غزة في بداية 2025.. حرب إبادة مستمرة وسط صمت عالمي
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بقدوم عام 2025 بالأمل والتفاؤل، تظل غزة أسيرة لحلقة لا تنتهي من الموت والدمار والحصار الإسرائيلي، حيث فقد تقويم الأيام معناه منذ زمن؛ فشمس المعاناة تشرق ولا تغرب، وأصوات القصف والأنين تخنق سماء القطاع المحاصر منذ 457 يوما.
بدأ العام الجديد كما انتهى سابقه: "جثث تُحمل على الأكتاف، منازل تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، ونسف المنازل، وأسر تُكافح للبقاء على قيد الحياة"، وكأن الحرب بدأت من جديد، في ظل مشاهد الموت المتكررة التي باتت جزءا من يومياتهم منذ بدء الحرب.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 45 ألفا و658 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 108 آلاف و583 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
سنة جديدة بلا جديدتتوالى الشهادات المروّعة من الناشطين والصحفيين الذين يوثّقون المجازر اليومية في أول أيام العام الجديد، بينما يغرق العالم في احتفالاته، غير مكترث بأصوات الألم القادمة من القطاع المحاصر، وهذا أثار حالة من الغضب والصدمة بين نشطاء فلسطينيين وعرب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
منذ فجر اليوم.. استشهاد نحو 20 فلسطينياً بقصف إسرائيل على غزة بعد يوم دامٍ شهده القطاع أمس تحت عدوان الاحتلال المستمر حيث استشهد 90 فلسطينياً على الأقل. حصيلة الشهداء شملت الطبيب هاني حبيب والداعية محمد الشيخ والصحفي عمر الديراوي، ما يرفع عدد الشهداء العاملين في الإعلام في غزة… pic.twitter.com/BWqZrYWzOK
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) January 3, 2025
وتعليقا على ذلك، أوضح الناشط الفلسطيني محمد الدلو عبر حسابه على منصة "إكس" أنه مع بداية العام، وكأن الحرب بدأت من جديد، تشهد معظم مناطق قطاع غزة مجازر على مد البصر، في إشارة منه إلى كثرة المجازر الإسرائيلية التي تتواصل منذ أكثر من 15 شهرا.
وكأن الحرب بدأت من جديد !
اليوم دامٍ بمعنى الكلمة، مجازر على مد البصر في معظم مناطق قطاع غزة. مجزرة قبل وقتٍ قصيرٍ في السوارحة وسط قطاع غزة.
— محمد الدلو-???????????? (@mohamed_dalo) January 2, 2025
أما السياسي والأكاديمي الفلسطيني فايز أبو شمالة، فقال: "سنة 2025 لا تختلف عن سنة 2024 في قطاع غزة؛ فالقصف هو القصف، والموت هو الموت، والدمار والخراب والنزوح والتعب والعذاب لا يختلف من سنة لأخرى".
في غزة لا فرق بين السنين، فسنة 2024 لا تختلف عن سنة 2025،
القصف هو القصف، والموت هو الموت، والدمار والخراب والنزوح والتعب والعذاب لا يختلف من سنة لأخرى.
نسأل الله الفرج لأهل غزة
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) January 1, 2025
وأشار الناشط أبو صالح عبر صفحته على منصة "إكس" إلى أن العام الجديد بدأ بداية صادمة وكارثية في قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي خلف عددا كبيرا من الشهداء، غالبيتهم من الأطفال.
إعلانوبدوره، كتب الكاتب أدهم الشرقاوي: "لا أعوام جديدة في غزة! هو يوم واحد أشرقت شمسه منذ 452 يوما ولم تغرب بعد! ما زالوا يُقتلون، فإياك أن يصبح مشهد موتهم مألوفا عندك!".
لا أعوام جديدة في غزَّة!
هو يومٌ واحد،
أشرقت شمسه منذ 452 يوماً ولم تغرب بعد!
ما زالوا يُقتلون،
فإياك أن يصبح مشهد مؤتهم مألوفاً عندك! pic.twitter.com/0EbNk70YJY
— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) January 1, 2025
كما علق أحد المغردين قائلا: "العالم يودع عاما ويستقبل آخر باحتفالات، بينما أطفال غزة يودعون الحياة قتلا بالصواريخ والقنابل، في ظل التخاذل العربي والإسلامي. إن العالم في حقيقته يحتفل بموت الإنسانية".
استمرار الإبادةوعلق آخرون على مشهد استمرار الإبادة الجماعية بالقول: "القصف الهمجي شديد ومتوحش على قطاع غزة من شماله إلى جنوبه لو يتوقف الشهداء يرتقون والأطفال يقطّعون وفي أحسن الأحوال يُيتّمون، الإبادة مستمرة وكذا الجوع والبرد والخوف والقهر وكل صنوف الألم".
وأضاف مغردون أن أطفال العالم ينامون ويحتضنون هدايا العام الجديد بطمأنينة، بينما كانت غزة في أولى أيامها على موعد مع مجزرة جديدة، حيث لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بترك أطفال غزة ينامون وهم يموتون متجمّدين من البرد في خيام النازحين، بل واصل حرب الإبادة الجماعية.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Eye On Palestine (@eye.on.palestine)
وأشار ناشطون إلى أن قطاع غزة يشهد في بداية عام 2025 استمرار الإبادة الجماعية وقتل الأطفال، واستمرار الموت جوعا، واستهداف الطواقم الطبية بلا توقف. كما "يستمر الصمت العربي المغلّف بالخيانة، والخداع الأوروبي، والدعم الأميركي المتواصل للكيان الصهيوني".
"انظروا ما حدث للطفل في 2025".. فلسطيني يصرخ ممسكًا بقدم طفل في غزة بعد إصابته بقصف إسرائيلي pic.twitter.com/J49JMSLd3e
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 1, 2025
تنديد باستهداف المستشفياتوقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإبادة الجماعية والتطهير ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إعلانوشددت حماس -في البيان الذي قرأه عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم- على أن أبشع جرائم الاحتلال في حربه على غزة استهدافه للمنشآت الطبية وقتل طواقم المستشفيات.
وأضافت الحركة أن الاحتلال يهدف للقضاء على ما بقي من مستشفيات في قطاع غزة لإبادة سكانه، واتهمته بأنه "يكذب بوقاحة بشأن القطاع الصحي لتبرير استهدافه للمستشفيات".
ودعت حماس المجتمع الدولي إلى فضح وتجريم انتهاكات الاحتلال ضد المستشفيات، كما حمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان وبقية الكوادر الطبية.
كما دعا القيادي في حماس باسم نعيم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية إلى إرسال مستشفيات ميدانية لغزة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإبادة الجماعیة العام الجدید فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جدل حول سلوك إسرائيل في غزة.. خبير قانوني: ما يحصل في القطاع لا يرقى لمستوى الإبادة الجماعية
يرى ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون الألمانية، أن ما يحدث في غزة يمثل بلا شك جرائم حرب، إلا أنه من "الصعب جدًا" إثبات نية الإبادة الجماعية وفقاً للتعريف المعتمد في القانون الدولي. اعلان
في وقت تتصاعد فيه الاتهامات بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد ترقى إلى جريمة إبادة جماعية، يحذر بعض خبراء القانون الدولي من التسرع في استخدام هذا المصطلح دون توفر الأدلة القانونية الكافية.
ويرى ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون الألمانية، أن ما يحدث في غزة يمثل بلا شك جرائم حرب، إلا أنه من "الصعب جدًا" إثبات نية الإبادة الجماعية وفقاً للتعريف المعتمد في القانون الدولي.
Related "الوحدة الشبح": شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْن بارتكاب جرائم حرب في غزة“خائفون من العودة”.. قلق في صفوف جنود إسرائيليين كنديين بعد فتح تحقيق بشأن جرائم حرب في قطاع غزةبلجيكا تحيل جنديين إسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب لا توجد نية واضحة للإبادة الجماعية حتى الآنبحسب تالمون، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي صاغه المحامي اليهودي البولندي رافائيل ليمكين في عام 1944، تم ترسيخه في اتفاقية عام 1948، ويشمل ارتكاب أفعال محددة "بقصد التدمير الكلي أو الجزئي" لجماعة قومية أو عرقية أو دينية.
ويشير إلى أن الجريمة تتطلب نية واضحة ومحددة للتدمير، وهو ما يرى أنه لم يتم إثباته بعد في السياق الإسرائيلي-الفلسطيني. ويقول ليورونيوز: "ارتكبت إسرائيل جريمة الحرب المتمثلة باستخدام الجوع كسلاح، وهو ما يحرّمه القانون الدولي. لكن هذا لا يعني أنها ارتكبت إبادة جماعية".
وبدأ النزاع في 7 أكتوبر 2023، عندما نفذت حماس هجوماً على جنوب إسرائيل، أودى بحياة 1200 شخص وأسفر عن احتجاز مئات الرهائن. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 60,000 فلسطيني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وسط تزايد في مؤشرات المجاعة والتدمير الواسع للبنية التحتية.
في ديسمبر من نفس العام، رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً إسرائيل بخرق اتفاقية عام 1948 وبارتكاب "أعمال إبادة جماعية متعمدة ضد الفلسطينيين في غزة". وفي عام 2024، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا يخلص إلى وجود "أدلة كافية" تشير إلى أن سلوك إسرائيل في غزة يرقى إلى الإبادة الجماعية.
كذلك، قالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وسياسات الحكومة تشير إلى "نية منهجية لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة
وفي مقابلة منفصلة، يقول الباحث في مجال الإبادة الجماعية والهولوكوست، عومير بارتوف ليورونيوز إنه وصف الحملة العسكرية الإسرائيلية بأنها إبادة جماعية في مايو 2024، عندما قرر الجيش الإسرائيلي تسوية رفح بالأرض بعد أن أمر سكانها بإخلاء المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، ونقلهم إلى منطقة المواصي - وهي منطقة ساحلية لا يوجد فيها أي مأوى تقريبًا.
ولكن بالنسبة لخبير في القانون الدولي ومحامٍ مثل تالمون، لا يوجد دليل كافٍ على وجود نية واضحة لارتكاب إبادة جماعية في إسرائيل حتى الآن، وسيكون من "الصعب جدًا" على جنوب أفريقيا أو أي دولة أخرى إثبات أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
لشرح المعايير القانونية للإبادة الجماعية، يستشهد تالمون بمذبحة سريبرينيتسا عام 1995، التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية جريمة إبادة جماعية واضحة، حيث أُعدم أكثر من 8,000 مسلم بوسني خلال يومين. وأوضح أن المحكمة توصلت إلى استنتاج الإبادة بناءً على النمط المتعمد للقتل الجماعي والنية المعلنة للتطهير العرقي.
ويضيف: "لم نشهد حتى الآن حادثة مماثلة من هذا النوع في غزة، رغم جسامة الجرائم التي وقعت".
كما يوضح تالمون أن غياب "النية الواضحة للتدمير" لا يلغي إمكانية محاسبة إسرائيل على جرائم أخرى، مثل جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية. فوفق ميثاق الأمم المتحدة، يُعرّف هذا النوع من الجرائم بأنه "هجوم ممنهج وواسع النطاق ضد مدنيين، مع العلم المسبق بطبيعته".
ويرى أن تضييق الخناق على المدنيين وقطع الإمدادات قد يدل على نوايا أخرى، لكنه لا يشكل بحد ذاته دليلاً قاطعاً على نية الإبادة الجماعية.
كما يشير إلى أن إثبات جريمة إبادة جماعية ضد إسرائيل لن يكون له فقط أثر قانوني، بل سيطال المجتمع الإسرائيلي ككل، الذي يرى نفسه إلى حد كبير ضحية للإبادة النازية.
ويقول: "إذا تم تصنيف أفعال إسرائيل على أنها إبادة جماعية، فلن يكون الجناة أفرادًا فحسب، بل سيُنظر إلى المجتمع الإسرائيلي بأكمله على أنه متواطئ". ويضيف: "هذا سيحوّل الناجين من الهولوكوست إلى جناة في نظر القانون الدولي".
وتأسست محكمة العدل الدولية عام 1945، وأصدرت خلال العقود الماضية أحكامًا ضد أفراد في قضايا إبادة جماعية، لكنها لم تصدر أي حكم حتى الآن ضد دولة بعينها. وتُعرف قضايا الإبادة بأنها معقدة جدًا، وقد تستغرق أكثر من عقد كامل للوصول إلى حكم نهائي.
في المقابل، تنفي إسرائيل بشكل قاطع جميع الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إن هدف حملتها العسكرية هو القضاء على حماس، وإنها تتخذ "أقصى درجات الحذر" لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، بينما تتهم الحركة المسلحة باستخدامهم كدروع بشرية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة