يمانيون:
2025-05-28@07:30:14 GMT

كيف تابع اليمنيون “فجر نصر الله” في لبنان؟

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

كيف تابع اليمنيون “فجر نصر الله” في لبنان؟

يمانيون../
في لحظات تاريخية مليئة بالعزة والفخر، شهد اللبنانيون، وبعد أكثر من شهرين من العدوان الإسرائيلي، مشهداً مهيباً يعبق بالانتصار والإباء: عودة النازحين إلى منازلهم في الجنوب والبقاع والضاحية، تلك المناطق التي واجهت أعظم وأقسى التحديات، لكنها لم تنكسر أمام سيل القصف العدواني والاستباحة الإسرائيلية.

منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت قوافل العائدين تملأ الطرقات، ترافقهم رايات المقاومة وشارات النصر، وشوق عارم يجتاح كيانهم للعودة إلى المناطق التي أخرجوا منها بسبب العدوان. العودة لم تكن مجرد لحظة زمنية عابرة، بل كانت تجسيداً لوعود شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، رضوان الله عليه، يوم قال بكل ثقة واطمئنان: “ستعودون إلى دياركم مرفوعي الهامات”. وبالفعل، تحقق وعده، وعاد اللبنانيون إلى ديارهم، حاملين مشاعر النصر الكبير.

وعد تحقق بالإصرار والتضحيات

قد يتساءل البعض عن سر هذا النصر. لماذا كان اللبنانيون في قلب هذا الانتصار؟ لماذا كان مشهد عودتهم مؤثراً في معظم المراقبين ممن يحبون المقاومة خارج لبنان، وخصوصاً اليمنيين؟ الإجابة تكمن في العلاقة التاريخية بين المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني، التي أظهرت عمق الانتماء والتمسك بالأرض، رغم كل التحديات. هذه المشهدية، رغم ما تحمله من معان، لم تكن مفاجئة لمعظم اليمنيين.

في تلك اللحظات، شعر معظم اليمنيين وكأنهم يعيشون النصر مع اللبنانيين، وكأنهم هم الذين يعودون إلى ديارهم بعد التشرد والدمار. لقد حمل اليمنيون في قلوبهم حنيناً مشتركاً للمقاومة والانتصار، سواء في لبنان أو فلسطين.

الروح الجهادية: بين لبنان واليمن

لطالما كان لبنان محط أنظار اليمنيين، ليس فقط بسبب قرب القضايا المصيرية بين الشعبين، ولكن أيضاً بسبب الدور البطولي الذي لعبه حزب الله في مقاومة العدو الإسرائيلي. تلك المقاومة لم تكن مجرد رد فعل عسكري دفاعي وهجومي، بل كانت تجسيداً لموقف مبدئي راسخ في مساندة غزة، وتالياً في الدفاع عن الأرض والكرامة ومواجهة الاستباحة.

ولم يكن ذلك ليحدث لولا التضحيات الجسام التي قدّمها حزب الله وجماهيره، التي ظلت صامدة في مواجهة القصف والتدمير تفرض المعادلات وتثبتها على نحو متميز. وتجذرت في أرضها كجبل صافي ومرتفعات الريحان وإقليم التفاح، وأثبتت قوة وصلابة منقطعة النظير أمام آلة الحرب الإسرائيلية العدوانية.

نصر حزب الله يرسم ملامح انتصار الأمة

إن ما حققه حزب الله في لبنان لم يكن انتصاراً على “إسرائيل” فحسب، بل كان انتصاراً على محوري الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، بل وحتى على “الناتو” برمّته ذلك أن جميع تلك القوى حاولت إخضاع حزب الله وفرض شروط الاستسلام وفشلت مجتمعةً وانتصرت المقاومة. وهذا الانتصار، الذي توّج باتفاق وقف إطلاق النار، جاء نتيجة صمود فاق كل التوقعات.

لم يكن هناك أدنى قبول ولا أدنى استجابة لحملات الاستسلام التي حاول العدو فرضها، بل أصر حزب الله على فرض شروطه التي تحفظ سيادة لبنان وكرامة أهله ومكتسبات المقاومة على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

هذه العزيمة القوية للمقاومة وحضورها الميداني الفاعل أجبرت العدو الإسرائيلي، وحلفاءه، على التفاوض غير المباشر والقبول بوقف إطلاق النار الذي يعكس انتصاراً استراتيجياً لكل الأطراف المقاومة من دون أي استجداء، كما شدد على ذلك مراراً الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

لبنان والمقاومة: نصر جديد ونموذج يُحتذى

ما ميز هذا النصر هو أن المقاومة اللبنانية لم تكن وحدها في الميدان. فقد كان الشعب اللبناني هو الشريك الفعلي في صناعة هذا النصر بصبره وصموده ودعمه للمقاومة. كان اللبنانيون في كل المناطق، رغم ما تعرضوا له من دمار، متمسكين بأرضهم، ومعتمدين على قوتهم الداخلية وعلى دعم المقاومة.

هذا الصمود الكبير هو ما أتاح لهم العودة إلى ديارهم بشرف وكرامة، وهو ما جعل المشهد التاريخي لهذه العودة مؤثراً بشكل خاص بالنسبة لليمنيين، الذين يرون في لبنان نموذجاً للمقاومة التي لا تساوم.

اليمنيون على العهد: دعم غير مشروط لفلسطين ولبنان

بينما يشهد لبنان هذا الانتصار، يظل اليمنيون على العهد مع المقاومة في لبنان ومع القضية الفلسطينية. كما كانوا دوماً، يقفون إلى جانب الحق، يساندون المقاومة ضد أعداء الأمة، ومؤمنين بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع حتمي سينتهي بزوال الكيان المؤقت، بإرادة الله، وبإرادة الشعوب الحرة والمقاومة.

اليمن سيظل في مقدمة الداعمين للمقاومة في لبنان، ولن يتوقف عن التضامن مع فلسطين، حتى يتحقق النصر الكامل وتتوقف آلة العدوان الإسرائيلي عن غزة والشعب الفلسطيني.

في النهاية، إن مشهد عودة النازحين إلى ديارهم في لبنان لا يمثل مجرد نهاية لجولة من جولات الصراع، بل هو بداية لفصل جديد من الانتصار والتحرر، ليس فقط للبنان، بل للأمة العربية والإسلامية ككل، ولا يزال حزب الله يرفع الراية من أجل الحرية والاستقلال ويحقق الانتصارات مجدداً ودائماً، ومن يؤمن بأن الحق لا يموت سيؤمن بأن شعباً مقاوماً لن يهزم لا في لبنان ولا في فلسطين أو أي من بلدان محور الجهاد والمقاومة.

الميادين علي ظافر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إلى دیارهم فی لبنان حزب الله لم تکن

إقرأ أيضاً:

“الإعلامي الحكومي” ينفي مزاعم عرقلة فصائل المقاومة توزيع المساعدات في غزة

الثورة نت/..

أعرب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مساء اليوم الثلاثاء، عن استغرابه الشديد لما ورد في تحديثات المؤسسة التي تطلق على نفسها “غزة للإغاثة الإنسانية” (GHF) فيما تضمّنته من مزاعم باطلة تتعلق باتهام فصائل المقاومة الفلسطينية، بعرقلة الوصول إلى ما يُسمّى “مواقع التوزيع الآمن” في القطاع.

وأكد المكتب في بيان، أن الادعاء القائل إن المقاومة فرضت حواجز منعت المواطنين من الوصول إلى المساعدات، هو محض افتراء لا يمت للواقع بصلة، ويُشكل انحرافاً خطيراً في خطاب مؤسسة تزعم أنها تتمتع بالحياد الإنساني.

وقال البيان: “الحقيقة الموثقة، بالتقارير الميدانية والإعلام العبري ذاته، أن السبب الحقيقي للتأخير والانهيار في عملية توزيع المساعدات هو الفوضى المأساوية التي وقعت بفعل سوء إدارة الشركة نفسها التي تتبع لإدارة الاحتلال الإسرائيلي ذاته لتلك المناطق العازلة، وما نتج عن ذلك من اندفاع آلاف الجائعين تحت ضغط الحصار والجوع، ثم اقتحامهم مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام، تخلله إطلاق نار من الاحتلال”.

وأضاف أنّ ما يُسمّى “مواقع التوزيع الآمن” ليست سوى “غيتوهات عازلة عنصرية” أُقيمت تحت إشراف العدو، في مناطق عسكرية مكشوفة ومعزولة، وتُعد نموذجاً قسرياً لـ”الممرات الإنسانية” المفخخة، التي تُستخدم كغطاء لتمرير أجندات الاحتلال الأمنية، وتُكرّس سياسة التجويع والابتزاز، لا سيّما في ظل المنع الممنهج لدخول المساعدات عبر المعابر الرسمية والمنظمات الدولية المحايدة.

وأردف البيان أن استمرار المؤسسة الأمريكية “الإسرائيلية” GHF – التابعة للاحتلال – في ترديد مزاعم الاحتلال وتبني روايته، أفقدها عملياً مصداقيتها وحيادها المزعوم، ويُحمّلها هي والاحتلال المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن التغطية على جريمة الإبادة الجماعية الجارية، والتي تُمارَس ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، من خلال قطع شامل للغذاء والدواء والماء والوقود عن قطاع غزة بشكل كامل.

وتابع “قامت المؤسسة المذكورة، وبدعم مباشر من سلطات الاحتلال، بالاستيلاء على عدد من شاحنات المساعدات التابعة لإحدى المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في قطاع غزة، بعد أن تم تضليل تلك المنظمة وإيهامها بأن المساعدات ستُسلم داخل القطاع بشكل رسمي ومنسّق”.

وأكمل البيان “إلا أن ما جرى لاحقاً، هو أن ما تُسمى (شركة غزة GHF)، وبحماية الاحتلال، قامت بتحويل هذه الشاحنات إلى مركز التوزيع الخاص بها فيما يُعرف بالمناطق العازلة، وشرعت بتوزيعها على المدنيين الذين أُنهكوا بفعل الحصار والتجويع الممنهج”.

وشدد على أن ترويج هذه المؤسسة لروايات مشوّهة بعد هذه الجريمة لا يُمكن القبول به، ويُشكّل تزويراً للحقائق ومشاركة الاحتلال في تضليل الرأي العام الإنساني.

وحذّر “الإعلامي الحكومي” بشدة من محاولات بعض المؤسسات الانخراط في مسارات إنسانية مُسيّسة، تتماهى مع رواية العدو، وتُسهم – بشكل مباشر أو غير مباشر – في شرعنة الحصار والعزل وتجويع المدنيين، بدلاً من فضح هذه الجرائم والعمل الجاد على إنهائها”.

مقالات مشابهة

  • السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق
  • “الإعلامي الحكومي” ينفي مزاعم عرقلة فصائل المقاومة توزيع المساعدات في غزة
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • ذكرى التحرير..راية الشهيد القائد نصر الله ستبقى مرفوعة حتى زوال الاحتلال
  • لبنان أمام مهلة محددة لايجاد حل نهائي لمسألة السلاح... حزب الله: المقاومة باقية ومستمرة
  • سياسي أنصار الله: انتصار المقاومة اللبنانية في 2000 أعاد للأمة الثقة وغيّر معادلات الصراع
  • الشيخ نعيم قاسم: صمود اليمن نموذج يحتذى والمقاومة خيار لا رجعة عنه في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • امين عام حزب الله : اليمن هزم امريكا والحرب لم تنته بعد
  • القومي في عيد التحرير: المقاومة مستمرة