أمل شجاعية بعد تحريرها: الجنود الإسرائيليون أجبروا على خلع حجابهن.. وسأعوض ما فاتني
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
شجاعة وصبر كانا مفتاح عبور «أمل» من صدمة الأسر، إذ قررت أن تتحدى كل ما مرت به من آلام جراء القمع والتعذيب والتنكيل لتعود لحياتها مصممة على تعويض ما فاتها.
«أمل شجاعية»، طالبة جامعية، اعتقلت فى 6 يونيو 2024 من منزلها، بعد اقتحام كبير من جنود الاحتلال، إذ تمت مداهمة غرفتها ومصادرة ممتلكاتها قبل اعتقالها، وقت كانت فى سنتها الجامعية الثالثة، واعتقلت قبل أسبوع واحد فقط من امتحاناتها النهائية.
بدأت رحلتها مع الاعتقال فى ظروف قاسية، حيث تم نقلها من مركز التحقيق إلى معتقل الشارون لمدة ثلاثة أيام، ومنه إلى معتقل الدامون، تقول أمل لـ«الوطن»: «خلال النقل تعرضت لانتهاكات متعددة، من بينها التفتيش العارى الذى يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية الأسيرات فى المعتقل، ولكن الأمر الذى لم أستطع التأقلم معه كان قمع الاحتلال المستمر، والذى وصل إلى مصادرة جميع أغراض الأسيرات، بما فى ذلك الأوانى والملابس وحتى الشبابيك، مما زاد من معاناتهن فى ظل البرد القارس وقلة الموارد». «أمل» تقول: «فى سبتمبر الماضى دخل جنود الاحتلال العنابر وصادروا كافة أغراض الأسيرات، بما فى ذلك الملابس والأغطية حتى الشبابيك، وحين عدنا للزنازين وجدناها مفرغة من كل شىء، وليس لدينا سوى الملابس التى نرتديها، فحين كنا نرغب فى غسيل ملابسنا نرتدى ملابس صيفية دون شىء يحمينا من البرد القارس، فكنا نشعر بالبرد داخل عظامنا، وبعد إلحاح شديد تمت إضافة غطاء ثانٍ بعد مطالبات فى ديسمبر الماضى».
موقف آخر لا تنساه «أمل»، من داخل زنازين الاحتلال وهو التنكيل بالأسيرات، إذ أجبرت بعض الأسيرات المحجبات على نزع حجابهن، وتوزعت عليهن ملابس عادية بيجامة للخروج بها من الزنانين، ما يعد انتهاكاً صارخاً لخصوصيتهن، وتشير إلى أنه خلال فترة الاحتجاز ترتدى الفلسطينيات المحجبات ملابس الصلاة طوال الوقت نظراً لوجود السجانين، فكان حرمانهن من حجابهن وجلبابهن أمراً جللاً وانتهاكاً صارخاً. ورغم هذه الظروف القاسية، كانت «أمل» متحمسة لمغادرة السجن، ولكن خلال صفقة الإفراج شعرت الكثير من الأسيرات بالإحباط عندما لم تشملهن الصفقة، رغم تجهيزهن للخروج.
أما «أمل» فقد كانت لحظة الإفراج بمثابة بداية جديدة، وأول ما قامت به كان لقاء أهلها وأحبائها، حيث قضت وقتها بعد الإفراج فى جلسات دافئة مع عائلتها وأقاربها لاستعادة ما فقدته من لحظات خلال فترة أسرها.تعرضت لانتهاكات منها التفتيش العارى الذى يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية الأسيرات
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة تحرير الأسيرات اتفاق الهدنة
إقرأ أيضاً:
لماذا يفقد جنود الاحتياط الإسرائيليون الرغبة في العودة إلى القتال بقطاع غزة؟
في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية بقطاع غزة، تتكشف أزمة جديدة داخل المؤسسة العسكرية: الجنود لا يرغبون في العودة. فبينما أعلنت القيادة العسكرية عن استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، تتصاعد في الخلفية مؤشرات تفيد برفض متزايد في صفوف أولئك المطلوبين للخدمة. اعلان
أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، رسميًا بدء إرسال عشرات آلاف أوامر التجنيد، ضمن خطة تهدف إلى تعويض انسحاب القوات النظامية من الجبهات الأخرى وتوجيهها نحو قطاع غزة.
وتشمل هذه الخطة توزيع وحدات الاحتياط على حدود لبنان، وفي الضفة الغربية، وعلى الجبهة السورية. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المرتقب تجنيد نحو 60 ألف جندي احتياط خلال الأيام المقبلة.
لكن هذه التحركات العسكرية، التي تترافق مع خطط لتكثيف الضغط على حركة حماس، تُقابل بتراجع في الزخم المعهود من جنود الاحتياط. فقد أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن عددًا كبيرًا من الجنود والضباط أعلنوا مسبقًا رفضهم تلبية نداءات التجنيد الجديدة، وامتناعهم عن المشاركة في أي تصعيد مرتقب بغزة.
Relatedمعاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقةإسرائيل تقرر توسيع العملية العسكرية في غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إلى الخدمةبسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزةبعضهم عبّر علنًا عن موقفه، والبعض الآخر انخرط في حركات احتجاجية تتسع يومًا بعد يوم داخل إسرائيل. وهذا التراجع الحاد في الاستجابة يُعد تحولًا لافتًا، إذا ما قورن بالمشهد الذي أعقب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حين هرع نحو 360 ألفًا من جنود الاحتياط إلى قواعدهم في استجابة وُصفت بالأضخم منذ حرب 6 أكتوبر 1973.
في المقابل، تكشف صحيفة "هآرتس" أن حجم أزمة الاحتياط اليوم أكبر بكثير مما تُظهره التصريحات الرسمية. فالإحجام المتزايد عن الخدمة لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل وصل إلى مستويات تنظيمية تضم عسكريين سابقين ومتقاعدين وناشطين في أجهزة أمنية ومخابراتية.
وإزاء هذه المعطيات نتساءل: ما الذي جعل جنود الاحتياط الإسرائيليين يرفضون العودة كما فعلوا قبل أشهر؟
1. أزمة ثقة بالحكومة وبأهداف الحربتتنامى داخل صفوف جنود الاحتياط قناعة بأن استمرار الحرب لم يعد مدفوعًا باعتبارات أمنية أو عسكرية، بل يخدم مصالح سياسية ضيقة. كثيرون باتوا يرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُطيل أمد القتال لا لهزيمة حركة حماس أو استعادة الرهائن، بل للحفاظ على موقعه السياسي وسط أزمة داخلية عاصفة.
ومع ترسخ هذا الانطباع، بدأ جنود كثيرون يتساءلون عن جدوى تضحياتهم، خصوصًا أولئك الذين خدموا سابقًا في غزة وعادوا الآن ليُطلب منهم تنفيذ المهام نفسها.
عبارة تتردد كثيرًا في أوساطهم: "لماذا نُطلب للقيام بالشيء نفسه مجددًا؟ ألم يكن من المفترض إنجاز المهمة؟" هذا الشعور بالإحباط يتفاقم مع غياب رؤية عسكرية واضحة.
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تم استدعاء العديد من جنود الاحتياط ثلاث أو أربع أو حتى ست مرات، وقضى بعضهم أكثر من 275 يومًا في الخدمة الفعلية. هذا الاستنزاف تجاوز البعد البدني، ليُثقل حياتهم الشخصية والأسرية والمهنية.
الطلاب الجامعيون فقدوا فصولًا دراسية كاملة، والموظفون خسروا وظائفهم أو استقرارهم المالي، فيما وجد كثيرون أنفسهم محبطين، مثقلين بالشعور باللاجدوى، في ظل غياب أي أفق زمني لإنهاء الحرب.
وقد دفع هذا الإنهاك، المتراكم على مدى شهور، حتى أولئك الذين أبدوا التزامًا كبيرًا في السابق إلى إعادة النظر في مشاركتهم، والتفكير جديًا في عدم العودة.
3. استثناء الحريديم: شعور بالتمييز والتهميشيشعر الكثير من جنود الاحتياط بأنهم يتحملون وحدهم عبء الحرب، فيما يتم إعفاء اليهود الأرثوذكس المتشددين (الحريديم) من الخدمة العسكرية. ويصف بعض الجنود هذا الواقع بأنه "استغلال منظّم"، حيث يُستدعون مرارًا وتكرارًا بينما فئة كاملة من المجتمع تُعفى بالكامل من الخدمة.
قال أحد جنود الاحتياط غاضبًا: "للمرة الخامسة أترك زوجتي وابنتي الرضيعة لأقاتل، بينما الحريديم يرفضون حتى الخدمة. هذا ببساطة غير عادل". ومع استمرار هذا الشعور بالتمييز، تتآكل الدوافع وتخبو الرغبة في التضحية.
كشفت شهادات متزايدة من جنود خدموا في غزة عن مشاهد وصفت بأنها مقلقة من الناحية الأخلاقية. تحدّث جنود عن ممارسات لم يستطيعوا تبريرها عسكريًا، مثل أوامر بحرق منازل المدنيين، أو تنفيذ تفجيرات واسعة دون أهداف واضحة، أو حتى كتابة شعارات مسيئة داخل البيوت المهجورة.
يوفال غرين، طبيب عسكري في العشرينيات من عمره، أشار إلى تصاعد النزعة المتطرفة والرغبة بالانتقام داخل صفوف بعض الجنود في الوحدات القتالية. وقال: "سألنا قادتنا لماذا نُحرق البيوت، فقيل لنا لحرمان العدو من استخدامها، لكن معظم المنازل لا تضم أي تجهيزات عسكرية." أما جندي آخر فقد أوضح أنه أحرق أكثر من 20 منزلًا بأوامر مباشرة، فقط لأن على جدرانها صورًا لقادة من حركة حماس.
هذه الشهادات وغيرها دفعت البعض إلى رفض العودة لرفضهم أخلاقيًا أن يكونوا طرفًا في ممارسات لا يرون لها مبررًا أو هدفًا عسكريًا مشروعًا.
5. الحرب تهدد حياة الرهائن الإسرائيليينمن العوامل التي تدفع جنودًا كثيرين إلى التردد، شعورهم بأن استمرار القتال بات يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. يعتقد هؤلاء أن الضغط العسكري لم يعد وسيلة فعالة لتحريرهم، بل ربما صار جزءًا من المشكلة.
هذا الاعتقاد يتقاطع مع موجة العرائض المفتوحة التي وقعها أكثر من 150 ألف إسرائيلي، بينهم جنود سابقون وقياديون أمنيون، تطالب بوقف القتال مقابل استعادة الرهائن. ومع ارتفاع الأصوات المنادية بذلك، أصبح سؤال "من نُنقذ فعلًا؟" أكثر إلحاحًا داخل الجيش وخارجه.