البنك الدولي:تجديد صندوق الدول الأكثر فقرا ب 100 مليار دولار.. التفاصيل
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
البنك الدولي.. مع اقتراب عام جديد، تعهدت الدول المانحة بتقديم مبلغ قياسي قدره 100 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لصندوق البنك الدولي لأفقر الدول، مما يوفر شريان حياة حيويا لكفاحها ضد الديون الساحقة والكوارث المناخية والتضخم والصراع.. بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأعلن البنك الدولي عن ذلك في وقت مبكر من اليوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر، في سيول خلال مؤتمر التعهدات للمؤسسة الدولية للتنمية، التي تقدم منحاً وقروضاً منخفضة الفائدة للغاية إلى 78 دولة منخفضة الدخل.
ويتجاوز هذا الإجمالي تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية السابق البالغ 93 مليار دولار والذي أُعلن عنه في ديسمبر 2021.
وستساهم البلدان بنحو 24 مليار دولار مباشرة في المؤسسة الدولية للتنمية، وهو ما يزيد بشكل طفيف فقط عن مبلغ 23.5 مليار دولار الذي تعهدت به في عام 2021، ولكن الصندوق سيصدر سندات ويستخدم وسائل مالية أخرى لتمديد ذلك إلى 100 مليار دولار المستهدفة في شكل منح وقروض حتى منتصف عام 2028.
وفي قمة زعماء مجموعة العشرين التي عقدت في البرازيل الشهر الماضي، زادت النرويج من تعهداتها، بنسبة 50% من عام 2021 إلى 5.024 مليار كرونة، وهذا يعادل 455 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية، ولكن في بداية عام 2024، كان من الممكن أن تبلغ قيمته 496 مليون دولار.
وعززت كوريا الجنوبية تعهدها بنسبة 45% إلى 846 مليار وون (597 مليون دولار)، وبريطانيا بنسبة 40% إلى 1.8 مليار جنيه إسترليني ، وأسبانيا بنسبة 37% إلى 400 مليون يورو.
وبلغ تعهد أسبانيا 423 مليون دولار اليوم، أي أقل بعشرة ملايين دولار عن اليوم الذي أُعلن فيه عن التعهد في أكتوبر.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم مساهمة أميركية قدرها 4 مليارات دولار، ارتفاعا من 3.5 مليار دولار في الجولة السابقة.البنك الدولي:17 دولة مانحة تعهدت بزيادة مساهماتها لأكثر من 25%، ومساهمات 10 دول ب 40% واكثر
ولم يكشف البنك الدولي على الفور عن مبالغ التعهدات الأخرى، لكنه قال إن 17 دولة مانحة تعهدت بزيادة مساهماتها بأكثر من 25%، مع عرض 10 دول زيادات بنسبة 40% أو أكثر.
وقال رئيس البنك الدولي "أجاي بانجا" في بيان إن المؤسسة الدولية للتنمية ستكون قادرة على تمديد التعهدات الجديدة بشكل أكبر بسبب العمل الذي تم إنجازه لتحسين الميزانية العمومية للمؤسسة المقرضة للتنمية على مدى العامين الماضيين، مما أدى إلى زيادة قدرتها على الإقراض بنحو 150 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
وقال بانجا في رسالة مفتوحة إلى المساهمين والدول العميلة إن قدرة البنك على الاستفادة من المساهمات سوف تحول "المساهمات المتواضعة إلى استثمارات تغير حياة الناس".
وقد خرجت حوالي 35 دولة من المؤسسة الدولية للتنمية لتصبح دولاً مانحة، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية وتشيلي والأردن وتركيا.
وقال بانجا إن الموارد ستسمح للبنك بخلق فرص العمل في صميم عمله، حتى في الوقت الذي يعالج فيه تغير المناخ والأزمات العالمية الأخرى.
وفي هذا السياق، قال بانجا: "إن المؤسسة الدولية للتنمية ليست مجرد أداة مالية؛ بل هي حافز لخلق فرص العمل..فهي تزود البلدان بالموارد اللازمة لبناء البنية الأساسية، وتحسين أنظمة التعليم والصحة، وتعزيز نمو القطاع الخاص".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البنك الدولي جو بايدن كوريا الجنوبية النرويج إسبانيا مجموعة العشرين المؤسسة الدولية للتنمية المؤسسة الدولیة للتنمیة البنک الدولی ملیار دولار ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
سيدي ولد التاه.. خبير اقتصادي موريتاني يرأس البنك الأفريقي للتنمية
سيدي ولد التاه خبير اقتصادي موريتاني من مواليد 1964 اشتغل أكثر من 35 عاما في قطاعات الاقتصاد والمال والتنمية بصفته استشاريا ومسؤولا ووزيرا في بلاده، ومسؤولا في مؤسسات مالية عربية أهمها المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، الذي تولى إدارته 10 سنوات (2015-2025)، قبل أن يتم انتخابه في 29 مايو/أيار 2025 رئيسا للبنك الأفريقي للتنمية.
الولادة والنشأةولد سيدي ولد التاه في 31 ديسمبر/كانون الأول 1964 في مقاطعة المذرذرة بولاية الترارزة جنوب شرق العاصمة نواكشوط.
ترعرع في كنف عائلة محافظة، وكان والداه يشتغلان في مجال التعليم، ويجمعان بين الإلمام بالثقافتين العربية والفرنسية.
كانت للعائلة اهتمامات بالشأن السياسي العام في البلاد، وهو ما جعل سيدي ولد التاه يظهر شغفا مبكرا بالشؤون العامة، وخاصة الاقتصادية.
الدراسة والتكوينتابع سيدي ولد التاه دراسته الابتدائية والثانوية في العاصمة نواكشوط، وأكمل دراسته العليا في جامعة نواكشوط بالحصول على شهادة الدراسات العليا في الاقتصاد وشهادة بكالوريوس في الاقتصاد قبل أن يغادر بلاده لمتابعة دراساته في فرنسا.
حصل ولد التاه على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، التي تعتبر من أكبر الجامعات بفرنسا، وقبل ذلك حصل على شهادة الدراسات المعمقة (درجة الماستر) من جامعة باريس 7، وهو يجيد اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية.
كما شارك ولد التاه في دورات تدريبية في مجالات الاستثمار والقيادة وإدارة الأصول والهندسة المالية في مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل معهد هارفارد للتنمية الدولية (جامعة هارفارد) في الولايات المتحدة الأميركية ومدرسة لندن للأعمال في بريطانيا.
بدأ سيدي ولد التاه مسيرته المهنية خبيرا في البنك الموريتاني للتنمية والتجارة (1984-1986)، ثم اشتغل محللا ماليا في هيئة الأمن الغذائي بنواكشوط (1986)، وتولى منصب مدير الشؤون الإدارية والمالية في بلدية نواكشوط (1987).
إعلانوفي الفترة بين 1988 و1996 عمل مستشارا للمدير العام ومدير دائرة التدقيق الداخلي بهيئة ميناء نواكشوط.
في عام 1996 شهدت المسيرة المهنية لولد التاه منعطفا حاسما تمثل في أول تجربة عملية خارج البلاد، إذ تم تعيينه محللا ماليا في الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في مقرها بالخرطوم، وبقي في ذلك المنصب إلى عام 1999.
وفي الفترة من عام 1999 إلى 2006 عمل مسؤولا عن ترويج الاستثمار ثم مساعدا فنيا لرئيس البنك الإسلامي للتنمية في المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2006 عاد ولد التاه إلى بلاده وتولى مناصب رفيعة، فتم تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء على التوالي بين عامي 2006 و2008، وكان مكلفا بشؤون الاستثمار والبني التحتية.
وفي يوليو/تموز 2008، تم تعيينه وزيرا للاقتصاد والمالية وفي أغسطس 2008 أصبح وزيرا للشؤون الاقتصادية والتنمية حتى تعيينه في منصب المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا عام 2015، وظل في ذلك المنصب إلى عام 2025.
وفي 29 مايو/أيار 2025، انتُخب سيدي ولد التاه رئيسا للبنك الأفريقي للتنمية في عهدة تستمر 5 سنوات، قابلة للتجديد.
أثناء أداء مهامه الوزارية أسهم سيدي ولد التاه في تنفيذ إصلاحات كبرى في قطاعات التنمية والاستثمار والتمويل في موريتانيا، وذلك بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين بينهم صندوق النقد الدولي وشركاء آخرين في مجال التنمية.
وفي السنوات العشر التي قضاها على رأس "المصرف العربي"، تمكنت هذه المؤسسة المالية التي تأسست عام 1974 من زيادة رأسمالها بشكل كبير (من نحو 4 مليارات دولار إلى أكثر من 20 مليار دولار).
كما عززت المؤسسة محافظها الاستثمارية ووصلت عام 2023 إلى متوسط استثماري سنوي يقدر بنحو 2.2 مليار بعد أن ظل ضعيفا في السنوات الأربعين السابقة لتعيينه.
إعلانكما زاد دور "المصرف العربي" -في السنوات التي تولى فيها مسؤوليته- في دعم الشراكة بين العالم العربي وأفريقيا وأصبح من أكبر البنوك الفاعلة في مجال التنمية على الصعيد الإقليمي.
من الإنجازات الأخرى التي تمت في عهد ولد التاه، زاد حجم الموافقات السنوية على القروض بمقدار 12 مرة، وتضاعف حجم الصرف السنوي بمقدار 8، وانخفضت الديون المعدومة من أكثر من 10% إلى أقل من 0.5%.
وهكذا غادر ولد التاه المصرف وهو يتمتع بواحد من أفضل التصنيفات الائتمانية الموجودة، إذ رفعت وكالة ستاندرد آند بورز في 16 مايو/أيار 2025 تصنيف المصرف إلى AA+، وهو أقل بدرجة واحدة فقط من AAA، أعلى تصنيف ائتماني ممكن.
رئاسة البنك الأفريقي للتنمية
فاز سيدي ولد التاه برئاسة البنك الأفريقي للتنمية، الذي يوجد مقره في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، وذلك بحصوله في الانتخابات التي جرت يوم 29 مايو/أيار 2025 على أغلبية غير مسبوقة في تاريخ المنافسة على قيادة تلك المؤسسة المالية القارية، إذ حصل على 76.18% من الأصوات متقدما على 4 مرشحين يمثلون زامبيا والسنغال وجنوب أفريقيا وتشاد.
وبذلك أصبح ولد التاه أول شخصية موريتانية تتولى هذا المنصب القاري الرفيع، وتاسع رئيس للبنك ورابع شخصية عربية تقود هذه المؤسسة، بعد السوداني مأمون بحيري (1964-1970) والتونسي عبد الواحد العبيدي (1970-1976) والمغربي عمر القباج (1995-2005).
وأثناء حملته الانتخابية قدم سيدي ولد التاه رؤية طموحة لتطوير البنك الأفريقي ترتكز على 4 نقاط أساسية هي: إصلاح البنية المالية لأفريقيا، وتحويل العامل الديمغرافي إلى قوة اقتصادية، ودعم التصنيع في القارة مع تنمية مواردها الطبيعية، وتعبئة رأس المال على نطاق واسع.
وفي هذا الصدد كتب ولد التاه في مقال رأي في موقع الجزيرة نت قائلا "ينبغي لأفريقيا أن تتجاوز منطق التبعية للمانحين، وتتوجّه نحو طيف أوسع من الشركاء: من المستثمرين السياديين، ورؤوس الأموال الخيرية، وصناديق الأثر الاجتماعي، والممولين المعتمدين على التكنولوجيا".
إعلانويضيف أن "هؤلاء لا تقيّدهم دورات المعونات التاريخية ولا الإرهاق السياسي، إنما يبحثون عن التوافق، وعن فرص واسعة النطاق، وعن نتائج ملموسة. ويجب أن يكون البنك الأفريقي للتنمية هو المنصة التي تفتح الباب لهذا التحول".
وحظي ترشيح سيدي ولد التاه لرئاسة البنك الأفريقي بدعم أطراف وازنة في الساحة الأفريقية على رأسها كوت ديفوار ودول أخرى من غرب وشمال القارة، إضافة إلى أطراف إقليمية ودولية أخرى مساهمة في رأسمال البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا على رأسها السعودية.