كرة حمراء ضخمة تظهر في سماء مصر وعدة دول فما تفسيرها؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
في أثناء انشغال العديد من المواطنين في الدول العربية فجر اليوم بالأخبار القادمة من سوريا، سجل بعض رواد وسائل التواصل ظاهرة مثيرة للانتباه في السماء بعد الفجر في مصر وعدة دول عربية، حيث ظهرت كرة حمراء كبيرة غريبة الشكل في الأفق ولعدة دقائق، ما تسبب في الرعب للبعض وربطه البعض الآخر بالأحداث القائمة.
وبحسب أوصاف المتابعون في "نادي هواة الفلك بالدلتا" في مصر والصور التي عرضوها، فإن الظاهرة بدأت كشيء أبيض يشبه النجمة لكنه أكبر قليلا، يمضي بسرعة، ثم بدأ بالانتفاخ، وتحول لونه إلى الأحمر.
وهناك احتمالات عدة لمثل هذه الظواهر، أولها أن ما حدث كان نوعا من أنواع برق الغلاف الجوي العلوي، وهذا النوع من البرق مختلف تماما عن البرق الذي نعرفه، حيث يكون عادة ملونا بألوان عدة منها اللون الظاهر في الصورة، ومنه كذلك أشكال عدة شجرية وكروية، ونحن في موسم مناسب لتكوّن هذه الأشكال.
وقود صواريخلكن الاحتمال الأكبر لتفسير هذه الظاهرة والذي يتفق تماما مع روايات ومقاطع الفيديو التي أوردها من سجلوا الظاهرة، هو أن ما حصل هو "سحابة وقود"، ناتجة من تجربة أو إطلاقات صاروخية ما سواء صاروخ فضائي أو عسكري (باليستي مثلا)، أو ربما اختبارات أقمار صناعية، وجميعها ينطلق لطبقات الجو العليا أو الفضاء الخارجي، وبالتالي يمكن أن يلاحظ أثره في عدة دول.
إعلانوإليك مقطع مرئي قصير يوضح ظاهرة شبيهة بسبب وقود أحد صواريخ شركة سبيس إكس:
ينطلق الوقود في أثناء تفريغ خزانات الوقود، ويتحرك في البداية مثل رأس قلم رصاص لامع، لأنه يعكس ضوء الشمس التي توشك على الشروق، ومع الوقت يتمدد، وتتخلله أشعة الشمس، فيعطي ألوانا متنوعة تشبه ألوان الطيف، بشكل كروي في بعض الأحيان.
وفي علوم الطيران، يحدث في بعض الأحيان إطلاق متعمد للوقود من طائرة أو صاروخ أو مركبة فضائية، عادة لتقليل الوزن لإدارة حالات الملاحة المختلفة أو الطوارئ.
وتستخدم بعض محركات الصواريخ طريقة تُعرف باسم "تبريد الإلقاء"، حيث يتم تحريك الوقود عبر قنوات في جدران غرفة الاحتراق لامتصاص الحرارة ثم طرده في الخارج، بدلا من حرقه، تساعد هذه التقنية في منع مكونات المحرك من ارتفاع درجة الحرارة.
وفي بعض الأحيان يكون المشهد مؤثرا بشكل لافت، فمثلا في أبريل/نيسان 2019 ترك أحد صواريخ شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك سحابة تشبه الدوامة، بسبب وقود صاروخي أعلى ألاسكا، وكانت فرصة للمصورين المحترفين لالتقاط مجموعة من الصور الجميلة مع ظاهرة الشفق القطبي.
وتقوم فرق عدة من العلماء حاليا بدراسة التأثير البيئي لإلقاء الوقود، والذي يعتمد على نوع الوقود المستخدم، وغالبا ما يكون ضارا للبيئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
سماء السلطنة على موعد مع ذروة زخة شهب التوأميات
مسقط- العمانية
تشهد سماء سلطنة عُمان مساء السبت وفجر الأحد الموافقين 13 و14 ديسمبر الجاري واحدة من أبرز الظواهر الفلكية السنوية، حيث تصل زخة شهب التوأميات إلى ذروتها مع توقعات بظروف رصد مميزة خلال الفترة التي تسبق شروق القمر.
وقال قاسم بن حمد البوسعيدي رئيس لجنة الأرصاد والتصوير الفلكي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء: تشير التوقعات إلى أن زخة التوأميات لهذا العام ستكون من أفضل الزخات خلال السنوات الأخيرة نظرًا لوجود القمر في طور الربع الأخير بنسبة إضاءة تبلغ حوالي 40 بالمئة، مما يسمح بسماء أكثر ظلمة قبل شروقه عند الساعة 12:50 بعد منتصف الليل، كما أن شهب التوأميات تعرف بغزارتها ووضوح مساراتها، وقد يصل المعدل النظري للشهب في الظروف المثالية إلى نحو 120 شهابًا في الساعة، موضحًا أنها تظهر ألوانًا صفراء وخضراء ناتجة عن احتراق العناصر الكيميائية في الغلاف الجوي مثل المغنيسيوم والصوديوم.
وأضاف: كشفت دراسات نشرت في عامي 2024 و2025 باستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب ومهمة DESTINY اليابانية أن الكويكب فايثون 3200 يحتوي على صوديوم غازي يتبخر بكميات كبيرة عند اقترابه من الشمس، وهو المسؤول عن إطلاق الجزيئات الغبارية التي تنتج زخة التوأميات. وهذا يفسر اللون الأصفر والأخضر الغني لشهب هذه الزخة مقارنة بغيرها. مشيرًا إلى أن الشهب تبدو أبطأ نسبيًا نتيجة دخولها الغلاف الجوي بسرعة تقارب 35 كيلومترًا في الثانية، مما يسمح بتشكل أقواس طويلة قد تستمر لثانيتين قبل تلاشيها على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر.
وأوضح أن نقطة الإشعاع الخاصة بزخة التوأميات ترتفع تدريجيًا في كوكبة التوأمين /الجوزاء/ خلال الليل، مما ينتج ظاهرة فريدة بين الساعة 1 و4 فجرًا، حيث يمكن مشاهدة شهب طويلة جدًا تعبر الأفق كاملًا تعرف فلكيًا باسم Earth-grazers، وهي من أجمل المشاهد المميزة لهذه الزخة نظرًا لمرورها بمحاذاة الغلاف الجوي قبل أن ترتفع نقطة الإشعاع عاليًا.
وأضاف: يرصد إلى جانب شهب التوأميات في سماء الليل نجوم لامعة كقلب الأسد والشعرى والدبران والعيوق ونجوم الجوزاء ونجوم الثور وعنقود الثريا، ورؤية بعض الكواكب بألوان مختلفة ولمعان متفاوت، فمن أشدها لمعانًا بعد الشمس والقمر كوكب الزهرة بلونه الأبيض الزاهر، كما يتم رصد كوكب المشتري وهو عملاق الكواكب لكنه يظهر أصغر من الزهرة، وذلك لأنه بعده عن الشمس حوالي خمسة أضعاف بعد الزهرة، وكوكب زحل فهو جرم لامع ذهبي اللون وهو مشهور بحلقاته.
وحول إمكانية رصد الظاهرة قال البوسعيدي: "يجب أن تكون المراقبة من موقع مظلم بعيدًا عن مصادر التلوث الضوئي أو عائق ما كالأشجار الطويلة، وأن يتم النظر نحو الأفق الشرقي لقبة السماء إلى ما قبل ضوء الفجر" معتبرًا ذلك فرصة لهواة التصوير الفلكي لالتقاط صور جميلة تزينها شهب التوأميات وبعض الأجرام الفلكية التي تظهر في السماء خلال هذه الفترة، موضحًا أن هذه الظاهرة تعد من الظواهر الفلكية التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة دون الحاجة لاستخدام أجهزة رصد خاصة.