تقنيات الرفع الاصطناعي مستقبل كفاءة الإنتاج النفطي في سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
برزت تقنيات الرفع الاصطناعي كأحد الحلول الفعّالة لدعم عمليات الإنتاج من الآبار النفطية. تمثل هذه التقنيات عاملاً حيوياً في رفع النفط من جوف البئر إلى محطات عزل الغاز ومنها إلى الأنابيب الناقلة، مما يُسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف لتعزيز إنتاج النفط بطرق مبتكرة ومستدامة.
تتنوع تقنيات الرفع الاصطناعي لتشمل أربع فئات رئيسية، هي الرفع بالغاز والتي تعتمد على حقن الغاز لتحسين تدفق النفط، وتقنية المضخات الكهربائية الغاطسة وهي الأكثر استخداما لتعزيز كفاءة الإنتاج، والمضخات القضيبية الماصة والتي تناسب الآبار ذات العمق المتوسط، ومضخات الرفع الهيدروليكية.
أجرت "عمان" استطلاعا صحفيا حيّا مع المشاركين في المعرض المصاحب لمنتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي الذي عقد الأسبوع الماضي. وأكد المشاركون أن سلطنة عمان تعد من الأسواق الواعدة لتقنيات الرفع الاصطناعي، حيث تسهم في تعزيز كفاءة الإنتاج، وخفض الكلفة التشغيلية، وتحقيق تحول نوعي في قطاع النفط والغاز.
الإنتاج من الآبار
قال المهندس جاسم بن علي الجابري رئيس منتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي: يُعد الرفع الاصطناعي إحدى التقنيات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في قطاع النفط والغاز، وتعزز هذه التقنية الإنتاج من الآبار، خاصة تلك التي تواجه تحديات في التدفق الطبيعي. كما أنها تُسهم في إطالة عمر الآبار، مما يتيح للشركات الاستفادة منها لفترات أطول بكفاءة أعلى. إلى جانب ذلك يساعد الرفع الاصطناعي في تقليل التكاليف التشغيلية، وهو ما يُعد عنصرًا أساسيًا في تحسين اقتصاديات الحقول النفطية، خصوصًا الحقول المُعمّرة التي تحتاج إلى حلول مبتكرة لاستمرار الإنتاج. والأهم من ذلك، أنها تلعب دورًا في دعم أمن الطاقة من خلال تعزيز الإنتاجية والاستدامة البيئية عبر تقنيات تُقلل من الأثر البيئي.
وأوضح الجابري أن المنتدى يهدف إلى تحقيق عدة أهداف محورية، أهمها تقديم حلول تقنية متقدمة من خلال عرض أحدث الابتكارات التي تدعم تحسين كفاءة الإنتاج وتعزيز أداء تقنيات الرفع الاصطناعي، وتعزيز تبادل المعرفة، حيث يُعد المنتدى منصة تفاعلية تجمع خبراء الصناعة من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، ومواجهة تحديات المستقبل من خلال توفير استراتيجيات وحلول تلبي احتياجات الصناعة المتزايدة، خصوصًا مع التغيرات الاقتصادية والبيئية، والتشجيع على الشراكات، يركز المنتدى على بناء تعاون إقليمي ودولي بين الشركات العمانية والعالمية لتطوير تقنيات تتناسب مع متطلبات السوق المحلي والدولي، والترويج للاستدامة من خلال استخدام تقنيات مستدامة تقلل من استهلاك الطاقة وتحافظ على البيئة.
أنظمة الرفع الاصطناعي
وأنهى الجابري حديثه بقوله: " نحن متفائلون جدًا بمستقبل هذه التقنيات في سلطنة عمان، السوق العماني يتمتع بفرص واعدة، خاصة أن الحقول العمانية تُعتبر من بين الأكثر استفادة من أنظمة الرفع الاصطناعي مع الالتزام بتطوير هذه الصناعة، ومع وجود شراكات استراتيجية بين الشركات المحلية والدولية، نتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا كبيرًا في زيادة الإنتاج بنسبة تتراوح بين 15% و20% خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي حديث مع أحمد الغافري، مدير الأعمال الدولية في مجموعة شركات رأس الحمراء، أشار إلى أن الشركة تقدم تقنيات متطورة، مثل الفلاتر المنقية للكهرباء والموصلات الكهربائية المتطورة التي تعزز عمر المضخات الافتراضي وتزيد كفاءتها.
وأكد الغافري أن الشركة تتطلع -ضمن خططها المستقبلية- للتعاون مع شركة سعودية لإنشاء مصنع محلي لإنتاج مضخات الرفع الاصطناعي، مما يسهم في خلق فرص عمل للعمانيين ودعم الاقتصاد الوطني.
من جهته أوضح محمد ساحلي، نائب رئيس الشرق الأوسط في شركة الخريّف للبترول، أن سوق الرفع الاصطناعي في سلطنة عمان سوق واعد من المتوقع أن يسهم في رفع الإنتاج بنسبة 15-20% خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أكد على أهمية المنتدى في تعزيز الشراكات بين الشركات المحلية والدولية.
الاستدامة والذكاء الاصطناعي
وتحدثت عايدة الرقيشية، مديرة التسويق في شركة الرؤية للحلول النفطية، عن توجه القطاع نحو استخدام تقنيات مستدامة كالذكاء الاصطناعي، وأكدت أهمية المشاركة في المعرض للترويج للمنتجات وتبادل الخبرات مع الشركات الأخرى.
كما أشار علي هنداوي، كبير فريق المهندسين في شركة ليفارا، إلى أن المضخات الكهربائية الغاطسة أصبحت الخيار الأول لخفض استهلاك الكهرباء وتعزيز عمر الطرمبات، مما يدعم إنتاجية الشركات وتقليل التكاليف التشغيلية.
وتتجه الشركات العمانية إلى التعاون مع جهات دولية بارزة، بهدف نقل الخبرات وإنشاء بنية أساسية متطورة تدعم نمو قطاع النفط والغاز. مع الالتزام الحكومي بدعم هذه المبادرات، وتتجلى رؤية واضحة لتعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة رئيسية في تقنيات الرفع الاصطناعي.
ويعكس المنتدى والمعرض المصاحب روح الابتكار التي تسعى سلطنة عمان لترسيخها في قطاع النفط والغاز، فتقنيات الرفع الاصطناعي ليست مجرد حلول تقنية، بل هي خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع النفط والغاز کفاءة الإنتاج سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
الشركات تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لمواجهة "فوضى" الرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
تلجأ الشركات إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التعامل مع الاضطرابات الواقعية التي تشهدها التجارة العالمية.
وأفادت عدة شركات تكنولوجية بأنها تستخدم هذه التكنولوجيا الناشئة لتصوّر سلاسل الإمداد العالمية للشركات — بدءًا من المواد المستخدمة في تصنيع المنتجات، وصولًا إلى أماكن شحن هذه السلع — وذلك لفهم تأثير الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة Salesforce أنها طوّرت وكيل ذكاء اصطناعي متخصص في الواردات يمكنه "معالجة التغييرات بشكل فوري لجميع فئات المنتجات البالغ عددها 20,000 في نظام الجمارك الأميركي، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها"، وذلك لمساعدة الشركات على التكيّف مع التغيرات في أنظمة الرسوم الجمركية.
وقد استخدم مهندسو الشركة جدول التعرفة المنسقة (HTS) — وهو مستند يتألف من 4400 صفحة يحتوي على الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة — لتغذية إجابات هذا الوكيل الذكي.
وقال إريك لوب، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في "Salesforce": "إن سرعة وتعقيد التغيرات في الرسوم الجمركية العالمية تجعل من الصعب للغاية على معظم الشركات مواكبتها يدويًا. في الماضي، كانت الشركات تعتمد على فرق صغيرة من الخبراء الداخليين لمواكبة هذه التغيرات".
تعديل سلاسل الإمداد العالمية بسرعة أكبر وأكدت الشركات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تمكّنها من اتخاذ قرارات بشأن تعديل سلاسل الإمداد العالمية بسرعة أكبر بكثير.
وقال أندرو بيل، مدير المنتجات في شركة Kinaxis المتخصصة في برامج إدارة سلاسل الإمداد، إن الشركات المصنعة والموزعين الذين يسعون إلى فهم كيفية الاستجابة للرسوم الجمركية يستخدمون تقنيات تعلم الآلة التي تطورها شركته لتحليل المنتجات والمواد المكوّنة لها، إلى جانب مؤشرات خارجية مثل المقالات الإخبارية والبيانات الاقتصادية الكلية.
وأضاف: "باستخدام هذه المعلومات، يمكننا البدء في إجراء محاكاة، على سبيل المثال: هذا الجزء الموجود ضمن مكونات منتجك يخضع لرسوم جمركية عالية. إذا قمت باستبداله بجزء آخر، ما هو الأثر المحتمل على المنتج بشكل عام؟".
"لحظة تألق الذكاء الاصطناعي" أجبر قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على عشرات الدول الشركات على إعادة التفكير في سلاسل التوريد والأسعار، حيث قامت شركات مثل وولمارت ونايكي برفع أسعار بعض منتجاتها. وتشير بيانات التعداد السكاني إلى أن الولايات المتحدة استوردت سلعًا بقيمة 3.3 تريليون دولار في عام 2024.
وقال زاك كاس، الرئيس السابق لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي في شركة OpenAI، في منتدى أمبروزيتي بإيطاليا الشهر الماضي: "عدم اليقين الناجم عن الإجراءات الجمركية الأميركية يمثل في الواقع لحظة تألق للذكاء الاصطناعي. وأضاف:"إذا تساءلت عن مدى تعقيد الأمور بدون الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل عدم القدرة على توظيف أعداد كبيرة من الموظفين بشكل فوري، فإن الذكاء الاصطناعي يقدم بديلاً قابلاً للتنفيذ".
من جهته، قال ناغيندرا باندارو، الشريك الإداري والرئيس العالمي لخدمات التكنولوجيا في شركة Wipro الهندية العملاقة، إن العملاء يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي القائمة على الوكلاء التي تقدمها شركته "لإعادة توجيه استراتيجيات الموردين، وتعديل طرق التجارة، وإدارة التعرض للرسوم الجمركية بشكل ديناميكي مع تغيّر السياسات".
وتستخدم "Wipro" مجموعة من أنظمة الذكاء الاصطناعي — سواء كانت من تطويرها أو من جهات خارجية — تشمل النماذج اللغوية الكبيرة، وتقنيات تعلم الآلة التقليدية، ورؤية الحاسوب لفحص الأصول الفعلية أثناء عبورها الحدود.
"ليس حلاً سحريًا" ورغم رفضها الإفصاح عن أسماء الشركات، أشارت Wipro إلى أن عملاءها الذين يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي لمواجهة رسوم ترامب يشملون مصنعًا إلكترونيًا ضمن قائمة Fortune 500 يملك مصانع في آسيا، إضافة إلى مورد لقطع غيار السيارات يصدر منتجاته إلى أوروبا وأميركا الشمالية.
وقال باندارو: "الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه ليس حلًا سحريًا. فهو لا يحلّ محل استراتيجيات السياسة التجارية، بل يعززها بتحويل التجارة العالمية من تحدٍ تفاعلي إلى ميزة تنافسية استباقية تعتمد على البيانات".
وكان الذكاء الاصطناعي بالفعل من أولويات الاستثمار الرئيسية للشركات العالمية قبل إعلان ترامب عن رسومه الجمركية الواسعة في أبريل. ووفق تقرير نشرته Capgemini في يناير، فقد صنّف نحو ثلاثة أرباع قادة الأعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن أهم ثلاث تقنيات سيستثمرون فيها في عام 2025.
وقال أجاي أغروال، الشريك في شركة Bain Capital Ventures: "هناك عدة طرق يمكن أن يساعد بها الذكاء الاصطناعي الشركات في التعامل مع الرسوم الجمركية وما تخلقه من عدم يقين. ولكن نجاح أي حل ذكاء اصطناعي يعتمد على جودة البيانات المتاحة له".
وأشار إلى أن إحدى شركات محفظته الاستثمارية، وهي "FourKites"، تستخدم بيانات شبكات سلاسل الإمداد مع الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على فهم التأثيرات اللوجستية لتغيير الموردين بسبب الرسوم.
وأضاف: "إنهم يعملون مع عدد من شركات Fortune 500 للاستفادة من وكلائهم في الشحن البحري والبري من أجل تقديم مستوى عالٍ من الرؤية والذكاء التحليلي".
وختم قائلاً: "تغيير الموردين قد يقلل من تكلفة الرسوم، لكنه قد يؤدي إلى زيادة في أوقات التسليم وتكاليف النقل. علاوة على ذلك، فإن تقلبات الرسوم الجمركية أثّرت بشدة على الأسعار والسعة المتاحة في شبكات الشحن البحري والمحلي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام