عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
جاء ذلك ضمن لقاء خاص مع الجزيرة تناول كذلك العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي، والموقف من التطورات في سوريا، إضافة إلى تقييمه لتداعيات هجوم طوفان الأقصى على المنطقة.
وأكد عراقجي أن تاريخ العلاقات الإيرانية الأميركية "مليء بالعداء وانعدام الثقة"، مشيرا إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، زادا من تعقيد المشهد.
ورغم وجود إدارة جديدة في البيت الأبيض، يرى الوزير الإيراني أن "الكلمات وحدها لا تكفي"، معتبرا أنه على واشنطن اتخاذ خطوات عملية لاستعادة الثقة، مثل إعادة الأموال الإيرانية المجمدة والوفاء بالتزاماتها السابقة.
وحول احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أوضح عراقجي أن إيران لا تمانع الحوار المباشر مع أميركا، لكنها تُصر على حصر المفاوضات في الملف النووي، كما حدث سابقا، مشيرا إلى أن إدخال قضايا أخرى سيُعقد المحادثات.
حرب شاملةوفيما يتعلق بتهديدات إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية، رد عراقجي بأن إيران قادرة على الرد الفوري والحاسم، محذرا من أن أي هجوم سيتحول إلى "حرب شاملة" في المنطقة.
وتناول عراقجي الملف السوري بالقول إن إيران تدعم تشكيل حكومة "يشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري"، مع رفض أي تدخل خارجي أو محاولات لتقسيم سوريا.
إعلانوأكد أن الهدف الإيراني يتمثل في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن التدخلات الإسرائيلية والأجنبية هي التي أدت إلى الأزمة.
وأشار إلى وجود تنسيق إيراني مع قطر حول العديد من الملفات ومنها مناقشة دعم غزة، معربا عن تقديره لدور الدوحة في "وقف إطلاق النار الأخير".
انتصار غزةوأضاف أن زيارته لقطر شملت لقاء مع قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث هنأهم بـ"انتصار غزة"، مؤكدا استعداد طهران لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني.
واعتبر عراقجي أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، رغم الخسائر البشرية والمادية.
وأكد أن "الشعب الفلسطيني في غزة أحيا القضية التي كادت تُنسى بسبب التطبيع"، مشيرا إلى أن العالم أصبح يرى "الطبيعة القاتلة للكيان الصهيوني" بعد المجازر ضد المدنيين.
ورغم الاعتراف بفقدان قيادات بارزة كالأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقيادات في المقاومة الفلسطينية، أكد عراقجي أن المقاومة اكتسبت خبرات ستجعلها "أكثر فعالية"، معتبرا أن خطاب المقاومة أصبح اليوم "حيّا أكثر من أي وقت مضى".
31/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مشیرا إلى أن عراقجی أن
إقرأ أيضاً:
المنطقة تقف على شفير حرب شاملة... هل سيُحيَّد لبنان؟
ما حدث فجر اليوم ليس "حربًا وقائية" كما وصفتها إسرائيل. فالضربات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت موقع التخصيب النووي "نطنز"، والتي أدّت إلى مقتل أكثر من قيادي إيراني، لن تمرّ مرور الكرام إيرانيًا، خصوصًا أن ما تضمّنه كلام كل من مرشد الثورة الإيرانية السيد على خامنئي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تهديدات متبادلة ينذر بأن المنطقة مقبلة على حرب واسعة وطويلة.فإيران ستردّ حتمًا على الضربات الإسرائيلية الموجعة، وبالتالي فإن الردّ على الردّ سيفتح الباب واسعًا أمام احتمال دخول المنطقة في حرب مواجهة لا أحد يمكنه أن يتوقع ما سيكون مصيرها، وذلك استنادًا إلى كلام السيد خامنئي، الذي أكد "أن على النظام الصهيوني أن يتوقع عقابًا شديدًا. وأضاف: "بهذه الجريمة، أعد النظام الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا، وسيُلاقيه حتمًا".
أمّا نتنياهو فقد أعلن "أننا في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل" بعدما أسمى العملية بـ "شعب كالأسد".
أمّا اللافت في هذه "اللحظة الحاسمة" ما صدر عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي قال "لقد اتخذت إسرائيل الليلة إجراءات أحادية ضد إيران. نحن لسنا مشاركين في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل بأنها ترى أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن النفس. إتخذ الرئيس ترامب والإدارة كل الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، ونواصل التواصل الوثيق مع شركائنا في المنطقة. دعوني أكون واضحًا: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين".
فهل هذا يعني بداية "حرب شاملة؟
قد يكون الجواب نعم، وقد يكون كلا، لكن ما هو واضح أنه ليس في إمكان أحد توقّع ماذا يمكن أن تؤدي إليه هذه التطورات قبل أن تردّ إيران. إلاّ أن هذا الهجوم، وفي هذا التوقيت بالذات، وعشية عودة المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والتي كانت مقرّرة بعد غد الأحد في عُمان، يُعتبر أكبر تصعيد منذ سنوات وقد يفتح ثغرات لحروب أوسع، خصوصًا إذا ارتفعت الردود أو شملت أطرافًا أخرى، كـ "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق، والحوثيين في اليمن.
ويبقى السؤال الأهم بالنسبة إلى اللبنانيين، وهو: هل ستتّجه الجبهة اللبنانية نحو التصعيد؟
حتى الآن، لم يصدر أي موقف من قادة "حزب الله"، وإن كان من المتوقع أن تتوالى ردود الفعل تبعًا للمستجدات الراهنة، ولم يُعرف بعد ما إذا كان "الحزب" قادرًا على إدخال لبنان من جديد في "حرب مساندة لإيران" هذه المرّة. لكن ما هو مؤكد حتى اللحظة أن أي تحرّك من قبل "حزب الله" أو أي تحشيد جنوبي لبنان لم يظهر بشكل فوري عقب الغارات الإسرائيلية. ولكن ومع ذلك، فإن "حزب الله" لن يسكت عن هذه الهجمات على إيران، وقد يكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في عمليات الردّ كما حصل في صيف 2024 حين شارك بإطلاق صواريخ على إثر الهجمات الإسرائيلية على إيران.
فكل الاحتمالات تبقى واردة في انتظار الردّ الإيراني. فهل سيكون ردّ "حزب الله" محدودًا عبر إطلاقه بعض الصواريخ على أهداف إسرائيلية محدّدة، أم سيلجأ إلى سياسة التروي والانتظار؟
فـ "حزب الله"، الذي تعرّضت بيئته في حربه الأخيرة مع إسرائيل لأقسى النتائج الكارثية، هو في موقف لا يُحسد عليه. فإذا تضامن مع إيران وشارك في الردّ فإنه سيتوقع حتمًا ألاّ تبقى تل أبيب مكتوفة الأيدي، وهي التي لا تحتاج إلى ذرائع جديدة لكي تستمر في حربها التي بدأتها في أيلول الماضي، حين أقدمت على اغتيال الأمين العام السابق لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله" بعد عملية "البيجر"، وما تلاها من حرب تدميرية وممنهجة. ولكن فرضية مشاركة "حزب الله" في عملية الردّ الإيراني تبقى واردة. إلاّ أن ثمة اتجاهًا آخر داخل الحزب يميل أصحابه إلى عدم المشاركة في الردّ الإيراني المتوقع، وذلك تماشيًا مع المنطق السائد، وهو أن طهران لم تبادر إلى الدفاع عن جمهور "الحزب" عندما كان يتعرّض لأبشع حرب استعمل فيها العدو، ولا يزال، كل قدراته الجوية والمخابراتية والمعلوماتية، في استهدافاته المتكررة.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيُحيَّد لبنان، الذي عانى من الحروب الإسرائيلية المتفرقة؟
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة لا حرب شاملة في المنطقة Lebanon 24 لا حرب شاملة في المنطقة