على رغم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط المقبل، تشهد الجبهة الجنوبية منذ يوم الأحد تصعيدًا قد يكون غير مسبوق منذ التوصّل إلى الاتفاق في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، على وقع الحراك "السلميّ" الذي بدأه أهالي القرى الجنوبية يوم الأحد، حين قرّروا الدخول إلى بلداتهم، لتسجيل موقف رافض لتحويل احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية إلى "أمر واقع".



وفي ما يشبه "الانتقام" من المشهد، الذي وصفه كثيرون بـ"عرس التحرير"، وقارنه آخرون بتحرير الجنوب من الاحتلال في العام 2000، رفعت إسرائيل من وتيرة تصعيدها وخروقاتها، بل عادت إلى أساليب كانت قد أحجمت عنها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فلجأت مثلاً إلى الغارات الجوية التي استهدفت مناطق عدّة، حتى في شمال الليطاني، كغارة النبطية، في وقتٍ رُصِدت مسيّراتها في العاصمة بيروت من جديد.

وفي وقتٍ حافظ "حزب الله" على موقف "مبهم" من تمديد الهدنة، على وقع وجهتي نظر عبّر عنها مسؤولوه، بين رمي الكرة في ملعب الدولة، وبين اعتبار القوات الإسرائيلية قوات احتلال، والاحتفاظ بالحقّ في مواجهة وفق ما تراه المقاومة مناسبًا، جاء إعلان الجيش الإسرائيلي في الساعات الماضية عن إسقاط مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان، ليطرح علامات الاستفهام، فهل "تشتعل" الجبهة من جديد؟!

إسرائيل "تنتقم"
صحيح أنّ الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مستمرّة منذ تاريخ التوقيع عليه في 27 تشرين الثاني، حيث "تعمّدت" إسرائيل منذ ذلك الوقت أن تكرّس لنفسها ما أطلق عليه "حرية التصرف"، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ هذه الخروقات بلغت مستوى جديدًا في الأيام القليلة الماضية، أو ربما انتقلت إلى مرحلة "متقدّمة"، ولا سيما أنها لم تعد تقتصر على تفجيرات ونسف منازل، في بعض القرى الأمامية التي تتواجد فيها القوات الإسرائيلية.

لعلّ "ذروة" هذا المستوى الجديد برزت من خلال العودة إلى استخدام سلاح الطيران في مناطق عدّة، وتحديدًا مع الغارتين الجويتين اللتين استهدفت من خلالهما إسرائيل شمال الليطاني، ولا سيما في النبطية، فضلاً عن تحليق المسيّرات في بيروت، وهو ما يعزوه العارفون إلى وجود رغبة إسرائيلية بـ"الانتقام" من الجنوبيين بعد مشهد الأحد، الذي أثار غضب المسؤولين في إسرائيل، خصوصًا بعدما وصلت أصداؤه إلى عواصم غربية عدّة.

ويشدّد العارفون على أنّ إسرائيل توجّه من خلال تصعيدها المستجدّ هذا أكثر من رسالة، سواء في اتجاه الدولة اللبنانية، أو في اتجاه "حزب الله"، مفادها أنّها جاهزة للتصعيد العسكري، بل للعودة إلى الحرب في حال اضطرها الأمر، وأنّها تصرّ على تنفيذ الاتفاق، وفق مفهومها وتفسيرها الخاص له، بل هي تقول في مكانٍ ما إنّها "جاهزة" لأخذ زمام المبادرة من جديد، وضرب أيّ تحرّكات لـ"حزب الله"، في حال شعرت بأيّ "تقاعس" في هذا الجانب.

موقف "حزب الله"
في مقابل رسائل إسرائيل العسكرية، بين "الانتقام" من مشهديّة الأحد التي تواصلت بصورة أو بأخرى في أيام الأسبوع، و"الجاهزية" لخوض المواجهة العسكرية مهما بلغ حجمها، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن موقف "حزب الله"، خصوصًا مع إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط مسيّرة استطلاعية تابعة له أطلقت من جنوب لبنان، في تطوّر هو الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ولو أنّ أيّ تبنّ رسميّ للعملية لم يصدر عن الحزب.

وقد ولّد هذا الأمر انطباعًا لدى كثيرين بأن الحزب يمهّد للانتقال بدوره إلى مرحلة مختلفة من التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا بعد خطاب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الأخير، والذي أوحى فيه بأنّ الحزب ليس مؤيّدًا للتمديد للاتفاق، وإنما يعتبر أنّ ما كان ساريًا في المرحلة الأولى لا يسري بالضرورة في المرحلة الحالية، ولو لم يكن "حازمًا" بالقول إنّ المقاومة ستردّ في الوقت الحالي، بل اكتفى بترك "هامش" للمقاومة في هذا الإطار.

 إلا أنّ العارفين يستبعدون أن يكون "حزب الله" في وارد الذهاب إلى التصعيد فعلاً، ولو أوحى بمعارضته لتمديد وقف إطلاق النار، بدليل أنّ خطواته لا تزال "مضبوطة"، حتى لو صحّ أنّه أطلق طائرة "استطلاعية"، في عملية قد يكون الهدف منها "ردع" العدو عن المضيّ في تصعيده، على غرار ما كان يفعل بسلسلة عمليات "الهدهد" في وقت سابق، علمًا أنّ أولوية الحزب ليست الدخول في حرب جديدة، بل مراجعة ما حصل، على طريقة المصارحة التي قام بها الشيخ قاسم.

يرى كثيرون أنّ التصعيد يبقى مُستبعَدًا في الوقت الحالي، ولو تصاعدت وتيرة التصعيد، وربما الخروقات، وربما الاستفزازات، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي، ويعزون ذلك إلى انتفاء المصلحة لدى الطرفين من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فـ"حزب الله" مثلاً ليس جاهزًا لمعركة جديدة، وهو يفضّل أن يحافظ على تموضعه الجديد، خلف الدولة، وربما خلف الناس، على طريقة "المقاومة الشعبية" التي سطّرها أهالي القرى الجنوبية... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار حزب الله من جدید خصوص ا

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار

أفاد موقع أكسيوس الأميركي، بأن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة .

ووفق أكسيوس، فإن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها ويتكوف إلى إسرائيل منذ ما يقرب من ستة أشهر، وتأتي في ظل الجمود في وقف إطلاق النار في غزة ومحادثات الرهائن، والأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.

وقال مسؤول أميركي إن ويتكوف قد يسافر أيضا إلى غزة، ويزور مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.

وبحسب ما قال أحد المسؤولين الأميركيين، "يريد الرئيس أن يعرف المزيد عن الوضع الإنساني في غزة، من أجل معرفة كيفية تقديم المزيد من المساعدات للمدنيين في القطاع".

اقرأ أيضا/ 15 دولة غربية تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل

ووفق القناة  12 العبرية، فإن ويتكوف سيجتمع غدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين، لمناقشة الوضع في غزة والبحث عن حلول ممكنة.

من جانبها، نقلت القناة 15 العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن زيارة ويتكوف إلى إسرائيل تهدف لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.

ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.

المصدر : أكسيوس اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى وزراء إسرائيليون وأعضاء كنيست يطالبون بجولة داخل "الحدود الشمالية" لغزة إسرائيل تُهدّد بوقف عمليات إسقاط المساعدات خشية توثيق الدمار بغزة الأكثر قراءة إعلام إسرائيلي: 44 عسكريا قتلوا منذ استئناف الحرب بغزة فرنسا: خطر المجاعة في غزة نتيجة للحصار الإسرائيلي بحبح: الوسطاء ينتظرون رد حماس منذ أيام ولا سبب مقنع للتأخير الكنيست يصادق على مقترح يدعو لضم الضفة الغربية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • ترامب يعلن اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية وفرض رسوم جمركية 15%
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
  • ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل