الغموض يَلفّ وفاة قياديين في جبهة البوليساريو اقتنعوا بجدية الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
لف الغموض وفاة عدد من قادة جبهة البوليساريو، الذين اقتنعوا أخيرا، بما لا يدع مجالا للشك، بجدية المقترح الحكم الذاتي، الذين تبناه المغرب منذ سنة 2007، لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وسلط منتدى "فورساتين من قلب مخيمات تندوف" الضوء على هذه الوفيات المفاجئة، مضيفا أن القاسم المشترك بين هذه الوفيات يتجلى في "الوقوف ضد القرار الأحادي لجبهة البوليساريو".
وزاد المنتدى نفسه أن "وفاة أحد القياديين البارزين، المدعو قيد حياته "النعمة الجماني"، أعاد ملف التصفيات إلى الواجهة، لينضم الفقيد إلى سلسلة المعنيين بجرائم الاغتيال التي تقودها عصابة قيادة البوليساريو ضد من يعارضها".
وكان "الجماني"، وفق المصدر نفسه، يدعو "قادة البوليساريو إلى الرضوخ للأمر الواقع، والتنحي عن السلطة، وترك الصحراويين يختارون مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن الجزائر والبوليساريو؛ وهو الأمر الذي تسبب في سجال وخصومة واضحة بينه وبين رفاقه، ليتطور في إحدى الجلسات الى تصريح الفقيد بدعمه للحكم الذاتي كخيار واضح ومطروح على الطاولة، بدل تتبع الوهم والسراب".
مباشرة بعد هذه الجلسة، يوضح المنتدى دوما، "تغير حال الجماني، بعدما تغير التعامل معه من طرف الرفاق، وأصبح معزولا وممنوعا من التجمعات الكبرى والاجتماعات المصيرية، لكنه استمر في اللقاءات الفردية مع بعض القادة، وكان لا يتوانى عن التصريح بأفكاره أمامهم دون حرج".
ومن هنا، يقول المصدر، "تفطنت القيادة لضرورة إسكاته بأي ثمن، لتشهد حالته الصحية لاحقا تدهورا غير منطقي، ويعاني من وعكات غير مفهومة، تزامنت ومنعه من حضور المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو، رغم تواجده بمخيم الداخلة حيث عقد المؤتمر".
وتابع "منتدى فورساتين" أنه "بعد مدة تهاوى جسده بشكل سريع، ليتم نقله إلى الديار الإسبانية، وهناك أخبر الطاقم الطبي عائلته بأن حالته متقدمة، ويعاني من توقف تام لكامل وظائف جسمه، وبأنه لن يتجاوز 10 أيام كحد أقصى ليفارق الحياة، لكن مشيئة الله أرادت أن تتأخر وفاته لـ26 يوما".
وتأسف المنتدى ذاته لـ"سقوط حلقة من سلسلة رجال راجعوا أفكارهم قبل لقاء ربهم، وقرروا في نهاية حياتهم قول الحقيقة رغم تكلفتها الثقيلة التي أودت بحياتهم، لينضافوا إلى مئات الرجال الذي قضوا على يد عصابات البوليساريو ومجرميها".
واتضح لـ"فورساتين"، في ختام منشورها، أن "قافلة المناضلين لن تتوقف، وسيلتحق بها آخرون، وسيستيقظ على صبحها نائمون، وسيستنير بها تائهون، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
من أسرار حرب السودان
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٢٢ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
ترجمت التحقيق المرئي الذي أعدّه مركز مرونة المعلومات (CIR)، والذي يُعد من أهم التحقيقات التي كشفت أسرار حرب السودان. التحقيق لا يكتفي بإثبات تدفق الأسلحة والمركبات إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) عبر ليبيا، بل تمكن ولأول مرة من تحديد الموقع الدقيق لمعسكر عسكري ثابت تابع للمليشيا في عمق الصحراء الليبية، وربط هذا المعسكر مباشرة بالهجمات التي وقعت داخل السودان، وعلى رأسها الهجوم على معسكر زمزم للنازحين.
استخدم فريق التحقيق عشرات المقاطع المصورة التي نشرها مقاتلو الدعم السريع أنفسهم، ثم قاموا بتحليل التضاريس، والتكوينات الصخرية، وصور الأقمار الصناعية المؤرشفة. ورغم أن مساحة الصحراء التي كانوا يبحثون فيها تعادل حجم فرنسا وإسبانيا معًا، تمكن الفريق من تضييق نطاق البحث باستخدام صور ليلية التقطت قبل أسابيع من ظهور مقاطع المعسكر على الإنترنت، ليكتشفوا بقعة ضوء جديدة في عمق الصحراء. بمطابقة الأفق وتكوينات الصخور مع المشاهد المصورة، حددوا الموقع بدقة غير مسبوقة.
يظهر في المقاطع قائد المليشيا حمدان كجيلي، الذراع اليمنى لعبد الرحيم دقلو، وهو يقف أمام مركبة لاندكروزر مدرعة مطابقة لتلك التي ظهرت لاحقًا في الهجوم على زمزم. وتم تصوير المشهد قبل أيام قليلة من الهجوم وعلى بعد 18 كيلومترًا فقط من المعسكر، بحضور عبد الرحيم دقلو نفسه. هذه المطابقة الدقيقة بين المعسكر الليبي، وقيادات الدعم السريع، والمركبات التي استخدمت في الهجوم الدموي، تقدم دليلاً قاطعًا على الرابط المباشر بين القاعدة الخارجية والهجوم على زمزم وما تبعه من تهجير جماعي لعشرات الآلاف من النازحين الذين كانوا يبحثون عن الأمان.
التحقيق يتحدث أيضًا عن المفارقة المؤلمة: بينما تتأخر قوافل الغذاء عن الوصول إلى مئات الآلاف من النازحين في زمزم، تتدفق الأسلحة والمركبات المعدلة من معسكر في ليبيا إلى قلب دارفور، لتغذي حربًا يدفع ثمنها المدنيون وحدهم.
#من_أحاجي_الحرب