موقع 24:
2025-08-02@15:23:47 GMT

ذكرى رحيل البارودي رائد الإحياء في الشعر العربي

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

ذكرى رحيل البارودي رائد الإحياء في الشعر العربي

تصادف اليوم 12 ديسمبر (كانون الأول) ذكرى رحيل الشاعر القدير محمود سامي البارودي في عام 1904، ويعتبر من رواد الإحياء والتجديد في الشعر العربي، من حيث شكل القصيدة ومضمونها.

ولد محمود سامي بن حسن البارودي عام 1839 في مدينة دمنهور، وتعود أسرته لأصول شركسية، وكانت تتمتع بالثراء والجاه، وكان أبوه ضابطاً بالجيش في مصر، ثم توفي، ومحمود طفلاً لم يتجاوز عمره 7 سنوات.

 
درس البارودي المرحلة الابتدائية في مدرسة المبتديان بالقاهرة، وتعلم فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم، ومبادئ النحو والصرف، كما تعلم بعضاً من الفقه والتاريخ والحساب ثم تخرج منهاعام 1851.
ثم انتقل إلى المدرسة الحربية، وبدأ ميوله للشعر يتشكل فيها، فقرأ للعديد من الشعراء العرب، واهتم بالشعر العربي وعمالقته، ثم تخرج عام 1855 وانضم للجيش السلطاني، ثم تعلم اللغة الفارسية والتركية وأتقنهما، واطلع على آدابهما وقرأ الكثير من شعرهم.
تدرج البارودي في مناصب ثم تسلم رئاسة الوزارة في مطلع عام 1882 وظل فيها حتى مايو (آيار) من نفس العام، حيث كان من قادة ثورة 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وبعد انخراطه بالكفاح ضد فساد الحكم، وضد الاحتلال الإنجليزي، قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية إلى سريلانكا.
وعاش في المنفى بـ"كولومبو" عاصمة سريلانكا، ما يقارب 17عاماً، أصيب خلالها بالمرض، الذي ترافق مع آلام الغربة، وانعكس ذلك في قصائده التي كانت نابعة من الوحدة والمعاناة.
 وفي سريلانكا أتقن اللغة الإنجليزية، وعلم الناس هناك اللغة العربية، وفقههم بالدين الإسلامي، وطالما اعتلى منابر المساجد، وقدم فيها دروساً ومواعظ.
ومع فقدان أهله والحنين لوطنه تدهورت حالته الصحية، وعندما بلغ الستين من العمر وضعف بصره، وزاد مرضه، عاد إلى وطنه عام 1899 للعلاج تغمره الفرحه وكتب قصيدة العودة التي قال في مطلعها:
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ                        فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
ثم ابتعد عن العمل السياسي، وصار منزله بالقاهرة مجلساً للأدباء والشعراء، مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومطران خليل مطران وإسماعيل صبري، الذين تأثروا به، وكتبوا الشعر بمثل أسلوبه، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الإحياء".
ألف البارودي ديوان شعر في جزئين، ومجموعات شعرية سُميّت مختارات البارودي، جمع فيها مقتطفات لـ30 شاعرا من العصر العبّاسي، ومختارات من النثر تُسمّى "قيد الأوابد".
وقد مدح البارودي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، في قصيدة تقع في 447 بيتاً، جارى فيها قصيدة البوصيري البردة قافية ووزناً، وسماها "كشف الغمّة في مدح سيّد الأمة"، يقول في مطلعها:
يا رائد البرق يمّم دارة العلم        واحْد الغَمام إلى حي بذي سلم

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر

إقرأ أيضاً:

الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر

 رغم تكاثر الأدلة الدامغة التي تدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب الإبادة، بالتدمير والتقتيل والتجويع، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تزال تشير إلى هذه الحقيقة بعبارات ملطّفة من قبيل «مسألة الإبادة» أو «جدل الإبادة» أو «سجال الإبادة»، إيحاء بأن واقعة الإبادة (المستمرة والموثقة والمصورة يوميا) لا تنتمي لمجال الوقائع بل إنها مسألة من مسائل الرأي، أي أن الموقف منها هو مجرد وجهة نظر.

ولعل أكثر مواقف وسائل الإعلام الغربي حيادا، أي تنصلا بيروقراطيا من تبعات الانحياز للحق الصُّراح في مواجهة القوة الغاشمة، هو ما ذهبت إليه إحدى الصحف عندما نشرت تحقيقا مطولا بعنوان: «الإبادة في غزة»: لماذا تثير المسألة انقساما بين أهل القانون؟

وحتى بعدما نشر الأكاديمي الإسرائيلي أومر بارتوف (الذي سبق أن خدم في جيش الاحتلال) مقالا مُزلزلا في النيويورك تايمز يدين دولته، بعنوان: «أنا أستاذ حقوق متخصص في مجال الإبادة. أعرف الإبادة عندما أراها»، فإن السي. إن. إن. لم تعدم حيلة في مجال استخدام العبارات الملطفة، حيث قالت: «منذ أن بدأت الحملة الإسرائيلية في غزة تجرّ تكاليفها البشرية الثقيلة (هكذا!)، أخذ يحتدم سجال مشحون: هل تكون الدولة العبرية، التي ولدت هي ذاتها من رحم الهولوكوست، بصدد ارتكاب إبادة؟».

ثم أشارت إلى أن «مقال أومر بارتوف جدد هذا السجال». هذا كل ما في الأمر. القضية المحورية إذن ليست الإبادة، وإنما هي السجال الذي ما إن يخفت حينا حتى يأتي من يجدده أو يحييه. وهكذا دواليك. ليس هناك وقائع تشهد ولا أدلة تعتبر ولا حجج تقنع. بحيث لو مضت وسائل الإعلام الغربي في اتباع هذا المنطق المتستر خلف دخان الحياد السمج لبقيت قرنا كاملا لا تفعل سوى جمع المزيد من وجهات النظر التي تؤجج السجال أو تُغْني النقاش، كما يقولون، ولكن دون التوصل إلى نتيجة. ذلك أن قتل امرئ في شارع، خصوصا إذا كان غربيا أو إسرائيليا، جريمة لا تغتفر، أما إبادة شعب كامل فمسألة فيها نظر!

والحال أن بارتوف قال بكل وضوح إن الإبادة الإسرائيلية واقعة حاصلة ومستمرة: «أعتقد أن الغاية كانت ولا تزال تتمثل في حمل السكان على مغادرة القطاع أصلا، أو، بما أنه ليس لهم مكان يذهبون إليه، في إضعاف الجيب المحاصر بالقصف المستمر والحرمان الشديد من الغذاء والماء الطاهر والمرافق الصحية والخدمات الطبية إلى حد يصير من المستحيل معه على الفلسطينيين في غزة أن يحافظوا على وجودهم الجماعي أو يعيدوا بناءه (..) إن هذا استنتاج من المؤلم أني توصلت إليه (منذ مايو 2024)، مع أني صددته وقاومته طويلا ما استطعت. ولكن منذ ربع قرن وأنا ألقي محاضرات حول الإبادة، بحيث إن في وسعي معرفة الإبادة عندما أراها».

ولكن رغم كل هذا الوضوح فإن السي. إن. إن. لا تزال تحرص على لعب لعبة التوازن، قائلة إن البروفسور بارتوف يؤكد أن «الحصار الذي تضربه إسرائيل على غزة ينطبق عليه التعريف القانوني للإبادة، (بينما) يتخذ أساتذة قانون ومعلقون آخرون موقفا مخالفا». والعجيب أن من هؤلاء المعلقين الذين تستشهد بهم السي. إن. إن. المعلق الصهيوني بريت ستيفنز الذي سبق أن تولى رئاسة تحرير مجلة «جيروزالم بوست»!

وبالتزامن مع مقال خبير الهولوكوست الإسرائيلي، كتب الحقوقي البريطاني جوناثان سامبشن في مقال جريء: «ليس لي أي موقف إيديولوجي من هذا النزاع. وإنما أتناوله باعتباري من أهل القانون والبحث التاريخي. على أني أتساءل أحيانا ما هو غير المقبول في عرف المدافعين عن إسرائيل؟ أفلم يتجاوز القدر الحالي من العنف الإسرائيلي في غزة المدى؟ إذ ليس هذا من قبيل الدفاع عن الذات، ولا حتى من جنس الأضرار الجانبية التي لا يمكن تجنبها في الحروب. إنه عقاب جماعي، وبعبارة أخرى انتقام يُثأر به لا من حماس وحدها بل من شعب بأكمله. إنه باختصار جريمة حرب».

ومعروف أن المنظمتين الإسرائيليتين، بتسليم وأطباء من أجل حقوق الإنسان، أصدرتا أخيرا تقريرين لا لبس فيهما يؤكد كل منهما وجوب «تسمية الإبادة باسمها الحقيقي»، قطعا بذلك مع تمارين البهلوانيات اللفظية التي يتعاطاها الإعلام الغربي. ولكن رغم هذا كله، فإن لك أن تراهن أن معظم الإعلام الغربي سيستمر في لعب لعبة الحياد البيروقراطي ورمي كرة تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية في ملعب أساتذة القانون والمعلقين المتخالفين.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • سريلانكا ترحب بالمستثمرين الفلسطينيين وتؤكد استعدادها لتعزيز التعاون
  • علا شوشة تخرج عن صمتها وتكشف تفاصيل خناقتها مع أم مكة
  • الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر
  • بناء الكفاءات الوطنية في قطاع النفط.. إنهاء أولى مراحل برنامج تدريبي رائد
  • كل حاجة ناقصة وإنتي مش جنبي.. ابنة سعيد صالح تحيي ذكرى ميلاده
  • بـ بدلة رائد فضاء.. هشام ماجد يكشف كواليس «البقاء للأصيع» رفقة مي كساب
  • بائع فريسكا يلقي قصيدة فتوَنَة في أحمد العوضي| فيديو
  • رهف سامي جميل عبدالله تحرز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في اليمن
  • «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تنظم ورشة تدريبية في أساسيات الشعر العربي
  • ألف مبروك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الوريكات