تصاعدت حدة الجدل بشأن وقوع انتهاكات إنسانية خطيرة في مدينة ود مدني، وسط السودان، بعد دخول الجيش السوداني إلى المدينة التي انسحبت منها قوات الدعم السريع، والتي كانت تسيطر عليها لأكثر من عام.

مشاهد صادمة واتهامات متبادلة

أكد ناشطون سودانيون أن عمليات قتل واعتقال جرت بحق مدنيين من قبل مسلحين يرتدون زي الجيش السوداني، تحت ذريعة تعاونهم مع قوات الدعم السريع.

وظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي توثق اعتقالات لمواطنين معصوبي الأعين، إضافة إلى تحقيقات مع فتاة يُزعم تعاونها مع الدعم السريع، إلى جانب مشاهد لجثث مدنيين ملقاة على الأرض.

وفي تعليق على هذه الأحداث، قال الباشا طبيق، مستشار مليشيا الدعم السريع، إن "الجيش السوداني وكتائب البراء والمجموعات المسلحة التابعة له، قاموا بحملات انتقامية استهدفت مجموعات عرقية معينة في ود مدني"، واصفًا تلك الانتهاكات بأنها "وحشية وبربرية".

وأضاف طبيق أن "هذه الممارسات تعكس الهدف الحقيقي للحرب التي أشعلها الجيش، بإيعاز من الحركة الإسلامية".

من جانبه، صرّح أيوب نهار، مستشار مليشيا الدعم السريع، بأن "الانتهاكات التي وقعت في اليوم الأول لدخول الجيش السوداني استهدفت المدنيين من أبناء دارفور على أساس الهوية".

وأضاف أن "الجيش السوداني منذ تأسيسه متورط في جرائم جسيمة، وأي دعم له يعد مشاركة في تلك الجرائم".

رد الجيش السوداني

في المقابل، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا، يوم الثلاثاء 14 يناير 2025، أدانت فيه ما وصفتها بـ "التجاوزات الفردية" التي حدثت في بعض مناطق ولاية الجزيرة بعد تطهير ود مدني.

وأكد البيان التزام الجيش بالقانون الدولي، مشيرًا إلى حرصه على محاسبة أي شخص يثبت تورطه في تجاوزات ضد المدنيين.

وجاء في البيان: "نتابع عن كثب الحالة الأمنية بالتنسيق مع لجنة أمن ولاية الجزيرة لتأمين كافة المناطق، وإحباط محاولات الجهات المتربصة بالبلاد لاستغلال أي تجاوزات فردية ونسبها للقوات المسلحة".

أوضاع إنسانية متدهورة


تأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة بالسودان، حيث تسبب الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية لملايين المدنيين. وتطالب المنظمات الحقوقية الدولية بضرورة احترام حقوق الإنسان، ووقف استهداف المدنيين من كافة الأطراف، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ود مدني السودانية الجيش السوداني الدعم السريع أخبار السودان

إقرأ أيضاً:

الدعم السوداني

المشهور عن السيد مني أركو مناوي أنه يُكثر من الأخطاء في المسميات و الأفراد و مؤسسات مشهورة، و في خطابه الذي أثار جدلاً واسعاً أمس سمى الدعم السريع بـ “الدعم السوداني” وكررها ثلاث مرات.

حمل خطابه أمس العديد من النقاط الخلافية و أيضا العديد من المواقف الجديدة و التي قال فيها إن ثمة تواصلا للجيش مع الحرية و التغيير ..

و قال إن هنالك موافقة ضمنية علي مشاركة الإمارات في الرباعية و أبدى آسفه لوجود “برودة” في التحرك للفاشر لا يشبه التحرك الذي تم لتحرير الجزيرة و الخرطوم.

إذا كانت هنالك “برودة” في العمل العسكري فإن السيد مناوي كان لفترة مهمة من العمل العسكري يتخذ موقف “الحياد” و في وقت عصيب و رغم ذلك لم يصدر عن القوات المسلحة ولا الحكومة حديث عاتب على موقفه هذا بل كان في بعضه تقدير لدوافعه و سكوت عنها.

السيد مناوي شخصية سياسية وعسكرية مهمة، فهو قائد واحدة من أكبر ثلاث قوى تمثل الحركات المسلحة و هو حاكم إقليم دارفور، و هذا ما يحتم عليه أن يصدر تصريحاته وفقاُ لتفاهم مع القوى التي يشارك معها و خاصة القوات المسلحة و الحكومة التي له فيها تمثيل كبير.

بعد ساعات من حديثه المثير وقعت أحداث خارجية و داخلية لا تدعم تصريحاته، و علي أقل تقدير تضعه في خانة الفعل الذي تخالفه الوقائع علي الأرض.

ساعات من حديثه و أُعلن عن تأجيل لإجتماع الرباعية المقرر اليوم في واشنطن إلي أجل غير محدد بعد أن وضعت سيناريوهات الإجتماع إلي درجة تحديد بيانه الختامي . بل كان إعلان التأجيل دون تحديد موعد جديد و كأنه دفن للرباعية إلي الأبد.

و بهذا لم يعد من جدوى للقول بوجود موافقة ضمنية على مشاركة الإمارات.

خارجيا أيضاً شهدنا موقفاً قوياً رافضاً لتشكيل حكومة تأسيس من الإتحاد الأفريقي.

الحديث عن “برودة” في التحرك نحو الفاشر و مجانبته لما تم عند تحرير الجزيرة و الخرطوم لا يتوافق مع التحركات العسكرية الجارية منذ صباح أمس في كردفان و التي تم فيها تحرير بعض المناطق و تحقيق ضربات مؤثرة في محور بارا و مقتل عدد من قادة التمرد هنالك و ذلك مع التحرك نحو الفاشر لفك الحصار عنها.

كانت العديد من الضربات العسكرية الكبيرة تتم بعد فترة من الهدوء يتم فيها الإستعداد و تهيئة الميادين للقتال، و تحرير الجزيرة تم عقب إنتصارات في النيل الأزرق و جبل موية و سنجة و سنار، و بعد فترة تم تحرير الجزيرة و الخرطوم و في تحرير الخرطوم إنقضت فترة بين عبور الكباري و دخول القصر الجمهوري.

هذه الأحداث و التطورات الكبيرة خارجياً و في ساحات القتال لا تشير إلى وجود تواصل مع الدعم السريع إلا أن يكون لغرض إستسلام التمرد و وضعه السلاح.

الصدق و الوضوح في الحديث أمر مطلوب و دليل خلق حسن و لكنه من السياسي و القائد العسكري سيكون فعلاً ضاراً إذا لم يكن نابعاً عن توافق عليه أو أن يكون عملا مخططا لأهداف سياسية و عسكرية.

السيد مني مشهود له إيمانه العميق بوحدة السودان و بصلابة المواقف السياسية و العسكرية طوال فترة الحرب و هي مواقف تكتمل بإنسجام ما يتحدث به مع مواقف و ترتيبات و مواقيت الدولة و القوات المشتركة و كل القوي الشريكة و هو جزء أصيل فيها .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • الدعم السوداني
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع “حميدتي” داخل منزله بالخرطوم
  • بارا في قبضة الجيش السوداني
  • ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
  • القوات المسلحة تسلم هيئة الاراضي 7 مناطق طابعها مدني بامانة العاصمة
  • العمليات القتالية تحتدم.. وطيران الجيش السوداني يسيطر على أجواء كردفان
  • الجيش السوداني يسترد مدينة كبيرة في كردفان