علاقة “الزواج السري” بين القحاتة والدعم السريع قديمة، اتفاق أديس الموقع بين الطرفين في الثاني من يناير الماضي، وما تبعه من تفاهمات لاحقة، لم يكن سوى إشهار للعلاقة الآثمة بين الطرفين، التي (هندست) لمعركة تدمير السودان وإذلال شعبه العزيز الكريم.
أراد الطرفان، قحت والمليشيا، من “زواج المصلحة” تعويض النقص الملازم لتركيبة كليهما، حميدتي كان يبحث عن “الحاضنة السياسية” ورضاء الشارع الذي يكرهه كراهة التحريم، بينما هدفت “قحت”، التي تم إغواؤها واستدراجها إلى غرف الجنجويد -مثل العاهرات- بالمال والذهب وإغراءات استعادة الحكم السليب، هدفت إلى الاستعانة ببندقية حميدتي في سعيها للعودة إلى حكم السودان ،وظنت أنها، وبعد أن أطاح بها البرهان ولفظها الشارع الذي خرج يردد: “بي كم بي كم بي كم، قحاتة باعوا الدم”، ستدخل القصر الجمهوري “مردوفة” على ظهر مليشيا الدعم السريع ،ولكن هيهات

أدرك الشعب السوداني بفطنته وذكائه المعهود منذ وقت طويل أن انقلاب حميدتي على إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر التصحيحية ،وحماسه للاتفاق الإطاري، لم يكن إلا من باب الترتيب لمرحلة الانقلاب على السلطة الحاكمة في الخامس عشر من أبريل العام الماضي، جاءت التطورات السابقة للانقلاب، وقصة الشريحة التي جمعت قيادات قوى الحرية والتغيير مع عبد الرحيم دقلو في “الليلة ديك” التي سبقت تحرك المليشيا نحو مقر سكن الفريق أول البرهان، وما أظهرته قيادات قحت بعد ذلك من تواطؤ مع التمرد، وصمت ومباركة لجرائمه ضد الشعب السوداني، كل هذه التطورات جاءت معززة ومؤكدة لقناعة راسخة أصلاً بوجود اتفاق بين الطرفين على إشعال التمرد، وقد هددوا قبلها، كما هو معلوم، بـ”الإطاري أو الحرب”.


بالأمس كشف عضو لجنة التمكين عن أسرار خطيرة وفضائح بالجملة أجهزت على ما تبقي من سمعة قيادات قحت السيئة أصلاً، وأطلقت عليها رصاصة اللعنة التي لن تكون الأخيرة، قدمت هذه الفضائح أدلة تفسر صمت القحاتة على جرائم الجنجويد الشنيعة.

“لايف” عبد الله سليمان، ابن لجنة التمكين وسليل غرف أسرارها وفضائحها، وفر التفسيرات المطلوبة للطريقة التي كسر بها حميدتي قيادات تنسيقية تقدم”، الاسم المستحدث لـ”قحت”، وإذا عرف السبب بطل العجب، فقد كنا نعلم كل شيء، ولكن شهادة شاهد من أهل التمكين قطعت قول كل خطيب، ووفرت حيثيات كافية لتأكيد قناعات الشعب السوداني بأن “القحاتة قبضوا الثمن”،وأنهم لن يستطيعوا أن يقولوا “لا” لحميدتي مهما فعل في الشعب السوداني وطغى وتجبر وارتكب من الموبقات، لأنهم ببساطة “قبضوا الثمن”.

يقول عبد الله سليمان في “لايف كشح الحلة” إن “الدعم السريع هو الذي دفع اموال بناء المقر الجديد لحزب ياسر عرمان،،وأنه سلم عربيتين جديدتين (بوكس دبل كبين) لكل من عرمان وطه عثمان إسحاق، وأن المدعي الكذاب الأشر صلاح مناع كان يعمل في الدعم السريع في وظيفة مساعد القائد”، ويمضي عبد الله في إفاداته الفضائحية، التي تعبر عن معنى “ضرب الظالمين بالظالمين”، أن لجنة التمكين سلمت الدعم السريع كل المؤسسات التي تم الاستيلاء عليها في العاصمة بتعليمات مباشرة من صلاح مناع، وتم إقناع الثوار بأن الدعم السريع صار جزءاً من لجنة التمكين.

لم يكن غائباً عن السودانيين وضاعة قيادات قوى الحرية والتغيير وهم يبيعون الشعب والوطن لـ”عصابة آل دقلو” المجرمة ويقبضون الثمن مقدماً – وما أبخسه! – ويضعون الأموال في جيوبهم قبل أن يشعلوا النار في كل البلد من أجل العودة إلى السلطة محمولين على دبابة الدعم السريع.

الآن عرفنا السبب وبطل العجب، بعد أن وفر عبد الله سليمان، عضو لجنة التمكين، إدانة واضحة قدمت تفسيراً للتواطؤ الذي أظهرته قيادات قحت مع ممارسات الدعم السريع، ووضحت حجم العمالة والتواطؤ ومستوى الندالة، التي بدأت باقتسام “فراش الخيانة”، ثم تطورت إلى “زواج عرفي”، قبل أن يتم إشهاره للعلن لتغطية حمل سفاح

بفعل كل ما تقدم، صمتت “تقدم” وقياداتها عن إدانة جرائم المليشيا، واتخذت موقفاً عدائياً صارخاً تجاه الجيش الذي يقاتل من أجل حماية البلد وشعبها وحدودها وسيادتها الوطنية.

محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر
رئيس تحرير صحيفة«الكرامة» إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع لجنة التمکین عبد الله

إقرأ أيضاً:

واتساب يودّع ملايين الأجهزة ابتداءً من اليوم… هل هاتفك من بينها؟

أعلنت شركة ميتا، المالكة لتطبيق التراسل الفوري الشهير واتساب، عن بدء تنفيذ قرار إيقاف الدعم لعدد من الهواتف الذكية القديمة ابتداءً من يوم غد الأحد، 1 يونيو، في خطوة تأتي ضمن دورة التحديثات الدورية التي تهدف إلى تحسين الأمان والأداء العام للتطبيق.

وبحسب الشركة، كان من المقرر أن يدخل القرار  حيّز التنفيذ في 5 مايو الماضي، إلا أنه تأجّل لعدة أسابيع، قبل أن يتم تحديد الموعد النهائي للتطبيق، مما يضع بعض المستخدمين أمام مفاجأة غير سارة.

ووفق الإعلان، فإن واتساب سيتوقف عن العمل على الأجهزة التي لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات النظام، وهي: لأجهزة آيفون: يشترط توفر نظام iOS 15.1 أو أحدث، لأجهزة أندرويد: لن يعمل التطبيق على الأنظمة التي تعمل بنظام أندرويد 5.0 أو أقدم، والهواتف المتأثرة بشكل مباشر: أجهزة آيفون، آيفون 5 إس، آيفون 6، آيفون 6 بلس.

كما أشارت تقارير تقنية إلى احتمال فقدان الدعم عن أجهزة: آيفون 6 إس، آيفون 6 إس بلس، آيفون SE (الجيل الأول)، لكن يُشار إلى أن هذه الأجهزة الأخيرة لا تزال قادرة على التحديث حتى إصدار iOS 15.8.4، مما يعني أنها قد تظل مدعومة حتى صدور تحديث رئيسي جديد خلال العام أو العامين المقبلين، شريطة التحديث الكامل للنظام.

لماذا هذا القرار الآن؟

وفق “ميتا”، فإن الهدف من إنهاء الدعم هو ضمان أفضل تجربة استخدام لتطبيق واتساب من حيث الأمان والأداء، إذ تعتمد التحديثات الحديثة على تقنيات لم تعد مدعومة في بعض أنظمة التشغيل القديمة، ما يجعل استمرار الدعم التقني لها غير مجدٍ.

وبحسب الشركة، مع وجود أكثر من 3 مليارات مستخدم حول العالم، فإن نسبة غير قليلة قد تتأثر بهذا القرار، خاصة في الدول التي لا يزال فيها استخدام الأجهزة القديمة شائعًا.

ماذا تفعل إن كان هاتفك ضمن القائمة؟

ينصح الخبراء بالتالي: التحقق من نظام التشغيل الحالي لهاتفك، محاولة تحديث الجهاز إلى آخر إصدار مدعوم إن كان ذلك ممكنًا، أو التفكير في الترقية إلى هاتف أحدث لضمان استمرار استخدام واتساب بشكل آمن وفعال.

مقالات مشابهة

  • شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)
  • بالفيديو.. حميدتي يظهر في خطاب غاضب يهدد ويتوعد بتوسع العمليات العسكرية .. جدة تاني مافي وقوات الدعم السريع ستصل بورتسودان ويتحدث عن الدواعش وتدمير قدرات الجيش
  • الفاعل مجهول.. 3 مسيّرات تقصف مواقع للدعم السريع غرب السودان
  • واتساب يودّع ملايين الأجهزة ابتداءً من اليوم… هل هاتفك من بينها؟
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • قصف مواقع للدعم السريع ووفيات بالكوليرا غرب السودان
  • توثيق لحقوق الإنسان: نستنكر بأشد العبارات الهجوم الإجرامي الذي شنته ميليشيا الدعم السريع على مستشفى “الضمان”
  • شاهد بالفيديو.. الكشف عن تفاصيل خطيرة في خلاف شيخ الأمين و”شارون”.. الشيخ يصف “شارون” بالجاسوس الذي يعمل ضد القضية ويهدده بالتصفية من القوات.. هل أثبت الخلاف مناصرة شيخ الأمين للدعم السريع؟
  • تفاصيل حكم الإعدام شنقا على 4 متهمات بالتعاون مع الدعم السريع في دنقلا
  • قفزا من الطابق الخامس… ما الذي اشتعل داخل مركز تجاري في أضنة؟