البوابة نيوز:
2025-07-29@21:11:25 GMT

عيد الميلاد المجيد.. دعوة محبة وخير وترابط

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتفل مصر يوم ٧ يناير بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ونبارك للأخوة المسيحيين التابعين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالهم. وقد ذكرنى هذا اليوم بموقف محرج تعرضت له عندما سافرت إلى إنجلترا سنة ١٩٩٧، وتعاملت مع الزملاء المسيحيين هناك. حيث ذهبت لأستاذى المصرى المسيحى فى مستشفى سانت مارى فى مانشستر، وقلت له قبل ٢٥ ديسمبر "عيد ميلاد سعيد Merry  Christmas"، فنظر إلى بضجر وقال "عيد ميلاد إيه دلوقتي؟، عيد الميلاد عندنا يوم ٧ يناير.

. واضح إنك ما تعرفش حاجة عن الديانة المسيحية".. الحقيقة شعرت بإحراج شديد، وشجعنى ذلك على أن أقرأ المزيد عن الديانات وأسباب هذا الاختلاف فى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

 وأعتقد كما يعتقد الكثيرون أن مصر والمصريين هم أول من عرف التوحيد وآمن بالله العلى العظيم، حتى قبل إخناتون بفترة طويلة. الأمر ذاته أكده الدكتور وسيم السيسي، بأن التوحيد فى مصر موجود منذ الأسرة الأولى الفرعونية، وأن الأهرامات مكتوب عليها بالفرعونية: "واحد أحد ليس له ثانى موجد نفسى بنفسى ليس مثلى أحد". ونفى كذلك أن يكون المصريون القدماء من عبدة الأوثان، مؤكدًا أنهم كانوا يعبدون الإله الواحد الأحد ولذا فالتدين فى مصر قديم قدم حضارة المصريين.

وحالياً، هناك حوالى ٤٢٠٠ ديانة تشمل المعتقدات والممارسات المتنوعة للناس فى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أكثر من مليار شخص ليس لهم أى دين. وتأتى الديانة المسيحية فى المرتبة الأولى من حيث التعداد بحوالى ٢.٣ مليار نسمة، يليها  الإسلام بحوالى ١.٨ مليار نسمة، ثم الهندوسية فى المرتبة الثالثة ويدين بها حوالى ١.١ مليار نسمة. وهناك ديانات مثل اليهودية والبوذية والسيخية والشامانية والبهائية، وغير ذلك الكثير.

 وتاريخياً، ارتبطت الديانات السماوية الثلاث بمصر حيث أن نبى الله موسى عليه السلام مولود فى مصر. والعائلة المقدسة (السيدة مريم والسيد المسيح عيسى عليه السلام) قد مكثت فى مصر قرابة ٣ سنوات هرباً من اضطهاد الرومان. وأن المصريين قد اعتنقوا المسيحية فى القرن الأول الميلادي. كما أن لمصر تاريخاً إسلامياً عظيماً منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص فى عصر الخليفة عمر ابن الخطاب رضى الله عنه. ومنذ فجر التاريخ، عاش أصحاب الديانات السماوية فى مصر فى وفاق وتسامح ومحبة، وهو ما يتجلى اليوم بين المسلمين والمسيحيين إذ نحتفل سوياً بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

وبالنسبة لعيد الميلاد المجيد، يحتفل عدد من الكنائس بأعياد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي، يوم ٢٥ ديسمبر من كل عام، فى مقدمتها الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والكنيسة الأسقفية والطائفة المارونية بمصر. ويحتفل عدد آخر من الكنائس بعيد الميلاد المجيد وفقاً للتقويم الشرقى والذى يوافق ٧ يناير من كل عام، وفى مقدمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية بمصر.

وفى المدرسة التى كان يدرس فيها أولادى فى إنجلترا وهم أطفال، كان هناك مقرر لكل ديانة، يتم تدريسه للأطفال بمنتهى الاحترام والإجلال، وفى كثير من الأحيان كنت أجد معلومات قيمة عن الأديان الأخرى لم أكن أعرف عنها شيئاً. والحقيقة تمنيت لو كنت تعرفت على هذه الأديان وأنا طفل صغير، ولكن للأسف، كان لنا زميل مسيحى فى المدرسة، وكانوا يخرجونه من الفصل عند تدريس حصة الدين الإسلامي. وحتى الآن لا أعرف السبب الذى يحول دون تدريس التعرف على الأديان الأخرى فى مدارسنا.

لكن العظيم فى الأمر أن تعاليم جميع الأديان متشابهة، ففى الأديان السماوية، الإسلام والمسيحية واليهودية، وكذلك فى الكنفوشية والبوذية والهندوسية، تجد الدعوة إلى الصدق فى القول، والعدل فى المعاملات، وحب الآخر، ومساعدة المحتاج، والحفاظ على الحياة، والعطف على الصغير واحترام الكبير. وكذلك تجد تحريم الزنا، والقتل والسرقة والكذب.

وذات مرة، أثناء الاحتفالات المبهجة بالكريسماس ووسط الأنوار والزينة، سألتنى زميلة فى العمل، هل صحيح أن الدين الإسلامى يقول إن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة، وأن باقى الاديان سوف يدخلون النار؟.. قلت لها غير صحيح وسوف أعطيكى الدليل وفتحت المصحف الشريف وقرأت لها من القرآن الكريم ما يدل على ذلك. الآية ٦٢ من سورة البقرة: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وقوله تعالى فى سورة الحجرات، الآية ١٣، “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. صدق الله العظيم.

عندها نظرت إلىَّ بعمق وقالت: فعلاً الإسلام دين عظيم، والقرآن كتاب معجز، ولكن للأسف بعض المسلمين يسيئون إليه، كما يسىء كل المتطرفين إلى الأديان.

كل سنة وكل مصرى سواء كان مسلماً أو مسيحياً بخير، وكل سنة ومصر وأهلها بخير وترابط ومحبة. وكل عام وحضراتكم جميعاً بخير.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عيد الميلاد المجيد ميلاد السيد المسيح السعيد عبد الهادي علیه السلام عید المیلاد عید میلاد فى مصر

إقرأ أيضاً:

الزمالك يقترب من تمديد عقد حسام عبد المجيد بعد رفض العروض الأوروبية

كشف الإعلامي إبراهيم عبد الجواد عن اقتراب نادي الزمالك من تمديد عقد مدافعه حسام عبد المجيد، بعد فشل مفاوضات احترافه خارجيًا خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأوضح عبد الجواد أن حسام عبد المجيد، برفقة شقيقه الذي يتولى إدارة أعماله، رفضا العروض الأوروبية التي وصلت مؤخرًا، بسبب ضعف المقابل المالي المعروض سواء للاعب أو لنادي الزمالك، بالإضافة إلى غياب أي مشروع رياضي واضح في تلك العروض، ما يجعلها غير مغرية من الناحيتين المالية والفنية.

وأكد أن اللاعب بات قريبًا جدًا من تجديد عقده مع الزمالك، حيث من المنتظر أن يعقد جلسة خلال الأيام المقبلة مع المدير الرياضي للنادي، جون إدوارد، من أجل تعديل ورفع قيمة عقده، ليصبح ضمن الفئة الأولى داخل الفريق.

يأتي هذا التحرك في إطار سعي إدارة الزمالك للحفاظ على القوام الأساسي للفريق، وتجهيز العناصر المميزة للموسم الجديد الذي يشهد مشاركة النادي في بطولات محلية وقارية.

طباعة شارك الزمالك حسام عبدالمجيد نادي الزمالك الإعلامي ابراهيم عبدالجواد

مقالات مشابهة

  • ريمة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي عليه السلام
  • ساهم بـ4 ملايين دولار... إطلاق اسم جورج وديع عوده على مركز الألزهايمر في مستشفى المسيح الملك (صور)
  • أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025.. «نسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده»
  • هل الابتلاء دليل محبة الله أم عقوبة؟.. أزهري يوضح
  • عبر منصة أبشر.. خطوات إصدار شهادة ميلاد بدل مفقود
  • عبد المسيح لسعيد: لا يمكن الاكتفاء بمشهد تحميل رياض سلامة وحده المسؤولية
  • بلاغ قضائي ضد “سوزي الأردنية” بتهمة ازدراء الأديان بعد تصريحات مثيرة للجدل
  • الزمالك يقترب من تمديد عقد حسام عبد المجيد بعد رفض العروض الأوروبية
  • ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة.. فيلسوف الدراما الذي غيّر ‏وجه الشاشة المصرية
  • آخر تطورات موقف حسام عبد المجيد في الزمالك.. تفاصيل مهمة