سودانيون في مصر يواجهون مأساة جديدة ويستغيثون بالبرهان”
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
في الوقت الذي يواصل فيه السودان معركته ضد تبعات الحرب التي مزقت البلاد، يواجه آلاف من السودانيين المقيمين في مصر تحديات لا تقل صعوبة عن تلك التي أجبرتهم على مغادرة وطنهم. مئات الأسر السودانية في مصر وجهوا نداءً عاجلاً لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف، مطالبين بتدخل عاجل لحل معضلة مواطنيهم الذين يقبعون في السجون المصرية.
مطالبات بتدخل الحكومة السودانية
في رسالة واضحة، طالبت الأسر السودانية التي تقيم في مصر رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة بالتدخل شخصيًا لحل معاناة أبنائهم. وقالوا في نداءاتهم إن هؤلاء المواطنين، الذين يحملون بطاقات مفوضية اللاجئين التي تمنحهم حقوقًا وحمايات دولية معترف بها، لا يستحقون هذه المعاملة القاسية. وطالبوا بأن تتم مخاطبة السلطات المصرية للنظر في أسباب القبض عليهم، خاصة أنهم لا يحملون أية تهم جنائية وإنما جاءوا إلى مصر بحثًا عن السلامة والأمان بعيدًا عن الدمار الذي أفرزته الحرب في وطنهم.
الضغط المتزايد على الأسر السودانية
تعكس المناشدات حجم الضغط النفسي والجسدي الذي تعيشه الأسر السودانية في مصر. فبينما يظل أبناؤهم خلف القضبان، تتزايد المخاوف من تأثير هذا الوضع على صحة ورفاهية المحتجزين وأسرهم. وفي ظل استمرار الاعتقالات، يزداد القلق على مصير الأطفال والقصر الذين يتواجدون ضمن المحتجزين. الأسر السودانية تطالب الحكومة السودانية بسرعة التواصل مع القيادة المصرية لضمان إخلاء سبيل هؤلاء المحتجزين، وتطالب بضرورة إيجاد حل يعيد لهم كرامتهم ويحفظ العلاقة الطيبة بين البلدين. هذه العلاقة التي أملوا أن تبقى قوية، لا أن تتأثر سلبًا جراء هذه القضية الإنسانية التي تتطلب تدخلاً سريعًا.
الانتقادات للتعامل مع السجناء السودانيين
واحدة من أبرز النقاط التي أثارها المحتجزون وأسرهم هي انتقادهم للمعاملة التي يتلقاها بعض السجناء السودانيين في السجون المصرية. فقد أشاروا إلى أنه لا يسمح لأسرهم بزيارتهم أو حتى بالاطمئنان على أحوالهم. وقد تعمق هذا الشعور بالظلم بسبب ما وصفوه بالتعامل القاسي وغير الإنساني مع رعاياهم. وتساءلوا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه السفير السوداني في مصر في ظل هذا الوضع، مشيرين إلى ضرورة أن يتدخل بصورة فعالة لحل الأزمة. وفي حال عدم قدرة السفير على إتمام ذلك، طالبوا بضرورة تقديم استقالته وتسليم الملف لشخص قادر على تحمل المسؤولية بأمانة وحيادية.
دعوة عاجلة إلى القيادة المصرية
أدركت الأسر السودانية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يُعرف بحنكته السياسية ودهائه في التعامل مع الأزمات، قد يكون الأمل في إيجاد حل سريع لهذا الملف الشائك. وقد ناشدوا القيادة المصرية التدخل العاجل لحل المشكلة، سواء من خلال الإفراج عن السجناء السودانيين أو من خلال إيجاد حلول قانونية تلائم وضعهم الإنساني. وهذه الدعوة تعكس ثقة الأسر السودانية في قدرة الرئيس السيسي على إنهاء معاناتهم في أسرع وقت ممكن.
الطلب الملح بإيجاد حل نهائي
في الختام، أكد المحتجون على ضرورة أن تتخذ الحكومة السودانية خطوات فورية للتواصل مع السلطات المصرية، إما من خلال إطلاق سراح السجناء السودانيين أو من خلال ترحيلهم إلى وطنهم بصورة رسمية ونهائية. فحياة هؤلاء الأشخاص لم تكن في يوم من الأيام ترفًا أو خيارًا، بل كانت محكومة بالضرورات التي فرضتها الحرب والمأساة. وهم الآن يطالبون بحقهم المشروع في حياة كريمة، بعيدًا عن القلق والخوف المستمر. إن هذا الملف لا يؤثر فقط على الأفراد المعنيين بل يهدد بخلق توترات إنسانية بين بلدين تربطهما علاقة تاريخية قوية. لذا فإن الحل العاجل هو الأساس لتخفيف معاناة هؤلاء المواطنين، وضمان الحفاظ على الصلة الطيبة بين السودان ومصر.
سودافاكس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأسر السودانیة السودانیة فی من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
البحر يبتلع عشرات المصريين.. كارثة غرق مأساوية قبالة سواحل ليبيا
لقي ما لا يقل عن 18 مهاجراً غير نظامي من الجنسية المصرية مصرعهم، فيما لا يزال نحو 50 آخرين في عداد المفقودين، إثر غرق قارب كان يقلهم قبالة سواحل مدينة طبرق شرق ليبيا في مطلع الأسبوع الحالي.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، نقلاً عن مصادرها في المنطقة، أن 10 أشخاص فقط تم إنقاذهم حتى الآن من بين الركاب، مؤكدة أن هذه المأساة تمثل “تذكيراً صارخاً بالمخاطر المميتة التي يجبر الناس على خوضها بحثاً عن الأمان والفرص”.
من جهته، أوضح مصدر دبلوماسي في القنصلية المصرية في بنغازي أن جميع ضحايا القارب من المصريين، وأن السلطات تمكنت من التعرف على 10 جثامين تم نقلها إلى مصر، بينما تم احتجاز الناجين داخل منشأة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير النظامية.
وكانت الإدارة العامة لأمن السواحل في طبرق قد أعلنت سابقاً عن انتشال 15 جثة إثر غرق القارب، مع احتمال وجود ضحايا من جنسيات أخرى مثل السودانيين، وسط استمرار عمليات البحث عن المفقودين.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن ليبيا ما زالت تشكل نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين، حيث يواجه الكثير منهم الاستغلال والمخاطر الكبيرة أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى الضفة الأوروبية.
هذه المأساة تؤكد حجم المأزق الإنساني والخطر الذي يتهدد هؤلاء الباحثين عن مستقبل أفضل، الذين غالباً ما يدفعون حياتهم ثمناً لأحلامهم.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون عبور المتوسط، وسط تحذيرات مستمرة من المنظمات الدولية حول ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية حياة هؤلاء الأشخاص والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تستنزف الأرواح.