فيلم مادونا… هل يجب أن نقدر التراث أكثر من الاحتياجات الإنسانية الملحة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
يطرح المخرج جون فريد زكي، معضلة فلسفية في إطار من الدراما والتشويق تترك المتفرج بالعديد من التساؤلات، في الأسكندرية، داخل دير قديم يعج بالتاريخ، حيث تتفجر أزمة أخلاقية تضع قيم الإنسانية والتراث الثقافي في مواجهة مباشرة، في فيلمه القصير الأول مادونا، الذي يشارك بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير.
تدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته عبد العزيز مخيون وكريم قاسم، حول اختفاء أيقونة أثرية داخل أحد الأديرة الكاثوليكية اللاتينية بمدينة الإسكندرية.
يختار جون أن يُمثّل طرفي المعضلة اثنان من الآباء داخل الدير، يتبنى كل منهما معتقدات تقف على النقيض التام من الأخرى. فمع تصاعد الشكوك، يتصاعد الصراع بين الأب موريس الذي يمثل الجانب التقليدي والمتشدد في الدين والتاريخ، والأب فرانسيس الذي يتمتع بنظرة أكثر تسامحًا وعصرية. يعتبر الأب موريس أن هذه القطعة الأثرية ليست مجرد شيء مادي، بل تمثل جزءًا من الهوية الثقافية والروحية التي يجب الحفاظ عليها بأي ثمن. بالنسبة له، إن ضياع هذه القطعة يشكل ضياعًا لجزء من تاريخ الدير، وبالتالي هو بمثابة ضياع جزء من هويتهم الدينية والروحية. في مقابل ذلك، يرى الأب فرانسيس أن الحياة البشرية واحتياجات الناس يجب أن تكون في المقام الأول. بالنسبة له، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للتضحية باحتياجات إنسان من أجل الحفاظ على قطعة أثرية، مهما كانت أهميتها.
يقول جون في تصريح له "نشأت في مجتمع مسيحي، وشهدت قصصًا لم تُروَ وصراعات خفية. كانت اللحظة المحورية بالنسبة لي هي رؤية امرأة فقيرة تطلب المال من راهب في كنيسة مليئة بالتحف الثمينة. دفعني هذا إلى التساؤل عن سبب الحفاظ على هذه الكنوز بينما هناك أشخاص في حاجة للمساعدة".
مادونا فيلم يستعرض صراعًا أخلاقيًا عميقًا، يجبر شخصياته والمشاهدين على التفكير في الحدود بين حماية ما يربطنا بالماضي، والتزاماتنا تجاه الإنسانية في الحاضر. كما يسلط الضوء على الصراع بين القيمة الأثرية للقطعة المسروقة والاحتياجات الإنسانية. هل نضع مصلحة البشرية أولًا؟ هل تستحق حياة إنسان التضحية من أجل شيء مادي حتى وإن كان يحمل قيمة تاريخية؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبد العزيز مخيون فيلم مادونا المزيد
إقرأ أيضاً:
اعلان هام من شرطة المرور
26سبتمبرنت:-
دعت شرطة المرور الإخوة المواطنين من أقارب الأشخاص المجهولين الذين توفوا جراء حوادث مرورية خلال الفترة الماضية في أمانة العاصمة، إلى مراجعة أمانات شرطة المرور للتعرف على مقتنياتهم الشخصية واستلامها.
وأوضحت شرطة المرور أنها قامت بحصر كافة الأمانات المحفوظة لدى أقسام الحجز والحوادث خلال الفترة الماضية، والتي شملت (313) جنبية متنوعة، و(22) بصيرة وعقد ملكية، إضافة إلى مبالغ مالية متفاوتة بلغت في مجملها (118,000) ريال.
وأهابت شرطة المرور بالراغبين في استلام تلك المقتنيات إحضار ما يُثبت ملكيتهم لها، حيث سيتم التحقق من الهويات وملكية الأغراض وفقاً للقوانين والأعراف النافذة.
وأكدت أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرصها على الحفاظ على ممتلكات المواطنين أثناء إسعاف المصابين في الحوادث المرورية، وحرصها الدائم على إعادة الحقوق إلى أصحابها بكل نزاهة ومصداقية.
كما دعت المواطنين إلى التعاون في الحفاظ على متعلقات المتوفين والمصابين أثناء وقوع الحوادث، وتسليمها إلى شرطة المرور أو الجهات المختصة وأخذ استلامات رسمية، بما يضمن صون الحقوق وتعزيز قيم الأمانة والتكافل.