محمد أمين: 2025 سيكون عام التحول الحقيقي للذكاء الاصطناعي في المنطقة
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
أكد محمد أمين، نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية، والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة دِل تكنولوجيز، أن عام 2025 يمثل نقطة تحول محورية في رحلة التحول الرقمي للمنطقة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح عنصرًا أساسيًا في تحسين الأداء التجاري وتحقيق النمو.
وقال أمين: "خلال عام 2024، شهدنا خطوات هامة من قبل الشركات التي بدأت في استكشاف أدوات الذكاء الاصطناعي واختبارها، مما جعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في تعزيز العمليات التجارية.
وأوضح أمين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد تبنيًا متزايدًا، حيث أشار تقرير لشركة McKinsey إلى أن استخدامه تضاعف خلال عشرة أشهر فقط. وقال: "ما نراه اليوم هو أن الشركات بدأت فعليًا في جني ثمار استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. والتوقعات تشير إلى أن هذا الاتجاه سيستمر، مع تحقيق عوائد ملموسة على مدى الأشهر المقبلة".
وأضاف أن تقريرًا صادرًا عن Strategy& يتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يصل إلى 23.5 مليار دولار سنويًا في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030، مع استفادة قطاعات الإعلام، الرعاية الصحية، والخدمات المصرفية بشكل كبير.
وفي حديثه عن الأجهزة الذكية، قال أمين: "تخيل أن تبدأ يومك مع جهاز كمبيوتر شخصي يقوم بكتابة المسودات، وتنظيم قائمة أعمالك، وحتى تلخيص رسائل بريدك الإلكتروني بينما تحضر قهوتك. هذا لم يعد مجرد خيال، بل هو واقع أصبح ممكنًا بفضل أجهزة الكمبيوتر الذكية التي تجمع بين الأداء العالي وتقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة".
وأشار إلى أن هذه الأجهزة مصممة لتحسين الإنتاجية، خاصة للشركات التي تعتمد على بيئات العمل الهجينة. وأضاف: "هذه الأجهزة تمثل مستقبل العمل، فهي توفر الأداء، الأمان، والكفاءة، وتعد مثالية للانتقال إلى السحابة الطرفية، حيث يتم معالجة البيانات محليًا بطريقة أكثر كفاءة".
وأكد أمين على أهمية تحديث مراكز البيانات لتواكب احتياجات الذكاء الاصطناعي المتزايدة، مشيرًا إلى أن غالبية عمليات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025 ستتركز على اتخاذ قرارات في الوقت الفعلي. وقال: "الهندسة المعمارية القابلة للتوسيع أصبحت ضرورة، حيث تتيح للشركات تحسين مرونة العمليات وكفاءتها، مع تقليل الاعتماد على الحلول التقليدية".
وأضاف أن ارتفاع تكلفة الطاقة يتطلب من الشركات تبني تقنيات موفرة للطاقة واستخدام مصادر متجددة، مما يعزز كفاءة العمليات ويقلل من التأثير البيئي.
وأشار أمين إلى أن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيصبحون أكثر تطورًا بحلول عام 2025، مضيفًا: "هذه الأنظمة الذكية لن تكون مجرد مساعدات افتراضية، بل ستصبح شريكًا فعليًا في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، مما يعيد تعريف بيئات العمل ويخلق فرصًا جديدة للتفاعل والابتكار".
وتطرق أيضًا إلى أهمية الاستثمار في تطوير المهارات لمواكبة هذا التحول. وقال: "72% من قادة تكنولوجيا المعلومات يرون أن هناك فجوة كبيرة في مهارات الذكاء الاصطناعي. ومن هنا، يجب على الشركات الاستثمار في تدريب موظفيها لتسخير إمكانيات هذه التكنولوجيا وتحقيق التفوق في السوق".
واختتم محمد أمين حديثه قائلاً: "الشركات التي ستنجح في عام 2025 هي تلك التي تستجيب للتغيرات برؤية واضحة ومرونة كبيرة. الآن هو الوقت لوضع استراتيجيات شاملة للذكاء الاصطناعي، ترقية البنية التحتية التكنولوجية، والالتزام بالاستدامة لضمان الريادة في هذه الحقبة التكنولوجية".
وأكد أن العام الجديد يحمل فرصًا هائلة للشركات التي تستعد بذكاء، مضيفًا: "السؤال الذي يواجه الجميع اليوم هو: هل أنتم مستعدون للاستفادة من هذه التغييرات الجذرية والمضي قدمًا في رحلة التحول الرقمي؟".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی عام 2025 إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)