بسبب تغير المناخ.. قناة بنما تواجه مشكلة كبيرة
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالة للدكتور هوجان الذى يُدرِّس فى برنامج التاريخ والأدب فى جامعة هارفارد، وتتركز أبحاثه على أمريكا الوسطى والولايات المتحدة فى القرنين التاسع عشر والعشرين.
وقال أنه فى عام ٢٠٢٣، وخلال رحلة بحثية إلى بنما، حجزت جولة ليوم واحد لزيارة قناة بنما.
كان ذلك فى يوليو، منتصف موسم الأمطار فى بنما. لكن الأمطار كانت شحيحة، ومستويات المياه فى القناة انخفضت إلى مستويات مقلقة. وشرح مرشدنا أن الأقفال فى القناة لا يمكنها العمل دون المياه العذبة القادمة من الأمطار.
تذكرت تلك الزيارة عندما قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب مؤخرًا إن الصين تهدد مصالح أمريكا فى القناة، وألمح إلى إمكانية استعادة السيطرة الأمريكية على الممر، الذى أُعيد إلى بنما قبل ٢٥ عامًا تمامًا.
كانت معاهدات تسليم القناة إنجازًا بارزًا للرئيس جيمى كارتر، الذى توفى يوم الأحد الماضي؛ وتعليقات ترامب تأتى فى سياق انتقادات طويلة الأمد ترى أن تسليم القناة كان خطأً استراتيجيًا.
لكن ترامب يسيء فهم التهديد الحقيقى للتجارة الأمريكية عبر بنما. إذا كان الهدف هو ضمان الوصول الميسور إلى هذا الممر على المدى الطويل، فإن ما يجب أن يقلق صناع السياسة الأمريكيين هو التغير المناخي، وليس النفوذ الصيني.
وإليكم السبب: عبور سفينة واحدة عبر أقفال القناة يمكن أن يستهلك حوالى ٥٠ مليون جالون من المياه، معظمها مياه عذبة يتم جمعها من بحيرة جاتون وهى بحيرة اصطناعية كبيرة تقع فى جمهورية بنما، وتشكل جزءا رئيسيا من القناة، تحمل السفن لمسافة ٣٣ كم خلال عبورهم خلال برزخ بنما.
ورغم أن القناة تعمل حاليًا بكامل طاقتها، فإن المناخ الأكثر جفافًا وزيادة الطلب على مياه الشرب أديا فى السنوات الأخيرة إلى تقليص حجم المياه المتاحة. وقد أجبرت هذه الظروف هيئة قناة بنما، التى تديرها الدولة، فى بعض الأحيان على تقليل عدد العبور اليومى للسفن عبر القناة، وصل فى إحدى المرات إلى نسبة ٤٠٪.
ومع انخفاض هطول الأمطار، تمتلئ الخزانات بوتيرة أبطأ، مما يعنى توفر كمية أقل من المياه لتشغيل الأقفال، وبالتالى عدد أقل من السفن يمكن أن يعبر.
لهذا السبب، أدى الجفاف فى عامى ٢٠٢٣-٢٠٢٤، الذى يُعد من بين الأسوأ فى السجلات، إلى إبطاء العبور ورفع أسعار المرور، مما تسبب فى تأخيرات طويلة، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وزيادة عدم الاستقرار فى مسارات الشحن. ربما كانت هذه الزيادات هى ما أشار إليه السيد ترامب بوصفها «عملية احتيال».
وتعتبر قناة بنما ثانى أهم ممر مائى صنعه الإنسان بعد قناة السويس، وهى من أعظم الإنجازات الهندسية فى القرن العشرين، حيث تربط بين المحيطين الأطلسى والهادئ، وافتتحت فى عام ١٩١٤، وسجلت مرور أكثر من مليون سفينة.
ويبلغ طولها ٧٧ كيلومترًا، وتمتد من خليج ليمون فى المحيط الأطلسى إلى خليج بنما على المحيط الهادئ، ويقع أضيق جزء منها فى معبر جايلارد، بعرض يبلغ نحو ١٥٠ مترًا، أما أوسع أجزائها فيقع فى بحيرة جاتون الاصطناعية، التى تغطى مساحة تصل إلى ٤٢٢ كيلومترًا مربعًا.
تحيط بالقناة من الجهتين بحيرات عدة مثل بحيرة جاتون، التى تمثل مخزنًا رئيسيًا للمياه اللازمة لعمل القناة، وتمتاز تلك المنطقة بطبيعة غنية بالغابات المطيرة والتنوع البيئي.
وتعد قناة بنما شريانًا للاقتصاد والتجارة الأمريكية، حيث أن الولايات المتحدة هى أكبر مستخدم للقناة. وتمثل السفن الأمريكية نحو ٧٣ فى المئة من حركة القناة، وتمر ٤٠٪ من إجمالى حركة الحاويات الأمريكية عبر القناة كل عام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة قناة بنما الصين ترامب قناة بنما
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواجه إدانة دولية متصاعدة بسبب فوضى توزيع المساعدات
تشهد اسرائيل تصاعدا غير مسبوق في الضغوط الدولية بعد تحول جهود توزيع المساعدات في قطاع غزة الى فوضى عارمة، في الايام الاولى من تطبيق آلية مساعدات جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وتل ابيب، وسط تحذيرات من كارثة انسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، اسفرت حوادث الازدحام والفوضى عند مراكز توزيع المساعدات جنوب القطاع عن استشهاد 11 فلسطينيا واصابة العشرات منذ بداية الاسبوع. في المقابل، نفت مؤسسة غزة الانسانية المسؤولة عن هذه المراكز وقوع شهداء او جرحى في منشآتها، ووصفت التقارير بانها "معلومات مضللة مصدرها حماس".
تدفقت عشرات الالاف من الفلسطينيين الجوعى الى مواقع التوزيع ومستودعات برنامج الغذاء العالمي في الايام الاخيرة، في مشاهد فوضوية تعكس حجم الجوع والمعاناة. وتم توثيق عمليات اقتحام لمخازن مساعدات في دير البلح شمال القطاع، وسط اطلاق نار وسقوط شهداء وجرحى.
من جهتها، قالت الامم المتحدة إن الوضع الانساني في غزة بلغ "احلك مراحله"، ووصفت الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات بانها "مؤسسة عسكرية تعرض المدنيين للخطر ولا تضمن الكرامة او الكفاية".
وأكدت أن توزيع المساعدات تعثر بسبب غياب التصاريح من الجانب الاسرائيلي، مشيرة الى ان 600 شاحنة مساعدات ما زالت عالقة في غزة لم توزع حتى الآن، بينما يعاني شمال القطاع من غياب شبه تام للمساعدات.
تصاعدت حدة الانتقادات الغربية لاسرائيل بعد استمرار الحصار والقصف ومنع المساعدات، حيث قالت كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: "الضربات الاسرائيلية في غزة تتجاوز ما هو ضروري لمواجهة حماس... والاتحاد الاوروبي لا يدعم خصخصة توزيع المساعدات الانسانية".
من جانبه، صرح المستشار الالماني فريدريش ميرتس قائلا: "لا ينبغي للحكومة الاسرائيلية ان تفعل ما لم يعد حتى اقرب اصدقائها قادرين على تقبله".
وقبل أيام، هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ اجراءات ملموسة، من بينها فرض عقوبات موجهة، اذا استمرت اسرائيل في عدوانها ومنعها ادخال المساعدات.
أصدرت إسرائيل أمس الخميس أوامر اخلاء جماعية في معظم مناطق شمال وشرق القطاع، لتتبعها عمليات ترحيل قسرية من الجنوب. ويعتقد ان الخطة تهدف الى دفع مئات آلاف الفلسطينيين نحو شريط ساحلي ضيق، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من ان اسرائيل تعامل من يتبقى في تلك المناطق كـ"مقاتلين".
أفاد سكان بأن الفوضى طغت على مواقع توزيع المساعدات. وقال عمر عبد ربه، احد سكان غزة، في مقطع مصور: "المكان كان مليئا بالفوضى والتدافع، صورة تعكس حجم المعاناة والجوع". ورغم حصوله على بعض المساعدات، شكر احد الحراس الامريكيين، لكنه اضاف ان كثيرين عادوا بخفي حنين.
في مشهد آخر، تم رصد استخدام قنابل دخانية وقنابل صوتية لتفريق الحشود، وسط شكاوى من سوء التنظيم.
وقال المواطن يوسف حماد لشبكة سي إن إن: "هذا كذب كبير، فخ وخيانة.. لا يوجد طعام، لا يوجد كرامة، هذا اذلال لشعبنا".
وفي وقت تتزايد فيه التحذيرات من مجاعة جماعية، لا تزال كميات المساعدات الواصلة الى غزة لا توازي الحد الادنى المطلوب، وسط تصاعد الغضب الشعبي، وانهيار المنظومة الانسانية.