوق دار إقامة السفير في دمشق لحظة فارقة
  • كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تحذر من التحالف المتنامي بين روسيا والصين
  • الخارجية الأمريكية: ترامب مصمم على أن يكون جزءا من إنهاء المـ.ذبـ.حة في غزة
  • الخارجية الأمريكية لـعربي21: هذه أسباب دعمنا للحكومة السورية الجديدة
  • الدكتور المصطفى: وزارة الخارجية مستمرة بالعمل لإعادة تفعيل البعثات الدبلوماسية وافتتاح قنصليات جديدة في مختلف دول العالم.
  • تعرف على الهيكلة الجديدة في وزارة الخارجية الأمريكية بعد خطة ترامب