معسكر كرياندنقو في أوغندا يضم عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم حرب 15 أبريل 2023، يواجه المئات نقصا في الخدمات الأساسية، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الصحي، وكشف كثيرون عن المآسي التي شاهدوها في المدن، قبل الوصول الي الاراضي الاوغندية.
تقرير: حسن اسحق
معسكر كرياندنقو في أوغندا يضم عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم حرب 15 أبريل 2023، يواجه المئات نقصا في الخدمات الأساسية، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الصحي، وكشف كثيرون عن المآسي التي شاهدوها في المدن، قبل الوصول الي الاراضي الاوغندية.


وتشير بعض الإحصاءات إلى أن دولة اوغندا تستضيف أكثر من 27,423 ألف لاجئ سوداني بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل من العام الماضي.
الحالة في الصحية في كرياندنقو سيئة
تروي محاسن قصة وصولها الي معسكر كرياندنقو منذ أشهر تقول ’’ ان الدانة وقعت في بيتنا في الفاشر، مع ناس بيتنا، أن وقوع الدانة سبب لي اختناق، وما كنت عارفة الحاصل شنو، الحمد الناس رفعوني، ودوني الي مستشفى الفاشر الجنوبي، والروائش دخلت في بطني، وأجريت لي عملية كبيرة فيها، والعملية استمرت 12 ساعة، في شهر مايو 2024‘‘.
تضيف محاسن انها افاقت بعد 5 يوم من إجراء العملية، وان كليتها الواحدة اتقطعت بسبب سقوط الدانة في منزلها، توضح أن الحالة في معسكر كرياندنقو ليست جيدة، وان الدكاترة الموجودين ليسوا مثل دكاترة السودان، تقول محاسن ’’ جسمي كلها روايش، ويدي دي مكسورة، ووارمة، وما لاقية اي حاجة بس صابرة على نفسي ‘‘.
إصابة برايش في البطن
تكشف محاسن عن مصابين اخرين من افراد اسرتها، من ضمنهم، ابن أخيها، معهم في المعسكر، لا يتلقى العلاج، والد الطفل لا يملك، تضيف أنه مصاب برائش في بطنه، وابنها مصاب برايش في السلسلة الفقرية، وان الحرب تسببت في معاناتهم، مع افراد اسرتها في معسكر كرياندنقو.
اكدت محاسن أن الدعم السريع استهدف حي الوحدة بمدينة الفاشر الذي كانوا يعيشون فيه، كان يدون الفاشر على مدار 24 ساعة، قبل مغادرتها المدينة، كانت تعمل طباخة مع برنامج الغذاء العالمي، وأضافت أن هناك صعوبات في الحصول على العلاجات في المراكز الطبية في كرياندنقو، وتعاملهم مع اللاجئين صعب، تتمنى أن يساعدهم السودانيين في المجال الطبي.
استهداف الفاشر بقذائف قوات الدعم السريع
انفال عبد الرحمن مواليد محلية طويلة، نزحت عام 2003 الي معسكر السلام أبوجا، بعد استمرار استهداف قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر المدافع ، واغلب سكان الحي قرروا الخروج الي أماكن آمنة، وقالت انها نزحت من معسكر ابو للنازحين الي حي المروه، وانتقلوا بعدها حي الثورة، أكدت حواء علي في الثامن شهر يونيو 20241، قرروا الخروج الفاشر نهائيا.
تضيف انفال ’’ واجهتنا صعوبات من الفاشر حتي وصلنا الي مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، قروشنا المعانا كلها شالوها مننا في الطريق‘‘.
أضافت قرروا السفر من طريق بحر العرب، وفي الشارع كانوا يشربون مياه الأمطار، والثعابين منتشرة في كل مكان، مع صعوبة، ووعورة الطريق، اعادتهم الي الضعين مرة اخرى، وبعدها قرروا الذهاب الي طريق المجلد حتي منطقة النعام، ومنها الي جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، ومنها الي نمولي، الي استقبال معسكر اللاجئين في اوغندا.
تتمني انفال أن تقوم المنظمات الانسانية بدورها في مساعدة المئات من اللاجئين السودانيين، هم يحتاجون الي من يقف معهم في مثل هذه الظروف العصيبة.
حلم العودة الي السودان
تقول اللاجئة السودانية رفاء عبدالله من منطقة شرق النيل، الحاج يوسف، أن قوات الدعم السريع هجمت زوجها سليمان ضو البيت، عندما كان ذاهبا الي المخبز، في نهاية شهر مايو 2024، واطلقوا عليه الرصاص علي رجله اليمنى، وهشمت أصابعه الخمسة، بعدها سقط على رأسه، ما تسبب له نزيف داخلي، وحدث شلل في رجله الشمال ويده اليمني، لا يستطيع الحركة الآن.
أضافت أنهم قرروا السفر الي أوغندا، في سبيل إيجاد علاج لزوجها، إلا أنهم عانوا كثيرا هنا، تؤكد رفاء أن الاوضاع داخل المعسكر لا تحتمل علي الاطلاق، وزوجها مريض في حاجة ماسة الي العلاج، تقول، انها تريد العودة الي السودان، مع أولادها الستة وزوجها، وسوف تذهب الي السفارة السودانية في كمبالا كي تسهل لهم، عملية السفر.
معاناة المعاقين في أوغندا
في ذات السياق، يكشف ناشط أن هناك معاقين حركيا ومكفوفين، يعانون في معسكر اللجوء، والشوارع سيئة جدا، في مرات عديدة تسبب سقوط للمعاقين حركيا، اعترف بوجود معاناة في أوغندا، خاصة مراكز استقبال اللاجئين، لا توجد مقاعد في الحمامات، والرطوبة عالية جدا، خاصة للشخص المصاب بطلقة علي رجله.

 

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: اللاجئین السودانیین الدعم السریع فی أوغندا فی معسکر

إقرأ أيضاً:

تحتجزهم ميليشيا الدعم السريع في نيالا،، الأسرى،، صـرخة لاستعادة الإنسانية

تحتجزهم ميليشيا الدعم السريع في نيالا،،
الأسرى،، صـرخة لاستعادة الإنسانية..
مخاوف تنتاب ذويهم جراء الظروف القاسية التي تواجه الأسرى..
ضغوط محلية وإقليمية عبر مذكرتين للبرهان ومُفوَّض الاتحاد الأفريقي..
مطالب بتسليم الملف لرئيس الوزراء ليكون أحد مفاتيح الحل السياسي..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير العاصمة الخرطوم وإعلانها خالية من ميليشيا الدعم السريع، بدأت جيوش القلق تجتاح نفوس الأسر والعائلات الذين كان أبناؤهم محتجزين لدى ميليشيا الدعم السريع لفترات متفاوتة في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم وضواحيها، وتزداد مخاوف هذه العائلات عن مصير أبنائهم في ظل الحديث المتواتر عن ترحيلهم القسري إلى مدينة نيالا، حيث اتخذتهم ميليشيا آل دقلو دروعاً بشرية لتفادي خطر القصف الجوي من سلاح الطيران أثناء مغادرتهم العاصمة في اتجاه الغرب، وبعد مرور أكثر من شهرين على ترحيلهم، تتفاقم مأساة هؤلاء الأسرى، وتخبو جذوة الأمل في نفوس عائلاتهم الذين لم يعودوا يطلبون إلا خيط، أو معلومة تطمئنهم على حياة أبنائهم.
ظروف إنسانية قاسية:
وكان الأسرى الذين تم العثور عليهم في مناطق صالحة وجبل أولياء عقب تحرير العاصمة الخرطوم، قد عانوا من ظروف قاسية ومخالفة لأدنى معايير المعاملة الإنسانية وفقاً لشهادات عدد من الأسرى الذين تم تحريرهم، حيث أكدوا أنهم قاسوا أوضاعاً مأساوية، افتقروا خلالها لأبسط مقومات الحياة، ما أدى إلى وفاة عدد منهم بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية، ومن خرج منهم كان “عبارة عن هياكل عظمية”، نتيجة الجوع والعطش، وانعدام النوم، والتعرض المستمر للتعذيب النفسي، وسط تجاهل كامل لمتطلباتهم الإنسانية، وقد ظلت هذه الصور الإنسانية عالقة في النفوس، وهو ما يزيد طين القلق بلة لدى أسر وعائلات الأسرى الذين تم ترحيلهم إلى مدينة نيالا، خاصة وأن مصادر أكدت أن عملية الترحيل تمت عبر طرق برية وعرة، قطع خلالها الأسرى مئات الكيلومترات وهم في حالة صحية ونفسية بالغة التدهور دون الحصول على الغذاء الكافي أو الرعاية الطبية، الأمر الذي يجدد القلق والمخاوف من تفاقم أوضاعهم الصحية، خاصة في ظل تفشي الأمراض ونقص الدواء في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع.
مطالبة البرهان بالتدخل:
وفي الثالث والعشرين من يوليو الجاري وفي خطوة عكست حالة القلق الدائم والترقّب المؤلم والمخاوف التي تسللت إلى أفئدتهم وقلوبهم، وجهت أسر وعائلات الأسرى، نداءً إنسانياً مؤثراً إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وطالبوا في مذكرة لهم الرئيس البرهان بالتدخل العاجل للكشف عن مصير أبنائهم الذين انقطع الاتصال بهم منذ اندلاع الحرب، مشددين على ضرورة أن تتحرك الحكومة وأجهزتها المختصة بشكل فوري للكشف عن مصير أبنائهم المختفين منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تعرضهم لانتهاكات جسيمة قد تصل حد الإخفاء القسري أو التعذيب الممنهج، وأعربت أسر وعائلات المحتجزين لدى ميليشيا الدعم السريع عن قلقها البالغ على سلامة أبنائهم في ظل غياب المعلومات المؤكدة عن أوضاعهم، مناشدين كل من له تواصل أو اتصال أو تأثير على هذه القوات أن يُسارع بنقل صوتهم إليها، وأن يعمل على طمأنتهم عن ذويـهم من هؤلاء الأسرى، ويمكِّن الجهات المختصة من الوصول إليهم والاطمئنان على سلامتهم، مؤكدين أن قضية الأسرى من النظاميين والمدنيين قضية إنسانية بحتة، ولا ينبغي أن تكون رهينة للتجاذبات أو الصراعات.
مذكرة للاتحاد الأفريقي:
ولم يمضِ أسبوع على النداء الذي وجهه أسر وعائلات المعتقلين لدى ميليشيا الدعم السريع إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، حتى عادت ذات الأسر والعائلات إلى مطالبة الاتحاد الأفريقي لتبني مبادرة إنسانية ترمي إلى إبرام صفقة تبادل بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، ودعوا في مذكرة قدمت إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير محمود علي يوسف، التكتل القاري إلى الاضطلاع بدور قيادي في تسهيل مبادرة محايدة وخاضعة للرقابة الدولية لتبادل الأسرى بين أطراف النزاع في السودان، منوهين إلى القلق الذي ينتاب هذه الأسر والعائلات على سلامة أبنائها المحتجزين في ظل غياب المعلومات المؤكدة عن أوضاعهم، داعين الاتحاد الأفريقي إلى الدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة من المحتجزين، وخاصة الأطفال والنساء وذوي الإعاقة، بما يتماشى مع الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ومعايير القانون الدولي الإنساني.
دور حكومة الأمل:
ويطالب مراقبون بضرورة الدفع بملف الأسرى المعتقلين لدى ميليشيا الدعم السريع إلى رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية انتشال البلاد من هذا النفق المظلم، وقالوا إن إدريس مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بإعطاء هذا الملف أولوية قصوى، ذلك أن ملف الأسرى ليس فقط قضية إنسانية وأخلاقية، بل أحد مفاتيح الحل السياسي وبوابة لبناء الثقة بين أطراف النزاع، الأمر الذي يتوجب على حكومة الأمل المدنية أن تضغط عبر الوسائل الدبلوماسية والمنصات الإقليمية والدولية لكشف مصير الأسرى وتأمين إطلاق سراحهم وفقاً لمواثيق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مشددين على ضرورة أن تتحمل المنظمات الإنسانية والحقوقية، سواء المحلية أو الدولية، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية في هذا الملف، وإعمال ضغوط مستمرة على ميليشيا الدعم السريع للسماح بزيارة الأسرى، وضمان معاملتهم معاملة إنسانية، وفق ما نصت عليه اتفاقيات جنيف.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى النداءات الإنسانية المتكررة من قبل الأسر والعائلات، ضرورة مرحلية ملحة لما تُحدثه من تأثير سياسي وأمني كبير، فهي تعيد ملف الأسرى إلى واجهة الأحداث، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والإنسانية، كما تشكل ورقة ضغط داخلي على الميليشيا المتمردة لإبداء حسن النية عبر إطلاق سراح الأسرى، ذلك أنّ استمرار التعتيم على مصير المحتجزين يكرّس مزيداً من الألم ويعمّق جراح الوطن، وبالتالي فإنّ كل صوت يُرفع للمطالبة بالكشف عنهم، وكل جهد يُبذل لتحريرهم، هي مبادرة نحو استعادة إنسانية ضاعت في أتون الصراع، وخطوةٌ أولى على طريق طي تداعيات النزاع.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
  • تحتجزهم ميليشيا الدعم السريع في نيالا،، الأسرى،، صـرخة لاستعادة الإنسانية
  • والي شمال دارفور يكشف الكثير حول حصار الفاشر
  • مبادرة محراب السودان تقدم دعماً للمتضررين من الحرب في الفاشر
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • فارون من انتهاكات “الدعم السريع”.. مصرع وإصابة 27 نازحا من الفاشر
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • منشق عن “الدعم السريع” يكشف معلومات خطيرة