لجريدة عمان:
2025-07-30@14:52:10 GMT

الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار

تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT

الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار

يمر الاقتصاد العُماني بمرحلة مهمة من التحولات النوعية، تشهد خلالها سلطنة عمان تطورا ملحوظا في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، ضمن رؤية طموحة ترتكز على التنويع والابتكار.

ويمكن أن نلمس أثر هذا التحول بجلاء في أداء القطاعات غير النفطية، التي تضطلع بدور متنامٍ في قيادة النمو، وتأكيد قدرة الاقتصاد الوطني على الاستمرار في التوسع، متجاوزا إلى حد كبير تداعيات تقلبات أسعار النفط.

وقد أسهم في تعزيز هذا النجاح السياسات الاقتصادية التي اعتمدت على تخطيط استراتيجي طويل المدى، وتفعيل البرامج التنفيذية للخطة الخمسية الحالية، بما يضمن استدامة النمو ويعزز صلابة الاقتصاد في مواجهة التحديات.وفي دلالة بارزة على الفاعلية المتزايدة للأنشطة الاقتصادية خارج إطار النفط، سجل معدل نمو الاقتصاد غير النفطي خلال العام الماضي 3.9%.. هذا النمو المتسارع هو نتاج لكثير من المحفزات، من بينها توسيع الشراكات الاقتصادية، والاتفاقيات الاستثمارية، إضافة إلى الحراك النشط لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث بلغ حجم هذه الاستثمارات ـ وفق مؤشر الربع الأول من هذا العام 30.6 مليار ريال عُماني، مما يعكس الثقة المتزايدة التي تحظى بها سلطنة عمان كوجهة عالمية جاذبة لرؤوس الأموال.ولا شك أن الاتفاقيات الاستراتيجية، التي أبرمتها سلطنة عمان مع عدد من الاقتصادات الكبرى، فتحت آفاقا جديدة للتعاون والشراكات في مجالات واعدة مثل الهيدروجين الأخضر، كمحور مهم في مسار التحول الصناعي، إلى جانب تأسيس صناديق استثمارية مشتركة تعزز من تمويل مشروعات التنمية المستدامة، وفتح أسواق جديدة لتمكين القطاع الخاص.

ومما يستوجب الإشارة هنا، الدور الكبير لجهاز الاستثمار العُماني في استقطاب استثمارات مباشرة تجاوزت 3.3 مليار ريال عُماني، كما نجحت منصة «استثمر في عُمان» في توطين أكثر من أربعين مشروعا بقيمة تفوق ملياري ريال، في قطاعات حيوية تشمل السياحة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والصحة، والأمن الغذائي، وجميعها تشكل روافد حقيقية للنمو، وتوفر فرصا واسعة للتوظيف وتنمية المهارات، إلى جانب إسهامها في إثراء المحتوى المحلي وتنشيط قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب العماني في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة، خصوصا في الصناعات المستقبلية.

وعلى هذا المسار تواصل الحكومة دورها المحوري، من خلال تحديث السياسات التنظيمية، وتوفير بيئة محفزة للاستثمار، بما يضمن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الجوانب الاجتماعية وفق منهجية تراعي الاستدامة، وتزيد من قدرة مشاركة الأفراد في النشاط الاقتصادي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الإنسان العماني هو محور التنمية وغايتها.

وعلى هذا يمكننا القول إن ما تحقق حتى الآن من خطوات في الإصلاح الاقتصادي، وما يتم الإعداد له من خطط وبرامج، يؤكد أن سلطنة عمان تمضي نحو بناء اقتصاد تنافسي ومبتكر، يقوم على التنويع والمعرفة، ويستند إلى بنية قوية من الثقة والتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، ما يمهد لمرحلة جديدة من النمو المتوازن والمستدام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

"التراث والسياحة" تفتتح ركن النيازك بفندق ماندارين أورينتال

مسقط- الرؤية

دشّنت وزارة التراث والسياحة ركن النيازك في فندق ماندارين أورينتال بمحافظة مسقط، وذلك في إطار جهودها لتوظيف التراث الجيولوجي وتعزيز التجربة السياحية والثقافية في سلطنة عمان. ويضم الركن مجموعة من العينات النيزكية النادرة من نيازك "جدّة الحراسيس"، مما يتيح لزوار الفندق فرصة الاطلاع عليها عن قرب والتعرّف على تاريخها وقيمتها العلمية، إضافةً إلى جهود سلطنة عمان في صونها باعتبارها إرثًا ثقافيًا مهمًا.

واحتوى ركن النيازك على عينة مميزة من نيزك جدة الحراسيس 91 الذي يعد أكبر سقوط للنيازك يتم اكتشافه حتى الآن في سلطنة عمان، ويمتد مسار سقوط النيزك إلى حوالي 52 كيلومترا، ويبلغ عدد القطع التي تم تجميعها أكثر من 700 نيزك ويصل وزنها الإجمالي حوالي 4600 كيلوجرام. وتشير الدراسات العلمية الموثقة بأن تاريخ هذا السقوط في موقعه الأصلي يعود لأكثر من 12600 سنة.

كما يضم الركن عينة نيزكية من نيازك جدة الحراسيس 73 والتي تصنف بأنها نيازك صخرية كوندراتية من نوع (L6) ويعتبر هذا السقوط النيزكي ثاني أكبر سقوط للنيازك يتم اكتشافه حتى الآن في سلطنة عمان، وتشير الدراسات العلمية أن هذا النيزك ظل يسبح في مساره بحزام الكويكبات في مجال الفضاء بوزن يزيد عن 20 طنا، ويقدر عمر سقوطه في موقعه الأصلي قبل 15600 سنة، أي خلال فترة العصر الحجري القديم. وقد تم توثيق 3638 قطعة من هذا السقوط بوزن إجمالي 620.9 كيلوجرام، بمسار طولي لتناثر القطع امتد لـ 25.8 كيلومتر.

ويهدف عرض هذه النيازك إلى تعريف زوار الفندق، من داخل سلطنة عمان وخارجها، بأهمية النيازك وقيمتها العلمية والتاريخية والأطر والتشريعات القانونية المنظمة لها وفقا لقانون التراث الثقافي، باعتبارها أحد أبرز الشواهد على تكوين النظام الشمسي، إلى جانب إبراز جهود سلطنة عمان في مجال جمع وحفظ ودراسة العينات النيزكية.

ومن المتوقع أن يشكل الركن إضافة نوعية للمشهد الثقافي والسياحي، خاصة مع ما يتمتع به فندق ماندارين من موقع استراتيجي وخدمات فندقية راقية تسهم في جذب الزوار المحليين والدوليين على حد سواء، مما يعزز من التكامل بين قطاعي التراث والسياحة في سلطنة عمان.

وتعد هذه المبادرة خطوة رائدة نحو مزيد من الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لإبراز ثروات عُمان الطبيعية الفريدة في منصات متنوعة وحديثة، تتماشى مع رؤية سلطنة عمان في جعل الثقافة والعلوم جزءًا من التجربة السياحية الشاملة والمتكاملة.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
  • مروان بن تركي يفتتح "ملتقى الصداقة العماني الصيني 2025".. غدا
  • القبول الموحد: استمرار مرحلة تعديل الرغبات وبدء التسجيل في البرنامج العُماني للتعاون الثقافي والعلمي
  • "اليونيسف" تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • ثقة دولية في الاقتصاد التركي: صندوق النقد يرفع توقعات النمو!
  • اليونيسف تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • تركيا: السكان أولوية أمن قومي.. وسياسات جديدة لحماية التركيبة الديمغرافية
  • "التراث والسياحة" تفتتح ركن النيازك بفندق ماندارين أورينتال
  • هدم سور البلد .. والتحليل الماركسي للمجتمع العماني