رغم أن الرئيس الأمريكى الراحل جيمى كارتر تولى قيادة أمريكا العظمى 4 سنوات فقط من 1977 وحتى 1981 إلا أنه ترك إرثًا رائعا يفوق أى رئيس أمريكى سابق، وتاريخًا ناصعًا يهتدى به كل رئيس ينتوي السير فى الطريق الصحيح، وكتابة تاريخ له ولأمته بحروف لا يمحوها الزمن، وما اكتسبه كارتر من سمعة وشهرة كرئيس سابق أفضل مما كان عليه عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة.
وإذا كان الأمريكيون وغيرهم انتبهوا لسجل جيمى كارتر الحافل ومشواره النضالى بعد مماته فى زحمة الانشغال وعبء الحياة والمعارك السياسية والاقتصادية فإن حروبه من أجل العدالة والسلام ومناصرة المظلومين والمشردين ومكافحة الأمراض وتعزيز الديمقراطية فى كل مكان، تعد دروسًا للقادة والآخرين فى كل مكان، وهى مصدر للفخر والتحفيز، وإلهام الآخرين لتحقيق العظمة واحترام آدمية الإنسان.
ومن يتعظ بأحداث التاريخ ويقرأ صفحاته بتمعنِ يستشعر أن القدر أراد بمصر وشعبها خيرا بتواجد شخصين فى ذلك التوقيت أنور السادات وجيمى كارتر اللذين منحا مصر سلاما واستقرارا نتمتع به حتى الآن بعد معارك ضروس مع إسرائيل.
السادات وكارتر وثقا بأهدافهما وما يملكانه من قدرات فى تحقيق الهدف واقتراب الحلم مهما ابتعد.
الراحل السادات كان مؤمنا بالسلام من منطق قوة بعد انتصار أكتوبر 1973 ويقين إسرائيل أن من حطم خط بارليف وعبر الحصون والمانع المائى لن يقف أمامه أى حواجز فى استعادة كل الأراضى وقد يكون انهيار الدولة الناشئة ووجودها على المحك.
ورغم الأوراق الرابحة فى يد السادات، كان فى الإمكان أن تخوض مصر حروبا لسنوات فى سبيل استعادة كامل الأرض وتفقد الكثير من الأرواح والأموال وقيض الله كل الأجواء لتصب فى صالح السلام من خلال عزيمة رجل صادق مثل كارتر تواجد فى الزمان والمكان المناسبين رغم المعاناة المريرة ومراوغة زئبقية من رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجين والوفد المرافق معه بمنتجع كامب ديفيد الأمريكى، للحصول على أكبر مكاسب فى مفاوضات غاية فى المشقة لدرجة أنها كانت قاب قوسين أو أدنى فى كل جولة من إفشالها.
ربما كانت حياة كارتر البسيطة وانحداره من عائلة متوسطة تعى بآلام ومعاناة الطبقات المتدنية غرست داخله إحساسا عاليا بالآخرين ومساندتهم وهو ما ظهر ليس فقط فى إيمانه بالسلام ووقف الحروب وإنما فى مد يد العون من خلال أعماله الخيرية المتعددة.
ولأن ترامب الرئيس المنتخب متناقض بأفكاره ومعتقداته، فكان الوحيد بأمريكا الذى هاجم كارتر بسخرية – فى أوج المعركة الانتخابية مع هاريس، ووصف بايدن بأنه “أسوأ” رئيس، وكارتر أسعد رجل لأنه يعتبر رئيسا لامعا بالمقارنة ببايدن!
ليعود ناعيا كارتر بعد مماته، وأنه عمل بجد لجعل أمريكا مكانا أفضل، وكان ذا أهمية كبيرة أكثر بكثير من معظم الرؤساء.
ورغم أن كليهما قاد أمريكا لمدة 4 سنوات إلا أن التاريخ يصب فى صالح كارتر، وليت ترامب يقرأ جيدا تاريخ جيمى ويتعلم منه وكيف أنه لم ينس مربيته والمُزارِعة فى حقل العائلة وتأثيرهما عليه، وكيف أنه شعر بوخز ضمير لعدم إنهاء مأساة الفلسطينيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل الرئيس الأمريكى عندما كان رئيس ا رئیس ا
إقرأ أيضاً:
إنجاز لجامعة مدينة السادات بتصنيف التايمز البريطاني 2026
أعلن الدكتور أحمد عزب، القائم بأعمال رئيس جامعة مدينة السادات، أن تصنيف التايمز البريطاني لمؤسسات التعليم العالي أعلن نتيجة اصداره الجديد لعام 2026 لتصنيف الجامعات حول العالم وأن جامعة مدينة السادات حققت قفزة أكاديمية نوعية بتقدمها في تصنيف التايمز العالمي للجامعات (Times Higher Education World University Rankings 2026)، إذ انتقلت من الفئة (1201–1500) عالميا في عام 2025 إلى الفئة (1001–1200) في عام 2026، مسجلة تقدما تجاوز أكثر من 200 مرتبة عالميا، مشيراً إلى أن كما الجامعة ارتقت محليا إلى المرتبة العاشرة بعد أن كانت في المرتبة الثانية والعشرين، لتؤكد ريادتها وتميزها الأكاديمي والبحثي على المستويين المحلي والدولي.
ويعد تصنيف التايمز العالمي للجامعات من أبرز التصنيفات الأكاديمية وأكثرها اعتمادا على مستوى العالم، حيث يعتبر مرجعا أساسيا لتحديد مكانة الجامعات وجودة أدائها الأكاديمي والبحثي على المستويين الإقليمي والدولي. ويقيم التصنيف أداء الجامعات بناء على خمس ركائز رئيسية، هي: التدريس، والبيئة البحثية، وجودة البحث العلمي والاستشهادات البحثية، والانفتاح الدولي، ونقل المعرفة إلى الصناعة.
وأشار "عزب" بأنه قد أظهرت نتائج التصنيف تفوق جامعة مدينة السادات في عدد من المؤشرات الرئيسة، أبرزها جودة البحث العلمي (Research Quality)، حيث حققت المرتبة 698 عالميا بفضل الارتفاع الملحوظ في مؤشرات أثر الاستشهادات البحثية والتميز البحثي، وهو ما يعكس قوة الإنتاج العلمي للجامعة وتأثيره الدولي المتزايد، وفي ركيزة الانفتاح الدولي (International Outlook)، واصلت الجامعة أداءها المتميز محققة المرتبة 885 عالميا، في مؤشر يعكس نجاحها في توسيع نطاق التعاون الأكاديمي والبحثي مع مؤسسات وجامعات عالمية، وزيادة النشر الدولي المشترك واستقطاب الكوادر الأكاديمية الدولية.
أما في قطاع الصناعة والابتكار (Industry)، فقد أظهرت النتائج تحسنا في الدخل الناتج عن التعاون الصناعي وبراءات الاختراع، بما يعزز دور الجامعة في نقل المعرفة وتطبيق البحث العلمي لخدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.
ويعكس هذا التقدم اللافت الجهود المؤسسية المتواصلة التي تبذلها الجامعة في تطوير منظومتها التعليمية والبحثية، وتعزيز حضورها الدولي من خلال الشراكات الأكاديمية والمشروعات البحثية المشتركة، إلى جانب التزامها الدائم بمعايير الجودة العالمية في التعليم والبحث والابتكار.
في هذا السياق، أعرب الدكتور أحمد عزب، رئيس الجامعة، عن فخره بهذا التقدم قائلا:
"إن ما تحقق يعد ثمرة لتخطيط استراتيجي وتعاون مؤسسي وجهود مخلصة من جميع منتسبي الجامعة، وأن هذا الإنجاز تتويجا لجهود إدارة الجامعة السابقة بقيادة الدكتورة شادن معاوية، الرئيس السابق للجامعة، والفريق المعاون لها، التي قادت بخطى واثقة نحو الارتقاء بمكانة الجامعة في التصنيفات الدولية وترسيخ حضورها كمؤسسة أكاديمية متميزة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأوضح رئيس الجامعة، يأتي هذا الإنجاز تتويجًا لجهود الجامعة المتواصلة في دعم منظومة التعليم والبحث العلمي وتطوير الأداء المؤسسي وفقًا للمعايير العالمية، مؤكدًا أن تقدم الجامعة يعود إلى الارتقاء بمستوى البحث العلمي وجودة النشر الدولي وزيادة معدل الاستشهادات العلمية بالأبحاث المنشورة، إضافةً إلى توسيع قاعدة التعاون الدولي مع المؤسسات البحثية، ونعد بمواصلة العمل بروح الفريق للحفاظ على هذا الزخم وتحقيق مزيد من النجاحات المشرفة، وأن هذا التميز يعكس رؤية الدولة المصرية وقيادتها السياسية في دعم التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن ما تحققه الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية هو نتاج سياسات وطنية طموحة تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي وجعل الجامعات المصرية في مصاف الجامعات العالمية .
كما وجّه رئيس الجامعة، الشكر والتقدير إلى نواب الجامعة وكافة العمداء والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين بالجامعة، ومركز التدويل والتصنيف بالجامعة برئاسة الدكتورة نشوة سليمان، على جهودهم المخلصة ودورهم الفاعل في تحقيق هذا الإنجاز، مشيدًا بما يبذلونه من عمل جاد ومتواصل للارتقاء بمستوى الأداء الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع وتنمية البيئة، مؤكدًا أن هذا النجاح هو إنجاز جماعي يعكس روح الفريق الواحد داخل الجامعة، وأن جامعة مدينة السادات في طريقها نحو التميز والريادة محليًا وإقليميًا وعالميًا.