تحليل بقلم المراسل الأول للشؤون الدولية بـCNN، الزميل بين ويدمان

(CNN)-- "قائدنا إلى الأبد" كان شعاراً كثيراً ما كان يراه المرء في سوريا في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، وكان احتمال أن يعيش الزعيم السوري الصارم إلى الأبد مصدرًا للفكاهة السوداء للعديد من أصدقائي السوريين عندما عشت وعملت في حلب في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.

صورة عائلية مؤرخة عام 1985 يظهر فيها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وزوجته أنيسة مخلوف (جالسين) وخلفهما من اليمين إلى اليسار أولادهما الخمسة: بشرى مواليد 1960، مجد مواليد 1967، باسل (1962-94)، بشار 1965 والأصغر ماهر 1968Credit: AFP via Getty Images)

توفي حافظ الأسد في يونيو/ حزيران 2000، ولم يكن خالداً بعد كل شيء، لكن نظامه يعيش تحت قيادة ابنه بشار الأسد، وكانت هناك لحظات بدا فيها بقاء نظام بشار موضع شك، عندما اجتاح ما يسمى بالربيع العربي المنطقة في عام 2011، وأطاح بالحكام المستبدين في تونس ومصر وليبيا، واندلعت احتجاجات حاشدة في اليمن والبحرين وسوريا، بدأ البعض في كتابة مرثيات لسلالة الأسد.

لكن حلفاء سوريا، إيران وحزب الله اللبناني وروسيا، جاءوا للإنقاذ، على مدى السنوات القليلة الماضية، بدا الصراع في سوريا بين النظام الفاسد والوحشي في دمشق والمعارضة المنقسمة والمتطرفة في كثير من الأحيان مجمداً في مكانه..

Credit: OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)

هل اقترب كابوس الحرب الأهلية السورية من نهايته؟ هل انتصر بشار الأسد؟ ومن المؤكد أن هذا كان افتراض الكثيرين، رغم حقيقة أن أجزاء كبيرة من سوريا كانت تحت سيطرة الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والفصائل السنية المدعومة من تركيا؛ وأن حزب الله وإيران وروسيا دعموا النظام؛ وأن الولايات المتحدة تسيطر على مناطق في شرق سوريا؛ وأن إسرائيل شنت غارات جوية كلما وأينما رأت ذلك مناسبا؛ وأن داعش، رغم هزيمته، لا يزال قادرًا على شن هجمات الكر والفر، وأن الحكومة في دمشق لا تزال صامدة بعد كل ذلك بدا إنجازا في حد ذاته.

ومع ذلك، كان ذلك وهماً بانتصار النظام، وقد تحطم فجأة هذا الأسبوع بعد أن شنت المعارضة، بقيادة جبهة النصرة، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق، والتي أعيد تسميتها باسم هيئة تحرير الشام، هجوماً من محافظة إدلب وداخل سوريا، وفقط 72 ساعة تمكنت من اقتحام كل الطريق إلى وسط حلب.

وبحلول مساء السبت، كانت الحسابات السورية على وسائل التواصل الاجتماعي تعج بانهيار القوات الحكومية في الجزء الشمالي من البلاد، مع تقدم المتمردين نحو مدينة حماة بوسط البلاد، وهناك، في أوائل عام 1982، أمر والد بشار جيشه وأجهزة المخابرات بذبح الآلاف من معارضيه، منهياً بذلك الانتفاضة التي قادتها جماعة الإخوان المسلمين.

Credit: OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)

لماذا انهار السد في حلب بغضون أيام قليلة؟

التفسير الواضح هو أن حلفاء سوريا الرئيسيين، روسيا، وإيران، وحزب الله، يتعرضون جميعاً للضغوط وقد تخلوا عن حذرهم، وسحب حزب الله، الذي لعب دورا رئيسيا في دعم النظام خلال أحلك أيام الحرب الأهلية، معظم قواته إلى لبنان بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لمحاربة إسرائيل، التي قتلت لاحقا معظم قادة الجماعة الكبار.

ولعبت روسيا أيضًا دورًا رئيسيًا في دعم الحكومة في دمشق بعد أن أرسلت قوات وطائرات حربية إلى سوريا في سبتمبر 2015، ومع ذلك، فإن الأولوية القصوى لموسكو الآن هي الحرب في أوكرانيا، وأخيرا، تعرض مستشارو إيران وقواعدها في سوريا لهجمات متكررة من قبل إسرائيل خلال العام الماضي.

وبعيداً عن كل هذا، هناك الحقيقة الأساسية المتمثلة في طول العمر، لقد ظلت أسرة الأسد في السلطة لمدة 53 عاماً، منذ عام 1971، ورغم أن مجرد بقائها يشكل إنجازاً، فإنها ليس لديها أي شيء آخر يمكنها أن تحققه.

Credit: OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)

كان الفساد المستشري وسوء الإدارة يشكلان عبئا على الاقتصاد حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، ومنذ ذلك الحين، انتقلت حياة المواطن السوري العادي من سيئ إلى أسوأ، وقد خلفت الحرب مئات الآلاف من القتلى، في حين نزح ملايين آخرون داخلياً أو دفعوا إلى المنفى.

مرارًا وتكرارًا منذ عام 1971، نجت عائلة الأسد من التحديات الداخلية والخارجية وعاشت للقتال يومًا آخر، ومع ذلك، لا شيء، لا الأنظمة، ولا القادة، يدومون إلى الأبد، كل شيء يأتي في نهاية المطاف إلى نهايته.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي الجيش السوري الجيش السوري الحر الحرس الثوري الإيراني بشار الأسد تحليلات حزب الله حصريا على CNN حلب AFP via Getty Images

إقرأ أيضاً:

باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.

وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.

ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.

تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.

ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.

وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.

وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.

وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.

وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.

وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.

القواعد الروسية

تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.

وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.

وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.

وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف،  بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.

هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.

Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا

مقالات مشابهة

  • 6 حافلات تجلي مدنيين من محافظة السويداء جنوبي سوريا
  • سوريا.. دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى السويداء
  • بسبب الملصق الالكترونى.. تحرير 844 مخالفة خلال 24 ساعة
  • مناوي – تمبور – السيسي – ابوقردة: تحرير إقليمي كردفان ودارفور من قبضة مليشيا ال دقلو الإرهابية
  • فوق السلطة: مغنٍ يكشف سرا عن بشار وماهر الأسد والفرقة الرابعة
  • تحرير أكثر من 112 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد