يظل الاقتصاد المصري ثابتا، رغم التحديات والضغوط التي يواجهها نتيجة للتداعيات السلبية العالمية للحرب الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على جميع الدول.

وتخرج تصريحات الطمأنة من قبل بعض المسئولين حول قدرة مصر على تجاوز الأزمة الاقتصادية، التي نتجت عما يشهده العالم من تداعيات واثار سلبية للصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا.

الرئيس السيسي يبشر المصريين إيجاد حلول نهائية للأزمة الاقتصادية 

وقال   الرئيس عبد الفتاح السيسي أننا حريصون على إيجاد حلول نهائية للأزمة الاقتصادية والعمل بجد في كافة القطاعات والمجالات، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار تلك الأزمة.

وأضاف الرئيس السيسي خلال لقائه مع طلبة الأكاديمية العسكرية أثناء زيارته التفقدية لها، إننا نعمل على توفير العملة الصعبة ولن نتوقف عن توفير احتياجاتنا الأساسية، ومصر دائما لها ثوابت سياسية وتتسم دائما بأن تكون عامل استقرار في محيطها، وإن هذا أمر لم يحرص عليه هو فقط ولكن مصر تتسم دائما بالتوازن والاعتدال ولا تتدخل في شؤون الآخرين وأن تكون عاملًا إيجابيًا دائمًا في إيجاد حلول للأزمات المختلفة التي تمر بالمنطقة.

وتابع: "الدولة تعمل بكل ما أوتيت من قدرة على التقليل من تأثير الأزمة الاقتصادية التي تولت نتيجة الحرب الروسية وقبلها أزمة كورونا وذلك عبر برامج يجرى تنفيذها ترعى في المقام الأول "المواطنين أصحاب الظروف الصعبة جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي مع أهالي محافظة مطروح، معربا عن سعادته بلقائه مع أهالي مطروح وسيدي براني".

ومن جانبه، قال رئيس جمعية المصدرين المصريين "إكسبولينك" محمد قاسم، إن صادرات مصر غير البترولية سجلت تعافيا في يوليو الماضي بنسبة 8%، بعد أن سجلت انخفاضا في النصف الأول من العام.

الرئيس السيسي: الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها مش إحنا السبب فيها السيسي: ربنا مطلع علينا وشاهد على جهدنا في مواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية|فيديو إعادة هندسة سلاسل الإمداد العالمية

وأضاف قاسم- خلال تصريحات له، أن مصر لم تكن الوحيدة التي تأثرت في النصف الأول، إنما هناك العديد من الدول التي عانت مثل الصين التي واجهت تحديات كبيرة هذا العام، التحديات التي تواجهها الصادرات المصرية ترتبط بالمشاكل المحلية ومستوى الطلب العالمي، مضيفا: "نواجه في الأسواق المستهلكة الرئيسية (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة) من ارتفاع الآثار التضخمية، بالتالي قدرة المستهلكين على الشراء تضاءلت إلى حد كبير، ما أدى لهبوط الطلب".

وأكد قاسم، أن التوجهات الكبرى في التجارة الدولية تعمل لصالح دول مثل مصر، مشيرا إلى العالم يتحول لإعادة هندسة سلاسل الإمداد العالمية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إنه يجب العمل على تأسيس البنية التحتية داخل القارة، وأنه يجب زيادة معدلات التجارة البينية والتبادل التجاري بين الدول الإفريقية، وتعد من أهم النقاط، لتصل القارة الإفريقية إلى مستويات أعلى من الاكتفاء الذاتي، كما أنه يجب القيام بالعديد من المجهودات لتغير مناخ الاستثمار بالقارة الإفريقية، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف الإدريسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التجربة المصرية كانت هامة، خاصة في التعامل السريع مع الأزمات، خاصة خلال جائحة كورونا، وكان هناك تعاون بين مصر والدول العربية لمواجهة هذه الأزمة.

وأشار الإدريسي، إلى أن تجربة المشروعات القومية في مصر كانت هامة، لاستمرار عجلة الإنتاج، مما كان لها دور في دعم الاقتصاد، وأوضح أن الدولة تسعى بكافة جهودها لتحسين معيشة المواطن المصري بقوة وفي عدة محاور مختلفة على مدار سنوات عديدة بدأ من مشروع حياة كريمة ومشروع تطوير الريف وهما يعدان تركيزا للدولة على تحسين مستوى معيشة المواطن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

برلماني: رسائل الرئيس السيسي خلال جولته بالأكاديمية العسكرية تأكيد على قوة الدولة مستشار أكاديمية ناصر يكشف أهمية لقاءات الرئيس السيسي بالمؤسسات العسكرية  تحقيق التعافي وتعزيز الصمود 

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي زكي القاضي، إن مصر تتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والتي تعد الأولوية الأولى لدى الدولة كون المواطنين يتداولونها خلال تلك الفترة بكثرة، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤكد دائما على اتخاذ الإجراءات المرنة لمجابهة تلك التداعيات الناتجة عن جائحة كورونا ومن ثم الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأضاف  القاضي- خلال تصريحات له، على قناة إكسترا نيوز، أن الأزمات العالمية سالفة الذكر أثر في عدد من الدول ذات اقتصاديات أضخم وأكبر من الاقتصاد المصري بأضعاف، وبالتالي تأثرت مصر من تداعيات تلك الأزمات المتتالية، مشيرا إلى أن مصر تتخذ العديد من الخطوات لتحقيق أهدافها المستقبلية سواء ما يخص زيادة عدد الأفدنة الزراعية وتعزيز قطاع الصناعة والفرص الاستثمارية وغيرها.

وتابع: "الدولة المصرية تسير وفق خطة مدروسة وممنهجة، وهذه أحد أدوات الاطمئنان الحقيقية"، مشيرا إلى أنه يجري إخبار المواطنين بالتحديات التي تواجه الدولة في مختلف المجالات سواء الطاقة أو الكهرباء وغيرهم بهدف تشكيل وعي جمعي حقيقي، إذ إن الوعي الجمعي المزيف يضر أي دولة.

والجدير بالذكر، أن الدولة المصرية تحركت بشكل سريع ومدروس لمواجهة هذه الازمات ولتحقيق التعافي وتعزيز الصمود والاستعداد بشكل جيد لأي أزمات مستقبلية، وذلك من خلال سياسات قصيرة الأجل وإجراءات عاجلة للتخفيف من أثار الأزمات من ضِمنها رفع الحد الأدنى للأجور، ورفع الحد الأدنى للإعفاء الضريبي.

ويتم الاستمرار توفير دعم مالي للأسر المستهدفة من خلال البطاقات التموينية، وعدم زيادة الرسوم على المواطنين وتحمّل الدولة فارق ارتفاع الأسعار عالمياً وتكلفة بعض السلع والخدمات.

بالإضافة إلى إقرار علاوات استثنائية في الأجور والمعاشات، إلى جانب وضع وتنفيذ خطط متوسطة الأجل لتعزيز قدرة الاقتصاد على الصمود وذلك من خلال تنفيذ عدد من البرامج الإصلاحية، حيث أطلقنا البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية في إبريل 2021 لتُمثل استكمال للبرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاقتصاد الأزمة الاقتصادية جائحة كورونا المشروعات القومية المواطن الرئيس عبدالفتاح السيسي قطاع الصناعة الدولة المصرية البطاقات التموينية الأزمة الاقتصادیة الرئیس السیسی إیجاد حلول

إقرأ أيضاً:

انتشار البرباشة بشوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد

يزداد عدد "نبّاشي القمامة" أو "البرباشة" باللهجة العامية في تونس، والذين يجوبون الشوارع بلا كلل في القيض والبرد بحثا عن أي قارورة بلاستيكية، مما يشكل انعكاسا للأزمة الاقتصادية وأزمة الهجرة.

يضع حمزة الجباري منشفة على رأسه تقيه أشعة الشمس الحارقة، ويثبت كيسين مليئين بالقوارير البلاستيكية على ميزان في نقطة تجميع في حي البحر الأزرق الشعبي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

كان قد جاب منذ الرابعة صباحا، شوارع عدة قبل أن يقوم عمّال النظافة بتفريغ حاويات القمامة.ويقول الرجل الأربعيني الذي يعيش من جمع البلاستيك منذ خمس سنوات "هذا هو العمل الأكثر توفرا في تونس في غياب فرص العمل".



لكن هذا العمل مرهق جدّا فيما يُباع الكيلوغرام الواحد من القوارير البلاستيكية الموجهة لإعادة التدوير ما بين 500 و700 مليم (16 إلى 23 سنتا).

ولذلك فهو في سباق لا ينتهي مع الزمن والمكان لملء أكبر عدد ممكن من الأكياس للحصول على بضعة دنانير لتوفير قوته اليومي.

انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة مهنة جمع المواد البلاستيكية وبيعها للتدوير. فبات من المألوف رؤية نساء يبحثن عن القوارير المستعملة على جوانب الطرق، أو رجال يحمّلون أكواما من الأكياس على دراجاتهم النارية يجوبون الشوارع ويقفون عند كل ركن تلقى فيه القمامة للبحث فيها.

"عمل إضافي"

تؤكد منظمات غير حكومية محلية أنه من الصعب تحديد عدد "البرباشة"، إذ إن نشاطهم غير منظم قانونا.

لكن وفق حمزة الشاووش، رئيس الغرفة الوطنية لمجمعي النفايات البلاستيكية، التابعة لمنظمة التجارة والصناعة، فإن هناك 25 ألف "برباش" في تونس ينشط 40% منهم في العاصمة.يقول الجباري إن "الجميع أصبحوا برباشة!".

ويوضح الشاوش الذي يدير أيضا مركز تجميع للمواد البلاستيكية في ضاحية تونس الجنوبية، أن "عددهم ازداد في السنوات الأخيرة بسبب غلاء المعيشة".

ويلفت إلى تحول في القطاع الذي كان "من ينشطون فيه بالأساس أشخاصا بلا دخل" لكن "منذ نحو سنتين، بدأ عمال ومتقاعدون وخادمات في المنازل في ممارسة هذا النشاط كعمل إضافي".

في العام 2024، تجاوزت نسبة الفقر في تونس 16%، بحسب الأرقام الرسمية.وما تزال الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها في تونس مع نسبة بطالة تناهز 16% ونسبة تضخم تقارب 5,4% في العام 2025.

ومنذ العام الفائت، بدأ عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أيضا بجمع القوارير البلاستيكية وبيعها لتحصيل رزقهم.يعيش معظم هؤلاء المهاجرين في فقر مدقع.




وقد عبروا دولا كثيرة بهدف واحد هو الوصول إلى أوروبا عبر البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في تونس التي شدّدت الرقابة على السواحل بعد إبرامها اتفاقا بهذا الخصوص مع الاتحاد الأوروبي.

"منافسة"

يقول المهاجر الغيني عبد القدوس إنه صار "برباشا" لكي يتمكن من العودة إلى بلده.ويعمل الشاب البالغ 24 عاما منذ شهرين في محطة لتنظيف السيارات ولكنه يحتاج إلى تكملة لراتبه المتدني.

يساعد جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير الشاب الذي حاول مرتين عبور البحر إلى أوروبا بشكل كبير في حياته ويمكنه من دفع الإيجار وشراء أغراض مثل الأدوية.يقول عبد القدوس لفرانس برس متنهدا بعمق "الحياة هنا ليست سهلة".

اضطر الشاب إلى مغادرة مدينة صفاقس الساحلية الكبيرة في الوسط الشرقي إلى العاصمة تونس بعد أن تلقى "الكثير من التهديدات".

وقد شهدت بلدات قريبة من صفاقس تفكيك عدة مخيمات غير منظمة للمهاجرين هذا العام.في العام 2023، تفاقمت أزمة المهاجرين بعدما اعتبر الرئيس قيس سعيّد أن "جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء" تهدد "التركيبة الديموغرافية" لتونس.

وانتشرت بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات حادة وعدائية ضد المهاجرين.ألقت هذه التوترات بظلالها على قطاع جمع القوارير البلاستيكية.

ويقول حمزة الجباري "هناك منافسة قويّة في هذا العمل"، في إشارة إلى المهاجرين.

ويضيف "هؤلاء الناس جعلوا حياتنا أكثر صعوبة... لم أعد أستطيع جمع ما يكفي من البلاستيك بسببهم".




ويذهب الشاوش أبعد من ذلك، فمركز التجميع الذي يشرف عليه "لا يقبل الأفارقة من جنوب الصحراء" ويمنح "الأولوية للتونسيين".

في المقابل، يؤكد عبد الله عمري وهو صاحب مركز تجميع في البحر الأزرق على أنه "يقبل الجميع".ويضيف الرجل البالغ 79 عاما "من يقوم بهذا العمل هم بحاجة" سواء "كانوا تونسيين أو من جنوب الصحراء أو غيرهم".

ويختم بفخر "نحن ننظّف البلاد ونوفر لقمة العيش للعائلات".

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • مصر.. الحكومة للتجار: الأسعار يجب أن تنخفض الآن بعد تجاوز الأزمة الاقتصادية
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تأكيد لثوابت الدولة المصرية
  • خالد أبو بكر: مواقف الرئيس السيسي القومية رسخت مكانته لدى المصريين ..فيديو
  • انتشار البرباشة بشوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • الرئيس السيسي يُصدر قانونًا جديدًا - تفاصيل
  • سكن لكل المصريين.. تفاصيل أول مبادرة للإسكان الاجتماعي الأخضر
  • مصطفى مزيرق: كلمة الرئيس السيسي رسالة للعالم بأن القضية الفلسطينية ستظل في وجدان المصريين
  • المصريين : كلمة الرئيس السيسي عن الأوضاع في غزة أكدت ضرورة حل الدولتين
  • المصريين الأحرار: الرئيس السيسي أعاد تصحيح البوصلة الدولية.. لا تهجير.. لا تنازل.. لا تفريط