مئات آلاف الوظائف مهددة بالانقراض في وول ستريت.. ما السبب!
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بفضل اتساع نطاق الذكاء الاصطناعي في المهام التي يمكن أن يؤديها عوضا عن البشر، تتجه العديد من البنوك، والشركات العالمية لإنهاء خدمة ما يصل إلى 200 ألف موظف ما بين السنوات الثلاث والخمس المقبلة
وبحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ إنتليجنس”، أشار كبار مسؤولي المعلومات والتكنولوجيا إلى أنهم يتوقعون الاستغناء عن خدمات صافي 3% من الموظفين، بحسب تقرير نُشر الخميس.
ويرى توماس نويتزل، المحلل الأول لدى الوكالة، الذي أعد التقرير، أن إدارات الدعم وتقييم المخاطر والعمليات ستكون الأكثر عرضة للخطر على الأرجح.
وبينما قد تشهد إدارة خدمة العملاء تغييرات مع تمكن الروبوتات من أداء مهام الموظفين، فإن مهام معرفة العميل قد تتعرض للخطر أيضاً.
وأضاف أن “أي وظائف تتضمن مهام روتينية مكررة عرضة للخطر. لكن الذكاء الاصطناعي لن يقضي عليها تماماً، بل سيؤدي إلى تغير في القوة العاملة بدلاً من ذلك”.
وكانت بنوك “سيتي غروب” و”جيه بي مورغان” و”غولدمان ساكس” من بين جماعة النظراء التي شملها مسح “بلومبرغ إنتليجنس”. وتضمن أنه
من بين 93 مشاركاً في الاستطلاع، توقع الربع تقريباً خفضاً أكبر لإجمالي عدد الموظفين بما يتراوح بين 5% و10%.
وتشير النتائج إلى تغييرات واسعة النطاق في القطاع ستؤدي إلى ارتفاع الأرباح.
ففي 2027، قد ترتفع أرباح البنوك قبل الضريبة بما بين 12% و17% مقارنة بمستواها دون إجراء التغييرات، ما سيضيف نحو 180 مليار دولار إلى صافي أرباحها معاً، حيث سيؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإنتاجية، بحسب “بلومبرغ إنتليجنس”.
ويتوقع 80% من المشاركين أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى زيادة الإنتاج والإيرادات بنسبة 5% على الأقل خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
وتقبل البنوك بأعداد كبيرة على الجيل الجديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تحسن الإنتاجية بشكل أكبر، بعد أن أمضت سنوات في تحديث نظم تكنولوجيا المعلومات لتسريع وتيرة العمليات وخفض التكاليف في أعقاب الأزمة المالية.
وكشفت “سيتي غروب” في تقرير صدر في يونيو، أن الذكاء الاصطناعي على الأرجح سيحل محل عدد أكبر من الوظائف في القطاع المصرفي مقارنة بأي قطاع آخر، وأن هناك إمكانية كبيرة لأتمتة نحو 54% من الوظائف على مستوى القطاع.
وتستخدم بنوك “وول ستريت” الذكاء الاصطناعي لتجديد عالم التمويل بالتكنولوجيا المتطورة، وخُصص نحو 40% من إجمالي الوظائف الشاغرة لتلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
مع ذلك، أكد عدد من الشركات أن التحول سيؤدي إلى تغيير الوظائف باستخدام التكنولوجيا، وليس استبدالها بشكل كامل. وأشارت تيريزا هايتسنريذرز، التي تدير جهود الذكاء الاصطناعي في “جيه بي مورغان”، في نوفمبر إلى أن تبني البنك للذكاء الاصطناعي التوليدي يهدف حتى الآن إلى دعم الوظائف.
وقال جايمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك “جيه بي مورغان” في مقابلة مع تليفزيون “بلومبرغ” في 2023، “أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي على الأرجح إلى تحسن ملحوظ في جودة حياة الموظفين، حتى وإن ألغى بعض الوظائف، و”سيعيش أطفالك حتى سن 100 عام ولن يصابوا بالسرطان بفضل التكنولوجيا. والأرجح أنهم سيعملون ثلاثة أيام ونصف أسبوعياً”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الروبوت وول ستريت الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)