الثورة نت:
2025-07-31@08:30:53 GMT

“لقاء الأربعاء”

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

 

 

– عبر تاريخ الحضارة الإسلامية، بتعدد مذاهبكم وأطيافكم وبلدانكم، وحتى دياناتكم! فلم تكن شخصية المجاهد، والبطل، حكرًا على مكوّن دون غيره، تمامًا كما لم تكن شخصية الخائن حكرًا على مكون دون غيره.
– في سقوط الأندلس أو سقوط بغداد، القدس أو القاهرة، فقد كان السقوط عاقبة التشرذم، والفتنة، والانشغال عن العدو الحقيقي بالعداوات الجانبية التي لا تفعل شيئًا، باستثناء تفتيت وإضعاف مجموع المستهدفين، الذين لا يمكنهم أن يواجهوا العدو إلا بالوحدة صفًّا، لا الفُرقة أشتاتا؛
فكيف إذا أضافوا إلى ضعف التشتت والانقسام، غباء التناحر البيني الذي يقزّم المنتصر، وينهكه، ويدفع المهزوم لأن يستنصر العدو الحقيقيّ على أخيه، ليتناوب المهزومون عار العمالة، وكلٌّ يعتقد أن الآخر هو الخائن، وأنّ لعمالته- في المقابل- ما يبررها.


– العدو- في المقابل- يستهدف كل مقاوم، بمنأى عن تصنيفاتنا؛ الفصائل الفلسطينية السنية كما حزب الله الشيعي، وتمامًا كما حركة أنصار الله التي لا يمكن تصنيفها مذهبيًّا، إذ تجمع الشافعي مع الزيدي، وحتى مع بعض الأقليات اليمنية الأخرى.
– ليبقى المؤكد أن العدو يستهدف الكافة، وحتى من رحبوا به، وفتحوا له الأبواب، وقدموا له فروض الطاعة، فإنه يستخدمهم أحذيةً إلى حين، ويتخلص بعدها من كلّ من استوفى مهمته.
– من هذه الناحية فكل انتصارٍ للعدو المركزي على الأمة مؤلم، وأما صراعاتنا البينية فمهما بلغت، فلا تبرر الخيانة. ليبقى كل انتصار على العدو المركزي انتصارٌ لكلّ الأمة.
– مصلحتنا في الوحدة، في المقابل، تجسّد روح الإسلام الحقيقي، لا العكس.
ودولة الإسلام عبر تاريخها لم تكن دولةً للمسلمين فقط، وإنما جمعت غير المسلمين أيضًا، وكفلت حقوقهم، وفقهيًّا فقد كفلت لكلّ ملةٍ قوانين ملّتها، وليمتد الأمان حتى للمستأمنين.
– وأما من يتم التغرير عليه بأحكام الردة، على اختلاف الفقهاء عبر التاريخ بشأنه، فهي من حيث المبدأ لا تنطبق على مخالفيك في المذهب، لأنهم لم يبدّلوا في الأصل دينهم، والغالب الآن أن الشيعي (على اختلاف فرق الشيعة) نشأ على فهمٍ بأنه على الدين الحق، تمامًا كما أن السّني (على اختلاف فرق السنة) نشأ على فهمٍ بأنه على الدين الحق!
ولم يتسنى لكل الأطراف قراءة حتى كتب المذاهب التي تخالفهم ويخالفونها! وحتى لو تصورت بأن مذهبك هو الحق، فأنت لم تستكمل واجب البلاغ! وحتى بعد واجب البلاغ فتبقى قاعدة:
« وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا»!
وإذا كنت لا تملك الحق على إجبار أهل الكتاب، وهم الأبعدين عن دينك، باعتناق الإسلام! فأنت لا تملك الحق بإجبار الأقربين إليك على اعتناق مذهبك، ومن باب أولى.
– وبشأن أهلنا في سوريا، على سبيل المثال:
لقد كان أن تحالف العلوي صالح العلي، مع السني عزالدين القاسم، في مواجهة عدوٍّ مركزي واحد.
– وقد سمعت من يقول بأن سوريا منهكة، وأقول فوقها: كل الأمة منهكة. وكلها لا تستطيع مواجهة الكيان القذر، ما لم تتجاوز الخلافات إلى الوحدة! وشئت أم أبيت فإضعاف حزب الله يجرّ على فصائل المقاومة في فلسطين ضعفًا مؤكدا، وضعفهم جميعًا يضعف سوريا، والعكس صحيح!
تمامًا كما أن التوغل الصهيوني في سوريا يُضعف الأردن والسعودية والعراق وإيران ومصر وتركيا، فيما لن يصمد أحدٌ منكم في مواجهة الكيان الملعون وحده!
يا أيها النعاج الذين تنتظرون دوركم بغباء ماشية، ولعلكم تمارسون الشماتة بمن طالته السّكين قبل أن تطالكم، فإذا ما حان دوركم أسلمتم الرقبة، بلا حراكٍ لأنكم المخزيّون؛
ولأنّكم تشعرون بالإنهاك،
إذ استهلكتم في المناطحات البينية كل عوامل القوة،
فها أنتم؛ إذ حان وقت المواجهة الأحق، والأصدق، والأولى: قلتم لا طاقة لكم اليوم بنتنياهو وجنوده!
ويا له من عذرٍ أقبح من ذنب!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية النرويجي يدين الغرب بازدواجية المعايير في تعامله مع “إسرائيل”

الثورة نت/..

صرح وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، اليوم الثلاثاء، بأن هناك ازدواجية معايير في سياسات الدول الغربية، حينما تتجاهل جرائم العدو الإسرائيلي في غزة.

وقال إيدي، في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز”، إن “توجيه الانتقادات لروسيا، مع التزام الصمت تجاه ما تفعله “إسرائيل” في غزة يظهر للأجزاء الأخرى من العالم، أننا لا ننظر إلى ذلك بمثابة المعايير المطلقة، بل قائمة على الانتقاء”.

وحذر إيدي الدول الغربية من “فقدان المصداقية” نتيجة ما وصفه بـ “التطبيق الانتقائي” للقانون الدولي.

يذكر أن النرويج، تنتقد جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، في قطاع غزة، حيث وصف وزير الخارجية النرويجي، في وقت سابق، الوضع في القطاع بأنه “أسوأ من الجحيم”.

وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 60,034 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 145,870 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • النائب العام في سوريا: تحريك دعوى الحق العام بحق مرتكبي انتهاكات ضد السوريين
  • “حماس”: سلاح التجويع الصهيوني في غزة إبادة جماعية ممنهجة
  • “الصحفيين” الفلسطينيين: 232 صحفيا وصحفية استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • زروقي: “لم أتوقع العودة إلى تفينتي ومتحمس لخوض أول لقاء”
  • “القسام”:تفجير ثلاث عبوات برميلية في محاضن آليات العدو الصهيوني بخانيونس
  • وزير الخارجية النرويجي يدين الغرب بازدواجية المعايير في تعامله مع “إسرائيل”
  • مناوي عقب لقاء “كلمي”: التركيز على الرغبة في إنهاء الحرب
  • انتصار عبد الله السعيد.. الأهلي يخسر صراعه مع اللاعب أمام النقض
  • لقاء للعلماء وتدشين فعاليات ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • “ذا نيويورك صن”: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما