عربي21:
2025-07-30@14:38:51 GMT

بايدن وترامب وصفقة غزة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

قبل رحيله بخمسة أيام عن البيت الأبيض، المقرر الإثنين المقبل، توصلت الإدارة الأميركية الحالية برئيسها جو بايدن لإتمام صفقة وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من القتل والتدمير الواسع الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة بغطاء من الولايات المتحدة الأميركية.

لو لم يرحل بايدن عن السلطة، لكنا أمام فترة أطول من العدوان الإسرائيلي على غزة، بدليل أن الإدارة الأميركية الحالية لم تقم بالضغط الكافي لإتمام صفقة تنهي هذا العدوان، غير أن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة خلفاً لبايدن عجّل من إعلان وقف إطلاق النار.



قبل انتخابه بأشهر قليلة كانت قناعة ترامب أن الحرب لا بد أن تتوقف، والأمر لا يتعلق بحبه للفلسطينيين أو بإيمانه بقضيتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، فهو أساساً لا يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنما قلبه على إسرائيل ولا يريد لها أن تخسر داخلياً وعلى الصعيد الدولي.

ترامب من أشد الداعمين لإسرائيل، وفي ولايته الرئاسية الأولى اتخذ قرارات اعتبرت متطرفة وقيمة مضافة بالنسبة لتل أبيب، من بين ذلك اعترافه بالقدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها.

إتمام صفقة وقف إطلاق النار لا يعود فضلها للإدارة الأميركية الحالية كما ادعى بايدن، وإنما للرئيس ترامب الذي استعجل إتمامها مع موعد استلامه السلطة، ويشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ذلك، حين شكر ترامب على دعمه وإنجاحه للصفقة.

هذا لا يعني أن الرئيس الجديد راضٍ تماماً عن الصفقة، كونها لا تلبي طموحات إسرائيل السياسية والأمنية، لكن فكرة ترامب أن إخماد حرب تتآكل فيها سمعة إسرائيل يوماً بعد يوم، أفضل من بقائها مستعرة إلى أن يأتي وقت لا تتمكن فيه واشنطن من حماية حليفتها تل أبيب.

الصفقة تشمل ثلاث مراحل وتستغرق وقتاً حتى تطبق مراحلها جميعاً، وثمة نقاش في الدوائر الإسرائيلية عن احتمالية إقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة تقتطع 60 كيلومتراً مربعاً من مساحتها الإجمالية البالغة 350 كيلومتراً مربعاً، هذا إلى جانب الحديث عن تغيير جذري في العقيدة الأمنية لمنطقة غلاف غزة.

كذلك هناك حديث عن نصب حاجز إلكتروني مزود بكاميرات مراقبة في محور نتساريم الذي ستخليه إسرائيل، مع انتشار عسكري في شارع صلاح الدين، والنقطة الأهم التي لم يجر نقاشها حتى هذه اللحظة تتصل بإدارة غزة بعد الحرب.

إدارة ترامب سيكون لها دور في تفسير الاتفاق بما يحقق الأفضلية لإسرائيل أو يُحصّنها أمنياً، وعلى الأغلب أن تشتغل تل أبيب أكثر بالضفة الغربية من حيث تسريع الاستيطان ووأد قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

المعنى أن أي خسارة لإسرائيل بسبب موافقتها على الصفقة، ستعوضها إدارة ترامب بالتركيز على الضفة الغربية وسورية، وستجعلها الأقوى في منطقة الشرق الأوسط وهذا بالفعل ما يحدث خصوصاً مع سقوط نظام الأسد وتغير في الخطاب الإيراني تجاه تل أبيب.

الرئيس الأميركي الجديد ينظر إلى ما هو أبعد من الصفقة، إذ على صعيد منطقة الشرق الأوسط يرى في اتفاق وقف إطلاق النار مقدمة لقبول إسرائيل عربياً والعودة إلى سياسة التطبيع، وهذا الأمر بالتأكيد يخدم نتنياهو ويجعله فوق الشبهات ويبيّض صفحته التي تلطخت بدماء الفلسطينيين.

أما على الصعيد الدولي فهو يريد من العالم أن يعيد قبول إسرائيل كدولة تحترم القانون والاتفاقيات الدولية، ولها حضور في المسرح الدولي، وفي جانب آخر يتطلع ترامب إلى تركيز كل جهده على منع الصين من اقتطاع حصص أميركا في العالم.

بالمختصر يتعامل ترامب مع إدارة العالم بمبدأ الربح والخسارة، فهو يرى في إتمام اتفاق وقف إطلاق النار ربحاً لأميركا وإسرائيل، والأهم أنه سينقذ سمعة الأخيرة التي باتت تتآكل عالمياً، لكنه سيعوضها سياسياً واقتصادياً وسيحول خسارتها من قبول الاتفاق إلى أرباح في أماكن وأمور أخرى.

وكذلك في حربه المفتوحة مع الصين، يرى أنها أولوية الأولويات وأنه ينبغي إنهاء الحروب الحالية كالتي تحدث بين روسيا وأوكرانيا، حتى يتمكن من الانشغال بالتمدد الصيني ويحرم بكين من النمو الاقتصادي الذي تحققه عاماً بعد عام.

لن يترك ترامب صديقه نتنياهو يسبح في المجهول، خصوصاً أن الأخير كان ينتظر بفارغ الصبر حضور الأول في المشهد السياسي الأمريكي، ففي النهاية كل ما يهم سيد البيت الأبيض أن تبقى إسرائيل الدولة المتفوقة في منطقة الشرق الأوسط والمحصنة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن غزة ترامب غزة بايدن صفقة التبادل ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار تل أبیب

إقرأ أيضاً:

تناول التطورات في غزة و منطقة القرن الإفريقي.. اتصال هاتفي لوزير الخارجية ونظيره الإيطالي

جرى اتصال هاتفي بين الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، و «أنطونيو تاياني»، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إيطاليا، يوم الأحد 27 يوليو، حيث تناول التطورات في قطاع غزة، والمستجدات في منطقة القرن الأفريقي، وليبيا، والأمن المائي المصري.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطي أطلع نظيره الإيطالي على الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في ظل الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وقد أبدى الوزير الإيطالي تقديره الكامل للجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاد المساعدات الإنسانية والإغاثية، كما أبدى دعمه الكامل لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر ان تستضيفه مصر فور التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدا مشاركة إيطاليا فيه.

وأكد الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك خلال الفترة القادمة لممارسة الضغط المكثف من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقي بشكل عام فى ظل التوترات بالمنطقة، حيث تم التأكيد على مواصلة التنسيق المشترك بين البلدين الصديقين، وفى ظل العلاقات القوية التى تربط بين القيادتين فى البلدين.

كما تناول الوزير عبد العاطي شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائي المصري، واطلع نظيره الإيطالي على موقف مصر المستند إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، موضحاً ضرورة التعاون علي أساس التوافق والمنفعة المشتركة لتحقيق مصالح كافة دول حوض النيل، مشددا على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي ومؤكدا أن مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية المقدرات الوجودية لشعبها.

كما استعرض الوزيران الأوضاع فى ليبيا، حيث تم التأكيد على الأهمية البالغة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت، وضرورة تفكيك المليشيات وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، ومنع الهجرة غير الشرعية.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع نظيره القطري تطورات الأوضاع في قطاع غزة

وزير الخارجية البريطاني يدعو لتوسيع عملية إيصال المساعدات للفلسطينيين

وزير الخارجية يهدي مستنسخًا لـ مومياء وتابوت الملك توت عنخ آمون إلى متحف الحضارات الإفريقية في داكار

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يتوجه إلى تل أبيب لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب: أسعى إلى تسوية النزاع في قطاع غزة
  • ستارمر يؤكد أهمية دعم ترامب لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار
  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار بغزة.. ونأمل أن يصل الطعام لمن يحتاجونه
  • ترامب يلمح إلى احتمال التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب: وقف إطلاق النار في غزة ممكن
  • تناول التطورات في غزة و منطقة القرن الإفريقي.. اتصال هاتفي لوزير الخارجية ونظيره الإيطالي
  • عراقجي يكشف كواليس الحرب مع إسرائيل و"محاولة اغتياله"
  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة