محمد بن زايد ومحمد بن راشد.. رفقة درب من عمر الوطن
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
ما بين صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، رفقة درب ضاربة في عمق الوطن، وفي كل مناسبة ولقاء يكون الوطن الشغل الشاغل لهما.
لا يبخل محمد بن راشد في التعبير بعذب الكلام والألق الشعري عن فيض ما في جوارحه من مودة وعظيم امتنان، وفخر ب«أبو خالد»، مثنياً على صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بقصيدة «عقال المرجله».
تعيد القصيدة للأذهان تلك القصائد الباذخات التي نظمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تسكنها الحكمة وفيوض البلاغة والمعاني التي تتجول في النص الشعري، والمفردات الجزلة التي تليق بمخاطبة القائد للقائد، فمما قال:
إنتحزم بك ويا نعم الحزام
يا عقال المرجله لي ما يطيح
شيخ نادر بوخالد في الأنام
من عليك يراهن يكون الربيح
عشت قايد دوم سيرك للأمام
وعشت رايد كل مِنْ ضَدِّك طريح
قائد لا يتكرر
وفي إطلالة شعرية ثانية، خلال العام 2024، يقدّم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بمناسبة يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قصيدة بعنوان «ميلاد نور الوطن» يغزل فيها محمد بن راشد ثوباً بلاغياً بخيوط اللغة الفريدة، التي تصف «بو خالد»، بما يليق بسموه ومكانته الرفيعة، ومما قال فيها:
جيتْ بِشرىَ قبلْ ميعادْ الرِّبيعْ
وإنتشَتْ بكْ يوم ْوافيتْ الرِّبوعْ
بكْ فِرِحْ زايدْ وبشَّرهمْ جميعْ
وإبتدىَ لنوركْ علىَ داركْ سطوعْ
وصرتْ شمسْ الدارْ لكْ نورٍ بديعْ
تعزيز التنمية
العلاقة مميزة بين الرجلين القائدين، وكل لقاء يجمعهما فيه رسالة خير وأمل لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وفي لقاءاتهما يبحث سموّهما القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطن بجانب رؤية القيادة الطموحة تجاه تعزيز جهود الدولة التنموية ومكتسباتها خلال المرحلة المقبلة، لدفع مسيرة تقدمها ونمائها.
وفي لقاء جمع سموهما في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أشار سموهما إلى أهمية الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية المثمرة التي تقيمها دولة الإمارات مع مختلف دول العالم بما يفتح آفاقاً جديدة للتنمية ويعود بالخير والازدهار على الجميع.
«وسام زايد»
ويوم 28 فبراير 2024، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كلاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، «وسام زايد»، وذلك تقديراً لدور سموهما المحوري في إنجاح تنظيم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي استضافته دولة الإمارات أواخر عام 2023.
وخلال مراسم التكريم التي جرت في فندق «إرث» في أبوظبي، أعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن اعتزازه بأبناء الوطن وما أظهروه من إمكانات ومهارات تنظيمية وتفاوضية، تطلبت معرفة شاملة ووعياً في مجالات متخصصة في مقدمتها الدبلوماسية والقانونية ذات الصلة وسياسات المناخ والعمل تحت ضغط جداول زمنية مكثفة والتواصل بوضوح وحكمة مع مختلف الثقافات، لتقريب وجهات النظر بين مواقف الأطراف المتباينة، ما أسهم في التوصل إلى إجماع في القرارات والمخرجات بين آراء الأطراف ال198.
تطلعات المواطنين
وفي اجتماع آخر يوم 14 مايو 2024، استقبل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في مجلس قصر البحر في أبوظبي، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث بحث سموهما عدداً من القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطن وجهود تعزيز رؤية الدولة ومسيرتها التنموية التي تقوم على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتنموية الشاملة لمواصلة تقدمها وتحقيق تطلعات شعبها نحو مجتمع أكثر ازدهاراً.
التوجهات الجديدة
وفي مطلع سبتمبر 2024، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في استراحة المرموم في دبي.
وتبادل سموهما خلال اللقاء الأحاديث الأخوية الودية، وبحثا عدداً من القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطنين إلى جانب جهود الدولة ورؤيتها التنموية الطموحة خلال المرحلة المقبلة لمواصلة مسيرة تقدمها وازدهارها وتحقيق تطلعات شعبها.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر منصة «إكس»: «ناقشنا مجموعة من التوجهات الوطنية الجديدة.. وتباحثنا حول أهم المستجدات والمتغيرات على الساحتين المحلية والدولية. طابت لنا الزيارة.. وجمعتنا المحبة.. وازداد الود.. وازدانت النفوس بهذا اللقاء.. حفظه الله وحفظ الوطن والمواطنين».
ومجدداً في استراحة المرموم في دبي، كان لقاء آخر يوم 2 أكتوبر 2024، حيث بحث صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عدداً من القضايا والموضوعات المتعلقة بشؤون الوطن والمواطن وتعزيز العمل بما يواكب متطلبات المرحلة التي تمضي خلالها الدولة برؤى طموحة لتحقيق تطلعات شعبها إلى مزيد من التنمية والازدهار.
وتبادل سموهما خلال اللقاء الأحاديث الأخوية الودية، مشيرين إلى الجهود المتواصلة لتوفير أفضل مقومات الحياة الكريمة للمجتمع والسبل الكفيلة بتعزيز مكانة الدولة والحفاظ على مكتسباتها واستدامة تنميتها وتقدمها في جميع القطاعات التي تسهم في ازدهار مجتمعها.
لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لقاءات خير للوطن والمواطنين، كما يصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وزرء جدد
وشهد العام 2024 سلسلة تعديلات وزارية بمباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي 11 يناير 2024، أدى اليمين الدستورية أمام صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عدد من الوزراء الجدد في حكومة دولة الإمارات، وهم: وزيرة التغير المناخي والبيئة عضو مجلس الوزراء، الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي، ووزير دولة لشؤون الدفاع عضو مجلس الوزراء، محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، ووزير دولة لشؤون الشباب، الدكتور سلطان بن سيف مفتاح النيادي.
وتمنّى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التوفيق والنجاح للوزراء الجدد في أداء مهامهم الوطنية بما يخدم مصالح الوطن، ويعزز استدامة مسيرته التنموية الشاملة ومكتسباته، ويواكب تطلعات المواطن.
كما أثنى سموه على جهود الوزراء السابقين الذين أدوا مهامهم بإخلاص وتفانٍ، خلال السنوات الماضية.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، أهمية مواصلة العمل بروح الفريق الواحد الذي يرتكز على تكامل الجهود والمهام، ويُعد نهجاً راسخاً في مختلف مسارات العمل الوطني للمضي قدماً في تحقيق رؤية الدولة ومستهدفاتها الوطنية المستقبلية، بفضل جهود أبنائها المخلصين.
وقال سموه في تغريدة على حسابه في منصة «إكس»: «شهدت وأخي محمد بن راشد أداء القسم للوزراء الجدد في الحكومة الاتحادية. أهنئهم وأتمنى لهم التوفيق في خدمة الوطن وأفراد المجتمع والإسهام في تحقيق تطلعاتنا التنموية المستقبلية. وأثني على جهود الوزراء السابقين الذين أدوا دورهم بتفانٍ وإخلاص على مدى السنوات الماضية».
من جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن قيادة دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لرفد منظومة العمل الحكومي بالطاقات والكفاءات التي تسهم بفاعلية في تطوير أداء جميع الجهات الحكومية.
وقال سموه في تغريدة بالمناسبة على حسابه في منصة «إكس»: «شهدت اليوم رفقة أخي رئيس الدولة، حفظه الله، أداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد في حكومة الإمارات.. التطوير والتجديد مستمران في حكومة الإمارات.. وحركة حكومتنا في تسارع بحمد الله لمواكبة المستجدات والمتغيرات وتحقيق طموحات شعب الاتحاد».
التحديث نهج ثابت
ويوم 18 يوليو 2024، أدى اليمين الدستورية أمام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والوزراء الجدد في حكومة دولة الإمارات: أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، وسارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، والدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وعلياء المزروعي، وزيرة الدولة لريادة الأعمال.
وأعرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عن تمنياته التوفيق والنجاح للوزراء في مهامهم الوطنية، بما يعزز تطوير مختلف القطاعات وتحقيق نقلات جديدة في الملفات الوطنية الاستراتيجية تنعكس إيجاباً على المسيرة التنموية الشاملة في دولة الإمارات وتواكب تطلعات مواطنيها.
وقال سموّه: إن التطوير المستمر في سبيل تعزيز المكتسبات الوطنية نهج ثابت في دولة الإمارات. وتهمنا مواكبة التطورات العالمية خاصة في التعليم والعلوم والتكنولوجيا لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وحث سموّه، الوزراء على مواصلة العمل بروح الفريق الواحد، ومضاعفة الجهود في جميع القطاعات، خلال المرحلة المقبلة وخاصة قطاع التعليم. مشدداً على أن الارتقاء بالعملية التعليمية، وإحداث نقلة نوعية في مخرجاتها، هو السبيل إلى تحقيق أهدافنا وطموحاتنا في بناء اقتصاد مستدام يستند إلى المعرفة.
فيما أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أن قيادة دولة الإمارات حريصة على الوصول بمنظومة العمل الحكومي إلى مستويات متفوقة، عبر التطوير الدائم ورفدها بالطاقات والكفاءات القادرة على استثمار خبراتها العالية في تحقيق التطوير المنشود.
وقال: «إن التحديث نهج ثابت وأصيل في حكومة الإمارات، وتطلعاتنا لا حدود لها في سبيل تحقيق الأفضل للوطن وأبنائه وأجياله. والإمارات تمضي نحو ريادتها، ونحن نراهن على رأس مالنا البشري لقيادة مرحلة التطوير القادمة وتواصل مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة».
الأسرة المدرسة الأولى
وفي سياق التحديثات الوزارية أيضاً، وفي يوم 11 ديسمبر 2024، أدت اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة.. سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة، ضمن تعديل وزاري في حكومة دولة الإمارات استحدث الوزارة الجديدة.
وهنأ صاحب السمو رئيس الدولة خلال مراسم أداء اليمين التي جرت في قصر الوطن بأبوظبي سناء بنت محمد سهيل بمنصبها الجديد.. متمنياً لها التوفيق في أداء مهامها ومسؤولياتها لما فيه مصلحة المجتمع والوطن.
وأكد سموه، أن استحداث وزارة للأسرة في دولة الإمارات يعبر عن الأهمية الكبيرة التي نوليها للأسرة واستقرارها ودورها وتمكينها ضمن استراتيجية التنمية الشاملة في الإمارات ورؤيتها للمستقبل.
كما أكد سموه، أن الأسرة هي المدرسة الأولى للتربية والتنشئة وترسيخ المبادئ والقيم والهوية الوطنية، ولذلك فإنها أساس أي مجتمع قوي وتقع في صميم منظومة الأمن الوطني بمفهومها الشامل.
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إن ملف الأسرة يمثل أولوية رئيسية في منظومة العمل الحكومي بدولة الإمارات، من خلال سياسات واستراتيجيات ومشاريع داعمة لتمكين الأسرة الإماراتية وضمان استقرارها ورفاهيتها.
وأضاف سموه: إن تمكين الأسرة الإماراتية وإطلاق السياسات والمبادرات والمشاريع الداعمة لضمان استقرارها ورفاهيتها، أولوية رئيسية لحكومة دولة الإمارات، فالأسرة الإماراتية القوية المتماسكة ضمانة لتحقيق جميع مستهدفاتنا الوطنية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات محمد بن راشد محمد بن زايد صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مکتوم صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید آل نهیان نائب رئیس مجلس الوزراء صاحب السمو رئیس الدولة حکومة دولة الإمارات القضایا والموضوعات الیمین الدستوریة حفظه الله رعاه الله الجدد فی فی حکومة
إقرأ أيضاً:
مباحثات بين محمد بن سلمان وتميم بن حمد.. وبيان سعودي – قطري: شراكة إستراتيجية لتعزيز التعاون بمختلف المجالات
البلاد (الرياض)
أكدت السعودية وقطر عمق الروابط التاريخية والأخوية بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين، وأهمية تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأبرز بيان مشترك صدر في ختام زيارة أمير قطر للمملكة، حرص الجانبين على تطوير الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ودفع مسيرة التكامل الصناعي والتجاري والثقافي والتعليمي، بما يعكس رؤية المملكة 2030، ورؤية قطر الوطنية 2030، ويحقق مصالح الشعبين ويدعم تطلعاتهما المستقبلية.
وقال البيان:” انطلاقًا من الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات الأخوية، التي تجمع بين قيادتي المملكة العربية السعودية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية بينهما، وبناءً على دعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بزيارة للمملكة العربية السعودية”.
وأضاف: “استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أخاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بقصر اليمامة في مدينة الرياض، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وبحثا آفاق التعاون المشترك، وسبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات”.
وأشاد الجانبان- وفقاً للبيان- بما حققته الزيارات الأخوية المتبادلة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وأخيه صاحب السمو أمير دولة قطر من نتائج إيجابية أسهمت في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين. وفي جو سادته المودة والإخاء والثقة المتبادلة، عُقد خلال الزيارة الاجتماع (الثامن) لمجلس التنسيق السعودي القطري برئاسة مشتركة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور أعضاء المجلس، واستعرض رئيسا المجلس العلاقات الثنائية المتميزة، وأشادا بما تحقق من إنجازات في إطار المجلس، وأكدا أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق المشترك في المجالات ذات الأولوية، بما فيها السياسية والأمنية والعسكرية والطاقة والصناعة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتقنية والبنى التحتية والثقافة والسياحة والتعليم.
روابط اقتصادية متينة وتبادل تجاري متنامٍ
أشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية بين البلدين، وحجم التجارة البينية، حيث شهد التبادل التجاري بين البلدين نموًا ملحوظًا ليصل إلى 930,3 مليون دولار في عام 2024 (غير شاملة قيمة السلع المعاد تصديرها) محققًا نسبة نمو بلغت 634 % مقارنة بالعام 2021م، وأكدا أهمية تعزيز العمل المشترك لتنويع وزيادة التبادل التجاري، وتسهيل تدفق الحركة التجارية، وتذليل أي تحديات قد تواجهها، واستثمار الفرص المتاحة في القطاعات ذات الأولوية في إطار رؤية المملكة 2030، ورؤية قطر الوطنية 2030، وتحويلها إلى شراكات ملموسة تدعم مفهوم التكامل الاقتصادي والتجاري بما يعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما الشقيقين.
ورحب الجانبان بالتعاون الاستثماري الثنائي المستدام، من خلال الشراكة بين صناديق الاستثمار والشركات الاستثمارية، وأكدا أهمية تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، وعقد اللقاءات الاستثمارية وملتقيات الأعمال.
تطوير الشراكة الدفاعية لتحقيق الأمن والاستقرار
في الجانبين الدفاعي والأمني، أكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتطوير الشراكة الدفاعية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة، ويدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات الإقليمية، بما يسهم في حماية أمن المنطقة وتعزيز جاهزيتها. وأشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما في المجالات الأمنية كافة، بما فيها تبادل الخبرات والزيارات الأمنية على المستويات كافة، وتبادل المعلومات في مجال أمن المسافرين في البلدين، وعقد دورات تدريبية، والمشاركة في مؤتمرات الأمن السيبراني التي أقيمت في البلدين، وأمن الحدود، ومكافحة المخدرات، والتطرف والإرهاب وتمويلهما، ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها، وعبرا عن سعيهما لتعزيز ذلك بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين الشقيقين.
«القطار الكهربائي» يسهم في تسهيل حركة السياح
رحب الجانبان بتوقيع (اتفاقية الربط بالقطار الكهربائي السريع بين البلدين)، والذي يربط مدينتي الرياض والدوحة مرورًا بمدينتي الدمام والهفوف. ونوه الجانبان بأن هذا المشروع يُعد من المبادرات الإستراتيجية الكبرى، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ورؤية قطر الوطنية 2030، وبما يسهم في تسهيل حركة السياح والتجارة وتعزيز التواصل بين الشعبين الشقيقين.
كما رحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة في مجالات النقل السككي، وتشجيع الاستثمار، والأمن الغذائي، والإعلامي، والتعاون في مجال القطاع غير الربحي.
تعزيز موثوقية أسواق الطاقة وتعاون في 7 مجالات
أشار الجانبان إلى أهمية تعزيز موثوقية أسواق الطاقة العالمية واستقرارها، والحاجة إلى ضمان أمن الإمدادات لجميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي، وأعرب الجانبان عن رغبتهما في بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة؛ بما فيها الكهرباء، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتطوير مشاريعهما بما يعود بالمنفعة المشتركة على اقتصادي البلدين.
وأكدا أهمية تعزيز تعاونهما في تطوير سلاسل الإمداد واستدامتها لقطاعات الطاقة، وتمكين التعاون بين الشركات لتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية في البلدين بما يسهم في تحقيق مرونة إمدادات الطاقة وفاعليتها. واتفقا على ضرورة تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ في الاتفاقيات الدولية، والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، والعمل على أن تركز تلك السياسات على الانبعاثات وليس المصادر.
كما اتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الآتية: الاقتصاد الرقمي، الابتكار، الصناعة والتعدين، عبر رفع وتيرة العمل المشترك على مسارات التكامل الصناعي، البرامج والأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية، التعليم بإيجاد برامج أكاديمية نوعية مشتركة، الإعلام عبر رفع مستوى موثوقية المحتوى الإعلامي، والإنتاج الإعلامي المشترك، والمواكبة الإعلامية للمناسبات والفعاليات التي يستضيفها البلدان، والأمن السيبراني، والصحة.
تكثيف جهود صون
السلم والأمن الدوليين
في الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق بينهما، وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين. وتبادلا وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية. وثمن الجانب السعودي مصادقة دولة قطر الشقيقة على ميثاق المنظمة العالمية للمياه، والتي تهدف إلى توحيد وتعزيز الجهود العالمية في معالجة تحديات المياه وإيجاد الحلول الشاملة.
وفي ختام الزيارة، أعرب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن أطيب تمنياته موفور الصحة والعافية لأخيه صاحب السمو أمير دولة قطر، ومزيد من التقدم والرقي للشعب القطري الشقيق.