المحققون في كوريا الجنوبية يعلّقون محاولتهم توقيف الرئيس
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
سيول "أ ف ب": علّق المحقّقون في كوريا الجنوبية الجمعة تنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحقّ الرئيس المعزول يون سوك يول لاستجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر فرض الأحكام العرفية في البلاد، بعدما منعهم من ذلك الأمن الرئاسي.
وقال "مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين" في بيان إنّه "في ما يتعلّق بتنفيذ مذكرة التوقيف اليوم فقد تقرّر أنّ تنفيذها كان مستحيلا على أرض الواقع بسبب المواجهة المستمرة.
وصباح الجمعة أعلن المكتب أنّ "تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحقّ الرئيس يون سوك يول بدأ".
لكن سرعان ما أفادت وكالة يونهاب للأنباء أنّ المحقّقين الذين دخلوا مقرّ الإقامة الرئاسي لم يتمكّنوا في الحال من توقيف الرئيس المعزول لأنّ وحدة عسكرية في الداخل تصدّت لهم.
وفي هذا السياق المتوتر، من المنتظر وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الاثنين إلى كوريا الجنوبية، الدولة الحليفة الأساسية بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
ووفق سيول، فإنّ التركيز سيكون على كوريا الشمالية التي التزمت حتى الآن الصمت بشأن الأزمة السياسية التي تواجهها جارتها، لكنّ وسائلها الإعلامية تحدّثت الجمعة عن حالة "فوضى اجتماعية وسياسية".
والجمعة، قال مسؤول في "مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين" إن 20 محققا بمؤازرة 80 شرطيا شاركوا في العملية، لكنهم واجهوا حوالى 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي شكلوا جدارا بشريا لمنعهم من المرور.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن الأمن الرئاسي أغلق في وقت سابق طريق الوصول إلى مقر الرئيس باستخدام حوالى عشر حافلات صغيرة ومركبات أخرى، لكنّ المحققين تمكنوا مع ذلك من دخول العقار "باتباع مسار دائري على جانب التل".
مشادات جسدية
وأشار المسؤول إلى أن "مشادات جسدية حصلت" بين المعسكرين، موضحا أن أحدا من أعضاء فريقه لم ير يون سوك يول أثناء عملية الدهم.
وقال "لم يكن مرور القوة ممكنا من الناحية الواقعية، إذ كان عدد الأشخاص المتجمعين هناك أكبر بكثير من عدد فريقنا. وبسبب مخاوف أمنية كبيرة، علقت العملية".
وقرابة الساعة الثامنة صباحا (23,00 ت غ الخميس)، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس فريقا من محقّقي المكتب يتقدّمهم المدّعي العام لي داي-هوان، يدخلون بمؤازرة أمنية مقرّ الإقامة الرئاسي الواقع في وسط العاصمة من بوابته الحديد الضخمة.
وجرت العملية بينما تجمّع حشد من أنصار يون أمام المقرّ، بحسب مراسلي فرانس برس.
ويون ملاحق بشبهة "التمرّد" بعد فشل محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد قبل شهر.
"غير قانونية"
لكنّ وكيل الدفاع عن الرئيس المعزول أكّد الجمعة لفرانس برس أنّ المحقّقين الذين حاولوا توقيف موكله تصرّفوا خلافا للقانون، متعهّدا اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.
وقال المحامي يون كاب-كيون إنّ "تنفيذ مذكرة توقيف غير قانونية وباطلة يتعارض في الواقع مع القانون"، مضيفا "سيتمّ اتّخاذ إجراءات قانونية في ما يتعلق بتنفيذ التفويض خلافا للقانون".
وصرّح بعد إعلان المحققين تعليق محاولة توقيف الرئيس "نعرب عن أسفنا العميق إزاء التنفيذ غير القانوني وغير الصالح لأوامر التوقيف والتفتيش".
ويون لا يزال رسميا رئيسا للجمهورية إذ إنّ قرار عزله الصادر عن البرلمان لم يصبح نهائيا بعد بانتظار أن تبتّ به المحكمة الدستورية، وفي الانتظار كُفّت يده وعيّن البرلمان قائما بأعماله.
وليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر، أعلن يون (63 عاما) بصورة مفاجئة فرض الأحكام العرفية قبل أن يضطر بعد ستّ ساعات فقط إلى التراجع عن هذه الخطوة بضغط من البرلمان والشارع.
وتفاقمت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي عندما عزل البرلمان أيضا هان داك-سو الذي حلّ مكان يون وذلك لعدم توقيعه مشاريع قوانين لإجراء تحقيقات بشأن يون.
وليل الخميس-الجمعة احتشد قرب مقر الإقامة الرئاسي مئات من عتاة المؤيّدين ليون، من بينهم يوتيوبر من اليمين المتطرف ودعاة إنجيليون مسيحيون، في تحرك تخلّلته هتافات داعمة للرئيس المعزول وأمسيات صلاة.
صدامات بين متظاهرين
وجرى هذا التحرك تحت مراقبة كثيفة من قوات الأمن.
وقال مؤيد للرئيس المعزول يدعى لي هاي-سوك (57 عاما) بينما كان يتظاهر قرب مقر الإقامة الرئاسي "نحن مجتمعون هنا اليوم، مستعدون للمخاطرة بحياتنا"، متهما المعارضة "بمحاولة تحويل بلادنا إلى دولة اشتراكية شبيهة بكوريا الشمالية".
ولم يُبدِ يون، المدّعي العام السابق، أيّ ندم منذ عزله في 14 ديسمبر، حتى أنه تعهد في رسالة إلى مؤيّديه "القتال حتى النهاية".
في المقابل، تظاهر أمام المقر الرئاسي أيضا معارضون ليون. واندلعت صدامات بين الطرفين فضّتها الشرطة.
وبحسب يونهاب، نشرت الشرطة حوالى2700 عنصر في الموقع بعد اندلاع هذه المناوشات.
وسبق لجهاز الأمن الرئاسي الذي يواصل حماية يون بصفته رئيس الدولة، أن منع المحقّقين من إجراء عمليات تفتيش في مقر الإقامة الرئاسي حيث يتحصّن يون منذ أسابيع.
وبرّر الأمن الرئاسي منعه المفتّشين من دهم مقرّ إقامة الرئيس بقانون يحمي أسرار الدولة.
لكنّ رئيس "مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين" أوه دونغ وون سبق أن حذّر من أنّ أيّ شخص سيحاول منع توقيف يون سيتعرّض هو نفسه للملاحقة القضائية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة الأمن الرئاسی
إقرأ أيضاً:
يوم آخر دامٍ في غزة.. مقتل 41 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الوصول للمساعدات
قُتل ما لا يقل عن 41 فلسطينيًا، يوم الأربعاء جراء إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، وفق ما أفادت به مصادر طبية محلية. اعلان
قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 25 شخصًا سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء اقترابهم من موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة، قرب مستوطنة نتساريم السابقة وسط القطاع، كما أُصيب العشرات في الهجوم ذاته.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر طبية في مستشفى ناصر بخان يونس أن 6 آخرين قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء اقترابهم من موقع ثانٍ للمساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، لترتفع حصيلة الضحايا في هذا اليوم الدامي إلى 41 قتيلًا على الأقل.
من جهته، علّق الجيش الإسرائيلي بأن قواته أطلقت "نيرانًا تحذيرية" تجاه "مشتبه بهم" اقتربوا من منطقة محور نتساريم، واعتبر أن وجودهم شكّل تهديدًا مباشرًا، وأضاف: "رغم التحذيرات بأن المنطقة تشهد عمليات قتالية، فقد وردت تقارير عن إصابات، وما زالت التفاصيل قيد التحقق".
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن إجمالي من قُتلوا أو أُصيبوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع مؤسسة GHF خلال الأسبوعين الماضيين قد بلغ 163 قتيلًا وأكثر من ألف جريح، وذلك منذ استئناف توزيع المساعدات في ظل إغلاق مستمرّ منذ ثلاثة أشهر.
بدورها أدانت الأمم المتحدة الهجمات بشدة، ووصفت الحصار المفروض على غزة بأنه دفع القطاع المدمّر إلى "حافة المجاعة"، مؤكدة أن الإمدادات الغذائية لا تزال شحيحة وخطيرة.
مؤسسة غزة الإنسانية: نعمل بالتنسيق مع إسرائيلوفي تعليقها على الأحداث، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها لم تكن على علم بالتفاصيل المتعلقة بهجمات الأربعاء، لكنها تعمل بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية لضمان سلامة ممرات توزيع المساعدات. وأضافت في بيان: "الحل يكمن في زيادة حجم الإمدادات، ما سيخفف من حالة الفوضى والضغط لدى السكان. تركيزنا الأساسي هو إيصال الغذاء لأكبر عدد ممكن من الناس بطريقة آمنة وسط بيئة متقلبة للغاية".
ورغم ذلك، ترفض منظمات أممية وعدد من وكالات الإغاثة الدولية التعاون مع المؤسسة، مبررة ذلك بأنها تستعين بمقاولين خاصين مدعومين من الجيش الإسرائيلي، ما يُعد خرقًا للمعايير الإنسانية.
مزيد من الغارات والضحايافي السياق نفسه، أفادت المصادر الطبية بمقتل 10 فلسطينيين آخرين في غارة جوية استهدفت خان يونس، بينما كانت المنطقة لا تزال تلملم جراح الهجوم السابق.
وكان يوم الثلاثاء قد شهد مقتل 17 فلسطينيًا آخرين قرب أحد مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ GHF في رفح، وأكد الجيش الإسرائيلي حينها أنه أطلق نيرانًا تحذيرية لإبعاد "مشتبه بهم" قال إنهم اقتربوا من قواته وشكّلوا خطرًا عليها.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم أمس الثلاثاء، عن "تقدم ملحوظ" في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، لكنه أشار إلى أن "من المبكر جدًا" الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق.
وتتواصل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لفرض وقفٍ لإطلاق النار، إلا أن المواقف المتشددة للطرفين – إسرائيل وحماس – ما تزال تحول دون أي اتفاق، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن تعثر المفاوضات. فيما قالت مصادر من حركة حماس لرويترز إنها لا تملك معلومات عن عروض تهدئة جديدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة