يمانيون../
تحتفي المؤمنات وحفيدات الزهراء في 20 جمادى الآخرة من كل عام بمولد فاطمة الزهراء -عليها السلام-، صاحبة السيرة العطرة والمكانة المرموقة، تمثل هذه المناسبة أهمية كبيرة في إحياء سنن الله في أرضه، وتستمد منها جميع النساء المجاهدات الدروس والعبر من حياة سيدة النساء، التي كانت قصيرة لكنها مليئة بالمحتوى والمضمون عبر العصور.

إن الحديث عن أطهر النساء وأنبلهن لا يُوفيها حقها، فهي فاطمة الزهراء، ابنة أعظم خلق الله، نبي الرحمة والسراج المنير، محمد بن عبدالله، صلوات الله عليه وعلى آله، لقد كانت فاطمة رمزًا للفضيلة والعطاء، تجسد القيم النبيلة والمبادئ السامية. إن سيرتها العطرة تُلهم الأجيال وتُعزز مكانة المرأة في المجتمع، فهي مثال يحتذى به في الإيمان والصبر والتضحية.

تكللت الأرض وازدهرت بمجيء الطهر البتول، فهي الكوكب الدري والكوثر الفياض، تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، ويغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها. إنها سيدة نساء العالمين، زوج الوصي وأم سيدي شباب أهل الجنة، تجسيدٌ للطهارة والكرامة، ودليلٌ على مكانة المرأة في الإسلام.

فاطمة أم أبيها رسول الله وقلبه

فاطمة الزهراء -عليها السلام- كانت في قلب والدها، النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما عبر عن ذلك في حديثه: “إنما ابنتي فاطمة بضعة مني، وقلبي الذي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله”.
كما قال عنها: “يا فاطمة، إن الله تعالى يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك”. ألا يجدر بهذه السيدة العظيمة، التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، أن تكون سيدة نساء العالمين، وأن يختصها الله بمنزلة عظيمة تتناسب مع عظمتها؟
لقد نشأت تلك الحوراء الإنسية في كنف الحب والدعم لأبيها، حتى استحقت بجدارة أن تُلقب بـ “أم أبيها”، كما ناداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فكانت مثالاً للوفاء والتضحية، تجسد القيم النبيلة التي تميزت بها.

حياة الزهراء وجهادها

رغم أن حياتها لم تتجاوز 25 عامًا، إلا أن فاطمة الزهراء -عليها السلام- اعتلت أعلى المراتب بفضل أعمالها وعفتها وطهارتها ونقائها. كانت تتمتع بحكمة وبصيرة وقيم نبيلة، مما جعلها رمزًا للفضيلة. قضت طفولتها في كنف والدها، الذي كان يعيش في حالة مستمرة من الجهاد في سبيل الله.
ثم أضحت زوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام-، الذي كان أيضًا مجاهدًا في سبيل الله. خلال أحد عشر عامًا من زواجها، كرست حياتها لدعم زوجها وأبيها في كل معركة وميدان، حيث كانت السند والعون لهما في سعيهما لإعلاء كلمة الله في جميع أقطار الأرض.

رغم سعي أعداء الإسلام والمسلمين إلى تغييب السيرة العطرة لفاطمة الزهراء -عليها السلام-، التي تفوح منها طيب الأخلاق وعظيم الجهاد على مختلف الأصعدة، إلا أنهم عجزوا عن محو أثرها. لقد كانت النماذج التي قدموها بعيدة كل البعد عن سيرة سيدة نساء العالمين، التي تجسد القيم النبيلة والمبادئ الرفيعة.

وباندثار الثقافات المغلوطة وظهور أعلام الهدى، تجددت سيرة الطهر البتول في نفوس النساء. صار الاقتداء بها رمزًا يُحتذى به. نرى اليوم نساء العالم بشكل عام، ونساء اليمن بشكل خاص، يتسابقن بكل حفاوة لإحياء ذكرى مولدها الشريف. في المحافظات والمديريات والعزل، تُقام المجالس والمناسبات، حيث تُزرع وتعزز هذه المناسبة العظيمة في نفوس الأجيال. إن إحياء ذكرى مولد فاطمة الزهراء -سلام الله عليها- ليس مجرد احتفال، بل هو رسالة تظل نقطة ساطعة واستثنائية في ذاكرة البشرية.

وفي هذه المناسبة العظيمة قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “ما أحوج المرأة المسلمة في هذا الزمن الذي يستهدفها فيه أعداء الإسلام والبشرية للاقتداء بفاطمة الزهراء بما يحقق لها الحماية الفكرية والثقافية والأخلاقية”.

وشدد قائد الثورة على أهمية التصدي لحرب الإفساد بالوعي والبصيرة والتربية الإيمانية وترسيخ القدوة الحسنة والمفهوم الصحيح لحياة الإنسان، مشيراً إلى أن اليهود يسعون لنشر الفساد أكثر من أي وقت مضى، ويشغلون كل الوسائل والإمكانات لذلك.

الفعاليات النسائية التي أقيمت في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات، أكدت على أن إحياء ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء – عليها السلام – يعيد للمرأة المسلمة مكانتها واعتزازها وانتماءها للإسلام. من خلال هذه الفعاليات، تم تجسيد القيم الفاضلة التي تمثلها المرأة المؤمنة، كما عكست شخصية سيدة نساء العالمين، مما يعزز دورها في المجتمع ويشجع على التمسك بمبادئها النبيلة.

ارتبطت حرائر اليمن بالمناسبة العظيمة لمولد السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- بالجهاد الكبير، ليؤكدن أنهن بحق حفيدات الزهراء. وبأنهن يسرن على نهجها في مقاومة الظلم ودحض الباطل، ويكنّ سندًا للمقاومة الحرة والشريفة.

كما يبرز دور المرأة في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم بقوافل البذل والعطاء، وتوعية المجتمع بأهمية الجهاد. إنهن يستعدن دومًا لتقديم كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني، مما يعكس قوة إرادتهن وإصرارهن على تحقيق العدالة.

إن الحديث عن أشرف النساء مكانةً هو حديث يطول، ولا تكفيه الكتب ولا المجلدات للإيفاء بحقها وعظمتها. هي الابنة، والأخت، والزوجة، والأم، والقدوة الحسنة على وجه هذه البسيطة. لقد تجسدت فيها معاني النبل والعطاء، فسلام الله عليها ألف سلام، تظل سيرتها العطرة مصدر إلهام لكل امرأة مؤمنة تسعى لتمثيل قيم الإسلام في حياتها اليومية.

السياسية – الزهراء عبدالكريم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فاطمة الزهراء علیها السلام الله علیه

إقرأ أيضاً:

فعالية حاشدة للهيئة النسائية في صعدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء

الثورة نت /..

نظمّت الهيئة النسائية بمحافظة صعدة اليوم، فعالية خطابية بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام – اليوم العالمي للمرأة المسلمة.

وخلال الفعالية بملعب الشباب بمدينة صعدة، أكدت كلمات المناسبة، أن إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يُجسّد الارتباط الصادق برسول الله محمد صلى الله عليه وآله ويعبر عن المحبة الكبرى والتمسك بخط آل البيت والسير على منهجهم القويم.

واعتبرت الذكرى، محطة إيمانية وتربوية للتذكير بالأنموذج الراقي الذي يجب أن تنشد إليها كل نساء العالم، مستعرضة القيم الإيمانية التي تجسّدت في شخصية الزهراء عليها السلام.

وأكدت، أن الاقتداء بالزهراء عليها السلام، يعزّز من منعة المرأة المسلمة لاسيما في ظل الحرب الشيطانية الناعمة والمشاريع الهدامة التي تستهدف الهوية الدينية للمرأة تحت عناوين الحريات المضللة والانفتاح المنفلت.

وأشارت الكلمات، إلى أن التفاعل مع ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يعد من مظاهر الانتماء للهوية الإيمانية، ويُجسّد اعتزاز المرأة اليمنية بتعظيم المناسبات المرتبطة برسول الله وآل بيته الكرام.

كما أكدت كلمات الفعالية، أن حرائر اليمن ثابتة على موقفها في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكل فلسطين ولبنان وسوريا، مستنكرة ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من انتهاكات العدو الإسرائيلي المجرم.

وحذرت من المحاولات والسعي اليهودي الصهيوني لصناعة قدوات للمرأة لا تصلها بالله، بل تعمل على إفسادها وتضييعها وهدم قيمها وأخلاقها، مؤكدة أن الاقتداء بالزهراء عليها السلام ضمانة من الانحراف في القدوات.

وفي ختام الفعالية، نظمت المشاركات وقفة تضامنية تأكيداً على الموقف الإيماني في مساندة الأشقاء في غزة وفلسطين ولبنان.

وندد بيان صادر عن الوقفات، بمواقف الأنظمة العربية المتخاذلة تجاه جرائم الكيان الغاصب بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل.

وأكد مساندة المرأة اليمنية لكافة الخيارات التي تتخذها القيادة الثورية لنصرة فلسطين والتصدي لأي تهديدات تستهدف اليمن، ومواصلة تنظيم الفعاليات والوقفات المؤيدة للشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة.

وحذر البيان، من مساعي العدو استهداف المرأة اليمنية ومحاولاته سلخها عن هويتها الإيمانية وقيمها وأخلاقها عبر أدوات إعلامية وثقافية وفكرية، داعيًا كافة النساء إلى اليقظة والحذر والتمسك بالهوية التي تحفظ لها كرامتها وتصون المجتمع.

وجددّ التأكيد على ثبات موقف المرأة اليمنية في دعم الجبهات وإسناد المرابطين وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان وقوى الاستكبار وإفشال مخططاتهم الهادفة تدمير الوطن وأمنه واستقراره.

ودعا البيان إلى استمرار حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهما، باعتباره سلاح فعال لإضعاف العدو اقتصاديًا.

مقالات مشابهة

  • فعالية لمنتدى “ن” للثقافة وثانوية أروى في حجة بمناسبة ميلاد الزهراء عليها السلام
  • فعالية حاشدة للهيئة النسائية في صعدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • مستشفى السبعين في الأمانة ينظم فعالية خطابية بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • فعالية نسائية حاشدة في الحديدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • ندوة ثقافية في ريمة بذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • قائد الثورة يتوّجه بالتهاني للأمة الإسلامية والشقائق المسلمات بذكرى مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء
  • فعالية نسائية في المغلاف بالحديدة احتفاء بذكرى ميلاد الزهراء
  • إدارة تنمية المرأة في بني قيس بحجة تحتفي بميلاد فاطمة الزهراء
  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • فاطمة الزهراء عليها السلام.. سيدة النور وأقرب الناس إلى رسول الله ﷺ