لجريدة عمان:
2025-05-16@10:39:30 GMT

الخريف.. والسلبية المفرطة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

لم يوفق الكثيرون ممن سارعوا إلى الانتقاد ونشر كل ما هو سلبي عن خريف ظفار هذا الموسم، وحرصوا على تسجيل ونشر كل موقف سلبي تعرضوا له وبأقصى سرعة، دون مراعاة الأبعاد التي قد يسببها هذا الانتقاد، خاصة في ظل تنافس الدول حول العالم في الترويج السياحي واستقطاب السياح؛ نظرا لأهمية السياحة في رفد اقتصاد البلدان وإنعاشه، وتنمية المؤسسات والمشروعات بكافة مستوياتها.

وكان من المأمول أن يمارس الجميع، خاصة (المواطنين) أقصى درجات الحرص، والعمل على نقل المشهد الجميل والوجه المشرق لموسم الخريف، لا أن يسارع للنقد غير (البناء)، حيث شهد موسم الخريف هذا العام منذ بدايته سيلا من النقد والسلبية، وصل ببعض الأشخاص إلى التسابق في نشر أي موقف سلبي يتعرض له بأسرع وقت.

وإذا ما عددنا أن الانتقاد من باب ـ الحرص ـ على التطوير، إلا أنه لا يكون بتلك الطريقة التي عجت بها وسائل التواصل، فهذا موسم في منطقة محدودة مكانيا، يتوافد عليها آلاف الأشخاص في مدة زمنية محدودة أيضا، وظهور بعض الجوانب السلبية وارد دائما، ولا ينبغي أن تحسب بالضرورة ( تقصيرا)، بقدر ما هي تصرفات شخصية أحيانا ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمها على موسم بأكمله؛ لذلك في مثل هذه المواسم السياحية المحدودة زمنيا ومكانيا، لن يحصل فيها كل شخص منا على كل ما يلبي رغبته أو يلائم ميوله وتوجهه، فهناك متسع من الفسحة المكانية والزمانية قد تلائمك وتتناسب مع ذوقك، وفي ظرف آخر لا تصل لمستوى ما تتمناه، ولكن يبقى التطوير من موسم إلى آخر هو الحاضر دائما، ولا يمكن إنكار ذلك.

لم أزر خريف هذا الموسم، إلا أنني حرصت على الاستماع إلى الكثيرين ممن زاروه، والغالبية تجمع أنهم قضوا أوقاتا ممتعة في أجواء خريفية وصفوها بأنها (لا تفوت)، ذاكرين جوانب مضيئة في هذا الموسم الاستثنائي الذي حبا الله به بلادنا العزيزة، فقد انصب حديثهم عن جمال الطبيعة والجهود التي تبذل من الجهات المعنية في مكافحة البعوض والحرص على نظافة الأماكن السياحية، ومراقبة الأسعار وغيرها من الخدمات المقدمة للزوار على طول الطريق المؤدي إلى محافظة ظفار، وصولا إلى أحيائها وطرقها ومرافقها، وكافة الأماكن السياحية والأسواق والمؤسسات الفندقية، وتسخير المؤسسات الصحية لتقديم الرعاية الصحية والعلاجية للجميع، والحرص على سلامة الزوار عبر منظومة أمنية تسهر على راحة الجميع وأمنهم.

ولا يخفى أن البعض تحدثوا عن جوانب بحاجة إلى إعادة تنظيم مثل: عشوائية الإيجارات والمكاتب العقارية في عملية الحجوزات، مطالبين بتنظيم هذا القطاع، كما تحدث بعضهم عن الزحمة الخانقة، ولكن كانت القناعة حاضرة في حديث الجميع بأن الموسم السياحي شهد تطورا قياسا بالمواسم السابقة، وأن استمتاعهم بالخريف لم يعكر صفوها بعض الجوانب البسيطة التي يمكن معالجتها مستقبلا.

إن الإفراط في النقد، لا يفضي إلى حلول، خاصة إذا كان النقد لمجرد النقد، أو لتسجيل حضور وسط مساحات شاسعة في عالم افتراضي شاسع، يروج لنشر السلبية والوجه المغاير للحقيقة أكثر مما يظهر الجانب الإيجابي والمشرق.

كما أن المؤسسات المعنية بالتطوير والعمل الميداني في موسم الخريف مشرعة أبوابها ومواقعها للجميع لتقديم مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم، وقد سجل المعنيون والمسؤولون حضورهم ووجودهم في الميدان وقاموا بخطوات فورية لمعالجة العديد من الجوانب، ووضعوا في خططهم معالجة جوانب عديدة تحتاج إلى مساحة زمنية ولا يمكن حلها آنيا، وهنا كان الأجدر بمن يطمح للتطوير أن يقدم مقترحاته وأفكاره وما يراه من جوانب سلبية بالطريقة التي تضمن الهدف وتؤكد الغاية.

يتفق الجميع على أن السياحة (سمعة)، وكلما عمت السمعة الطيبة وطغت الجوانب الإيجابية على السلبية كان المردود السياحي أفضل، وفي سلطنة عمان لدينا إمكانات هائلة تدعم السياحة وترتقي بها، والتطور السياحي يمضي بشكل متقدم، ولكن تبقى الثقافة المجتمعية الحريصة على هذه السمعة عنصرا مهما في منظومة تكوين هذا الجذب السياحي، وبمصداقية وواقعية.

كما أن كل فرد في المجتمع من الضروري أن يكون حريصا على سمعة بلده ووطنه وكل ما قد يمسه، بما في ذلك المواسم السياحية التي تسعى الحكومة إلى النهوض بها، وإذا كان موسم الخريف قد مر هذا العام بكل ألق وجمال وتطور، فإن العام المقبل سيشهد المزيد من التطوير والتنظيم وهذا هو الواقع في صيرورة نهضة بلادنا العزيزة، بمضيها وتقدمها نحو الأمام بخطى واثقة وواقعية؛ لذلك من الضروري أن نكون أكثر حرصا على سمعة سياحتنا ومواسمنا السياحية، ومراعاة الأبعاد من نشر السلبية المفرطة، وذلك كله من أجل وطن نسعى فيه معا إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: موسم الخریف

إقرأ أيضاً:

تركيا في القمة! كم يعمل ويكسب الجميع في أوروبا؟

كشفت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) عن مفارقات لافتة في توزيع ساعات العمل ومتوسط الأجور الأسبوعية في القارة الأوروبية، حيث تصدّرت تركيا القائمة من حيث طول ساعات العمل، فيما حازت دول أوروبا الغربية على النصيب الأكبر من الأجور مقابل ساعات عمل أقل.

اقرأ أيضا

مكالمة أردوغان وترامب تقلب الموازين.. والإعلام الإسرائيلي…

الخميس 15 مايو 2025

وتُظهر الأرقام أن دولًا يعمل فيها الموظفون لأوقات أطول لا تعني بالضرورة أجورًا أعلى، بل على العكس، حيث يعاني سكان تلك الدول من تدنٍ واضح في متوسط الرواتب مقارنة بنظرائهم في دول تعمل ساعات أقل ولكن بمردود مادي أعلى.

الأكثر عملًا.. الأقل دخلًا

تصدّرت تركيا قائمة الدول الأوروبية من حيث متوسط ساعات العمل الأسبوعية، والتي بلغت 43.1 ساعة، في حين لم يتجاوز متوسط الأجر الأسبوعي فيها 218.25 يورو، لتأتي بذلك في ذيل الترتيب من حيث الدخل رغم تصدّرها في عدد ساعات العمل.

تليها صربيا بـ 41.3 ساعة أسبوعيًا ومتوسط أجر يبلغ 231.25 يورو، ثم البوسنة والهرسك بـ 41.2 ساعة ومتوسط دخل لا يتعدى 192.5 يورو.

فيما توزعت بقية الدول ذات ساعات العمل المرتفعة على النحو التالي:

اليونان: 39.8 ساعة – 354.5 يورو

بلغاريا: 39 ساعة – 281.25 يورو

بولندا: 38.9 ساعة – 376.25 يورو

رومانيا: 38.8 ساعة – 369.5 يورو

لاتفيا: 38.3 ساعة – 463.25 يورو

ليتوانيا: 38.3 ساعة – 566.25 يورو

الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص: 38 ساعة – 550.75 يورو

مقالات مشابهة

  • تعرف على..أهم القرارات لغرفة الشركات السياحية
  • وفد إعلامي ألماني يزور مدينة البترا ويطلع على مقوماتها السياحية
  • تركيا في القمة! كم يعمل ويكسب الجميع في أوروبا؟
  • الغرف السياحية: جهود حثيثة للدولة لإنعاش السياحة خلال موسم الصيف
  • الخريف في حفل تأسيس مصنع "Hyundai": نتقدم بوتيرة متسارعة نحو توطين صناعة للسيارات
  • موسم الحج 2025.. كيف يواجه القانون المتلاعبين ببرامج الحج السياحي؟
  • العواصف الترابية.. خطر صحي صامت يهدد الجميع
  • "هيئة الوثائق" والتنمية السياحية
  • المتاحف والتنمية السياحية
  • قبل ساعات من الافتتاح.. مهرجان كان يفاجئ الجميع بقرار صارم