لجريدة عمان:
2025-05-30@23:17:57 GMT

الهوية الوطنية مستقبل الأجيال والمجتمعات

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

"العُمانية": تعد الهُوية الوطنية الواجهة الأساسية المعبِّرة عن خصوصية أيِّ أمة من الأمم وكيفية نظرتها للحياة، وطبيعة شعبها وممارساته، وما تفرّد به عن باقي الشعوب من خلال تاريخه ولغته وسماته الاجتماعية والثقافية، وتتكوّن الهوية الوطنية من مجموعة من العناصر مثل: الرموز، والمعايير الثقافية، والمفردات التراثية، وهي الإطار الذي يحدد هوية أفراد المجتمع، فبالتالي تؤثر في سلوكياتهم ومواطنتهم.

وقالت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد، باحثة في الهوية الوطنية: إن ما يميز الهوية الوطنية العمانية هو اللغة، والتاريخ المشترك، والعادات والتقاليد والقيم، والديانة، والعلم، والموقع الجغرافي، والموروثات التراثية التي يجب على الفرد أن يكون متمسكًّا ومتفاخرًا بها، وإنه من المهم على المجتمعات أن تغرس في أفراد شعوبها مفاهيم الهُوية الوطنية، وتعزز روح الإنتماء الوطني، فهم الجيش الأقوى وخط الدفاع الأول للأوطان، وذلك باتباع أسلوب الترغيب لا الترهيب.

وأكدت على دور الباحثين في غرس وتعزيز الهوية العُمانية لدى النشء ليكون جيلًا واعيًا ورصينًا ومتحصنًا وقادرًا على التمييز بين ما يتواءم مع مجتمعه أو لا يتواءم، إضافة إلى رصد التحديات التي يواجهها المجتمع العماني والتي تؤثر على أبنائه بشكل أو بآخر.

وأشارت إلى ضرورة تسليط الضوء على صُنّاع المحتوى لصناعة محتوى رقمي هادف يخدم استدامة الهوية الوطنية وتوظيف مفردات الهُوية الثقافية العُمانية لنشرها على مستوى العالم؛ إذ إن العاملين في مجال صناعة المحتوى داخل سلطنة عُمان أسهموا بشكل كبير في توظيف مفردات التراث الثقافي المادي وغير المادي للترويج عن سلطنة عُمان محليًّا ودوليًّا، الأمر الذي يسهم في التعريف بالمواقع السياحة والأثرية العُمانية من خلال نشر مقاطع مرئية وأفلام وثائقية وصور جاذبة وثّقت طقوس وممارسات وعادات وتقاليد أصيلة، إضافة إلى مساهمتهم في إحياء هذه الموروثات من جديد وبطرق تفاعلية شائقة باستخدام التقنيات التي تتناسب مع كافة الفئات العمرية، وبمواءمة بين الماضي والحاضر من خلال المؤثرات السمعية والبصرية لاستحضار الأحداث التاريخية والشواهد الأثرية والرموز العُمانية.

وأكدت على أهمية حماية الهوية وسط المحاولات المستمرة للغزو الثقافي وهيمنة بعض الدول على الثقافات وتوريد أخلاقيات وفكر وممارسات بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي والعربي لتكوين قوالب موحّدة من القيم والممارسات والاهتمامات في محاولة لإيجاد هوية عالمية واحدة، الأمر الذي أثر في بعض الأفراد وتسبب في زعزعة الهويات وغياب أو ذوبان بعض من ملامحها.

وأشارت الدكتورة حنان إلى ضرورة الوقوف عند هذه التحديات ومعالجتها، إضافة إلى أهمية تعزيز الشعور بالانتماء للأرض والوطن من مبدأ المواطنة المسؤولة، واحتواء الجيل الجديد وفهم احتياجاته ومعرفة قدراته وتقبُّل آرائه وأفكاره؛ لأن الهوية الوطنية لم تتشكّل إلا بعد عمليات مستمرة من التغيير والتطوير ومحاولات التكيف مع متطلبات كل مرحلة، مع الثبات والصد ضد تيارات الهيمنة الفكرية، لإيجاد جيل واعٍ متمسك بتاريخه التليد مفتخر ومتباهٍ بإسهامات الإنسان العُماني على مر السنين، مدركًا لقيمة هويته وقيمه الأصيلة.

ووضّحت الدكتورة حنان أن هناك إمكانية لتغيّر الهوية الوطنية لدى المواطنين مع مرور الوقت، نتيجة لتعرضهم للكثير من الثقافات وانفتاحهم على العالم، لذلك أشارت إلى خطابات صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -، التي شددت على أهمية تربية النشء على العادات والتقاليد والمحافظة على الإرث العُماني، في إشارة للدور الكبير الذي تقوم به كل من الأسرة والمدرسة والإعلام أيضًا في ترسيخ الهوية، والسمت العُماني، والقيم العُمانية الأصيلة، وتبني قضايا المجتمع كلٌّ حسب اختصاصه ووفق واجباته.

وذكرت أن تربية النشء على الولاء والانتماء للوطن ما هو إلا أمر يجعل الفرد جزءًا لا يتجزأ من هذه الرقعة الجغرافية، وأن هذا الشعور لا يتكوّن إلا من خلال التنشئة الصحيحة بترسيخ الوعي والمعرفة والاتجاهات الإيجابية تجاه القيم التي تجعل سلوكه يتسم بالحب والإخلاص والعطاء والتضحية من أجل الوطن، إضافة إلى الفهم العميق للمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن والتحلي بصفات المواطنة المسؤولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الهویة الوطنیة الع مانیة إضافة إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

"الغرفة": 15 علامة تجارية عُمانية تشارك في "معرض الامتيازات العراقية"

 

مسقط- الرؤية

تشارك غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في مركز الامتياز التجاري في معرض الامتيازات العراقية بنسخته الثانية، خلال الفترة من 28 ولغاية 30 مايو الجاري في معرض بغداد الدولي بجمهورية العراق الشقيقية، برئاسة المهندس حمود بن سالم السعدي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس لجنة مركز الامتياز التجاري، وبمشاركة 15 علامة تجارية عُمانية.

وقد شارك في افتتاح المعرض مالك خلف وادي مدير عام دائرة تطوير القطاع الخاص بوزارة التجارة العراقية، وسعادة السفير الشيخ محمود بن مهنا الخروصي القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان في جمهورية العراق.

وشهد المعرض في يومه الأول توقيع اتفاقيتين منح امتياز تجاري، الاتفاقية الأولى وقعها محمد صغير قاسم المعمري صاحب العلامة التجارية "الأخوة للفضيات"، أما الاتفاقية الثانية وقعها عيسى بن صالح الأغبري صاحب العلامة التجارية العُمانية "سفن فرايز".

وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود الغرفة لتعزيز حضور العلامات التجارية العُمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية، وفتح آفاق واعدة للتعاون التجاري والاستثماري، لاسيما في قطاع الامتياز التجاري الذي يشهد نموا متسارعا في جمهورية العراق. وضم جناح الغرفة المشارك في المعرض أكثر من 15 علامة تجارية عُمانية رائدة في السوق العُماني، تسعى إلى استكشاف فرص منح الامتياز التجاري والدخول إلى السوق العراقي.

وتولي الغرفة اهتماما كبيرا بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الأعمال، حيث تسعى من خلال مبادراتها إلى دعم العلامات التجارية العُمانية وتمكينها من المنافسة إقليميا ودوليا، والأخذ بيد رواد الأعمال للتوسع والوصول إلى العالمية.

وألقى المهندس حمود بن سالم السعدي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس لجنة مركز الامتياز التجاري كلمة خلال افتتاح فعاليات المعرض، قال فيها إن المشاركة في معرض الامتيازات العراقية تأتي انسجاما مع التوجهات الاستراتيجية للغرفة الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز التنويع الاقتصادي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، التي تركز على تنويع مصادر الدخل، وتشجيع الاستثمار، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توسيع حضور المنتجات والخدمات العُمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأضاف: "نؤمن بأن السوق العراقي يشهد تحولا اقتصاديا ملحوظا تقوده مبادرات نشطة من القطاع الخاص، ويعد المعرض فرصة حقيقية لخلق شراكات استراتيجية من خلال جمع العلامات التجارية والمستثمرين في بيئة واحدة محفزة للتبادل التجاري والتعاون والاستثمار"، مشيرا إلى مركز الامتياز التجاري يسعى إلى دعم أصحاب العلامات التجارية العُمانية وتمكينهم من التوسع إقليميا عبر منح الامتياز التجاري، والتواصل مع شركاء جدد في الأسواق الخارجية. وتابع بالقول إن هذه الفعاليات تمثل فرصا واعدة لنقل التجارب الناجحة، وبناء شراكات تجارية جديدة تسهم في تطوير قطاع الامتياز التجاري.

وأكد المهندس حمود السعدي، أهمية تسجيل العلامات التجارية العُمانية خارج سلطنة عُمان، باعتباره عنصرا أساسيا لحماية الملكية الفكرية، وضمان استدامة الاستثمارات، وبناء الثقة مع الشركاء التجاريين في الأسواق الدولية.

وقالت نصرة بنت سلطان الحبسية المديرة العامة للتجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وعضو لجنة الامتياز التجاري بغرفة تجارة وصناعة عُمان: "في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها سلطنة عُمان لتعزيز حضورها الاقتصادي في المحافل الإقليمية والدولية، ودعم ريادة الأعمال وترويج العلامات التجارية الوطنية، تأتي مشاركة العلامات التجارية العُمانية في معرض الامتيازات العراقيّة الثاني تأكيدًا على هذا التوجه الاستراتيجي بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في لجنة الامتياز التجاري".

وأضافت أنه من منطلق دور وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار كمنظم ومشرع للقطاع التجاري، فإننا نحرص على تهيئة بيئة قانونية محفزة وآمنة، تمكن رواد الأعمال العُمانيين من الانطلاق بثقة نحو الأسواق الإقليمية والدولية، مع توفير الممكنات والتشريعات التي تدعم نمو العلامة التجارية العُمانية. وأكدت الحبسية أن هذه المشاركة تأتي كفرصة استراتيجية لاستعراض جودة المنتج العُماني وتميز هويته التجارية، والتأكيد على قدرة العلامات الوطنية على المنافسة في المحافل الدولية. وأوضحت أن الوزارة تؤمن بأن المشاركة في المعارض الدولية تعد إحدى النوافذ المهمة للترويج للمنتج العُماني، مشيرة إلى مواصلة العمل على تمكين العلامات الوطنية من التوسع خارجيا من خلال برامج دعم متخصصة، وتسهيلات قانونية، وشراكات مثمرة محليا ودوليا.

من جانبه، تحدث عبدالله بن حمود المحروقي مؤسس شركة "تشين"، عن الحملة التسويقية التي تنفذها الشركة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان للترويج للعلامات التجارية العُمانية، مؤكدا أن المشاركة في معرض الامتيازات العراقي تمثل فرصة واعدة لدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال تمكينهم من التوسع عبر نظام الامتياز التجاري في السوق العراقي. وأشار المحروقي إلى أهمية هذا المعرض في فتح آفاق جديدة لأصحاب العلامات التجارية العُمانية، بما في ذلك عقد شراكات استراتيجية، وتبادل الخبرات، والتعرف عن قرب على السوق العراقي، إلى جانب الاطلاع على التجارب الناجحة والعلامات التجارية العالمية المشاركة في المعرض.

وتحدث محمد آل إسماعيل، مؤسس العلامة التجارية "دار الكنافة"، عن أهمية المشاركة في معرض الامتيازات التجارية، مؤكدا أن المعرض يمثل فرصة قيمة للتعريف بالعلامة والترويج لها على نطاق إقليمي، واستكشاف فرص التوسع من خلال منح الامتياز التجاري في الأسواق الخارجية، خصوصا السوق العراقي الواعد. وأضاف: "نسعى من خلال هذه المشاركة إلى بناء شراكات استراتيجية، وتعزيز حضورنا في المنطقة، ونقل تجربتنا في قطاع الحلويات الشرقية إلى أسواق جديدة تسهم في نمو أعمالنا وتوسع علامتنا التجارية".

وقال سامي بن محمد المجيني مؤسس العلامة التجارية "ملك البيتزا"، إن مشاركة العلامة في معرض الامتيازات العراقية تهدف إلى تعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية، واستكشاف فرص التوسع عبر منح الامتياز التجاري لشركاء محتملين. وأضاف: أن المشاركة تشكل فرصة لعرض جودة منتجات "ملك البيتزا" والنموذج التشغيلي الناجح الذي تتبعه العلامة أمام المستثمرين ورواد الأعمال الباحثين عن فرص استثمارية واعدة.

وقال محمد صغير قاسم المعمري، مدير عام شركة "الأخوة للفضيات" لفروع سلطنة عُمان: إن مشاركة الشركة في معرض الامتيازات العراقية تأتي بهدف تعزيز التجارة، والترويج للاستثمار، وتوسيع نطاق الامتياز التجاري "الفرنشايز" في السوق العراقي. وأضاف: كما نسعى من المشاركة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من الشركات في جمهورية العراق، من بينها شركاء تجاريون محتملون يحملون أسماء تجارية قائمة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الشركات التي سبق التعاون معها، والتواصل مع مندوبي الشركة المتواجدين في العراق.

ويُعد معرض الامتيازات العراقية من أبرز الفعاليات التي بين رواد الأعمال والمستثمرين وشركات الامتياز التجاري والوكالات المحلية والدولية، بهدف منح فرص استثنائية للتوسع والنمو في بيئة تجارية تنافسية في السوق العراقي. ويوفر المعرض فرصة لاستكشاف أسواق جديدة، مما يساعد الشركات على زيادة مبيعاتها وتوسيع قاعدة عملائها، كما يتيح المعرض تفاعلا مباشرا بين العلامات التجارية المشاركة وزوار المعرض، مما يسهم في تعريف الزوار بالمنتجات والخدمات المقدمة، وتعزيز الوعي بالعلامات التجارية.

ويهدف المعرض إلى ربط الامتيازات المحلية والدولية بالمستثمرين، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع نطاق الأعمال، كما يسعى المعرض إلى تسهيل التواصل وبناء العلاقات المهنية واستكشاف الفرص التسويقية الواعدة بما يمكن المشاركين من دخول أسواق جديدة وتحليل الاتجاهات الحالية لدعم استراتيجياتهم المستقبلية، ويسهم المعرض أيضا في تعزيز الحضور التجاري على المستويين المحلي والدولي، من خلال فتح المجال للقاءات المباشرة بين الشركات والعملاء والمستثمرين والشركاء المحتملين، بهدف إنشاء شراكات تجارية مثمرة ومستدامة.








 

مقالات مشابهة

  • «جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها
  • "الغرفة": 15 علامة تجارية عُمانية تشارك في "معرض الامتيازات العراقية"
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • العلاقات العُمانية الإيرانية نحو مزيد من الشراكة
  • الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة تُبرز الهوية السعودية في معرض ثقافي في منزل الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون
  • رابط الضمان الاجتماعي المطور.. استعلام برقم الهوية في السعودية 2025
  • مدرب الوداد: رونالدو إضافة وأتمنى أن يكون ضمن صفوفنا
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تحافظ على تصنيفها الائتماني عند "BB+" مع نظرة مستقرة
  • الجبهة الوطنية: الأزمات والتحديات التي تواجهها الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة خارج الأطر التقليدية
  • "ماتشاري".. مسلسل تركي جديد يسلّط الضوء على أسرار العائلات وصراعات الأجيال في قالب درامي مشوّق