لجريدة عمان:
2025-08-02@14:53:37 GMT

حينما تحوّل غريغور سامسا إلى حشرة...!

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

حينما تحوّل غريغور سامسا إلى حشرة...!

«عندما استيقظ غريغور سامسا من نومه ذات صباح عقب أحلام مزعجة، وجد نفسه قد تحوّل في سريره إلى حشرة عملاقة». بهذه العبارة الافتتاحية الصادمة بدأ كافكا روايته «التحوّل أو المسخ»، وربما لولا هذه الافتتاحية التي بدأ بها كافكا( 1883- 1924م) روايته القصيرة أو قصتّه الطويلة كما يطيب لي تسميتها، لما تناولها القارئ بكل هذا الاهتمام واللهفة، ولما ظل مقيّدا بتتبع أحداثها في محاولة فهم أسباب هذا التحوّل حتى يجد نفسه منساقا إلى تفاصيل الأحداث ناسيا بحثه الأول عن السبب في تحوّل إنسان اسمه غريغور سامسا إلى حشرة.

صدرت هذه الرواية لأوّل مرة عام 1915م، ورغم عدد صفحاتها القليلة، ولغتها المكثفّة لكنّها دسمة إلى درجة أنّ القارئ يظلّ ممتلئا بها لوقت طويل، وصورة سامسا لا تفارق خياله لغرابة الحدث التي يسرد عليه كافكا بقية الأحداث، كما أنّها تفتح شهية القارئ لقراءة أعمال كافكا الأخرى والتي أغلبها نشرها صديقه ماكس برود بعد وفاته. إنّها رواية لو لم يكتب كافكا غيرها لكفى، لتبقى هذه الرواية أجمل ما كُتب حتى الآن بل تحفة أدبية بشهادة كل من قرأها ومنهم ماركيز الذي كتب: «لقد سقطتُ من الفراش بعد قراءة السطر الأول، لقد كنت مدهوشا، وعندما قرأت هذا السطر قلت لنفسي، بأنّي لا أعرف أي شخص باستطاعته كتابة أشياء كهذه».

لقد سبق كافكا زمانه بكثير، «وويل لمن سبق عقله زمانه» كما قال سقراط وهو يشرب السم تنفيذا لحكم إعدامه، وويل لمن عاش في غير مكانه، لقد عاش كافكا غربة الإنسان المبدع التي يعانيها الكثير من المبدعين، وكأنّ العقل الذي كتب به هذه الرواية كان عقلا منفصلا عن العالم المحيط به، فلا يمكن لهذا الإبداع المتفرّد أن يأتي من عقل منغمس في الحياة الواقعية ومنجذب إلى القاع، إنّه الخيال الأدبي في أبهى صوره، وأعظم تجليّاته وتحليقه.

ولقد قلبت هذه الرواية الموازين والشروط المتعارف عليها في أعراف الكتابة السردية في ذلك الوقت، ليس فقط في تلك المقدّمة الصادمة وتحوّل سامسا من إنسان إلى حشرة بشكل مفاجئ، بل الفكرة بأكملها كانت تحوّل جديد ومفاجئ في تاريخ الأدب من الواقعية إلى الخيال والفانتازيا، في فترة كانت الكتابات السردية تميل إلى الواقعية والاقتراب من المجتمع، فأي عبقرية تجلّت في ذهن وعقل كافكا وهو يكتب هذه النوفيلا الرائعة، وهو الغارق في أمراضه النفسية والجسدية، ولم يكن واثقا من أنها ستُقبل أو حتى ستجد من يقرأها كما هو الحال في معظم كتابته، ولست أظن أنّه كتبها قاصدا نشرها، فلم يكن كافكا يكتب من أجل النشر، ولا يعنيه أمر القارئ، ولا يكتب لأجل شهرة أو مال، لقد كان يكتب لنفسه، من وحي عبقريته الحرّة، وبحثا عن مخرج من تلك العقد النفسية التي ظلت معه منذ سنوات طفولته، وكرهه لوالده وشعوره بالخوف والقلق وفشله في علاقته العاطفية، ورغم كل ما كان يعانيه من روح قلقة ونفس خائفة على الدوام، مرتدة إلى تلك اللحظة التي حبسه فيها والده في شرفة المنزل في ليلة باردة مظلمة وهو طفل صغير، وانعكاس تلك المخاوف وذلك القلق على جسده العليل، مما أدى إلى موته المبكّر، لكنّه كان حُرّا وهو يكتب، غير مقيّد بعين ناقد، أو مقصّ رقيب أو ذائقة القارئ، وما من هدف يسعى إليه ولا غاية سوى الكتابة، لذلك نجحت كتابات كافكا كما لم ينجح غيره.

إن القارئ رغم صدمته بما أتى في المقّدمة التي كانت «فخّا» نصبه كافكا له، سيجد نفسه منغمسا في تفاصيل هذا التحوّل، سيضع نفسه مكان عائلة سامسا، سيعيش مشاعرهم وهم يعيشون صدمة هذا التحوّل الغريب، وسيتخيّل نفسه مكانهم وهم يقفون هذا الموقف الرهيب، كيف سيتصرف، وكيف سيشعر، هل سيتصرف كما تصرّفوا؟ أم هل سيكون له موقف آخر مختلف؟! وقد يجد نفسه حانقا عليهم وغاضبا من تعاملهم اللإنساني لابنهم الذي كان فردا يعتمدون عليه بشكل كامل في حياتهم، إنه اختبار بين الإنسان وإنسانيته. وقد تتلبسه شخصية سامسا، ويعيش المعاناة الصعبة التي عاشها وهو يرى نفسه وقد تحوّل إلى حشرة وليس إلى شيء آخر، ولعل كافكا هنا تعمّد أن يتحوّل بطل الرواية إلى حشرة وليس إلى طائر أو قط أو حتى كلب، ولذلك دلالته ورمزيته. الغريب في الأمر أن كافكا لم يركّز كثيرا على مشاعر سامسا، فلم يشرح ألمه أو صدمته وهو يجد جسده يتحوّل إلى جسد حشرة، قال غريغور، الذي كان يعمل مندوب مبيعات، وهو الشخص الوحيد الذي حافظ على هدوئه» سوف ألبس ثيابي فورا، وأحزم مجموعة العينات القماشية وأركب القطار... إني أحبّ الشعل، السفر شاق، لكني لا أستطيع العيش من دون السفر...». وهنا كما أرى نجح كافكا في كشف ما يعتري النفس الإنسانية حينما تواجه خطرا أو تعيش صدمة ما، أن تعيش مرحلة النكران وهذه هي المرحلة الأولى في مراحل تلقّي الإنسان للصدمة، لقد أنكر بطل الرواية بينه وبين نفسه ما يحدث معه ولم يصدّقه، إذ إنّه تقبّل حياته التي كان يعيشها وأن لم يحبها، اعتادها وأن لم يكن فيها يبعث على البهجة أو الفرح، لقد نسي نفسه لأنه لم يعش لها بل لأجل الآخرين، وحتى اللحظة التي أصبح فيها عاجزا عن القيام بمهامه اليومية ورؤيته للصدمة على وجوه أفراد عائلته وهم يشاهدون عجزه، كان كل ما يفكّر فيه عائلته التي يعيلها ومديره الذي يحرص على رضاه والتزامه بعمله. لقد عاش حياة روتينية باردة وثقيلة، وكان يفكّر أن يواصل حياته الباردة المعتادة الخالية من أي إثارة أو تغيير، ينهض صباحا ويرتدي ثيابه ويذهب إلى عمله، والإنسان بطبيعته مجبول على حبّ ما اعتاد عليه، وكأي إنسان عادي يخشى التغيير ويخافه.

إن المتأمّل لأحداث هذه الرواية تنكشف له جوانب خفيّة من الحياة الإنسانية المعقّدة، وتتكشف له حقيقة الإنسان الذي هو في الأصل ليس سوى مجموعة من المشاعر والأحلام والضغوط النفسية والطموحات والإحباطات والفرح بالإنجاز، الإنسان الذي يعيش حياته باحثا عن شيء خفي اسمه السعادة، في أشياء مادية تافهة، تسرق سعادته وسكينة روحه، وذلك من خلال ركضه في الحصول على المال، لتحقيق متطلبات عائلته والآخرين، وينسى نفسه، لأنه لا يفعل شيئا لإسعادها «إن غريغور قارب الثلاثين من العمر وحياته تشبه مستنقعا جافا، بلا حب ولا علاقات صداقة أو حتى مودّة، بسبب طبيعة عمله وتنقلاته المستمرّة، ونتيجة اعتياد عائلته على إعالته لها، دون أن يتجلّى ذلك في عاطفة خاصة تجاهه، إنه يكره عمله وينوي تركه، لكنه لا يستطيع بسبب عبء القروش، إنه يعيش حياة قحط واستلاب». فكم منا إذن قد يكون سامسا في محنته وهو لا يدري؟!

ولقد فسر بعض المحللين هذه الحالة الرمزية في الرواية، بأنها ترمز إلى الحالة التي يعيشها الإنسان بعد التقاعد، وكيف يتحوّل من كائن منتج له قيمته ومكانته واحترام عائلته له إلى كائن آخر، نكرة في عيونهم وكأنه حشرة، فهل وفّق كافكا في هذا الوصف أم تجاوز معنى وقيمة التعاطف الإنساني بين أفراد العائلة الواحدة والمجتمع أمام عجز أحد أفراده؟!

إن التحوّل إلى حشرة كما حدث لبطل الرواية هو أيضا رمز لحالة العجز التي من الممكن أن يصل إليها الإنسان، فاللحظة التي تسقط فيها، أو تصبح بلا نفع لمن كانوا مستفيدين منك، وتكون لا شيء بالنسبة لهم، تدرك قيمتك الحقيقية، وتعرف أنك أضعت عمرك في تضحيات سرقت منك سعادتك وحياتك، وأنك في نهاية المطاف لم تعد أكثر من حشرة، يتقزز كل من ينظر إليها، وأول من ينبذك أولئك الذين وهبتهم عمرك، وعملت وضحيّت لأجلهم، لقد تقززت عائلة سامسا منه، فلم يطعموه، وحاولوا التخلّص منه حين رماه أبوه بتفاحة على ظهره. ترى ماذا لو سقط الترس من عجلة الحياة التي لم تتوقف عن الدوران، ماذا لو سقط هذا الإنسان من شدة التعب وهو يكافح من أجل توفير لقمة عيش لبطون جائعة لا تشبع، ماذا لو وجد نفسه وقد تحول إلى حشرة أو حتى كائن آخر، هل ستتوقف الحياة؟ هل سيبكي أحد لأجله، هل سيتألم أحد لفقده؟ لن يحدث شيء من ذلك بل «ستُنسى كأنك لم تكن»، وأسوأ ما في الأمر أن يرى الإنسان في أعين من أحببهم يوما رغبتهم في الخلاص منه وتأففهم من عجزه، لأنه أصبح عالة عليهم. إنّه شعور مؤلم جدا ومخيف. والسوداوية التي يكتب بها كافكا لا يمكن للقارئ تجاوزها حتى وإن لم يتفق معه، سيعيشها بذات الشعور المؤلم، وسيتساءل أين ذهبت العاطفة الإنسانية، وكيف مات الحب في قلب العائلة الواحدة، كيف يمكن للإنسان أن يشعر بالأمان وقد فقده في مأمنه؟ أين الإنسان، ومن هو الإنسان إذن لم يكن لديه مشاعر إنسانية ورحمة وتعاطف؟!

إنّ الفكرة في رواية (التحوّل) رغم أنها فانتازية كما تبدو للقارئ ، لكن مجرّد إعادة النظر في الفكرة والأحداث، تكتشف أن كافكا بنظرته المتشائمة قد كشف لنا القناع أو أسقطه عن وجه الحياة التي يعيشها كثير من البشر الذين وجدوا أنفسهم وقد تحوّلوا إلى أي شيء آخر إلاّ أن يكونوا بشرا، فبيننا أشخاص وهبوا أنفسهم للعمل وجني المال، إلى درجة أنهم لا يجدون وقتا للحياة، ومثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا إلا حشرة أو طحلبا كما أتى في كتاب (الأمير الصغير).

ولعل ما دعا كافكا لعدم شرح الأسباب لهذا التحوّل، فلأنه كان نتيجة منطقية لأسباب غير منطقية، وقد يكون سامسا هو كافكا نفسه، وقد يكون القارئ الذي يقرأ واقعه المعاش في حدث متخيّل، فكثير مما يحدث في حياتنا لا يخضع لمنطق ولا يصدّقه عقل عاقل، وهذه الحياة التي نعيشها دون أن نفكّر في قيمتنا أو سعادتنا فيها، لا معنى لها، والكثير منا يعيش حياة لا يؤمن بها ولا يريدها، حياة يحاول أن يراها في عيون الآخرين ومدى إعجابهم به أو رضاهم عنه، والغريب والمؤلم أن لا أحد يهتّم، لا أحد يدرك ما تمر أنت به، لا أحد يعلم ما تشعر به وما تعانيه، فأن تذهب كل يوم إلى وظيفة لا تحبّها، وأن تبذل كل ما بوسعك من أجل سعادة غيرك، ثم تكتشف أن كل حُبّ قدمته لم يقابل بحُبّ، وكلّ تضحية لم تقابل سوى بالنكران والجحود، ذلك أمر في منتهى القسوة.

إن أصعب ما في هذه الرواية التي قرأتها أكثر من مرة، بالنسبة لي كقارئة ليس في العبارة الأولى فيها، بل في تفاصيلها المؤلمة، في المعاناة والخذلان الذي عاشهما سامسا الذي تحوّل إلى حشرة بوعي إنسان، يدرك ويعي ما يدور حوله حتى لحظة رحيله، ترى لو تغيّرت الأحداث قليلا ولو قال سامسا لمدير عمله لا، ولعائلته لا، ولو أخذ إجازة واستمتع بحياته هل سيتحوّل إلى حشرة؟! وكيف بمن يعيش بجسد إنسان ولا يدرك بأن الحياة في عجلتها السريعة حوّلته إلى حشرة وهو لا يدري؟! إنها ضريبة الخضوع والخنوع التي تفقد الإنسان إنسانيته، وتنتزع من القلوب عاطفتها ورحمتها.

ورغم كآبة الأحداث في رواية (التحوّل) لكافكا، يبقى لكل إنسان نقطة تحوّل، وصباح يستيقظ فيه لا يجد فيه نفسه؛ بل كائن آخر لا يشبه من كان بالأمس، ويعيش صدمة أنّه لا يدري سببا لما حدث، ماذا تغيّر؟ أو من تغيّر هو أو من حوله؟ ففي لحظة، كل شيء يتحوّل ولا يعود إلى طبيعته، وفي لحظة يجد الإنسان نفسه غريبا في بيته وبين أفراد كانوا بالأمس عائلته، وهذا التحوّل ليس شرطا أن يكون موتا بل ربما ميلاد جديد، وكل قارئ قرأ الرواية سيجد نفسه عالقا في فخ العبارة الأولى «عندما استيقظ غريغور سامسا من نومه ذات صباح عقب أحلام مزعجة، وجد نفسه قد تحوّل في سريره إلى حشرة عملاقة».

شريفة التوبي روائية عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الروایة هذا التحو ل یجد نفسه یتحو ل أو حتى لم یکن

إقرأ أيضاً:

16 مسيرة حاشدة في مأرب نصرةً لغزة

الثورة نت/..
شهدت محافظة مأرب، اليوم، 16 مسيرة جماهيرية وعشرات الوقفات نصرة لغزة وفلسطين في مواجهة الطغاة والمستكبرين ورفضا لصفقات الخداع والخيانة.

حيث شهدت ساحة الجوبة مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي، رفع المشاركون فيها الشعارات ورددوا الهتافات المنددة باستمرار جريمة القرن بحق أهلنا في قطاع غزة وتفاقم جريمة التجويع والحصار في ظل خذلان عربي وصمت دولي.

وخرج أبناء مديرية صرواح في مسيرتين بساحتي سوق صرواح وحباب بارك المشاركون فيها قرار القوات المسلحة اليمنية بتفعيل المرحلة الرابعة في استهداف كافة السفن التي تتعامل مع الكيان الصهيوني المجرم.

وحذر أبناء المربع الشمالي خلال مسيرة حاشدة بساحة مجزر، كل من تسول له نفسه من أدوات الخيانة لإثارة الفوضى والفتنة لإضعاف موقف شعبنا في مواجهة العدو الأمريكي الإسرائيلي والإسناد للشعب الفلسطيني.

وحيا أبناء مديرية حريب القراميش خلال المسيرات بساحات شجاع وباب حرة والحزم وحرة واللواء، الصمود الأسطوري للمجاهدين في قطاع غزة والعمليات البطولية التي ينفذونها ضد قطعان الصهاينة.. مؤكدين أن المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجهة العدو المحتل.

ودعا أبناء مديرية بدبدة خلال مسيرتين بساحتي التضامن وحلوة شعوب الأمة العربية والإسلامية للتحرك الفوري لفك الحصار عن قطاع غزة وتكثيف حملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية الإسرائيلية.

وشهدت ساحات قانية والعمود وجبل مراد ورحبة وحريب آل جناح مسيرات حاشدة، أكد المشاركون فيها الجهوزية القتالية العالية لنصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة كل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار الوطن وخدمة الأعداء.

وأكد بيان صادر عن المسيرات، أنه وأمام الإجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً في غزة والذي بلغ مستويات لم يوثق التاريخ البشري لها مثيل بالصوت والصورة – وخاصة موت الناس جوعاً – يبقى العالم أمام اختبار صعب في إنسانيته، والأمة الإسلامية في سلامة إنسانيتها وإسلامها، أما الأمة العربية فاختبارها أصعب في إنسانيتها وإسلامها وأخوتها العربية.

وأشار إلى أنه لا يُعفى من ذلك أحد لا شعوباً ولا أنظمة ولا أحزاب وحركات مهما طال الوقت، ونتائج هذا الاختبار سيسجلها الله في صحف الأعمال، وسيكتبها التاريخ في ذاكرة الأجيال، وسيجازي عليها الله في الدنيا والآخرة.

وجدد البيان التأكيد على تمسك الشعب اليمني بموقفه المتقدم رسمياً وشعبياً عسكرياً ومدنياً ولن يتراجع عنه، ولن يقبل أن يسجله الله في قوائم المتخاذلين ولا في صفحات الخزي، وإنما موقف إيماني وإنساني وأخوي يسجله عند الله وخلقه.

وبارك إعلان القوات المسلحة قرار تفعيل المرحلة الرابعة والذي يعبر عن جزء مما يعتصر في القلوب من ألم وقهر.. داعيًا مجاهدي القوات المسلحة إلى تنفيذه باتجاه أي شركة تابعة لأي دولة عديمة الإنسانية تتعامل مع أبشع وأقبح مجرمي هذا العصر.

وحيا البيان استمرار عمليات المقاومة في غزة رغم الظروف الصعبة.. مؤكداً أن تلك العمليات مع عمليات القوات المسلحة اليمنية وأي جهد فعلي، هو ما يمكن التعويل عليه بعد الله في تغيير واقع الحال في غزة.

ولفت إلى أن المجاملات والبيانات والمخادعة التي ليس وراءها جدية وفعل ملموس لم تنقذ مظلوماً ولم تطعم جائعاً ولم تسق عطشانًا، ومهما قل الجهد العسكري أمام العدو وإمكاناته، فإن الله وعد عباده بالنصر.

وحذر بيان المسيرات كل من تسوّل له نفسه من أدوات الخيانة المدمنة على الذل والهوان إثارة الفوضى والفتنة لإضعاف موقف الشعب اليمني في مواجهة العدو الأمريكي، الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني.. معتبرًا ذلك محاولة لاستهداف وضرب أعظم وأشرف وأطهر موقف للشعب اليمني تجاه غزة وفلسطين والأقصى.

وأوضح أن الشعب اليمني، قدّم من أجل موقفه المساند للشعب الفلسطيني قوافل من الشهداء وتحمل الكثير من الأوجاع والآلام والحصار وواجه الكثير من التحالفات والجيوش وهو مستعد لما هو أكبر، ومن يفكر أن بإمكانه أن يستهدف هذا المجد والعز إنما ينحر نفسه ويهلكها بأيدينا ويرميها إلى الدرك الأسفل من النار في الآخرة.

وأعلن البيان أن الشعب اليمني وقواته المسلحة في أعلى درجات الجاهزية لمواجهة أي مؤامرة أو عدوان أو خيانة.. داعياً الجميع رسمياً وشعبياً إلى اليقظة العالية والاستنفار والتحرك والتعبئة والاستعانة بالله.

مقالات مشابهة

  • العداوة ليست مع القائد كيكل بل مع فكرة قيام الدرع نفسه
  • بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غزة؟
  • «الشارقة الثقافية» ترصد سؤال الهوية في الرواية العربية
  • 16 مسيرة حاشدة في مأرب نصرةً لغزة
  • محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • “فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • وفاة شاب داخل المسجد الأموي بدمشق.. والداخلية السورية تعلّق
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا