سودانايل:
2025-07-30@14:15:18 GMT

التكايا و مثيلاتها !

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

برز اسم التكية و دورها حاليا في المجتمع السوداني و بقوة، ابان الحرب الدائرة اليوم بين الجيش و حليفها سابقا الجنجويد، و التي دمرت كل موارد الحياة إضافة للبنية التحتية للدولة و المجتمع. كما تعاظم دورها عندما عجزت سلطة الأمر الواقع في بورتسودان عن القيام بدورها في توفير لقمة العيش الكريم للمواطن ، أو توفير الإمكانيات لهم للقيام بالزراعة لإطعام أنفسهم.

عندما احتار المواطن في كيفية العيش و الاستمرار في الحياة، لجأ الى التراث السوداني يستمد منه المدد، و لم يخذلهم التراث فقد وجدوا ضالتهم في " التكايا " التي لم تخيب لهم أملا.
فما هي التكية ؟
لغويا كما جاء في قاموس المعاني مشتقة من الفعل ( اتكأ ) و هو تعنى استند على الشيء او جلس عليه لتناول الطعام و الشراب و الجمع هو التكايا. و يقال أيضا ان التكية شكل من اشكال المعمار الهندسي التركي و هي مكان للتصوف و اطعام المسافرين و المعدمين، و قد تسرب المصطلح الى السودان ابان الاستعمار التركي كما تسربت مصطلحات أخرى متعددة من اللغة الإنجليزية و المصرية ابان استعمارهما للسودان و صارت تلك المصطلحات ضمن حزمة الثقافة السودانية.
التكية في السودان مكان أنشئ ليتناول فيه الافراد المسافرين أو المقطوعين أو حتى الأشخاص غير القادرين الطعام ، و هو شكل من اشكال المساعدة، التضامن ، و التكافل في المجتمع السوداني. و قد ارتبط في كثير من الحالات بأسماء المتصوفة الذين ينشئون مثل هذه التكايا، كما أرتبط أيضا بالمساجد و المؤسسات الدينية.
و تُدعم التكايا من قبل الأفراد المستطيعين أو القادرين، و من أشهر التكايا السودانية... تكية ( حمد ود أم مريوم )، و تكية الشيخ قريب لله ( الطريقة السمانية ) في امدرمان. و يتعاظم دور التكايا في أيام المجاعات ، الحروب و شح الطعام و تصبح ملاذ للناس كما يحدث الآن. و لا يجد مرتادو التكايا حرجا فهو دور صمم من قبل المجتمع و مقبول وسط الناس.
المجتمع السوداني يذخر بأشكال متعددة من مؤسسات التضامن الاجتماعي و تسمى بأسماء مختلفة وفقا للمناطق التي تنشأ بها. نذكر منها، النفير، الفزع ، العونه ، الرفد ،الكتوف ، الصندوق و أخيرا العدل.
- النفير : هو تقديم المساعدة للغير عند الحاجه، و غالبا أيام الحصاد و في وقت الكوارث و الأزمات.
- الفزع : و هو التدخل السريع لمد يد المساعدة و غالبا في المناطق الرعوية أو مناطق البادية عندما تقع السرقات أو النزاعات القبلية، و قد أفسد " الجنجويد " المصطلح في الحرب الدائرة اليوم، عندما استخدم الفزع للمساعدة على السرقة و قتل الرجال و اغتصاب النساء و ترويع المواطنين.
- العونه: مشابه لمصطلح النفير لتجهيز الأرض وقت الحصاد.
- الصندوق : يتم انشاءه بين الأسر لجمع مبالغ مالية شهرية لدعم المحتاج من بين افراد الأسرة.
الرفد: دعم و سند مالي من الأصدقاء لمن يمر بأزمة.
- الكتوف : العمل الجماعي في بناء المنازل أو ترميمها.
- العَدل : مساعدة أو مشاركة، و يستخدم المصطلح كثيرا في الأنادى عند المشاركة في الشراب أو الطعام.
المدهش أورد د. عون الشريف قاسم في كتابه ( العامية في السودان ) عدة معانى للعدل...أحيانا لا تتشابه أو حتى تتقارب...فمثلا في ( أبو حمد ) نجد العدل هو تمساح اسود خطر لا يزيد طوله عن ستة أقدام ، و العدل أيضا أسم مرض يصيب أسفل الحنك، و في دارفور هو المَهر و المال الذى يدفع لأهل العروس، و هي أغنية في سيرات الأعراس ( العديلة يا بيضاء تقدمو و تبره. العديله قومي معاه ). و العدّالة هي المرأة الخبيرة بأمور النساء و تتصدر حفلات الأعراس لمعرفتها الخبيرات بالرقص.
أعتقد ان ( التكايا ) سوف تلعب دورا مهما في مسيرة العمل الاجتماعي و السياسي في السودان .....الشعب السوداني شعب مبدع ، نجيض و لماح.

عدنان زاهر
يناير 2025

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لكن يبدو أنهم تعاملوا مع موضوع (شفشفة العربات) بنظرية أكل التمر

عندما كانوا يسرقون السيارات أيام الحرب الأولى، لم أكن أتوقع أن عربة اكسنت جياد و موديل 2003 يمكن أن تكون مغرية لهم، كنت أراهم يجرجرون اللاندكروسرات والاوبامات و البكاسي الدفع الرباعي و غيرها من السيارات الفخمة..

و لكن يبدو أنهم تعاملوا مع موضوع (شفشفة العربات) بنظرية أكل التمر، تعرفونها..
عندما يوضع أمامك طبق من البلح، فانك تبدأ بأكل أفضل مافيه، ثم تبدأ في اختيار الأجود ثم الجيد و في النهاية تأكل حتى الحشف..

و هذا ما حدث… انتهى الأمر للركشات و الكارو و حتى دراجات المعوقين ثم الحمير.
و ما زلت أبحث عن سيارتي التي سرقوها بقوة السلاح.. هل أحد منكم رآها …؟
ربما في ميدان هنا أو بيت هناك أو زقاق بين البيوت…

يس ابراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لكن يبدو أنهم تعاملوا مع موضوع (شفشفة العربات) بنظرية أكل التمر
  • وزير العدل يؤكد تعاون حكومة السودان مع الآليات الدولية ووكالات الامم المتحدة الخاصة بحقوق الانسان
  • تنظيم الاتصالات
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • الفاشر تحت الحصار.. توقف التكايا يحرم آلاف الأسر من الوجبة اليومية
  • بن غفير: كان علينا إرسال القنابل إلى غزة بدلًا من الطعام
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد في حكومته
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»
  • لن نفرط.. وزير “المعادن” السوداني يعلن الحرب على مهربي الذهب
  • التنين ليس عدونا !