قصة تحرير مدني من أغلال الأسر وإطلاقها لزغرودة النصر
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
لم تنطلق هذه الزغرودة بغتة ولم يتحقق هذا النصر والانعتاق من بين براثن متمردي الدعم السريع ومرتزقتهم فجأة.. وإنما جاءت الزغرودة نتيجة للصبر والمثابرة وقوة عزيمة الرجال و شدة شكيمة الأبطال من عناصر القوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية المختلفة والقوات المشتركة وكتائب المستنفرين والمقاومة الشعبية، الذين صالوا وجالوا في ساحات المعركة كالأسود الضارية فقدموا صورا نادرة للتضحية والفداء صونا لتراب هذا الوطن ومهراً لتلك المدينة الوادعة التي تقع على ضفاف النيل الأزرق .
أجل! هبوا هبة رجل واحد فزحفت متحركاتهم ومحاورهم العسكرية تجاهها في ثبات خطوة تلو خطوة من كل صوب في ظل مقاومة شرسة من متمردي الدعم السريع و مرتزقتهم من عربان الشتات الذين لم يصمدوا طويلا أمام ضرباتهم الموجعة .. إذ انهارت دفاعاتهم الأمامية في لمح البصر كتلال من الرمال ارتكازا تلو ارتكاز في وجه تلك القوات الزاحفة المسلحة بعزيمة الرجال وإصرار منقطع النظير نحو بلوغ هدفهم النبيل ألا وهو تحرير مدينة ود مدني وتطهيرها من رجسهم .. فلم يتركوا لهم خيارا في نهاية المطاف سوى اللواذ بالفرار إلى داخل المدينة للإحتماء بين أحيائها و مبانيها الشاهقة ليحاربوها من وراء الحجب..
أجل، تمكنت تلك الجيوش الزاحفة في تأنٍ وتؤدة من إحكام الحصار على تخوم المدينة ومشارفها من كل حدب وصوب، فأدخلت الهلع والرعب في قلوب المتمردين و رعاديدهم من المتعاونين الذين عاثوا فسادا فيها من انتهاك للأعراض، ونهب للمتلكات، وإذلال للمواطنين العزل، علاوة على المخذلين والمرجفين من أدعياء الإدارة المدنية من انصار قحت (تقدم) .. إذ طوقوهم من كل فج وسدوا عليهم المنافذ من كل درب .. وكأنهم يقولون لهم لا مهرب ولا منجى لكم اليوم من نيران أسلحتنا جزءا لما اقترفتموه من جرائم نكراء وانتهاكات شنعاء تشيب لها الرؤوس في حق المواطن الأعزل في مدن الجزيرة وقراها.
أجل! حاصروهم في مدة ليست بالقصيرة، فأخذوا يناوشونهم من وقت لآخر، تارة بالمدفعية الموجهة والغارات الجوية وتارات اخري بالطائرات المسيرة والعمليات الفدائية لأبطال العمل الخاص.، وظلوا هكذا يطبقون عليهم الحصار شهراً إثر شهر حتى تنزلت إليهم الأوامر من القيادة العسكرية العليا بمداهمة مواقع تحصيناتهم ومعاقل دفاعاتهم داخل المدينة أينما وجدت فاقتحموها عنوة واقتدارا فلم تدم المعركة بينهما طويلا حتى دكوها على رؤوسهم دكا.. وألحقوا بهم هزيمة نكراء سارت بها الركبان.
أجل! قدموا مئات الشهداء من جنود وصف ضباط ومستنفرين وضباط برتب رفيعة يأتي على رأسهم قائد قوات جيش حركة تحرير السودان جناح مصطفى تمبور بمحور الفاو الشهيد البطل العميد إمام زكريا خميس الذي استشهد في معركة أم القرى الحامية الوطيس في النصف الأول من شهر ديسمبر المنصرم عام 2024م و التي دارت رحاها بين قواتنا الباسلة و متمردي الدعم السريع ومرتزقتهم من دول الجوار الأفريقي و أوباش غرب أفريقيا.. اذ قدم صورة مشرقة عن الجندي السوداني المقدام والقائد الملهم والبطل الهمام الذي يبذل روحه رخيصة فداءا للوطن.. حيث رفض الانسحاب من أمام العدو بالرغم من تكالبهم عليه وكثافة نيرانهم تجاه محوره .. إذ ظل يقاتل وينافح عن موقعه وثغره الذي أوتمن عليه حتى نفدت ذخيرته فاستشهد قبل أن تصله النجدة ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها شهيدا من أجل وحدة تراب الوطن..
هكذا هم أبطال الجيش السوداني الاماجد و مغاوير القوات المشتركة الأشاوس الذين رووا أرض السودان بدمائهم الزكية وأجبروا العدو في معركة تحرير ود مدني على الفرار من أمامهم كفرار الضباع من أمام الأسود الغاضبة مخلفا وراءه مرتزقته صرعي بين قتيل وجريح وأسير في ساحة المعركة.. لذا حق لمدني أن تمسح دموعها الآن بفخر َوتطلق زغرودة الفرح ابتهاجا بالنصر و احتفاء بتحررها من أغلال الأسر.
عوض أبكر إسماعيل
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسد
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا مطولا عن التحدي الذي يواجهه الرئيس السوري أحمد الشرع المتمثل في وجود مقاتلين أجانب كانوا قد ساعدوه في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وبعد مرور 6 أشهر من دخول الثوار السوريين دمشق أواخر العام المنصرم، أصبح الشرع رئيسا للبلاد. لكن الصحيفة تحذر من أن هؤلاء المقاتلين الإسلاميين، الذين قدِموا من مناطق بعيدة مثل أوروبا وآسيا الوسطى للانضمام إلى الثورة، يشكلون تحديا عميقا لمستقبله السياسي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of listوقد عيّن الشرع بعضا منهم في مناصب عليا في وزارة الدفاع، واقترح تجنيس عديد منهم من ضباط الصف والجنود، بيد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشترط طرد جميع المقاتلين الأجانب لتخفيف العقوبات التي شلّت الاقتصاد السوري.
ويقول جيروم دريفون المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية إن الحكومة السورية حاولت عزلهم، لكنها تواجه مشكلة حقيقية في تنفيذ المطلب الأميركي، وتحديدا في تعريف من هم "الإرهابيون"، وحتى إذا تم طردهم فإن بلدانهم لا تريد عودتهم.
ووفقا لجماعات الرصد التي تراقب الأوضاع في سوريا، فإن المقاتلين الذين شاركوا في هجوم دموي قبل شهرين على المجتمعات الساحلية السورية، وقتلوا مئات من أبناء الطائفة العلوية، كانوا من المسلحين الأجانب، وتهدد هذه التوترات الطائفية بزعزعة استقرار المرحلة الانتقالية الهشة.
إعلانوأفادت واشنطن بوست بأن الأكثر تشددا من بين المقاتلين الأجانب بدؤوا يصبون جام غضبهم على "رفيق سلاحهم السابق"، وذلك بسبب عدم فرضه الشريعة الإسلامية في سوريا حتى الآن، ويزعمون أنه يتعاون مع الولايات المتحدة والقوات التركية لاستهداف الفصائل المتطرفة.
ونقلت عن أحد المقاتلين الأوروبيين -الذي تحدث في مقابلة أُجريت معه في مدينة إدلب الشمالية شريطة عدم الكشف عن هويته- قوله إن "الجولاني يهاجمنا من الأرض، وأميركا من السماء"، مستخدما الاسم الحركي لأحمد الشرع عندما كان يقاتل النظام السابق.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن عشرات الآلاف من الأجانب تدفقوا إلى سوريا والعراق المجاور على مدى العقدين الماضيين للقتال إلى جانب الثوار السوريين خلال الحرب التي استمرت زهاء 14 عاما. وقد انضم عديد منهم إلى جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين التحق آخرون بفصائل أقل تطرفا.
يقدِّر باحثون أن 5 آلاف من المقاتلين الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا
ويقدِّر باحثون أن 5 آلاف من هؤلاء الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا.
ونسبت الصحيفة إلى محللين سياسيين ومقاتلين أن حكومة دمشق أمرت الأجانب بالتواري عن الأنظار وعدم التحدث علنا، في حين يعمل الشرع جاهدا لتحقيق توازن يبدو صعبا.
وأشارت إلى أن مراسليها التقوا -في 3 مناسبات منذ سقوط الأسد- مقاتلين أجانب في عدة مناطق من البلاد. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان مقاتلون أتراك متمركزين في الطريق المؤدية إلى مدينة حماة (وسط البلاد)، حيث مقام الإمام علي زين العابدين، بينما كان مقاتلون عراقيون يجوبون المدينة على أنهم سياح.
وفي مارس/آذار الماضي، سيطر مقاتلون من آسيا الوسطى على نقطة تفتيش تقطع الطريق إلى جبل قاسيون الشهير في دمشق. ثم في أوائل مايو/أيار الماضي، اختفى جُلَّهم من نقاط التفتيش وشوارع وسط وجنوب سوريا على الأقل.
الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل
وتحدث مقاتل فرنسي إلى الصحيفة -بشرط الاكتفاء بذكر اسمه الأول وهو مصطفى- قائلا إنه سافر من باريس للانضمام إلى القتال ضد قوات الأسد عام 2013، في البداية مع فصيل صغير يتألف في معظمه من مصريين وفرنسيين، ثم مع جبهة النصرة سابقا قبل أن تتحول إلى هيئة تحرير الشام.
وقال حلاق يُدعى محمد كردي -لصحيفة واشنطن بوست– إن بعض زبائنه كانوا مقاتلين من بيلاروسيا والشيشان وأوزبكستان وأماكن أخرى.
غير أن الخبراء الذين يراقبون الجماعات الإسلامية يقولون إن المقاتلين ككل أصبحوا أقل تطرفا بمرور الوقت، رغم أن معظمهم لا يزالون محافظين بشدة. ولم يرغب أي ممن التقاهم مراسلو الصحيفة في مغادرة سوريا بحجة احتمال تعرضهم للاعتقال أو حتى لعقوبة الإعدام في بلدانهم الأصلية.
إعلانوطبقا لتقرير الصحيفة الأميركية، فإن الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل.
وفي اعتقاد المحلل دريفون أن الحكومة لا تريد أن تخونهم، لأنها لا تعرف كيف سيتصرفون، مضيفا أنهم قد يختفون، أو قد ينضمون إلى جماعات أخرى، وربما ينخرطون في أعمال عنف طائفي، وقد تسوء الأمور أكثر.
وتعتقد الصحيفة أن حكومة الشرع قد تسعى إلى دمج معظم المقاتلين الأجانب في جيش البلاد الجديد، مشيرة إلى أن 6 منهم عُيِّنوا بالفعل في مناصب عليا في وزارة الدفاع، وهي خطوة يرى الخبراء أن الشرع يستهدف منها تحصينه ضد الانقلابات المحتملة من خلال وضع مواقع أمنية -مثل حرسه الرئاسي- في أيدي موالين أجانب لا يتمتعون بمصادر قوة مستقلة.