في ذكرى الثورة.. الخرطوم بين طورين
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
تجلت عبقرية الكاتب الروائي تشارلز ديكنز في إفتتاحية روايته (قصة مدينتين) إذ بدأها بمقدمة لازالت تعتبر من أعظم افتتاحيات الأعمال الروائية... فقد حشدها بجمل تحكي الحالات المتناقضة لبني البشر في أطوارهم الخيرة والشريرة ، بين سموهم وانحطاطهم. بين آمالهم و آلامهم. فالاتفتتاحية تكاد تحكي قصة مدينة الخرطوم في طورين.
وهاي هي الآن تقلب كفيها على مآل الحال، مع إتستشراف ذكرى الثورة وتردد بوجع غير مسبوق مع كاتب العهد الفكتوري افتتاحيته الخالدة.
"كانت أفضل الأوقات،
كانت أسوأ الأوقات،
كانت عصر الحكمة،
كانت عصر الحماقة،
كانت فترة الإيمان،
كانت فترة الشك،
كانت فصل النور،
كانت فصل الظلام،
كانت ربيع الأمل،
كانت شتاء اليأس."
هكذا سيأتي يوم ليروي أحدهم قصة مدينة الخرطوم في طورين. طور عندما كادت نعانق الأمل وطور اليأس عندما صار يعتصرها الألم.
د. محمد عبد الحميد
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حكومة الفشل، وحكومة الأمل، هل يستويان مثلا !!
أيها القحاطة، ماكان أغناكم عن كـل هذا اللَّـفِ والدوران من أجل الوصول لكراسي الحكم في حكومة التعايشي (الخِلاقة)، هذا النعت يصلح إطلاقه على الحكومة الموازية ورئيسها، لذا لزم التنويه.
لم يذهب مناوي بعيدا عندما قال بأن إعلان الحكومة الموازية لا يستحق التعليق!! لـٰكنَّ هناك أكثر من مغمـز منذ إعلان مَولِدِ هذا الخديج الذى لم يَسْتَهِّل صارخاً، فلا ميراث له، فها هو د. حذيفة أبو نوبـة قام دَقَّ النُوْبَة، فقد كان مرشحاً لرئاسة الحكومة مسنوداً من حسبو عبد الرحمن وبما أنهما من الفلول، لم يجدا طريقاً الى حكومة التعايشي !!
ستتلقىٰ حكومة التعايشي دعماً سخيَّاً من دويلة mbz، وهو ما دأبت عليه كما تشهد بذلك التقارير الدولية، وسيكون الفارق شكلياً فقط، بزعم أنها تدعم حكومةً ما ولا تدعم مليشيا إرهابية!! وصاحب العقل يميِّز . ومسمى حكومة موازية يعترف ضمناً بحكومة أخرىٰ، وهو ماظل القحاطة والمليشيا ينكرون وجودها أصلاً.
وكما قال الناطق الرسمي لقوات الشعب المسلحة فى وصف الحكومة الموازية بأنها: تمثيلية سمجة لخليطٍ مُشوًَهِ من الجهلة والعملاء ومجرمي الحرب، وهي محاولة بائسة لشرعنة مشروعهم الاجرامي ولتمرير أجندة من يدعمونهم.
واعتبرت جامعة الدول العربية، الخطوة تحدياً لاِرادة الشعب السودانى، ومحاولةً لفرض واقعٍ بالقوة، وأكدت رفضها القاطع لأي كيانات خارج الأُطر الدستورية، محذرةً من مخاطر تقويض مؤسسات الدولة، ودفع البلاد نحو الاِنقسام والفوضىٰ مما يهدد الأمن فى السودان والمنطقة.
ماذا لو اتبع التعايشي الجديد سيرة سلفه، الذى كان عنده مستشار هو يعقوب أخوه الذي يحلو له أن يطلق عليه لقب (جراب الرأي) وكانت له مواقف تحسب له ومنها أنه سُمِح للمك عبد الله ود سعد زعيم الجعليين بمغادرة (البقعة) قبيل مجزرة المتمة بإيعاز من جراب الرأي، ومنها أنه احتال على أخيه الخليفة!! لكى يُطلق سراح الشيخ حسب الله جمعة لشبيك زعيم الماهرية الذي كان حبيساً فى سجن السائر، فقال جراب الراى: ياخليفة المهدي أنا شِفْ لى رؤيا، شِفْ شايب حسب الله بيصلي بالناس إمام، واٍتَّ ظاتك كِىْ بتصلى وَرُاه!! ففهم ودتورشين الرسالة وأطلق سراح شايب حسب الله.
فهل من الممكن أن يتخذ (التعايشي) الجديد من أحد القحاطةجُراباً للرأي، وهو العاطل عن الموهبة إلا ركوب الدراجات التى لا تقوى على السير فى قيزان دارفور.فهل سيقود حكومة الفشل مثل قيادة الدراجة فى القوز، أم أنه سيقودها من فشل إلى فشل مقابل حكومة الأمل، والحاكم كما قال العبيد ود بدر، الحاكم فى وِشُّو قَهَر وعندو ضَهَر وبِيَحَمَلَ السَّهَر، وكان خِتَا ديل أَخِير لِيهُو يبقىٰ راعي، هو يَجِزْ ومَرَتُو تَهِز . الحُكُمْ مَا لِعِبْ ..
الله غالب.
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب