مركز الإمارات للهجن .. ريادة في نقل الأجنة وتطوير السلالات
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
يقف مركز الإمارات الذكي للهجن في أم القيوين شاهدا على قصة نجاح لافته في عالم الإبل، التي تعتبر جزءا أساسيا من الهوية الثقافية والتراثية لدولة الإمارات، وأولتها القيادة الرشيدة اهتماما كبيرا من خلال إنشاء مراكز صحية وبحثية متخصصة لتوفير الرعاية الشاملة للإبل، بهدف الحفاظ على صحتها وزيادة إنتاجيتها.
وأصبح مركز الإمارات الذكي للهجن في أم القيوين الذي تم تدشينه عام 2017 ملاذا آمنا للإبل، وأحد أبرز المراكز التخصصية الرائدة على مستوى المنطقة في نقل أجنة الإبل وتطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة، حيث يطبق تقنيات حديثة في التلقيح الاصطناعي ونقل أجنة الإبل، ومعالجة مشكلات العقم التي قد تؤثر على بعض السلالات، ويوفر جميع الخدمات الطبية اللازمة لمُلاك الهجن في الدولة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد الدكتور علي بن ضاعن الغفلي الرئيس التنفيذي لمركز الإمارات الذكي للهجن في أم القيوين، أن ما يقدمه المركز من خدمات العناية الصحية والتقنيات المتقدمة لعلاج ونقل أجنة الإبل، يأتي تماشيا مع التزام دولة الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي العريق للإبل وتطويره من خلال استخدام أحدث الابتكارات العلمية والتقنيات الحديثة.
ولفت الغفلي إلى دقة الفحوص المخبرية التي يوفرها المركز بفضل اعتماده على أحدث الأجهزة البيطرية المتوافقة مع المواصفات الدولية، وبإشراف أطباء وفنيين ذوي خبرة واسعة، مما يضمن دقة عالية ونسبة خطأ شبه معدومة، وأكد أن تميز المركز جعل منه وجهة تدريبية للطلاب، حيث يحرص طلاب كلية الطب البيطري بجامعة الإمارات، وكلية التقنية العليا بالشارقة على التدريب العملي المرتبط بتخصصاتهم الأكاديمية.
وإلى جانب دوره الطبي التخصصي، يحرص مركز الإمارات الذكي للهجن على تطبيق كافة الممارسات التي تعزز الاستدامة البيئية في عمله، فضلا عن طرح مبادرات مجتمعية تخدم فئات عدّة، مثل المبادرة السنوية بتقديم العلاج واللقاح لـ 100 ناقة لملاك الإبل، يستفيد منها كبار المواطنين وأصحاب الهمم والأرامل.
وأوضح الدكتور محمود موسى استشاري ورئيس قسم العلاجات ونقل الأجنة بالمركز، أن خدمات المركز تتضمن علاج الخصوبة ونقل الأجنة للإبل ذات الصفات الوراثية العالية، مما يحافظ على السلالات الأصيلة التي تحظى باهتمام الدولة بشكل كبير باعتبارها جزءا من تراث الدولة، وارتباطها ارتباطا وثيقا بعاداته وتقاليده، مشيرا إلى أن المركز يعالج ما لا يقل عن 1500 ناقة تعاني عدم الخصوبة و800 حالة نقل أجنة، بالإضافة إلى علاج ما لا يقل عن 30 بعيرا سنويا.
وأكد أن تقنية نقل الأجنة التي يقدمها المركز تساهم في زيادة عدد المواليد من الناقة الواحدة إلى 10 في الموسم الواحد، مقارنة بمولود واحد كل عامين بالحمل الطبيعي، ما يعزز الصفات الوراثية ويجنب مشكلات التزاوج الداخلي، كما يقدم المركز نصائح وإرشادات لملاك الإبل للحفاظ على صحة النوق أثناء الحمل وبعد الولادة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تونسية تحوّل حليب الناقة إلى ذهب أبيض في مناطق مهمشة
تقترب النوق الواحدة تلو الأخرى بهدوء من آلات الحلب في مركز تديره نساء، في وقت يؤمل فيه أن يسهم حليبها المعروف بمزاياه "العلاجية" في تنمية مناطق صحراوية مهمشة في جنوبي تونس.
لطيفة فريفيطة (32 عاما) أطلقت بالقرب من محافظة مدنين في جنوبي شرقي تونس مركزا فريدا من نوعه في البلاد لبسترة حليب الإبل.
واعتمدت في مشروعها على أبحاث آمال السبوعي البالغة 45 عاما والباحثة في "معهد المناطق القاحلة"، وهو مؤسسة حكومية مقرّها في هذه المنطقة المهمشة سجلت براءة اختراع لتقنيات جديدة للبسترة تضمن "الحفاظ على الخصائص الغذائية والعلاجية" لهذا الحليب.
ويحوي حليب الإبل نسبة حديد أعلى بخمس مرات من حليب البقر، وهو غير مسبب للحساسية وقادر على تحفيز الجهاز المناعي، كما يملك خصائص مضادة للأكسدة والبكتيريا والالتهابات.
وتحمل آمال شهادة دكتوراه في الكيمياء الحيوية التي درستها لمدة 20 عاما، وأثبتت أيضا مع فريقها المكون من 10 أشخاص، 80% منهم باحثات، تأثيره المضاد لمرض السكري الذي يسمح بتقليل جرعات الأدوية بالنصف أحيانا.
وخلال المراحل الأولى من إطلاق المشروع، واجهت لطيفة فريفيطة "صعوبات كبيرة"، أولها إقناع المربين ببيعها الحليب لأنهم يهتمون أكثر بلحم الناقة ولا يثمنون حليبها.
إعلانوتقول في هذا السياق "إنهم معتادون على استهلاكه أو إعطائه مجانا" من دون أن يقدِّروا قيمته.
تعكف مع العاملين معها على اختبار عينات قبل عملية البسترة اللازمة التي تسمح بالحفاظ على الحليب طازجا لمدة تصل إلى 15 يوما عند 4 درجات مئوية.
اليوم وبعدما نجحت في إرساء "علاقة ثقة"، تعمل لطيفة فريفيطة على توقيع اتفاقيات مع المربين.
واحتاجت لطيفة، الحاصلة على ماجستير في تقنيات الأغذية، لسبع سنوات من التحضير قبل إطلاق شركتها الناشئة "شامليه" (حليب الناقة) في العام 2023 بدعم من "معهد المناطق القاحلة"، الذي يستضيفها في حاضنة الشركات على بعد بضعة أمتار فقط من مختبر آمال السبوعي.
تفخر لطيفة بـ"تثمين منتج محلي يمثل الجنوب التونسي" حيث تشكل الجمال عنصرا مهما من بيئة العيش الصحراوية.
فضلت هذه الأم لابنة تبلغ من العمر عامين "البقاء والاستثمار في منطقتها" بدلا من اللحاق بزوجها الذي يعمل خارج البلاد.
وتمثل المحطة التجريبية للحلب التابعة للمعهد في شانشو، مركزا لتدريب ولتعليم المزارعين ومربي الإبل على تقنية الحلب الآلية في هذه المنطقة الفقيرة.
يمكن من خلال الحلب الميكاني در 6 إلى 7 لترات يوميا لكل ناقة مقارنة بلتر واحد إلى لترين من خلال الحلب اليدوي.
بعد عامين على إطلاق المشروع، تنتج لطيفة "500 لتر أسبوعيا، والهدف الوصول إلى ضعف الكمية خلال عامين".
وتقوم "شامليه" التي توظف امرأتين أخريين، ببيع الحليب بحسب الطلب، وفي 12 متجرا بسعر 12 دينارا (4 يورو) للتر الواحد.
ويتزايد الطلب على منتوجها بشكل تدريجي.
وتقول آمال السبوعي "يدرك الناس فوائد هذا الحليب للصحة من خلال كلامهم بالتواتر".
إعلانوإلى جانب منتوجها "شامليه" ثمرة أعمال المختبر، تفكر الباحثة في استعمالات أخرى لهذا المنتج، إذ يمكن من خلال التجفيف بالتجميد -الذي تحتاج إلى براءة اختراع أخرى -أن "يباع كدواء ومكمّل غذائي أو غذاء ذي وظيفة علاجية" إذا توافرت المزيد من الأبحاث.
وبالنسبة للمعهد، يمثل مصنع لطيفة تجسيدا ناجحا لفلسفته القائمة على نقل تجاربه إلى المناطق القاحلة والمهمشة.
وتواجه منطقة مدنين البالغ عدد سكانها 525 ألف نسمة مشاكل اجتماعية كالفقر (22% مقابل 15% على المستوى الوطني) والبطالة (19% مقابل 16% وفقا للأرقام الرسمية)، مما يدفع آلاف الشباب إلى الهجرة.
ويقول المسؤول عن التثمين في المعهد معز الوحيشي "هدفا الرئيسي بوصفنا مركز أبحاث هو خلق قيمة مضافة وفرص عمل" وذلك بدعم "حاملي المشاريع بما في ذلك الخريجون الشباب لتعزيز ثروات المنطقة وخلق فرص للبقاء في تونس".
ومنذ العام 2010، ساهم المعهد في إنشاء 80 شركة، مما أدى إلى استحداث "600 إلى ألف وظيفة"، حسب الوحيشي.
بالنسبة لقطاع حليب الإبل، من شأن إنشاء أول مركز تجميع للحليب بحلول نهاية 2025 وإرساء تقنية الحلب الآلي في عدة مزارع أن يؤديا أيضا إلى توفير وظائف، بحسب الوحيشي، مما يجعل هذا المنتج المهمش "ذهبا أبيض" للمنطقة.