رسالة البابا فرنسيس إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني بمناسبة عيد القديس أندراوس الرسول
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول اليوم بمناسبة عيد القديس أندراوس الرسول شفيع بطريركية القسطنطينية المسكونية ، كتب فيها اللآتي:
صاحب القداسة والأخ الحبيب في المسيح، إن الاحتفال الليتورجي بذكرى أندراوس الرسول، شفيع بطريركية القسطنطينية المسكونية، يتيح لي فرصة مناسبة، باسم الكنيسة الكاثوليكية بأسرها وباسمي شخصياً، أن أعرب عن تمنياتي القلبية الطيبة لقداستكم وأعضاء السينودس المقدس، والإكليروس، والرهبان وجميع المؤمنين المجتمعين في كاتدرائية القديس جاورجيوس البطريركية في الفنار.
كما أؤكد لكم صلواتي الحارة لكي يمنحكم الله الآب، مصدر كل عطيّة، بركات سماوية وفيرة بشفاعة القديس أندراوس، أول المدعوين وأخ القديس بطرس. إن الوفد الذي أرسلتُه مجدّدًا هذا العام يدل على المودة الأخوية والاحترام العميق الذي ما زلت أكنه لقداستكم وللكنيسة الموكلة إلى عنايتكم الرعوية.
قبل بضعة أيام فقط، كانت الذكرى الستون لإصدار القرار المجمعي في "الحركة المسكونية"، الذي طبع دخول الكنيسة الكاثوليكية رسميًا في الحركة المسكونية. هذه الوثيقة الهامة للمجمع الفاتيكاني الثاني فتحت الطريق للحوار مع الكنائس الأخرى. لقد كان حوارنا مع الكنيسة الأرثوذكسية ولا يزال مثمرًا بشكل خاص. وأول الثمار التي حصلنا عليها هي بالتأكيد الأخوة المتجددة التي نختبرها اليوم بقوة مميزة، ولهذا أشكر الله الآب القدير. ومع ذلك، فإن ما يحدده القرار المجمعي في "الحركة المسكونية"، كهدف نهائي للحوار، الشركة الكاملة بين جميع المسيحيين، والاشتراك في الكأس الإفخارستية الواحدة، لم يتحقق بعد حتى مع إخوتنا وأخواتنا الأرثوذكس. وهذا الأمر لا يدهشنا، لأن الانقسامات التي تعود إلى ألف سنة خلت، لا يمكن حلها خلال بضعة عقود.
في الوقت عينه، وكما يؤكد بعض اللاهوتيين، فإن هدف إعادة تأسيس الشركة الكاملة له بُعد إسكاتولوجي لا يمكن إنكاره بقدر ما أن الطريق إلى الوحدة يتزامن مع طريق الخلاص الذي أُعطي في يسوع المسيح، والذي لن تشارك فيه الكنيسة بشكل كامل إلا في نهاية الزمن. هذا لا يعني أنّه علينا أن نغفل عن الهدف النهائي الذي نتوق إليه جميعًا، كما أنه لا يمكننا أن نفقد الرجاء في إمكانية تحقيق هذه الوحدة في مجرى التاريخ وفي وقت معقول. على الكاثوليك والأرثوذكس ألا يتوقفوا عن الصلاة والعمل معًا لكي نهيئ أنفسنا لقبول هبة الوحدة الإلهية.
وأضاف الأب الأقدس يقول لقد أعادت الجمعية العامة العادية الأخيرة لسينودس الأساقفة التي عُقدت في الفاتيكان التأكيد على التزام الكنيسة الكاثوليكية الذي لا رجعة فيه بمسار الحوار إن الدافع لتجديد ممارسة السينودسية في الكنيسة الكاثوليكية سيعزز بالتأكيد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية التي لطالما حافظت على هذا البعد الكنسي التأسيسي.
وبغض النظر عن القرارات الملموسة التي ستنبثق عن أعمال المجمع، فقد ساد خلال تلك الأيام جو من الحوار الأصيل والصريح. ففي عالم تمزقه المعارضة والاستقطاب، استطاع المشاركون في الجمعية، على الرغم من قدومهم من خلفيات مختلفة جدًا، أن يصغوا لبعضهم البعض بدون إصدار أحكام أو إدانة. وينبغي أن يكون الإصغاء بدون إدانة هو أيضًا الطريقة التي يواصل بها الكاثوليك والأرثوذكس مسيرتهم نحو الوحدة. يسعدني بشكل خاص أن ممثلين من الكنائس الأخرى، بمن فيهم المطران جوب من بيزيديا، مندوب بطريرك القسطنطينية المسكوني، قد شاركوا بنشاط في العملية السينودسية. لقد كان حضوره وعمله الدؤوب مُغنيًا للجميع وعلامة ملموسة على الاهتمام والدعم الذي لطالما أعطيتموه لعملية السينودس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا فرنسيس الکنیسة الکاثولیکیة
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا يلتقي مع شباب لوجوس في حلقات نقاشية
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، شباب ملتقى لوجوس الخامس في حلقات نقاشية، حول مائدة مستديرة.
وذلك بعد تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، حيث اجتمع قداسته حول مائدة مستديرة مع شباب كنائسنا بأوروبا وآسيا، تلاها جلسة أخرى مع شباب قارتي إفريقيا وأستراليا، والتقى مع المجموعة الثالثة لشباب الأمريكتين.
تحدث قداسة البابا مع كل مجموعة بكلمة تأملية قصيرة، ثم استمع لاستفساراتهم الخاصة بواقع الخدمة والتحديات التي يواجهونها كشباب في البلدان التي يعيشون فيها.
ويشارك في ملتقى لوجوس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم، ٢٠٠ شاب وشابة من ٤٤ دولة من قارات العالم الست.
وتتخذ ملتقيات لوجوس للشباب حول العالم، "العودة إلى الجذور" "back to the roots" شعارًا دائمًا لها، بينما يحمل الملتقى الخامس لهذا العام عنوان "connected" أي "متصلون" بغية التأكيد على أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تعيش بتواصل آبائها وأبنائها ونقل الإيمان المستقيم من جيل إلى جيل. يأتي هذا بمناسبة احتفال الكنيسة بمرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، كما يحمل العنوان "متصلون" معنى أننا متصلون ببعضنا البعض وبمجتمعاتنا وبكافة آليات العصر، بكل انفتاح مستندين على جذور إيماننا، تطبيقًا لدعوة السيد المسيح "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ... أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (مت ٥: ١٣ و ١٤).