البنتاغون يخطط للاستفادة من نموذج سبيس إكس للحفاظ على التفوق الجوي
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
دفعت تكلفة تطوير المقاتلات الأمريكية الباهظة، الجيش الأمريكي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار.
وتزداد تكلفة تطوير المقاتلات الحربية عشر مرات كل عشرين عامًا، مما يهدد استدامة القدرات الجوية الأمريكية، في ظل هذه الزيادة.
ونشر موقع "فورميكي" تقريرا أكد فيه أن النموذج الذي تقدمه شركة سبيس إكس قد يكون بديلا ناجحا، من خلال تقليل التكلفة والحفاظ على جودة المقاتلات المستقبلية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21 " إن البنتاغون خلص في عام 1979 إلى أن تكلفة الطائرات المقاتلة الأمريكية قد ارتفعت بمقدار عشر أضعاف كل عشرين عامًا، ولا تزال هذه الوتيرة مستمرة حتى اليوم وتبدو مرشحة للاستمرار في المستقبل، مما يهدد استدامة القدرات الجوية الأمريكية.
وأضاف أن الجيش الأمريكي بدأ يعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار لمواجهة هذه التحديات، وقد يكون النجاح الذي حققته شركة سبيس إكس في قطاع الفضاء دليلا على إمكانية الجمع بين الكفاءة والتكلفة المنخفضة.
زيادة متواصلة في التكاليف
وفقا للموقع، زادت تكلفة الطائرات المقاتلة من الجيل الجديد زادت بحوالي عشر مرات كل عشرين عامًا منذ عام 1910، ويبدو أن هذا الاتجاه مرشح للاستمرار فى المستقبل. هذه الظاهرة يُطلق عليها في البنتاغون "قانون أوغستين"، نسبة إلى نورمان أوغستين، وهو مسؤول رفيع سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أجرى دراسة عام 1979 حول ارتفاع تكاليف الطائرات المقاتلة في الولايات المتحدة.
علّق أوغستين بسخرية قائلاً في تلك الدراسة: "في عام 2054، سننفق كامل ميزانية الدفاع لشراء طائرة واحدة فقط، يتم تقاسمها بين القوات الجوية والبحرية لثلاثة أيام ونصف في الأسبوع، مع يوم إضافي لقوات المارينز في السنوات الكبيسة".
وقد أوضح غريغوري سي. ألين، مدير مركز وادواني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، وزميله في المركز إسحاق غولدستون، في مقال لهما بعنوان "تحديث قانون أوغستين: نمو تكاليف الطائرات المقاتلة في عصر الذكاء الاصطناعي والاستقلالية"، إن "القانون لا يزال صالحًا". وفي 2010، قامت مجلة "ذي إيكونوميست" بتحديث التحليل، مؤكدة أن تضخم التكاليف الذي توقعه القانون استمر دون انقطاع.
وأضاف الموقع أنه عندما دخلت طائرة إف-35 إلى الخدمة في 2016، كان متوسط تكلفة الطائرة الواحدة 140 مليون دولار، دون احتساب تكاليف البحث والتطوير والصيانة. مؤخرًا، قدّر وزير القوات الجوية الأمريكية، فرانك كيندال، أن تكلفة المقاتلة من الجيل القادم للهيمنة الجوية ستبلغ 300 مليون دولار.
ومن المنتظر أن ترتفع هذه التكلفة أكثر من المتوقع، ويخطط البنتاغون في 2025 لشراء 86 مقاتلة فقط، بانخفاض قدره 72% مقارنة بعام 1985.
وتشير التحليلات إلى أن الارتفاع في التكاليف يُعزي إلى التعقيد المتزايد للأسلحة الحديثة، لكن بحثا أجرته وكالة داربا عام 2009، أظهر أن قطاعات تكنولوجية معقدة مثل صناعة السيارات وأشباه الموصلات حققت تقدما هائلا في الأداء دون زيادة كبيرة في التكاليف.
نموذج سبيس إكس
أضاف الموقع أن البنتاغون، ضمن مساعيه لمواجهة تحديات ارتفاع تكلفة الطائرات المقاتلة التقليدية، أطلق برنامج الطائرات القتالية التعاونية (Cca)، الذي يهدف إلى تطوير آلاف الطائرات المقاتلة دون طيار، بتكاليف أقل. ووفقًا للتقديرات، ستبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من طراز الطائرات القتالية التعاونية حوالي 30 مليون دولار، أي أقل بعشر مرات من تكلفة طائرات الجيل السادس المأهولة.
يأتي هذا البرنامج، الذي يتجاوز حجم استثماراته 9 مليارات دولار، ضمن مبادرة أوسع للبنتاغون أُطلق عليها مبادرة "ريبليكاتور"، والتي تم إطلاقها في أغسطس 2023 بهدف تطوير آلاف الأنظمة المستقلة بحلول عام 2025. تستند الفكرة إلى أن القدرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي واستقلالية الأنظمة قد تمثل أفضل فرصة لتجاوز "قانون أوغستين" من الناحية الاقتصادية، وضمان استدامة الهيمنة الجوية الأمريكية.
وحسب الموقع، ترتكز هذه الاستراتيجية على النجاح الذي حققته شركات التكنولوجيا في قطاع الفضاء، من خلال تبني منطق مختلف عن النهج الحكومي في المشتريات الدفاعية، وتستند الاستراتيجية بشكل خاص إلى نماذج ناجحة مثل شركة سبيس إكس.
في عام 2011، أجرت وكالة ناسا تحليلًا تساءلت فيه عن التكلفة التي كان سيستغرقها تطوير صاروخ فالكون 9 تحت إدارة الحكومة الأمريكية.
ووفقًا لتحليل الوكالة، بلغت التكلفة الإجمالية لتطوير الصاروخ، بدءًا من تأسيس شركة سبيس إكس، حتى أول إطلاق له في عام 2010، حوالي 400 مليون دولار.
وحسب ناسا، فإنه باستخدام الهيكلية والثقافة التقليدية للوكالة، كان من المتوقع أن تصل تكلفة تطوير صاروخ فالكون 9 إلى أكثر من أربعة مليارات دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف استثمارات شركة سبيس إكس لتطوير الصاروخ.
وحتى مع تبني نهج إداري أقرب للنموذج التجاري، كانت التكاليف ستصل إلى نحو عن ملياري دولار، أي أكثر من أربعة أضعاف ما أنفقته شركة إيلون ماسك.
وختم الموقع بأن هذه الفجوة أبرزت أن النماذج التي تعتمدها ناسا وسلاح الجو الأمريكي لتحديد تكلفة برامجها، لا تأخذ بعين الاعتبار مسارات تحسين الكفاءة الاقتصادية، بينما أثبتت الشركات الرائدة مثل سبيس إكس أن تقليل التكاليف دون التضحية بالجودة والإخلال بالمواعيد ممكن وقابل للتنفيذ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجيش الأمريكي الذكاء الاصطناعي الجيش الأمريكي الذكاء الاصطناعي الطائرات دون طيار المقاتلات الامريكية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات المقاتلة الجویة الأمریکیة شرکة سبیس إکس ملیون دولار أکثر من فی عام
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: الذهب يتراجع 0.4 % عالميًا ومحليًا مع تحسن البيانات الأمريكية وتقدم المفاوضات التجارية
تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 0.4 % خلال تعاملات الأسبوع المنتهي أمس السبت، في حين تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية، بنسبة 0.4 % ، هذا التراجع جاء في أعقاب بيانات اقتصادية أمريكية قوية، إلى جانب تقدم ملموس في المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها، ما أدى إلى تراجع الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
أسعار الذهب
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن جرام الذهب عيار 21 تراجع بقيمة 20 جنيهًا خلال الأسبوع، متراجعًا من 4650 إلى 4630 جنيهًا، تزامنًا مع هبوط محدود في سعر الأوقية عالميًا بنسبة 0.4%، من 3350 إلى 3337 دولارًا.
وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5291 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3969 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 37040 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت بقيمة 5 جنيهات خلال تعاملات أمس السبت، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4635 جنيهًا، وأنهى التعاملات عند 4630 جنيهًا، تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية.
عوامل مؤثرة في سعر الذهب
وعن العوامل المؤثرة، أشار إمبابي إلى أن قوة الدولار واستعادته بعض زخمه رغم تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إضافة إلى التفاؤل المحيط بالأسواق التجارية، حدّت من استفادة الذهب من تراجع العوائد، وفي المقابل، تتوقع الأسواق أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة في نطاق 4.25%–4.50% للاجتماع الخامس على التوالي، مدعومًا ببيانات تعكس متانة سوق العمل.
لفت إمبابي إلى أن مؤشرات التجارة شهدت تطورات إيجابية، أبرزها الإعلان عن اتفاق بين واشنطن وطوكيو، وارتفاع التوقعات بشأن صفقة تجارية محتملة مع الاتحاد الأوروبي قبل مطلع أغسطس، وهو ما عززه تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وجود فرصة متكافئة للتوصل إلى اتفاق مع أوروبا، متوقعًا فرض تعريفات جمركية بين 10% و15%.
انتظار الفيدرالي
في الأسبوع المقبل، سيتضمن جدول الأعمال الاقتصادي الأمريكي قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 30 يوليو، والأرقام الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وإصدار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، بالإضافة إلى أرقام الوظائف غير الزراعية.
يرى إمبابي، أن الذهب يمر بمرحلة استقرار نسبي بعد موجة صعود قوية بلغت ذروتها في أبريل، عندما دفعته التوترات الجيوسياسية والرسوم الجمركية إلى مستويات قياسية قرب 3500 دولار للأوقية، إلا أن هذا الزخم بدأ في الانحسار مع تحسن العلاقات التجارية وتراجع المخاطر الجيوسياسية، وهو ما انعكس على الطلب الاستثماري، في حين لم ينجح الطلب الفعلي في أسواق رئيسية مثل الهند في تعويض هذا التراجع، بسبب ارتفاع الأسعار الذي قلص حجم المشتريات رغم بقاء قيمتها مرتفعة.
كما أشار إلى أن الذهب ما زال يحظى بدعم من البنوك المركزية الساعية لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، فإن حجم مشترياتها في الربع الأول من 2025 جاء أقل مقارنة بالعام السابق في حين، أظهرت صناديق الاستثمار المتداولة إقبالًا ملحوظًا.
توقعات أسعار الذهب
وتظل توقعات أسعار الذهب متباينة، إذ يتراوح نطاقها بين سيناريو متفائل يتحدث عن صعود إلى 4000 دولار للأوقية، وآخر حذر لا يستبعد هبوطًا إلى حدود 2800 دولار، ويؤكد إمبابي أن استمرار أي موجة صعود قوية سيحتاج إلى محفزات استثنائية، مثل تباطؤ اقتصادي عالمي حاد أو تصعيد جديد في الأزمات الجيوسياسية أو تراجع قوي في الدولار، أما تحسن الظروف الاقتصادية وتقلص المخاطر فقد يدفعان المستثمرين إلى الابتعاد عن الملاذات الآمنة لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى، ما قد يضغط على الذهب بشكل إضافي.
في ظل هذه البيئة المالية المتقلبة، يرى إمبابي أن الاعتماد على التوقعات الرقمية وحدها ليس كافيًا، مشددًا على أهمية متابعة المؤشرات الأساسية، مثل سياسات البنوك المركزية، وحركة احتياطيات الذهب، وتحولات صناديق الاستثمار، وعلاقة الذهب بالدولار.